سبأ :

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، السعي إلى تعزيز العمليات العسكرية اليمنية في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط بعد أن أصبحا ميداناً تحت السيطرة.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية “بقدر ما قد وصل إليه تأثير عملياتنا في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، نسعى لتعزيز العمليات في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، لأن هذا الميدان أصبح تحت السيطرة في منع العدو الصهيوني واستهداف العدو الأمريكي والبريطاني، وأصبحت العمليات فاعلة وقوية ومتمكنة ومؤثرة جداً”.

وأضاف “سننقل -إن شاء الله- هذا المستوى من التصعيد والتأثير للعمليات بشكل متصاعد إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”، مؤكداً على الجبهة الإعلامية أن تظهر الحقائق المهمة للناس التي يعترف بها الأعداء بالإحصائيات والأرقام، ومدى تأثير العمليات العسكرية اليمنية على اقتصاد العدو الصهيوني، والأمريكي والبريطاني.

ودعا قائد الثورة إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في ساحات ميدان السبعين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات حسب الترتيبات المعتمدة.. معبراً عن الأمل في أن يستمر الشعب اليمني بكل نشاط وحيوية وشجاعة ثبات ووفاء تقربا إلى الله، وفاءً مع الله ورسوله ودينه وكتابه من أجل الشعب الفلسطيني المظلوم.

وتابع “كما خرج شعبنا العزيز الأسبوع الماضي وأسمع صوته فإنه سيستمر في موقفه المتكامل نصرة للشعب الفلسطيني رغم أنف كل عميل، ولن يتردد ولن يتراجع عن موقفه مع فلسطين وهو أولى بالتحرك النشط دون كلل أو ملل”.

وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى العمليات العسكرية اليمنية وتأثيرها على العدو الأمريكي، والبريطاني، والصهيوني.. مشيراً إلى أن الأمريكي نتيجة لتأثير وضغط عمليات القوات المسلحة اليمنية دفع لتوريط عملائه وعلى رأسهم قارون العصر، ويسعى لتوريط النظام السعودي عسكرياً بدلاً من حلبه اقتصادياً فقط.

ولفت إلى أن الأمريكي يدفع بعملائه إلى الهاوية نتيجة مستوى التأثير لعملياتنا.. مجدداً التأكيد على أن الأمريكي يسعى في هذه المرحلة بالتحديد لتوريط عملائه والزج بهم في المعركة بدلاً عنه أو إلى جانبه.

وأوضح أن الشعب اليمني وجه في خروجه المليوني العظيم الجمعة الماضية التحذير للنظام السعودي قارون العصر وقرن الشيطان .. مضيفاً “على النظام السعودي أن يفهم ويدرك أن أصوات الملايين التي خرجت يوم الجمعة الماضية وصلت صداها إلى القارات السبع تحمل تحذيراً جاداً، وليس كلاماً يذهب في الهواء وعليه أن يُدرك هذه الحقيقية، وإذا ورط نفسه وأصر على خطواته العدوانية التي لا مبرر لها إطلاقاً في تصعيده ضد شعبنا العزيز فهو خاسر”.

وتابع “نحن كشعب يمني ننطلق من قضية عادلة وموقف محق وندرك أن سبب تورط السعودي خدمة لإسرائيل وطاعة لأمريكا، وإذا كان السعودي مستعد أن يضحي بمستقبله ويخسر الخسائر الرهيبة والكبيرة ويفشل خططه الاقتصادية من أجل الإسرائيلي والأمريكي، فلا جدوى لخطة 2030 ولا لخطط تطوير مطار الرياض ليكون من أكبر المطارات في العالم”.

وأردف قائلاً “إذا كان السعودي يرى أن خدمته لإسرائيل وطاعته لأمريكا تستحق منه كل تلك التضحية والخسائر، فنحن في الموقف الأفضل والأقوى والأعظم، والأهم نمتلك العدالة التامة بقضيتنا، لأننا شعب مظلوم واستهدف بغير حق، ودون أي مبرر، ونحن في موقف الحق ومناصر للشعب الفلسطيني، فنحن الأولى بأن نضحي ونصبر مهما كانت النتائج، لأننا نتحرك في قضية عادلة وهناك فرق كبير بين الموقفين”.

واستطرد “هناك فرق بين الموقف السعودي الذي يصعد ويعتدي ويظلم خدمة لإسرائيل وطاعة لأمريكا، وبين موقفنا ونحن ندفع الظلم عن شعبنا وأنفسنا ونواجه العدوان الذي لا مبرر له ضد بلدنا في إطار موقفنا الذي هو موقف الحق والعدل، ننطلق فيه بناء على انتمائنا الإيماني طاعة لله ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم”.

وأكد السيد القائد أن مآلات بغي وعدوان النظام السعودي يكتبها الله، وقد كتب أن العاقبة للمتقين في وعده بالقرآن الكريم.. محذراً وناصحاً السعودي من عواقب خطيرة وخسارة بكل ما تعنيه الكلمة، إذا استمر في مسار البغي والعدوان.

وتطرق إلى التأثير الاقتصادي على العدو الإسرائيلي الذي وصل بوضوح إلى درجة أن يعلن إفلاس ميناء أم الرشراش، الذي كان مصدر دخل ضخم لاقتصاد للعدو على مستوى الإيراد المالي والحركة الاقتصادية والتجارية.. لافتا إلى أن إعلان العدو إفلاس ميناء أم الرشراش، هو نتيجة للحصار اليمني في البحر الأحمر.

وأشار إلى أن مستوى التأثير على اقتصاد العدو الإسرائيلي وصل لدرجة إغلاق 46 ألف شركة إسرائيلية حتى اليوم، ويعود ذلك لمجمل الموقف المساند لغزة وجبهات الإسناد والمجاهدين في غزة.

وقال قائد الثورة ” لتأثير الموقف اليمني وعملياتنا على العدو صدى وتداعيات كبرى وصلت إلى درجة أن صحيفة أمريكية كتبت في مقال مثير للجدل وعنونت: “عصر حاملات الطائرات انتهى”، ولم تعد حاملات الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” التي كان لها هيبتها ونفوذها وتأثير ذلك الشبح المخيف لدول العالم بعد صدى عمليات القوات المسلحة اليمنية”.

وبين أن الإعلام الإسرائيلي يصف ساحة اليمن في مواجهة الأمريكي والبريطاني بالبعيدة جغرافيا لكنها من أقوى الساحات، وإعلام الصهاينة يؤكد أن الأمريكيين يخوضون الحرب نيابة عنهم، وأنهم أنقذوهم من العديد من المشاكل الاستراتيجية.

وأشار إلى أن الأمريكي في عدوانه على بلدنا شن هذا الأسبوع 13 غارة في الحديدة وحجة وهو يُدرك ألا تأثير لعملياته لا في منع عمليات القوات المسلحة اليمنية ولا في الحد منها.

وتحدث السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن عمليات الجبهة اليمنية في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” لهذا الأسبوع التي تمت بـ 25 صاروخاً باليستياً ومجنحاً ومسيرة وزورقاً بحرياً.

وأوضح أن إجمالي عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالأمريكي والإسرائيلي والبريطاني بلغ إلى 170 سفينة، مضيفاً “هناك فاعلية عالية جداً بحمد الله لعمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب”.

ولفت إلى أن حركة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، أصبحت شبه معدومة، وحالة نادرة جداً سرعان ما تستهدف، وهناك انخفاض كبير بحركة السفن المرتبطة بالأمريكي والبريطاني وما إن تمر حتى تستهدف بالصواريخ والطائرات المسيرة وبزورق الطوفان المدمر.

