أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للحرير الطبيعي بالعالم
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
الحرير هو أحد الأقمشة الفاخرة والمنسوجات اللامعة التي تكتسب شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وتشمل الصفات الرئيسية لألياف الحرير مظهرها اللامع وملمسها الفاخر ومرونتها وخفة وزنها وقوتها.
وهو عبارة عن ألياف طبيعية ومتعددة الاستخدامات مشتقة من شرانق دودة القز، وهناك عدة مراحل لإنتاج الحرير؛ من تربية دودة القز وحصاد الشرانق إلى غزل الحرير ونسجه وتشذيبه.
ويعتمد السوق على عوامل مثل الطلب المتزايد على السلع الفاخرة، والتقدم في تقنيات إنتاج الحرير، والشعبية المتزايدة للأقمشة المستدامة والصديقة للبيئة.
ومن المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الحرير العالمي 20 مليار دولار أميركي في عام 2024 وأن يصل إلى 44.6 مليار دولار أميركي بحلول عام 2034 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.4% خلال الفترة المتوقعة من 2024 إلى 2034 وفق ما ذكرت منصة "فيوتشر ماركت إنسايت".
هناك 4 أنواع رئيسية من الحرير الطبيعي يتم إنتاجها في جميع أنحاء العالم وفق ما ذكرت منصة "بيدل سوير سيلكس" وهي:
حرير التوت حرير إيري حرير تاسار حرير موغاويكفي أن نعلم أنه لإنتاج كيلوغرام واحد من الحرير، تستهلك 3 آلاف دودة قز 104 كيلوغرامات من أوراق التوت. ويستغرق صنع ثوب" كيمونو" (ثوب تقليدي ياباني) من الحرير الخالص حوالي 5 آلاف دودة قز، وفق ما ذكرت منصة "ميديم".
تطبيقات الحرير الطبيعي في الصناعة والعلوم الحديثةيتم استخدام الحرير الطبيعي في عدد كبير من الصناعات والمنتجات والتطبيقات العلمية وفق ما ذكرت منصة "وورلد أتلاس" ومنصة "ألايد ماركت ريسيرتش" ومن أبرزها:
صناعة الألبسة والمنسوجات الحريرية الفاخرة الصناعات الإلكترونية: كملفات عزل لأجهزة الاستقبال اللاسلكية والهواتف الاستخدامات الطبية: وتشمل مواد الخياطة والضمادات الطبية الأدوية والمستحضرات الصيدلانية: يتمتع حرير التوت بخصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للحساسية ويمكنه علاج العديد من أمراض والتهابات الجلد. صناعة السيارات: يستخدم الحرير أيضا كمكون للإطارات الاستخدامات العسكرية: يستخدم في صناعة المظلات وأكياس البارود. العوامل الرئيسية المحفزة لنمو سوق الحريرغالبا ما يرتبط الحرير بالفخامة نظرا لنعومته ولمعانه ومتانته، ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الأقمشة الفاخرة مثل الحرير، مع ارتفاع الدخل عالميا، وخاصة في الاقتصادات الناشئة.
ومن أهم العوامل المحفزة لنمو السوق وفق ما ذكرت منصة "فيوتشر ماركت إنسايت":
الحرير عنصر أساسي في صناعة الأزياء، حيث يحرص المصممون على دمجه في مجموعاتهم بشكل متكرر، وتلعب اتجاهات الموضة وتفضيلات المستهلكين دورا مهما في دفع الطلب على الملابس والإكسسوارات الحريرية. يؤدي التقدم التكنولوجي في إنتاج الحرير، مثل تحسين تقنيات تربية ديدان القز وطرق المعالجة المبتكرة، إلى إنتاج منتجات حرير ذات جودة أعلى وزيادة الكفاءة في إنتاج الحرير. أدى ظهور منصات التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة عبر الإنترنت إلى جعل منتجات الحرير في متناول المستهلكين في جميع أنحاء العالم. وتوفر هذه المنصات طريقة ملائمة للمستهلكين لشراء منتجات الحرير، واستكشاف مجموعة واسعة من الخيارات من موردين مختلفين. التحديات في سوق الحرير تتضمن عملية إنتاج الحرير عمالة كثيفة بما في ذلك تربية ديدان القز، وجمع الشرانق، واستخراج الحرير. ويمكن أن تؤثر تكاليف الإنتاج المرتفعة، بما في ذلك تكاليف العمالة، وتكاليف الأعلاف، ونفقات الطاقة، على ربحية زراعة الحرير وإنتاجه. إنتاج الحرير حساس للظروف الجوية وتقلبات المناخ، فالأحداث الجوية المعاكسة مثل الجفاف والفيضانات ودرجات الحرارة القصوى يمكن أن تعطل دورات إنتاج الحرير، وتقلل من إنتاجه، وتؤثر على جودته، مما يؤدي إلى نقص العرض وتقلبات الأسعار. ديدان القز معرضة للإصابة بالأمراض والآفات والإصابات الطفيلية التي قد تؤدي إلى تقليص أعداد شرانق الحرير، وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة لمنتجي الحرير. كما أن تفشي الأمراض، مثل العدوى البكتيرية والأمراض الفيروسية، قد ينتشر بسرعة داخل مستعمرات ديدان القز ويعرض إنتاج الحرير للخطر. يواجه الحرير منافسة من الألياف الصناعية مثل البوليستر والنايلون، والتي توفر جودة مماثلة بتكاليف إنتاج أقل. وإنّ توافر البدائل الصناعية غير المكلفة والتفضيل المتزايد للأقمشة الصناعية في تطبيقات السوق يمكن أن يشكل تحديا لنمو سوق الحرير.
