تعد العلاقات المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس، التي بناها مع وادي السيليكون خلال خمس سنوات قضاها في صناعة التكنولوجيا حاسمة في صعوده السياسي، وذلك في ضوء دور مليارديرات التكنولوجيا في دعمه سياسيا، حسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن فانس سافر إلى سان فرانسيسكو الشهر الماضي لإقامة حفل لجمع التبرعات لدونالد ترامب واستضافة عشاء خاص بعد ذلك مع عشرين من المديرين التنفيذيين والمستثمرين في مجال التكنولوجيا والعملات الرقمية.



كان الموقع هو قصر باسيفيك هايتس الفخم الذي يملكه ديفيد ساكس، وهو رائد أعمال ومذيع بودكاست كان فانس قد التقى به من خلال المستثمر التكنولوجي بيتر ثيل، وكان فانس، البالغ من العمر 39 سنة، قد عمل لدى إحدى شركات ثيل الاستثمارية في سان فرانسيسكو في سنة 2016، حسب التقرير.

وخلال حفل العشاء، كان  ترامب جالسا بين ساكس وتشاماث باليهابيتيا، وهو مستثمر تكنولوجي آخر، واستطلع آراء الحاضرين بشكل غير رسمي حول من سيختار نائبا له في الانتخابات الرئاسية، ورغم وجود مرشح آخر لمنصب نائب الرئيس وهو دوغ بورغوم، حاكم ولاية داكوتا الشمالية، كان لدى ساكس وباليهابيتيا وآخرين نفس الإجابة: اختاروا  فانس.


وأوضحت الصحيفة، أن فانس أمضى أقل من خمس سنوات في صناعة التكنولوجيا في وادي السيليكون؛ حيث عمل كرجل أعمال مبتدئ في مجال رأس المال الاستثماري ومسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا الحيوية، ورغم أنه لم يترك بصمة تذكر على الساحة التكنولوجية، إلا أنها كانت فترة تكوينية دعمت صعوده المذهل في الحزب الجمهوري وعلى مستقبله السياسي ككل.

وبحسب الصحيفة، فقد كانت فترة عمل فانس في مجال التكنولوجيا حاسمة في إقامة علاقات مع المديرين التنفيذيين وملياريدرات المستثمرين، بما في ذلك ثيل وساكس وإيلون ماسك، وقد قام هؤلاء الرجال بتمويل طموحات فانس السياسية بشكل متكرر، ورفعوا من مكانته بين المتبرعين الأثرياء الآخرين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وضغطوا على ترامب لاختياره كنائب له.

فقبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، تبرع ثيل بمبلغ 15 مليون دولار لدعم حملة فانس لمجلس الشيوخ، وتبرع ساكس بمليون دولار للجنة عمل سياسي تدعم ترشح فانس، وفي منشور على موقع تروث سوشيال يوم الإثنين، أشار ترامب إلى "مسيرة  فانس المهنية الناجحة للغاية في مجال الأعمال التجارية في مجال التكنولوجيا والمال" كأحد أسباب اختياره كنائب له، وفقا للتقرير.

وبحسب ناثان ليامر، الرئيس التنفيذي لشركة "فيكسد جير ستراتيجيز" وهي شركة استشارات في مجال السياسة التقنية، فإن تجربة فانس في مجال التكنولوجيا أثرت على تفكيره؛ حيث بنى علاقة مع بعض المؤثرين المهمين الذين أصبحوا الآن مع ترامب.

ولكن إذا تم انتخاب ترامب وفانس إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فمن غير الواضح ما إذا كان فانس سيبقى داعما لمصالح وادي السيليكون، فقد أثنى على لجنة التجارة الفيدرالية التي رفعت قضايا مكافحة الاحتكار ضد أكبر شركات التكنولوجيا، ودعا إلى تفكيك شركة جوجل لأنها كانت "شركة تكنولوجيا تقدمية بشكل واضح"، وفقا للتقرير.

وأشارت الصحيفة، إلى أن فانس بدأ طريقه إلى صناعة التكنولوجيا عندما كان طالبا في كلية الحقوق بجامعة ييل؛ ففي سنة 2011، التقى بثيل بعد أن ألقى المستثمر خطابًا في جامعة ييل؛ حيث سخر من الآفاق المهنية لطلاب القانون وجادل بأنه من الأفضل قضاء وقتهم في وادي السيليكون.


وكتب فانس في مقال نُشر في عام 2020 في مجلة أدبية كاثوليكية: "لا يزال حديث بيتر أهم لحظة في فترة دراستي في كلية الحقوق بجامعة ييل".

وظل فانس على اتصال بثيل، الذي كتب دعاية ترويجية لمذكرات فانس في سنة 2016 بعنوان "مرثية هيلبيلي"، كما شجّع ثيل أيضا على تعيين فانس في منصب في شركة ميثريل كابيتال، وهي شركة استثمارية شارك ثيل في تأسيسها، وانضم فانس إلى الشركة في سنة 2016 كمدير، وفقا للتقرير.