وأفاد بأن العمليات في البحر لها تأثير مهم جداً على الحركة التجارية الأمريكية، وبالتالي على نتائج تتعلق بالوضع الاقتصادي في أمريكا وبريطانيا والعدو الإسرائيلي، وتأثيرها مهم جداً.

وتناول قائد الثورة في كلمته الأنشطة الشعبية المستمرة وبأعلى مستوى وتفوق أي نشاط مساند للشعب الفلسطيني في أي بلد بالعالم، حيث بلغ إجمالي المظاهرات والمسيرات والوقفات والأمسيات والندوات 584 ألفاً و215 فعالية، فيما بلغ عدد المتدربين عسكرياً في التعبئة 374 ألفاً و232 متدرباً وهذا مسار مهم أحث وأؤكد عليه.

وبين أن الأنشطة العسكرية للتعبئة من مناورات وعروض عسكرية ومسير عسكري بلغت ألفاً و970 مناورة وعرضاً ومسيراً عسكرياً.. لافتاً إلى أن فاعلية تأثير دور جبهات الإسناد واضحة وهي فرضت في هذه المرحلة معادلة جديدة في غاية الأهمية.

وأكد قائد الثورة أن العدو الصهيوني كان يسعى للانفراد بالشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وتهجير أبنائه، فإذا به يواجه جبهات متعددة تقف في هذا المستوى والحضور.

وقال “مندوب العدو الصهيوني بمجلس الأمن، اشتكي من دول المحور التي تساند الشعب الفلسطيني، وتحديداً من اليمن الذي فرض حظراً بحرياً ضد العدو الصهيوني، وقال مخاطباً مجلس الأمن لماذا عندما نتحدث عن الخطر والحظر في البحر الأحمر والحوثيين تدسون رؤوسكم في التراب، وليس من عادة العدو الإسرائيلي أن يشتكي، بل اعتاد في كل المراحل الماضية أن يشتكي منه الآخرون ولا يبالي لتكبره وتغطرسه”.

وعلق السيد القائد على مندوب العدو في مجلس الأمن قائلاً “الكثير من دول العالم ما زالت تمتلك قدراً من الذكاء لتصون نفسها عن التورط في القتال لخدمتكم أيها المجرمون الصهاينة وهناك غباء فاحش ورهيب لدى بعض الحكومات العربية أعطى الإسرائيلي أملاً في تحريكهم في هذه المرحلة في وقت وصل وضعكم إلى فشل كبير ولو كان الذكاء يُشترى لاشترينا منه لأولئك الأغبياء من بعض العرب ولو بأغلى الأثمان شفقة عليهم مما هم فيه من غباء”.

وأكد أن موقف جبهات الإسناد مهم ومؤثر ويتطلب الاستمرار والتصعيد.. وقال” توجهنا وعزمنا وإصرارنا أن نسعى مع كل جبهات الإسناد في الاستمرار والتصعيد لمساندة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، كما هو على مستوى العمليات العسكرية”.

وقال “مهما كانت حجم التضحيات والتطورات، حتى لو تدخلت أنظمة عربية مع العدو الصهيوني، فإن ذلك لن يؤثر أبداً في موقفنا على الإطلاق، وسنسعى مع أي تدخل أن تكون عملياتنا وتصعيدنا بالشكل المؤثر على الأعداء ومن يتورط مع العدو الإسرائيلي، سيخسر كما خسر الأمريكي والبريطاني من قبله”.

وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى المظاهرات الشعبية المستمرة في الدول الغربية كما هي مظاهرات في ألمانيا وفرنسا والنمسا وإيرلندا وإيطاليا وبريطانيا بالرغم من القمع والاضطهاد في عدة دول وفي كندا واليابان والبرازيل وإسبانيا والدنمارك.

وشدد على ضرورة استمرار الأنشطة والحضور الشعبي .. مضيفاً “مطلوب أن تستمر الأنشطة والحضور الشعبي حتى نصل إلى النتيجة الكبرى وهي النصر الحاسم الذي وعد الله به”، منوهاً باستمرار تظاهرات الشعب المغربي في مقابل خيانة النظام في المغرب وعمالته للعدو الإسرائيلي، وهناك مواصلة للمظاهرات هذا الأسبوع في الأردن وتونس.

وأكد قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي على رأس جبهة الكفر بعدوانه على غزة، واليهود والصهاينة يحملون راية الطاغوت في هذا العصر.. لافتا إلى أن جبهة الكفر والنفاق يحاولون أن يتجهوا بالمجتمعات البشرية نحو الانحراف عن رسالة الله وتعاليمه القيمة، مبيناً أن دولاً عربية تقدّم نفسها على أنها الحضن العربي وكبرى الدول العربية والأكثر تأثيراً فيها تتحرك لدعم العدو وتزويده بمختلف البضائع.

وأفاد بأن علاقة بعض الدول العربية بالعدو ودعمها وإسنادها له تضاعفت في الوقت الذي تتفرج على الشعب الفلسطيني وهو يتضور جوعاً، وليس هناك شعب في العالم يعاني سكانه من الجوع إلى درجة الوفيات مثل ما هو الحال في غزة.

وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن دولاً مجاورة لفلسطين تمتلك الأموال والإمكانات الهائلة، تقدّم الغذاء والبضائع للعدو الإسرائيلي بدلا من إغاثة الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن تقديم الدعم لكيان العدو على حساب الشعب الفلسطيني خيانة لله ورسوله، وهذا من النفاق.

وقال “ألمٌ نفسيٌ شديد يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعانون من الجوع عندما يعرفون أن كبار الدول العربية تحمل مئات الشاحنات الغذائية للعدو الإسرائيلي”، معتبراً وحشية العدو الإسرائيلي في غزة هي الصورة الواضحة لسبيل المجرمين الذين أمرنا الله بالجهاد ضدهم.

وأضاف “للشهر العاشر والعدو الإسرائيلي يواصل إبادته الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، والسبت الماضي ارتكب العدو مجزرة في مواصي خان يونس استخدم فيها ثمان قنابل أمريكية فتاكة ومدمرة لاستهداف النازحين في خيام قماشية”.

وأكد قائد الثورة، أن وحشية العدو الإسرائيلي الفظيعة أصبحت بالنسبة له حالة نفسية وسلوكاً مستمراً يمارسه.. معبراً عن الأسف للحالة الرسمية التي تسود العالم وعند العرب والمسلمين من جمود وتفرج إزاء ما يحدث من جرائم قتل وإبادة في غزة، ولا يوجد أي تحرك عربي وإسلامي جاد على مستوى المعاناة الإنسانية.

وبين أن الجانب الإعلامي مقصر في الاهتمام بالجانب الإنساني في غزة، ومعاناة الجرحى والمرضى رهيبة جداً.. مشيراً إلى أن المنظمات جامدة وليس لها تحرك أو ضغط رغم تبجّح قادة العدو فيما يمارسونه من جرائم بحق المدنيين في غزة والأراضي المحتلة.

ولفت إلى أن تدنيس حرمة المسجد الأقصى الشريف والحرم الإبراهيمي مستمرة وهناك حرب حقيقية يشنها العدو في الضفة الغربية، معتبراً الأمريكي شريكاً فعلياً وأساسياً مع العدو الإسرائيلي في كل الجرائم والممارسات الإجرامية الظالمة.

وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الصمود في غزة يفوق كل التوقعات، والشعب الفلسطيني ثابت رغم حجم المعاناة الكبيرة، وهناك صدمة كبيرة لدى العدو الإسرائيلي والأمريكي من عقيدة القتال والقدرة على ترميم القدرات لدى كتائب القسام.

وتابع “تزداد ضراوة القتال يوماً بعد يوم في الوقت الذي كان العدو الإسرائيلي يتوقع حسم المعركة نهائياً لصالحه”، مؤكداً أن كتائب القسام ومعها سرايا القدس وبقية الفصائل في قطاع غزة تمكنت من التكيّف مع ميدان المعركة، وهناك تجنيد لمزيد من المجاهدين وإنتاج للذخائر في ظل حصار شديد جداً من إيصال السلاح إلى غزة.

كما أكد أن مستوى تأثير العمليات في غزة وصل إلى منع العدو من الاستقرار في أي محور أراد أن يستقر فيه، والرشقات الصاروخية ما تزال مستمرة هذا الأسبوع لسرايا القدس.

وقال “نحن أمام فشل واضح للعدو الإسرائيلي من إنهاء المقاومة، وعنوان الاستهداف للقادة الفلسطينيين جعله العدو مساراً أساسياً في عدوانه على غزة وهو فاشل في ذلك”.. لافتا إلى أن هناك نشاط للعدو الإسرائيلي لتأليب بعض الفلسطينيين ضد المجاهدين في قطاع غزة، ما يتطلب أن يكون كل أبناء الشعب الفلسطيني حذرين من الوقوع في فخ العدو واستغلالهم لتبني أي موقف سلبي.

وحمل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن كل ما يحصل في غزة كونه المعتدي والمجرم والظالم والمحتل، مشدداً على ضرورة أن تحظى المقاومة بقطاع غزة بالمساندة والتأييد من كل أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات.

وأعرب عن الأسف لإعلام بعض الأنظمة العربية المناصرة للعدو الإسرائيلي وعمله بنشاط مكشوف لترديد المنطق الإسرائيلي، لافتا إلى أن “الإسرائيلي يسعى لأن يحمل وزر ما يفعله من جرائم بشعة البريء المظلوم المعتدى عليه ومن يقف ضده ويتصدى لعدوانه”.

وأشاد بمستوى الوعي والبصيرة للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة وهو الذي تدور رحى جرائم الإبادة عليه من قبل العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوربياً.

كما تحدث قائد الثورة عن جبهة حزب الله التي تُعد جبهة كبرى وفاعلة وساخنة ومؤثرة على العدو الإسرائيلي، الذي يعترف بأنه في ورطة تاريخية ويصف ما يجري له شمال فلسطين بأسوأ هزيمة له هناك منذ عام 1948م.

وعرّج على الجبهة العراقية التي نفذت هذا الأسبوع عمليات بالطائرات المسيرة باتجاه ميناء حيفا وضد أهداف في أم الرشراش المحتلة، وهذا الأسبوع كان هناك عملية مشتركة بين الجيش اليمني والمقاومة الإسلامية في العراق.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي السید عبدالملک بدر الدین الحوثی المحیط الهندی والبحر الأمریکی والبریطانی العملیات العسکریة العدو الإسرائیلی للعدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی للشعب الفلسطینی العدو الصهیونی جبهات الإسناد لافتا إلى أن هذا الأسبوع قائد الثورة أن الأمریکی على مستوى على العدو فی البحر فی غزة

إقرأ أيضاً:

نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات

الثورة نت

نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، 16 رمضان 1446هـ / 16 مارس 2025م.

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

بالأمس أعلن العدو الأمريكي عن جولةٍ جديدةٍ من العدوان على بلدنا، ونَفَّذ عِدَّة غارات، وكذلك عمليات بالقصف البحري، استهدف بها المنازل والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء، وفي عددٍ من المحافظات اليمنية، وأسفرت تلك الاعتداءات عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى، في تلك المحافظات التي استهدفها العدو الأمريكي، وهناك عددٌ من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء.

هذا العدوان هو عدوانٌ غاشمٌ ظالمٌ، في إطار الطغيان الأمريكي والعربدة الأمريكية تجاه أُمَّتنا، والهدف منه واضحٌ، وهو: الإسناد للعدو الإسرائيلي، بعد أن أعلن بلدنا موقفاً واضحاً، في الإسناد للشعب الفلسطيني، تجاه ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويعٍ لأهل غزَّة، ومنعٍ لدخول المساعدات الإنسانيَّة، ومنعٍ تامٍ لدخول البضائع إلى قطاع غزَّة.

جريمة التجويع لاثني مليون فلسطيني جريمة كبيرة جدًّا، بكل ما توصَّف به كبار الجرائم، جريمة ضد الإنسانيَّة بكل ما تعنيه الكلمة؛ ولـذلك فكل من له ضميرٌ إنسانيٌ، وكل من له انتماءٌ صادقٌ إسلامي، لا يمكنه أن يسكت تجاه ذلك، ومن المؤسف أن يكون الموقف العام للأنظمة في العالم الإسلامي- في أغلبها- وفي العالم العربي، موقفاً بارداً تجاه ذلك، ليس هناك أي تَحَرُّك جادّ، لمنع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع تام لأهل غزَّة، بل وصل الحال به الآن إلى السعي لتعطيشهم، والسعي لمنع الماء عنهم.

وما يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة هو مأساة كبيرة، يتجاهلها الكثير من الناس، ولا يتفاعلون معها؛ لأن السقف لدى الكثير من الناس- بحسب الترويض الإسرائيلي حتى يتفاعل- أن يكون هناك إبادة شاملة، بالقتل بالقنابل والسلاح، فقد يتابع؛ وإلَّا فقد تضعف حتى مسألة المتابعة للأحداث، حينما يكون الوضع هناك دون ذلك، في مستوى أقل، لكن مسألة التجويع لأهل غزَّة، ومنع الغذاء عنهم، لا بدخول المساعدات الإنسانيَّة، ولا بحركة البضائع، ليست قضيةً سهلة، هي توجُّهٌ نحو الإبادة لهم، بوسيلة من وسائل الإبادة، وهي: التجويع ومنع الغذاء عنهم.

الآن خمسة عشر يوماً والعدو الإسرائيلي مغلقٌ للمعابر إلى القطاع، مانعٌ لدخول المساعدات والبضائع، ومعنى ذلك: أن المعاناة قد زادت لدى الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ومن يتابع ما يجري هناك، ويلحظ حجم المعاناة الكبيرة، يدرك أنها مأساة كبيرة.

وهناك في المقابل مسؤولية، مسؤولية على أُمَّتِنَا قبل غيرها، على المسلمين جميعاً، على كل شعوبنا وبلدان أُمَّتِنا، أين هو التحرك الجاد لمنع ذلك، وللضغط بإدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني؟ ليس هناك أي تَحرُّك جاد، أين هو على المستوى السياسي، أكثر من مسألة بيانات؟ أين هو على المستوى الاقتصادي؟ ليس هناك أي موقف يرقى إلى مستوى الموقف بما تعنيه الكلمة، في أي مجالٍ من المجالات من جانب معظم الأنظمة، وهي مؤثِّرة على مواقف شعوبها، التي تَجْمُد وتبقى متفرِّجة.