وفيما يلي قائمة بأكبر 10 دول منتجة للحرير الطبيعي الخام في العالم عام 2022 وفق ما ذكرت "اللجنة الدولية لتربية دودة القز" وهي منظمة حكومية دولية مسجلة لدى الأمم المتحدة، وتعمل على تطوير صناعة تربية دودة القز والحرير في العالم. وكذلك وفق ما ذكرت دراسة علمية تناولت إنتاج الحرير الخام في العالم منذ عام 2011 وحتى عام 2022.
الصين: 50 ألف طن متري الهند: 36.6 ألف طن متري أوزبكستان: 2037 طن متري فيتنام: 1067 طن متري تايلند: 435 طنا متريا البرازيل: 375 طنا متريا كوريا الشمالية: 370 طنا متريا إيران: 275 طنا متريا بنغلاديش: 35 طنا متريا اليابان: 10 أطنان مترية أكبر 10 دول مصدرة للحرير الطبيعي في العالموفيما يلي قائمة بأكبر 10 دول مصدرة للحرير الطبيعي في العالم عام 2022 مقومة بالدولار الأميركي وفق ما ذكرت منصة "أو إيه سي وورلد".
الصين: 914 مليون دولار (47.9% من الحرير المصدر في العالم) إيطاليا: 264 مليون دولار (13.8%) فيتنام: 148 مليون دولار (7.76%) أوزبكستان: 94.1 مليون دولار (4.93%) رومانيا: 87.3 مليون دولار (4.57%) الهند: 86 مليون دولار (4.51%) فرنسا: 49.2 مليون دولار (2.58%) البرازيل: 37 مليون دولار (1.94%) اليابان: 32.2 مليون دولار (1.69%) كوريا الجنوبية: 29.6 مليون دولار (1.55%) أكبر 10 دول مستوردة للحرير الطبيعي في العالمرغم أن الهند من كبار منتجي الحرير الطبيعي في العالم فإنها أيضا من كبار المستوردين بسبب صناعة النسيج المزدهرة والطلب العالمي على المنتجات الحريرية التي تنتجها في البلاد وخارجها، كما تبرز إيطاليا من بين كبار المستوردين بسبب الإقبال الكبير على المنتجات الحريرية الفاخرة التي تصنعها. وفيما يلي قائمة بأكبر 10 دول استيرادا للحرير الطبيعي في العالم وفق ما ذكر المصدر السابق.
إيطاليا: 323 مليون دولار (16.9%) الهند: 305 ملايين دولار (16%) فرنسا: 112 مليون دولار (5.86%) اليابان: 102 مليون دولار (5.33%) رومانيا: 87.3 مليون دولار (5%) فيتنام: 90.7 مليون دولار (4.75%) الصين: 90.7 مليون دولار (4.75%) الولايات المتحدة: 72.8 مليون دولار (3.81%) باكستان: 60.1 مليون دولار (3.15%) طاجيكستان: 43.6 مليون دولار (2.28%) أكبر 3 دول عربية منتجة للحريرلا يوجد اهتمام قوي بإنتاج الحرير في المنطقة العربية، وتستورد معظم الدول العربية ما تحتاجه من الحرير لصناعتها النسيجية من الأسواق العالمية.