وفي ذلك الوقت تقريبًا، أشارت الصحيفة إلى أن شهرة  فانس بدأت في الصعود بعد أن أصبح كتاب "مرثية هيلبيلي" من أكثر الكتب مبيعا، وبينما كان ثيل قد جذب الانتباه بسبب دعمه للسيد ترامب، ذهب فانس في اتجاه مختلف، واصفًا نفسه بأنه "لا يحب ترامب أبدًا" في مقابلة مع تشارلي روز في ذلك الخريف.

بعد عدة أشهر، غادر فانس شركة ميثريل كابيتال بعد خلاف مع الشريك الإداري للشركة، أجاي رويان، حسبما قال ثلاثة أشخاص مطلعين على الوضع.

وأفادت الصحيفة أنه في عام 2017، أصبح  فانس شريكا في شركة ريفوليوشن، وهي شركة استثمارية أسسها ستيف كيس، أحد مؤسسي شركة أمريكا أون لاين، وبدأ في تقسيم وقته بين أوهايو وواشنطن، حيث مقر الشركة، وعمل هناك لمدة 18 شهرا تقريبا.

وفي عام 2020، أسس فانس شركته الاستثمارية الخاصة، ناريا كابيتال، ولجأ إلى علاقاته في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل إريك شميدت والمستثمر الملياردير مارك أندريسن وثيل لجمع صندوق بقيمة 120 مليون دولار، ووافق  ثيل على العمل في اللجنة الاستشارية لقيادة ناريا، حسبما قال شخص مطلع على العلاقة.

خلال هذه الفترة، أصبح فانس مهتما بدعم منصات التكنولوجيا التي يفضلها المحافظون، بما في ذلك شبكة بارلر الاجتماعية، وقال شخصان على دراية بالمناقشات إنه قدم المشورة لريبيكا ميرسر، المساهمة المسيطر في بارلر وأحد كبار المتبرعين الجمهوريين، وفكر في الاستثمار في الشركة، حسب التقرير.

ولم يستثمر في نهاية المطاف في بارلر، لكنه استثمر إلى جانب  ثيل في شركة "رامبل"، وهي شركة منافسة على يوتيوب يفضلها المحافظون، في سنة 2021. كما استثمرت شركته أيضًا في شركة "آب هارفست"، وهي شركة زراعية داخلية مقرها كنتاكي، والتي تم طرحها للاكتتاب العام في أواخر 2020. وأعلنت الشركة إفلاسها السنة الماضية.

في ذلك الوقت تقريبًا؛ شارك  فانس في تأسيس شبكة من كبار المتبرعين المحافظين مع بعض قادة التكنولوجيا، تسمى شبكة روكبريدج، وفي تموز/يوليو 2021، أعلن عن ترشحه لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، ووافق  ثيل على دعمه وتوسط في محادثات بين ترامب وفانس الذي سعى للحصول على دعم الرئيس السابق.

وقال ترامب عندما أيّد ترشح فانس لمجلس الشيوخ: "ربما قال جي دي فانس بعض الأشياء غير الجيدة عني في الماضي، لكنه يفهم الأمر الآن، وقد رأيت ذلك بوضوح".

ومنذ ذلك الحين، توترت علاقة ثيل بترامب بينما توطدت علاقة فانس بالرئيس السابق. وفي مؤتمر في خلال الشهر الماضي، قال  ثيل إنه سيصوت للسيد ترامب فقط "إذا وُجه مسدس إلى رأسه".


وأجرى ثيل مكالمات لتشجيع ترامب على اختيار  فانس، حسبما قال شخصان مطلعان على المكالمات. وقال شخصان آخران مقربان من المستثمر إن ثيل من المرجح أن يدعم  فانس الآن كمرشح لترامب في الانتخابات الرئاسية، وأضافا أنه بعد أن أعلن ترامب عن اختيار  فانس كمرشحه يوم الإثنين، أرسل  ثيل رسائل إلى مقربين منه معبرًا عن حماسه.

وأضافت الصحيفة أن إيلون ماسك شجع ترامب على اختيار  فانس في اتصالات خاصة مؤخرًا، وفي يوم الإثنين، وصف  ماسك اختيار  فانس بأنه "قرار ممتاز".

واعتمد فانس على ساكس، الذي وصفه بأنه "واحد من أقرب المقربين" له في السياسة في حفلٍ هذا الربيع، وبعد ذلك الحدث، قدم فانس ساكس إلى الابن الأكبر لترامب، دونالد ترامب الابن. وقد أُعجب الرئيس السابق بثروة ساكس وشهرته الإعلامية، حسبما قال شخص مطلع على تفكير ترامب للصحيفة.