معنى ذلك: أن هناك خطر كبير على هذه الأُمَّة، عندما يكون هناك إخلال كبير بالتزاماتها الإنسانيَّة، والدينيَّة، والإيمانيَّة، والأخلاقيَّة، وتفريط في واجباتها الكبرى؛ خشيةً من أمريكا، هذه هي الحقيقة، وخوفاً من أمريكا؛ لأن الأمريكي يتدخل مع الإسرائيلي كشريك في كل جرائمه، وكحامٍ له؛ لينفِّذ ما يشاء ويريد من الجرائم، ثم يتولى الأمريكي دور الحماية له، هذه هي المشكلة التي أوصلت هذه الأُمَّة، في معظم بلدانها وشعوبها، رسمياً وشعبياً، إلى هذا المستوى من التفريط، والتقصير في التزاماتها الإيمانيَّة، والإنسانيَّة، والأخلاقيَّة.

وكان الواجب، وأُمَّتِنا هي في شهر رمضان، والعادة أن يُقْبِل الناس أكثر على تلاوة كتاب الله، أن يتذكَّر الجميع هذه المسؤولية الإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، والإيمانيَّة، وأن يدركوا- في نفس الوقت- الخطأ والخطر الكبير، عندما يصل واقع الناس إلى أن تكون خشيتهم من أمريكا، وخوفهم من أمريكا، أكثر من خوفهم من العقوبة الإلهية، والعذاب الإلهي، حينما يُفرِّطون في مسؤوليات كبيرة، وعظيمة، ومُقَدَّسة، ومهمة، وضرورية لهذه الأُمَّة، ضرورية لهذه الأُمَّة؛ لأن ما تقبل به هذه الأُمَّة على الشعب الفلسطيني من إبادة، من تجويع، من قتل، من تهجير، من ظلم، دون ردة فعل، دون موقفٍ جادّ؛ هي بذلك تفتح الأبواب للشرِّ على نفسها، والحال نفسه سيكون تجاه أي بلد عربي آخر، أي بلد مسلم آخر، أينما اتَّجه الأمريكي والإسرائيلي لفعل ما فعلوه في فلسطين، سواءً في البلدان المحيطة بفلسطين، أو بغيرها؛ ستكون النتيجة هي النتيجة: يتفرَّج الباقون، يكونون مُكَبَّلين بالخوف والرعب والذُّلّ، وهذا ما يُجَرِّئُ الأمريكي أكثر.

هذا له مخاطر كبيرة على هذه الأُمَّة؛ لأنه- بالفعل- يُشَجِّع الأمريكي، ويُشَجِّع الإسرائيلي، وكلاهما ليس عنده أي وازع من ضمير، أو أي مراعاة لاعتبارات أخرى، يعني: هم لا يُقَدِّرون لأي شعب، أو بلد، أنه تفرَّج عليهم، وهم يفعلون ما يفعلونه في بلدٍ عربيٍ أو مسلمٍ آخر، فَيُقَدِّرون لذلك البلد العربي والإسلامي أنه تَفرَّج، ولم يتدخل، هذا لا يفيده شيئاً بالنسبة لهم؛ هُمْ أصحاب أطماع كبيرة، ومشاريع عدوانية إجرامية يستهدفون بها أُمَّتنا، ولديهم منطلقات عقائدية، ومنطلقات أيضاً تعود إلى نزعتهم الاستعمارية، وسلوكهم الطغياني والإجرامي.

لذلك كان موقف بلدنا اليمن، وقراره في الإسناد للشعب الفلسطيني، واتِّخاذ قرار بحظر الملاحة الإسرائيلية، وبشكلٍ واضح أن هذا القرار يَخُصُّ العدو الإسرائيلي فقط، وبهدف الضغط عليه؛ من أجل السماح، ومن أجل فتح المعابر، لدخول المساعدات الإنسانيَّة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وإنهاء التجويع.

ما يجري هناك هو تجويع بالفعل، ويضاف معه التعطيش، في ظل نكبة كبيرة يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع، بعد الإبادة لخمسة عشر شهراً، والدمار الشامل للقطاع، وتدمير كل مقومات الحياة فيه، يعني: ليست الظروف التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة ظروفاً عادية، يكون تأثير مثل هذا القرار بمنع دخول المساعدات، ودخول البضائع، قراراً لا تأثير له بشكلٍ كبيرٍ عليه، التأثير كبير؛ لأن الوضعية صعبة من أساسها، ليس هناك لا مخزون غذائي، الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة لا يمتلك أي مخزون من الغذاء، ليس هناك نشاط زراعي، ليس هناك أي مقومات باقية للحياة، القطاع بكله مُدَمَّر بشكلٍ كامل، مقومات الحياة فيه مُدَمَّرة بشكلٍ كامل، والمشاهد واضحة لمن يتابع، فالظروف هناك هي صعبة للغاية؛ ولـذلك عندما أقدم العدو الإسرائيلي على هذه الخطوة، هو من اللحظة الأولى ألحق ضرراً بالغاً، ومعاناة حقيقية للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، والآن تزايدت المعاناة على مدى خمسة عشر يوماً، لم يحصل هناك منذ اللحظة الأولى أي تَحَرُّك جاد- كما قلنا- للأنظمة العربية، وللأنظمة في العالم الإسلامي، تَحَرُّك جاد بما تعنيه الكلمة.

ولـذلك نحن- وبحكم انتمائنا الإيماني، نحن شعبٌ قال عنه رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”: ((الْإِيْمَانُ يَمَان، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، هذا الانتماء الإيماني، وبضميرنا الإنسانيّ- لا يمكننا أبداً أن نتفرَّج تجاه ما يجري، بلدنا وقف مع الشعب الفلسطيني على مدى خمسة عشر شهراً، في إسناد طوفان الأقصى، في معركة طوفان الأقصى، في مواجهة الإبادة الجماعية، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بشراكةٍ أمريكيةٍ ضده، وشعبنا صمد، وتصدى أيضاً للعدوان الأمريكي، الذي كان في تلك المرحلة بكلها، على مدى خمسة عشر شهراً؛ إسناداً للعدو الإسرائيلي، كما هي الحالة الآن، صمد شعبنا في مواجهة العدوان الأمريكي، بكل ثبات، بكل فاعلية.

فشعبنا هو مستمرٌ في موقفه المساند للشعب الفلسطيني، وهناك خطوط حمراء في الوضع الفلسطيني، عندما يتَّجه العدو الإسرائيلي، وبشراكة أمريكية وحماية أمريكية، لارتكاب الإبادة الجماعية، هذا خطٌ أحمر، المسألة لا يمكن التَّفَرُّج عليها، هناك التزامات قانونية وإنسانيَّة حتى على غير المسلمين تجاه ذلك، في القانون الدولي، في مواثيق الأمم المتحدة، لكن الكل يفرِّطون بالتزاماتهم، في المجتمع الدولي، في البلدان الأخرى، يفرِّطون في التزاماتهم الإنسانيَّة تلك، وفي عالمنا الإسلامي يفرِّطون في التزاماتهم الإنسانيَّة، والدينيَّة، والأخلاقيَّة، والمرتبطة حتى بأمنهم القومي، وبمصالحهم كأمة مستهدفة، يفرِّطون في كل شيء تفرِّيطاً شاملاً، وهذا- كما قلنا- يشجِّع العدو الإسرائيلي، ويشجِّع معه الأمريكي شريكه وحاميه، يعني: لا يمثِّل حلاً للأُمَّة، لا يدفع الخطر عنها، ولا يمثِّل حلاً تجاه ما يجري؛ فقرار بلدنا لإسناد الشعب الفلسطيني، وقراره في منع حظر الملاحة فيما يخص العدو الإسرائيلي نفسه، هو في إطار هذا الالتزام الإنساني، والأخلاقي، والديني، والإيماني؛ للضغط بإدخال المساعدات، وإنهاء التجويع لاثنين مليون فلسطيني في قطاع غزَّة، ليست المسألة مسألة عادية يمكن التجاهل لها، أو التغاضي عنها، المسألة خطيرة، جريمة كبرى، ضد فئة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني، الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني.

