باكو- رغم قدرة العاصمة الأذرية باكو على خطف الأنظار والقلوب للوهلة الأولى منذ الهبوط في مطار علييف الدولي، والخروج إلى شوارعها المفعمة بسحر الشرق والغرب معا، فإن الزائر يشعر بأن هناك سرا ما، شيئا غير مفهوم.
حلقة مفقودة تتشكل أجزاؤها بمرور الوقت، فالمدينة التي تعتمد بشكل رئيسي على السياحة، يبدو أن جمالها يُخفي جانبا آخر بعيدا عن أضواء أبراجها ومراكزها التجارية وفنادقها الفخمة.
قبل الوصول إلى أذربيجان قرأت كثيرا عنها، أبرز معالمها وأهلها وتعاملهم مع السائحين، كانت غالبية التجارب تؤكد جمال البلد ولطف أهلها وطريقتهم الودودة في الترحيب والضيافة.. كان ذلك بالفعل ما وجدته -كسائح- لكن بضعة أيام كانت كفيلة برؤية جانبا آخر لهذا الوجه المشرق.
خلال التجول في أنحاء العاصمة يمكن بوضوح مشاهدة منازل متهالكة وشوارع ضيقة وأناس بملامح بائسة، جنبا إلى جنب مع الأبراج الشاهقة اللامعة والطرقات الفسيحة النظيفة والفنادق ذات الخمس نجوم، في وضوح كامل للفروق الكبيرة بين الطبقات في البلاد، مثلها في ذلك مثل باقي دول العالم الثالث.
وبالقرب من المطاعم والمقاهي، ينتشر متسولون، يطلب منك أحدهم "مانات" واحد (عملة البلاد التي تساوي 0.6 دولار تقريبا) ليشتري به طعاما، فيما يصطف طابور من السيارات الفارهة في انتظار الحصول على مكان مناسب لصف السيارات.
وفي أذربيجان التي يشكل المسلمون الشيعة غالبية سكانها، وتضم أكثر من ألفي مسجد بعضها تاريخي، لا يسمح الأذان للصلوات، حيث منع المجلس الإسلامي الأعلى في البلاد منذ عام 2007 رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في باكو وعدد من المدن، كما أن ارتداء الحجاب في المدارس محظور منذ عام 2010.
زاوية أخرى من هذا الوجه، تتعلق باللغة، فهذا البلد الذي يسعى لمكان على خريطة السياحة العالمية، يواجه السائح فيه مشكلة التعامل مع الأذريين، فغالبيتهم لا يتحدث سوى الأذرية، وبعض من بقايا الروسية، نسبة قليلة تتحدث الإنجليزية أو على الأقل تفهمها، ليجد الزائر نفسه في حيرة من أمره، كيف يتعامل وكيف يقضي يومه؟!
لا أعرف لماذا رأيت كثيرا من تفاصيل العاصمة المصرية القاهرة في باكو، نفس الشوارع التي تفوح منها رائحة التاريخ والحضارات المتعاقبة، نفس الزحام وثقافته ورعونة غالبية السائقين ورغبة الكثير منهم في الحصول على المزيد من أموالك.
في المنطقة القديمة من باكو، التي تقع ضمن لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو ويعود بناؤها إلى القرن السابع الميلادي، تشعر أنك تتجول في شارع المعز لدين الله بالقاهرة، أو ربما في حارات سوق واقف بالعاصمة القطرية الدوحة، فقط الفارق أن المدينة القديمة في باكو ليست فقط للسياحة وإنما يسكنها الكثيرون.
أما شارع نظامي المخصص للمشاة والتسوق في وسط باكو، والمسمى على اسم الشاعر الفارسي الكلاسيكي نظامي كنجوي، فيشبه شوارع كثيرة في بلادنا العربية والإسلامية، تجده قريبا لحي مشيرب في قلب الدوحة ولشارع الاستقلال الشهير في مدينة إسطنبول التركية، حيث يعج بمئات الرواد وعشرات المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي الممتلئة بمن يدخنون الأرجيلة ويلعبون الطاولة و"الدومينو".
يبدو أن باكو التي أنهت لتوها أكثر من 30 عاما من الحرب في ناغورني قره باغ تشبهنا، أو أننا نرى أوطاننا فيها، ولعل هذا جزء من سحرها الذي يجذب إليها الزائرين من كل أنحاء العالم، خاصة من عالمنا العربي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی باکو
إقرأ أيضاً:
كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير.. مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني
أقيمت حلقة نقاشية بعنوان دور المرأة في الفن ضمن فعاليات اليوم الثالث بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في 11 بالمتحف اليوناني الرماني برعاية هيئة تنشيط السياحة.
وتحدثت المخرجة كوثر يونس عن تجربتها بمسلسل 80 باكو كونه عمل يتحدث عن دور المرأة، قائلة: "سعيدة بمشاركتي بفعاليات مهرجان الإسكندرية لأني أحب هذا المهرجان.
وأكدت "يونس" أنها عملت مع المؤلفة غادة عبد العال على الورق، بشكل ارتجالي، وأشارت إلى أن ما جذبها في المسلسل أن البطلة كانت تشبههها في جانب المشاعر وأنا "جرّتها" لذلك، لأنها كانت منسوبة لمكان وهذا كان محرك مشاعر الشخصية الأساسية،وبجانب كل شخصية كان لديها مشكلة.
وأضافت: "وأنا كسيدة كنت أشعر أن بوسي تلمسني بشكل ما،لأنها كانت تريد أن تجمع 80 باكو لكي تتزوج"
وأكدت: "ردود الأفعال أبهرتني والتعليقات من السيدات أن الشخصيات تشبههن،وشكل حكي الموضوع هو كان تركيزي الأكبر وطريقة حكي الحدوتة.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 2 مايو، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.
ويُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.