وفيما يلي قائمة بأكبر 3 دول عربية منتجة للحرير عام 2021 وفق ما ذكرت "اللجنة الدولية لتربية دودة القز".
مصر: 2 طن متري تونس: 2 طن متري سوريا: 1 طن متريالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحریر الطبیعی إنتاج الحریر ملیون دولار أکبر 10 دول طنا متریا من الحریر طن متری
إقرأ أيضاً:
من الطين إلى طريق الحرير.. مشاريع طالبان لربط أفغانستان داخليا وخارجيا
كابل- على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب العاصمة الأفغانية كابل، كان الحاج حفيظ جكري يقف بجانب شاحنته المتوقفة على أطراف الطريق القديم المؤدي إلى قندهار.
تحوّلت أجزاء من الطريق إلى برك طينية بسبب الأمطار، وتسببت الأعطال المتكررة في مضاعفة وقت الرحلة التي يُفترض أن تستغرق 6 ساعات فقط.
وبينما ينفض الطين عن حذائه، قال "لو أكملوا ترميم الطريق كما وعدوا، لكنا أوصلنا البضائع في نصف الوقت".
الطريق الذي يعاني منه جكري ليس مجرد طريق محلي، بل هو محور إستراتيجي يربط العاصمة بالمناطق الجنوبية الحيوية، ويُعد من أبرز مشاريع البنية التحتية التي تعوّل عليها سلطات طالبان لتحفيز الاقتصاد وتعزيز الترابط الداخلي، في ظل غياب التمويل الدولي واستمرار العزلة السياسية التي تواجهها الحكومة منذ سيطرتها على الحكم في أغسطس/آب 2021.
الطريق السريع كابل – قندهار.. العودة إلى العمود الفقريتراهن حكومة طالبان على مشروع إعادة تأهيل الطريق السريع كابل-قندهار الممتد على طول 483 كيلومترًا، والذي يربط العاصمة بـ5 ولايات رئيسية: كابل، لوكر، غزني، زابل، وقندهار. هذا الطريق يُعد شريانًا حيويًا للتجارة والتنقل، وركيزة أساسية في ربط الجنوب بالمركز.
تاريخيًا، بدأ العمل في هذا الطريق في خمسينيات القرن الماضي بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيه آي دي" (USAID)، ثم جرى تطويره لاحقًا في السبعينيات، لكنه تضرر بشدة خلال الحروب المتعاقبة، خاصة في التسعينيات وفترة ما بعد 2001، نتيجة التفجيرات المتكررة وغياب الصيانة.
إعلانوتدهوُر بنيته التحتية تسبب في وقوع حوادث مرورية مأساوية، وجعل الرحلات عليه تستغرق أضعاف الوقت المعتاد.
يقول عدد من السائقين الذين تحدثت إليهم "الجزيرة نت" إن الطريق بات "تهديدًا يوميًا للحياة"، خاصة في المناطق الجبلية والمنعطفات الحادة.
ويروي عصمت الله عزيز، من ولاية غزني، كيف فقد شقيقه في حادث اصطدام حافلتين بسبب حفرة عميقة، مضيفًا "إصلاح هذا الطريق لا يعني فقط تسهيل التجارة، بل إنقاذ حياة الناس".
وبالتوازي مع إعادة تأهيل الطريق السريع، تنفذ الحكومة مشاريع لربط المناطق النائية ببعضها وتعزيز الترابط الوطني. من أبرز هذه المشاريع:
طريق كران منجان – بارون: يربط بين ولايتي بدخشان ونورستان، ويمتد على 175 كيلومترًا، تم تعبيد 104 كيلومترات منه حتى الآن. وأوضح حافظ مولوي نقيب الله فرقاني، مدير الهندسة في لواء الدفاع الخاص، أن "الطريق لا يخدم فقط السكان المحليين، بل يربط الشمال بالشرق، ويسهل التواصل التجاري مع باكستان عبر ممر شاه سليم". ويتوقع للمشروع أن يقلل المسافة بين كابل وبدخشان بأكثر من 230 كيلومترًا. طريق بريان بنجشير – بهارك بدخشان: بطول 210 كيلومترات، وقد تم تعبيد 148 كيلومترًا منه. ويهدف إلى تقليص المسافة بين العاصمة وولاية بدخشان، وتمكين عبور المركبات الثقيلة، مما يعزز فرص التنمية المحلية. نفق سالنغ.. ترميم شريان جبال هندوكوشويُعد طريق سالنغ من أبرز الممرات الحيوية التي تربط شمال أفغانستان بوسطها، ويمر عبر نفق جبلي طوله 2.7 كيلومتر في سلسلة جبال هندوكوش.