ولـذلك فالعدو الأمريكي عندما ينفِّذ هذا العدوان، وهذه الغارات، فهو لن يحقق هدفه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، الحل الوحيد هو:

دخول المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزَّة.

إنهاء التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.

إنهاء التعطيش للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.

ما يجري هو أمرٌ فظيعٌ جدًّا، عندما يُقْدِم العدو الإسرائيلي على مثل هذه الخطوات، أو على خطوة الاستهداف للمسجد الأقصى، والسعي لمصادرته أو تدميره، أو للسعي للتهجير للشعب الفلسطيني، هذه يجب أن تكون لدى كل أُمَّتنا خطوطاً حمراء، لا تسمح بها الأُمَّة؛ لأن العدو عندما يدرك أن الأُمَّة مهما فعل، لا تتَّخذ أي خطوات عملية، ولا قرارات حقيقية، ولا مواقف جادّة؛ يُشَجِّعه ذلك على ما هو أسوأ؛ لأن سقفه في مشروع الصهيوني معروف، فكل خطوة تصعيدية كبيرة جدًّا، يُقْدِم عليها دون رد فعلٍ ولا موقف، ستشجعه للانتقال فيما بعدها إلى خطوة أكبر منها، وهو يريد- بالفعل- أن يسيطر بشكلٍ تامٍ على الشعب الفلسطيني، أن ينهي الوجود الفلسطيني، أن يُصَفِّي القضية الفلسطينية، هذا ما يريده العدو الإسرائيلي، ومعه العدو الأمريكي، كلاهما يعتنقان المعتقد الصهيوني، ويتبنيان المشروع الصهيوني، ويتحركان على أساسه، فالمسألة مسألة مهمة.

ولـذلك هذه الخطوط الحمراء، لا يمكن أبداً أن نُفرِّط نحن في التزامنا، ولو فرَّط الآخرون، أن نسكت نحن، ولو سكت الآخرون، فلن نسكت أبداً، هذا موقفنا بكل ما نستطيع، في مستوى قدراتنا وإمكاناتنا، وخياراتنا المتاحة؛ لأن هذه مسؤولية أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والتفريط فيها عليه عقوبة من الله، عليه جزاءٌ كبير في الدنيا والآخرة، ونحن من السهل بالنسبة لنا أن تكون مشكلتنا مع طغاة عصرنا، وأن يكون الخطر علينا من جهتهم، أن نضحِّي في سبيل الله تعالى، ولا أن يكون لنا مشكلة مع الله، أو نجلب على أنفسنا سخط الله، وغضب الله، وعذاب الله في الدنيا والآخرة؛ لأننا نطمئن أننا عندما نتَّخذ الموقف الصحيح، الذي يتطابق تماماً- كما قلنا- مع الالتزامات الإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، وحتى مع مصالح الأمن القومي لأُمَّتنا بكل الاعتبارات، ونتَّجه هذا التَّوجُّه من أجل الله تعالى، واستجابةً له؛ فإن الله هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ، {هُوَ مَوْلَانَا}[التوبة:51]، {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الأنفال:40]، نحن نثق بالله، نحن نثق بوعده الصادق، نحن نتوكل على الله، نحن نعتمد على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}[آل عمران:150]، {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}.

الأمريكي أيضاً في تصريحاته، وفي بياناته، يقول أيضاً: أن من أسباب هذه الجولة من عدوانه الجديد على بلدنا، هذا العدوان الغاشم، الظالم، الإجرامي، هو أيضاً بسبب وقوف شعبنا خلال الخمسة عشر شهراً مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة عدوان الإبادة الجماعية، الذي نفَّذه العدو الإسرائيلي، بشراكة أمريكية، وحماية أمريكية، ضد الشعب الفلسطيني، فهو أيضاً يُقَدِّم عدوانه هذا أنه يحاسب فيه شعبنا على وقفته المُشَرِّفة، الشجاعة، الكاملة، إلى جانب الشعب الفلسطيني، في مواجهة عدوان الإبادة الجماعية.

نحن نقول أيضاً: تلك الوقفة المشرِّفة، التي هي من أجل الله تعالى، وفي سياق هذه الالتزامات الإيمانيَّة، والإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، هي أيضاً موقفٌ لن يندم عليه شعبنا، موقفٌ مشرِّف، موقفٌ عظيم، موقفٌ يُمَثِّل قُربةً إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وموقفٌ زاد شعبنا قوةً، زاده قوةً على كل المستويات، بما في ذلك على المستوى العسكري، والقدرات العسكرية، وموقفٌ يُبَيِّض الوجه، وشعبنا العزيز انطلق فيه من منطلقٍ إيماني، ببصيرة عالية، بثباتٍ إيماني، بِعزَّةٍ إيمانيَّة؛ ولـذلك فشعبنا لن يتزحزح عن تَوَجُّهِه الإيماني، القرآني، الإنساني، الأخلاقي، مهما كان الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، نحن سنقف ضد هذا الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.

العدوان الأمريكي فاشل، وسيفشل بإذن الله تعالى، ولن يحقق أهدافه:

لن يحقق أهدافه في الضغط على شعبنا وبلدنا في التراجع عن موقفه، ولا عن قراره؛ لأنه موقفٌ أساسيٌ، موقفٌ مهمٌ، موقفٌ ضمن التزامات إيمانيَّة، وإنسانيَّة، وأخلاقيَّة، ودينيَّة، وضرورة، ضرورة فعلاً بكل ما تعنيه الكلمة، ضرورة كما سنشرح أيضاً حول هذه النقطة.

لن يحقق العدوان الأمريكي أهدافه في تقويض القدرات العسكرية لبلدنا بإذن الله تعالى؛ لأننا نحن نعيش تجربة جهادية، وتصدٍ للعدوان الأمريكي على مدى سنوات طويلة؛ وإنما هذه جولة من جولات العدوان الأمريكي، بل كما في المراحل الماضية، الأمريكي سيسهم بهذا العدوان الجديد، بهذه الجولة الجديدة من عدوانه، في تطوير قدراتنا العسكرية أكثر فأكثر بإذن الله تعالى.

سنواجه التصعيد بالتصعيد، هذا هو توجُّهنا، والبارحة قامت قواتنا المسلحة- وعلى الفور- بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة؛ للتصدي لتلك الاعتداءات، والغارات، والقصف الأمريكي على بلدنا؛ ولـذلك فهذا خيارنا، وهذا قرارنا، وهذا توجُّهنا، طالما استمر العدو الأمريكي في عدوانه على بلدنا، فبارجاته، وحاملة طائراته، وقطعه البحرية، ستكون مستهدفة بالطائرات المسيَّرة، وبالصواريخ، وأيضاً- مع ذلك- سيشمله قرار الحظر في الملاحة البحرية، طالما استمر في عدوانه، وهو الذي يسعى هو إلى التأثير على الملاحة البحرية، حينما يحوِّل البحر إلى ساحة حرب، هو الذي يؤثِّر هو بذلك على الملاحة البحرية؛ أمَّا قرارنا فكان واضحاً، كان يَخصُّ العدو الإسرائيلي فقط، والأمريكي الآن سيشمله الحظر، لكن تحويل الأمريكي للبحر إلى ميدان حرب، وساحة حرب، هذا يؤثِّر- بالفعل- على الملاحة الدولية.