واختتمت الصحيفة التقرير،  بالقول إنه في حفل جمع التبرعات لترامب في سان فرانسيسكو الشهر الماضي، رد ساكس الجميل لفانس، وقال إن هذا الحدث رفيع المستوى، الذي جمع 12 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية، لم يكن ليحدث بدون فانس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية فانس وادي السيليكون ترامب وادي السيليكون الإنتخابات الأمريكية ترامب فانس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مجال التکنولوجیا وادی السیلیکون حسبما قال وهی شرکة فانس فی فی شرکة فی ذلک فی سنة

إقرأ أيضاً:

«تبريد» تستكمل برنامج «معيار الكربون المعتمد»


أبوظبي (الاتحاد)
كشفت شركة «تبريد» عن استكمال برنامج «معيار الكربون المعتمد»، في إحدى محطاتها في أبوظبي، ما يؤهلها لإنتاج شهادات خصم الكربون للتعويض عن الانبعاثات، ما يعد إنجازاً كبيراً ضمن جهود الشركة للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع التبريد.
ونفّذت «فيرا»، وهي وكالة مستقلة غير ربحية ومتخصّصة في وضع المعايير الرائدة عالمياً للإجراءات المرتبطة بالمناخ والتنمية المستدامة، دراسة شاملة استغرقت عاماً كاملاً، لعمليات محطة تبريد المناطق التي توفر خدمات التبريد المستدام ﻷحد المشروعات التجارية والسياحية الضخمة في الدولة.
وأكدت الدراسة أن عمليات المحطة، التي يمكنها توريد 28 ألف طن من التبريد، تحقّق مزايا بيئية كبيرة، نظراً لكفاءتها العالية في استخدام الطاقة، حيث تحدّ من انبعاث 19 ألفاً و320 طناً تقريباً من الكربون سنوياً، بفضل ترشيدات استهلاك الكهرباء (مقارنة بحلول التبريد التقليدية).
وأشار تقرير «فيرا» إلى أن نظام تبريد المناطق سيحل محل أنظمة التبريد الأخرى، التي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، نظراً لكفاءته العالية في استهلاك الطاقة، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
وتُثبت نتائج التقرير أيضاً، أهلية شركة «تبريد» لتداول الائتمانات الكربونية (في السوق الطوعية)، بصفتها شركة تساهم في الحدّ من الانبعاثات الكربونية بشكل فعّال، وهو ما يعد إنجازاً كبيراً لـ «تبريد» ولقطاع تبريد المناطق بأكمله.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى، التي تتمكن فيها شركة متخصصة في مجال طاقة المناطق، من تحقيق هذا الإنجاز، ما يُتيح لها فرصة زيادة إيراداتها من تداول الائتمانات الكربونية، وتحقيق المزيد من التقدم نحو الحياد الكربوني في عملياتها، في الوقت الذي تبحث فيه العديد من الشركات حول العالم، عن طرق كثيرة لتعويض انبعاثاتها الكربونية.
يأتي هذا التطوّر بعد العديد من المبادرات التي أطلقتها «تبريد» خلال عام 2023 في مجال الطاقة المتجددة، التي تضمنت تصميم وتأسيس أول محطة تبريد مناطق تعمل بالطاقة الحرارية الأرضية المتجددة بالتعاون مع شركة أدنوك.
وقال خالد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة «تبريد»: لطالما كانت «تبريد» في طليعة الابتكار في قطاع تبريد المناطق، ولا شك أن دورنا الريادي الذي تعززه مثل هذه الإنجازات، يشكل دافعاً جديداً للشركات الأخرى لتحذو حذونا.
وأضاف أن تبريد هي أول شركة تستكمل هذا النوع من الدراسات، في مجال طاقة المناطق، على الصعيد العالمي، وأهم ما جاء في نتائج هذه الدراسة أنها تعتمد، بأساليب علمية وموثوقة، أن أنظمة تبريد المناطق هي أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بطرق التبريد التقليدية، ما يؤكد نجاعة القطاع في تحقيق الحياد الكربوني.

 

مقالات مشابهة

  • هل يصدم الديموقراطيون مرة ثانية لترشيحهم امرأة لمنصب الرئاسة ؟
  • وصول فريق من شركة سويسرية متخصصة في إدارة المخلفات إلى بنغازي
  • هاريس:أنا مع إسرائيل القوية ولن أحجب السلاح عنها
  • وزير الكهرباء يبحث مع «سيمنس» التعاون في مجال توطين صناعة المهمات الكهربائية
  • هاريس:أنا مع إسرائيل قوية ولن أحجب السلاح عنها
  • ياسر إدريس يكشف تفاصيل ترشحه كأول مصري لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب الماء
  • نائب وزير الإسكان يبحث أوجه التعاون مع شركة متخصصة في تكنولوجيات مياه الشرب والصرف الصحي
  • «تبريد» تستكمل برنامج «معيار الكربون المعتمد»
  • "إي آند إنتربرايز" تستحوذ على شركة تركية للخدمات السحابية
  • انطلاق منتدى Tech Invest النسخة الخامسة في العاشر من سبتمبر