وشُيد هذا الطريق بدعم سوفياتي في ستينيات القرن الماضي، وشكل أحد أعمدة التواصل الاقتصادي بين الشمال والجنوب.
لكن النفق تعرّض للإهمال والتخريب بسبب الحروب والانهيارات الثلجية. وفي عام 2023، أطلقت الحكومة مشروعا كبيرا لإعادة تأهيله، شمل صب الخرسانة داخل النفق وترميم الممرات الواقية من الانهيارات.
إعلانوصرّح عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، بأن المشروع هو ثاني أكبر مشروع وطني بعد قناة قوش تبه، مؤكدًا أهميته في تحسين السلامة وتيسير التجارة الداخلية.
وعود ببنية تحتية مستدامةووفقًا لوزارة الأشغال العامة، تم إنجاز أو إطلاق أكثر من 80 مشروعًا للطرق خلال العام الماضي، تتراوح بين إعادة تأهيل الطرق السريعة، بناء الجسور، وربط القرى الريفية بالمراكز الحضرية.
وأوضح النائب الفني للوزارة، المولوي عبد الكريم فاتح، أن الوزارة تسعى لبناء شبكة وطنية حديثة تلبي المعايير الدولية. وأضاف "أكملنا ترميم أكثر من 1698 كيلومترًا من الطرق الإسفلتية، ونستخدم خرائط محدثة وتقنيات بناء حديثة لضمان المتانة لعقود".
وأشار المتحدث باسم الوزارة، محمد أشرف حقشناس، إلى أن "مشاريع الطرق ليست مجرد إسفلت، بل أدوات تنموية تؤدي دورًا مباشرًا في إنعاش الاقتصاد".
وأكد أن هذه المشاريع ساهمت في تقليل تكاليف النقل بنسبة تصل إلى 30%، وخلق آلاف فرص العمل المؤقتة والدائمة، وتحسين وصول المنتجات الزراعية إلى الأسواق، رغم ما تواجهه الحكومة من صعوبات في التمويل ونقل المعدات إلى المناطق الجبلية.
ولا يقتصر الطموح الحكومي على تحسين الربط الداخلي، بل يتعداه إلى تحقيق اختراق إقليمي، خاصة باتجاه الصين.
ففي أقصى شمال شرق البلاد، بدأت السلطات بشق طريق بري عبر ممر واخان نحو الحدود الصينية، ضمن خطط للانضمام إلى "مبادرة الحزام والطريق" التي تقودها بكين.
ويأمل المسؤولون أن يتحول هذا المشروع إلى منفذ تجاري جديد يربط أفغانستان بالصين وآسيا الوسطى. ويقول مراقبون إن نجاح مشروع واخان-كولان قد يُحدث تحولًا إستراتيجيًا كبيرا؛ نظرًا لكونه يربط بين 3 كتل جغرافية محورية: الصين، جنوب آسيا، وآسيا الوسطى.
إعلان تمويل محدود.. وتساؤلات حول الشفافيةوفي ظل تجميد الأصول وغياب المساعدات الدولية، تعتمد الحكومة على الجمارك والضرائب، بالإضافة إلى دعم محدود من دول مثل الصين وتركيا.
بَيد أن بعض التقارير أشارت إلى منح عقود دون منافسة مفتوحة، مما يثير تساؤلات حول الشفافية وآليات التعاقد.
ما بعد الطرق.. هل يقود الإسفلت إلى التنمية؟ويرى محللون أن مشاريع الطرق قد تكون مدخلًا لتعزيز الاقتصاد وإثبات الجدارة الحكومية، لكنهم يحذرون من أن تبقى هذه المشاريع شكلية إذا لم تُقرن بإصلاحات هيكلية، وشراكات خارجية فاعلة، ومشاركة مجتمعية حقيقية.
وفي النهاية، يبقى السؤال الكبير: هل تنجح طالبان في استخدام البنية التحتية كرافعة اقتصادية؟ أم أن الإسفلت وحده لا يكفي لعبور أفغانستان من العزلة إلى الاستقرار؟