ولـذلك من واجب كل الدول أن تعرف من الذي يُشكِّل خطورة على الملاحة، مَنِ الذي يُشكِّل تهديداً على الملاحة البحرية، وعلى حركة السفن؟ هو الأمريكي، الأمريكي والإسرائيلي هما مصدر شرّ، وخطر على مستوى العالم، وعلى مستوى المنطقة بكلها، الشَّرُّ منهم، الإجرام منهم، العدوان منهم، التوتير للوضع العام في هذه المنطقة منهم، هم مصدر الشَّرّ والخطر، وهم من يعتدون، من يرتكبون الجرائم، من ينفِّذون الاعتداءات، هم من يُضِيعُون السلام بكل ما تعنيه الكلمة، ويحوِّلون الأجواء بكلها، الأجواء العالمية، إلى أجواء متوترة في الشرق والغرب، وأجواء مأزومة؛ لأنهم عدوانيون، وظالمون، ومتكبرون.

لدينا أيضاً خيارات تصعيدية، يعني: الآن نحن سنواجه التصعيد بالتصعيد، سَنَرُدّ على العدو الأمريكي في غاراته، في اعتداءاته، بالقصف الصاروخي، بالاستهداف لحاملة طائراته، لبوارجه، لسفنه، سيشمله قرار الحظر، ومع ذلك أيضاً لا يزال لدينا خيارات تصعيدية، فإذا استمر في عدوانه، ننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية بإذن الله تعالى.

شعبنا العزيز أيضاً سيتحرَّك تَحَرُّكاً شاملاً، على مستوى التعبئة العامة، على مستوى كل المجالات، كما كان ذلك التَّحَرُّك العظيم، والمشرِّف، والقوي، على مدى خمسة عشر شهراً، ضد عدوان الإبادة الجماعية، التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية، وحماية أمريكية، ضد الشعب الفلسطيني، الآن في مواجهة هذا العدوان على بلدنا، والتجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، والتعطيش، شعبنا العزيز سيتحرَّك تحرُّكاً شاملاً وواسعاً للتصدي للطغيان.

نحن لسنا في موقفٍ عبثي، نفتعل المشاكل لأنفسنا، نحن في موقفٍ إيماني، أخلاقي، إنساني، جهادي في سبيل الله تعالى، نتصدى للطغيان، للظلم، للإجرام، للعربدة الأمريكية والإسرائيلية.

ما يسعى له الأمريكي هو: إخضاع هذه المنطقة بكلها للإسرائيلي، وهذا شيءٌ واضح، بالرغم من أن الأمريكي شريكٌ في الاتفاق المتعلق بوقف العدوان على قطاع غزَّة، وإدخال المساعدات، وإنهاء التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وعليه التزامات بذلك، التزامات، مما هي التزامات بين الدول، بين الناس، اتِّفاقات تُوَقَّع، فيها التزامات واضحة، لكن الأمريكي لا يكترث بالتَّنكُّر لالتزاماته، بعدم الوفاء بالتزاماته، بالنَّكْثِ بالاتِّفاقات.

والإسرائيلي كذلك، يَنْكُث أي عهد، أي ميثاق، يتنكَّر لأي اتِّفاق، ما يفعله العدو الإسرائيلي في فلسطين نفسها:

في الضفة الغربية: جرائم مستمرة.

في مخيم جنين: لا يتوقف يومياً عن القتل، عن التهجير، عن التدمير…

وفي مخيمات أخرى: في طولكرم، وغيرها.

ما يفعله أيضاً في ما يتعلق بالاقتحامات للمسجد الأقصى: بشكلٍ متكرر.

وهذه خطوات- كما قلنا- ليست هي النهاية، ليست هي السقف الأخير فيما يفعله العدو الإسرائيلي، هي خطوات ضمن برنامج للعدو الإسرائيلي، وكلما سكتت الأُمَّة؛ تجرَّأ على ما هو أكثر.

ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة: استمرار بالقتل اليومي، وإن لم يكن بالوتيرة التي كان عليها في الإبادة الجماعية اليومية، لكن هذه جرائم، جرائم لا يجوز أن تسكت الأُمَّة عنها.

والأمريكي يشجِّعه على ذلك، يقتل الصحفيين، يقتل المواطنين، يقتل العاملين في المجال الإنساني، وكأن الموضوع طبيعي! جرائم واضحة، اعتداءات واضحة، انتهاكات لكل شيء: للمواثيق، والقوانين، والأخلاق، والقيم… ولكل شيء.

عربدته ضد الشعب اللبناني مستمرة، لم يفِ بالاتِّفاق، الذي عليه أيضاً ضمين هو الأمريكي من الضمناء عليه في تنفيذه، لم ينسحب كُلِّيّاً من جنوب لبنان، يستمر في الاعتداءات بالقتل لأبناء الشعب اللبناني، والانتهاكات المتنوعة.

يفعل ما يفعله في سوريا: يجتاح، يتوسَّع، يُنَفِّذ الغارات، أحياناً بشكل مُكثَّف، قبل أيام (أربعين غارة) في ليلة واحدة، غارات كثيرة، يُدَمِّر، يقتل، يحتل، يتوسَّع، عربدة واضحة.

وكل هذه الجرائم هي جرائم واضحة، اعتداءات واضحة، ليس لها أبداً ما يُبرِّرها، ومع ذلك الغالب تجاه ذلك هو السكوت، معنى ذلك: أن الأمريكي- وكما قلنا أكثر من مرَّة- يسعى مع الإسرائيلي، لفرض معادلة الاستباحة في أوساط أُمَّتنا، على شعوب أُمَّتنا وبلدانها كافَّة، هذا والله ما يسعى له الأمريكي والإسرائيلي! يريدان أن تكون أيديهما مطلقة بالعدوان والإجرام، بالقتل، بالتدمير، بالاحتلال، بفعل ما يشاؤون ويريدون، دون رد فعل، ودون موقفٍ جادّ في مقابل ذلك، هذه مسألة خطيرة جدًّا، القبول بها له تداعيات كثيرة.

لو كان السكوت سيجدي، لو كانت التَّوَجُّهات الأخرى التي لا تتبنى أي موقف ضد الطغيان والعدوان الأمريكي والإسرائيلي ستجدي، لكان ذلك مجدياً في سوريا، التَّوجُّه واضح من الجماعات التي في سوريا، هي تؤكِّد بكل وضوح أنَّها لا تعادي الإسرائيلي، وأنَّها لن تتحرك ضده بأي شيء، هي لا ترد عليه بأي رد تجاه ما يفعل، هي عمَّمت في الأوساط الإعلامية، ألَّا يكون هناك حتى في التعبير الإعلامي كلمة (العدو الإسرائيلي)، ومع ذلك لم ينفع، لم ينفع كل ذلك، أن يقولون له: [نحن لا نُعاديك، نحن لن نرد عليك، نحن لا نستهدفك].

وفعلاً الواقع يُثْبِت ذلك، أنَّهم جادُّون في ذلك، لا يريدون أن يتَّخذوا أي موقفٍ ضده، لديهم توجُّه جادّ، نحن نشهد لهم في ذلك: أنَّهم لا يريدون أن يردوا عليه أي رد، ولا يريدون أن يعادوه، ولا يريدون أن يمثِّلوا أي إشكالية معه، أو أن يكون لهم أي صراع معه، يريدون منه فقط أن يَكُفّ عن احتلال سوريا فقط، يعني كمطلب وليس في إطار موقف، كمطلب عادي، يَتَوَدَّدُون، يَتَوَسَّلُون، يطلبون من الدول الأخرى، يطلبون من الأمريكي؛ لكن لم يُفِد ذلك، الإسرائيلي يحتل المزيد والمزيد، ويتوسَّع، ويُثَبِّت احتلاله، يستمر في تدمير القدرات، التي هي ملكٌ للشعب السوري، ويستمر في تثبيت سيطرته على ما قد قام باحتلاله في جنوب سوريا، في ثلاث محافظات يطمع بها: (القنيطرة)، والمساحة الواسعة من (درعا)، وايضاً (السويداء)، ويصل إلى (أطراف ريف دمشق)، ومناطق محسوبة من (ريف دمشق)، وعلى مقربة من (دمشق) نفسها، على مقربة من العاصمة السُّوريَّة نفسها.

فليس هناك في سوريا ما يمكن أن يتذرَّع به، لا علاقة مع إيران، الموقف في سوريا من تلك الجماعات من إيران موقف واضح، هم يعلنون أنَّها هي عدوهم، أنَّها العدو وليس إسرائيل، واضح أنَّهم سيقبلون بالتطبيع، وليس عندهم إشكالية في ذلك، لكن كل هذه الخيارات لن تنفع.

السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية خياراتها واضحة، الاتِّفاقات التي وقعها العدو الإسرائيلي معها فيما مضى واضحة، ومع ذلك العدو الإسرائيلي لا يلتفت إلى تلك الاتِّفاقات إطلاقاً، لا يفي بشيءٍ منها، يُعَبِّر عن أطماعه بوضوح، عن أهدافه العدوانية بوضوح، يرتكب الجرائم اليومية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.

معنى ذلك: حتمية الموقف الذي يردع العدو، يردع العدو الإسرائيلي.

فنحن لسنا في موقفٍ عبثي، نحن في موقفٍ ضروري، موقفٍ إنساني، أخلاقي، ديني، أمام ما يريد الأمريكي تثبيته على مستوى المنطقة بكلها، في إخضاعها للعدو الإسرائيلي، هذا هو الهدف الأمريكي: الإخضاع لهذه المنطقة بكلها للعدو الإسرائيلي، وفرض معادلة الاستباحة، وكلاهما لا يمكن أن نقبل به أبداً: لن نقبل بإخضاع هذه المنطقة للعدو الإسرائيلي، لن نقبل أبداً بتثبيت معادلة الاستباحة لأُمَّتنا، لا في بلدنا ولا في غيره، هذا غير مقبول إطلاقاً؛ القبول به تنكُّر لمبادئ الإسلام، القبول بذلك ذِلَّة، والله يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون:8]، القبول بذلك لا يُمَثِّل حمايةً للأُمَّة، لا من القتل، ولا من الاحتلال، ولا من الشَّرّ، ولا من الخطر الأمريكي والإسرائيلي، القبول بذلك تمكين للعدو الإسرائيلي، وللعدو الأمريكي معه، تمكين لهما مما يشاءان أن يفعلاه في هذه الأُمَّة، من تنفيذ أهدافهما، ومخططاتهما، ومؤامراتهما، العدوانية التدميرية ضد هذه الأُمَّة.

نحن في موقفنا العظيم المشرِّف، الذي هو استجابةٍ لله تعالى، وفي إطار التزاماتنا الإيمانيَّة، الإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، في موقفٍ أصيل، ليس إملاءً علينا من أي جهة، وليس من أجل امتداداً لجهة هنا أو هناك، تحالفنا، وتعاوننا، وتنسيقنا، مع أخوتنا من أحرار أُمَّتنا في محور المقاومة، هو في إطار موقف ضمن التزاماتنا جميعاً، كأُمَّة، واجب الأُمَّة بكلها، إذا تَحَرَّك فيه البعض ضمن التزاماتهم، لا يعني ذلك أنها مسألة عمالة من بلد لبلد، أو من فئة لفئة، هذا موقف ضمن التزامات الجميع، ومسؤولية الجميع، فمن يفرِّطون في هذا الالتزام هذه مشكلتهم؛ أمَّا موقفنا فهو في أشرف قضية، في موقفٍ عظيم، يُبَيِّض الوجه أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وفي موقف ضروري.

نحن في هذا التَّوجُّه، ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، ضد الإجرام الأمريكي والإسرائيلي، ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي، نحن امتدادٌ لمسيرة الإسلام، المسيرة العظيمة، التي على رأسها رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، ونحن نعيش ذكرى غزوة بدرٍ الكبرى، التي هي في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، حينما تحرَّك رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، بعد الإذن من الله، والتوجيه من الله، كما قال الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج:39]، وكما قال تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}[الأنفال:5-6]، تحرَّك رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” في غزوة بدرٍ الكبرى ضد الطغيان، ضد جبهة الطغيان.

جبهة الطغيان آنذاك، التي تمثَّلت بدءاً بجبهة قريش، في محاربتها، في عدوانيتها، في جاهليتها، في ظلمها، في عدائها للإسلام والمسلمين؛ جبهة الطغيان في هذا العصر هي أمريكا وإسرائيل، جبهة الشَّرّ، جبهة الكفر، جبهة الظلم، جبهة الإجرام، جبهة العداء للإسلام والمسلمين: أمريكا وإسرائيل، هل هناك شَكٌّ في ذلك؟ هل هناك أحدٌ يفعل بالأُمَّة كما يفعلون؟ أهدافهم واضحة، جرائمهم واضحة، أطماعهم واضحة، أحقادهم واضحة، مشروعهم الصهيوني، العدواني، الإجرامي، التدميري، واضح، هم جبهة الكفر في هذا العصر، فنحن نتحرك ضد ذلك الطغيان، العدوان، الإجرام، المُسْتَهدِف أصلاً في حالة عدوانية لنا ولأُمَّتنا، نتحرَّك امتداداً لمسيرة الإسلام، بموقفه الحقّ، اقتداءً برسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”.

رسول الله تحرَّك في قِلَّة من العدد والعُدَّة، لكنه تحرَّك متوكلاً على الله، تحرَّك بإيمانه، وتحرَّك من تحرَّك معه من المسلمين بالدافع الإيماني، بالاستجابة الإيمانية، بالثقة بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، بالثقة بوعده الحق، وحقَّق الله لهم في غزوة بدرٍ الكبرى الانتصار العظيم، الذي جعل من تلك الغزوة غزوةً فارقة عمَّا قبلها وعمَّا بعدها، وأسَّست لمرحلةٍ جديدة، مرحلةٍ للعزِّ والنصر والقوة للإسلام والمسلمين، لإحقاق الحق، بالنصر، بالموقف في الميدان.

فنحن امتدادٌ لذلك التحرُّك، وكما كان موقف الأنصار مع رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، بدءاً حينما استشارهم، كانت تعبيرات أولئك المؤمنين تعبيرات تُعَبِّر عن الثبات، عن الوفاء، عن الشجاعة، عن العِزَّة الإيمانية، عن الصمود، عن الاستجابة لله تعالى، ثم كان الموقف كذلك في الجهاد في سبيل الله، شعبنا العزيز هو يحذو حذو أولئك الأسلاف من الآباء والأجداد المجاهدين، الذين حملوا راية الإسلام، في مواجهة الطغيان، بدءاً بطغيان قريش، وغير قريش، وصولاً إلى طغيان القوى العالمية آنذاك، المستكبرة، الظالمة: (إِنَّا لَصُبُرٌ عِنْدَ الحَربِ، صُدُقٌ عِنْدَ اللِقَاء، وَاللَّهِ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ لَنْ نَقُولَ لَكَ كَمَا قَالَ بَنُو إِسْرَائِيْل لِمُوسَى: اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنْ اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا مَعْكُم مُقَاتِلُون).

أسوتنا هو رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، لم يسكت في مواجهة الطغيان، لم يخنع، كيف يمكن أن يكون مقبولاً عند الله لِأُمَّة الإسلام، لِأُمَّة الملياري مسلم، للعالم العربي (أكثر من ثلاثمائة مليون إنسان)، أن يكون خيار أُمَّة هو الاستسلام، هو السكوت، هو الجمود، شعوبٌ بأكملها، بلدانٌ وأوطانٌ بأكملها، يتحوَّل هذا إلى خيار جماعي؟! هذا خيار انتحاري للأمة، يسبب لها سخط الله، وتمكين عدوها منها، خيار الاستسلام لِأُمَّة كبيرة، لا يجوز ذلك في دين الله.

رسول الله، الذي قال عنه الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21]، تَحَرَّك بثلاثمائة إنسان، ثلاثمائة مجاهد، يزيدون قليلاً بالعشرات، أو بأقل من العشرات، على هذا الرقم: ما بين أربعة عشر، أو أكثر، أو أقل، بحسب اختلاف الروايات، بهذا العدد حمل راية الإسلام، وتحرَّك في سبيل الله تعالى.

مخاطر الخنوع كبيرة جدًّا، هذه التحديات وهذه الأخطار التي تستهدف أُمَّتنا، لابدَّ فيها من التحرُّك الجاد، بالاعتماد على الله، والثقة به، والتوكل عليه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ونحن كشعبٍ يمني لن نقبل بالاستسلام للعدو، ولن نتيح له الفرصة لتحقيق أهدافه العدوانية؛ لأننا نتحرَّك معتمدين على الله، لدينا هذا السند العظيم: هو الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نثق به، نتوكل عليه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، خيارنا وقرارنا هو من إيماننا، من كرأمتنا الإنسانيَّة والإسلامية، في الثبات على الموقف، في التصدي للعدوان والطغيان، بتحرُّكٍ واسعٍ وشامل.

ولـذلك أطلب من شعبنا العزيز، وأتوجَّه إلى شعبنا العزيز، أن يخرج في يوم الغد، في ذكرى غزوة بدرٍ الكبرى، أن يخرج خروجاً مليونياً، في العاصمة صنعاء، وفي بقيَّة المحافظات؛ لِيُعَبِّر، وليعلن، وليؤكِّد عن ثباته، وعلى ثباته على موقفه الحق، موقفه الإيماني، موقفه الجهادي، في دعم الشعب الفلسطيني، وفي التصدي للعدوان الأمريكي، وبحسب الوقت والإجراءات المحددة من اللجنة المنظمة وفروعها، مسألة تحديد الوقت، وتحديد الأماكن، هذا متروكٌ إلى اللجنة إن شاء الله.

ولكن من المهم أن يكون الخروج الشعبي واسعاً جدًّا، يُعَبِّر عن هذا الثبات، عن هذا الانتماء العظيم، في هذه الذكرى المهمة؛ لأن موقفنا هو امتداد لذلك الموقف، قدوتنا هو رسول الله، كما خرج الآباء والأجداد بوفاء، وإيمان، وثبات، وعِزَّة إيمانية، وصدق مع رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، في غزوة بدرٍ الكبرى، وفي غيرها من معارك الإسلام ضد طغيان الجاهلية الأولى، سنتحرك امتداداً لذلك، امتداداً لرسول الله، لراية الإسلام، لمسيرة الإسلام، لموقف الإسلام، للجهاد في سبيل الله، في هذا العصر، في هذه المرحلة، لن نقبل مطلقاً بالاستباحة، بإخضاع هذه الأُمَّة، وإخضاع بلدنا وغيره، للإسرائيلي في هذه المنطقة، لن نسكت تجاه العربدة، والطغيان، والعدوان، والإجرام، من قبل العدو الإسرائيلي، والعدو الأمريكي.

آمَل يا شعبنا العزيز- وأنتم شعب الوفاء، الشعب الذي خرج على مدى خمسة عشر شهراً، خروجاً مُشرِّفاً عظيماً، لا مثيل له في كل الدنيا- آمُل أن يكون الخروج يوم الغد كبيراً وعظيماً، مُعبِّراً عن إيمانكم، عن وفائكم، عن عِزَّتِكُم الإيمانية، عن صمودكم، عن ثباتكم العظيم الذي هو من إيمانكم، عن استجابتكم لله تعالى، عن أنكم الامتداد في هذه الأُمَّة، بين كل ذلك المحيط من التخاذل والخنوع والاستسلام، أنتم الامتداد لنهج الإسلام الأصيل، لحمل راية الإسلام، للموقف الحقّ، الذي يريده الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وفيه الخير، وفيه الشرف.

اُطَمْئِن شعبنا العزيز، أنه مهما كانت التطورات، وضعنا- بحمد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- قوي، متماسك؛ باعتمادنا على الله، بتوكلنا على الله، بتجربتنا أيضاً في المواجهة لهذا العدو، لاعتداءاته، لتكتيكاته العسكرية، ونحن معتمدون كل الاعتماد على الله تعالى، وواثقون كل الثقة به، هو القائل: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}[آل عمران:160]، هو القائل: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد:7]، فنحن نثق به، هو لا يُخلِفُ وعده، هو “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {خَيْرُ النَّاصِرِينَ}[آل عمران:150]، {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الأنفال:40].

وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيّ العَظِيْم.

أَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، فِي مُوَاجَهَة طُغْيَانِ طُغَاةِ العَصْر الظَّالِمِين، المُسْتَكْبِرِين، المُجْرِمِين، أَمَرِيكَا وَإِسْرَائِيل وَمَن يَدُورُ فِي فَلَكِهِم، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

مقالات مشابهة

  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات
  • قائد الثورة: سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه
  • وقفات تضامنية في ذمار مع الشعبين الفلسطيني والسوري
  • الجوف .. وقفات في عدد من المديريات مباركة لقرارات السيد القائد لنصرة فلسطين
  • وقفات حاشدة بأمانة العاصمة تأييدا لقرارات قائد الثورة ونصرةً للشعب الفلسطيني
  • وقفات في الجوف تأييداً لقرارات السيد القائد نصرة لفلسطين
  • ريمة.. وقفات حاشدة تأييداً لقرارات قائد الثورة وتنديداً بالجرائم البشعة بحق الشعب السوري
  • أمانة العاصمة تشهد وقفات تأييدا لموقف قائد الثورة نصرة للشعب الفلسطيني
  • وقفات بصنعاء تأييدا لموقف وقرارات قائد الثورة ونصرة الشعب الفلسطيني
  • وقفات في حجة تأكيداً على الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني