رئيس الوزراء البريطاني يستقبل قادة أوروبا لبحث ملفات الأمن والهجرة ودعم كييف
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
لندن كييف "أ ف ب" "د ب أ ": افتتح رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر اليوم اجتماعا بمشاركة أكثر من 45 من قادة أوروبا قرب أكسفورد في المملكة المتحدة، يعتزم خلاله إعادة تحديد علاقاته مع القارة الأوروبية، ولا سيما على الصعيد الأمني.
وافتتح ستارمر الاجتماع في قصر بلينيم، مسقط رأس وينستون تشرشل بشمال غرب لندن، معلنا "نريد العمل مع كلّ منكم لترميم العلاقات ومعاودة اكتشاف مصلحتنا المشتركة وتجديد روابط الثقة والصداقة التي تشكل نسيج الحياة الأوروبية".
وستكون هذه القمة الرابعة للجماعة السياسية الأوروبية التي يحضرها أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فرصة للأوروبيين لرص الصفوف حول أوكرانيا.
وأعلن زيلينسكي لدى وصوله إلى قصر بلينيم "من المهم للغاية الحفاظ على الوحدة في أوروبا، لأن الوحدة تسمح دائما باتخاذ قرارات قوية"، موجها انتقادات إلى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بدون تسميته، بعدما باشر "مهمة سلام" في موسكو وبكين بدون الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي.
وتساءل زيلينسكي أمام القادة الأوروبيين "إن حاول أحد ما تسوية مشكلات بدون علم الآخرين أو حتى على حساب طرف آخر ... فما الذي يجعلنا نأخذ هذا الشخص بالاعتبار؟".
ويشكل دعم كييف والديموقراطية وأمن الطاقة والهجرة المواضيع الرئيسية في المحادثات بين قادة الدول الأوروبية الـ47، من ألمانيا إلى سان مارين مرورا بفرنسا ومولدافيا وكوسوفو.
"اغتنام الفرصة"
وقال ستارمر زعيم حزب العمال الذي وصل إلى السلطة في المملكة المتحدة حديثا، إنه يريد "اغتنام الفرصة لتجديد علاقتنا مع أوروبا"، بعد الخلافات التي ظهرت مع حكومات المحافظين السابقة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وشدد في بيان على أن القمة "ستمثل بداية النهج الجديد لهذه الحكومة تجاه أوروبا"، متحدثا عن دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي "الهمجي" والدفاع في وجه "نشاطات موسكو المزعزعة للاستقرار" في كل أنحاء أوروبا.
وعلى غرار سلفه المحافظ ريشي سوناك، يعتزم ستارمر الدفاع عن تعزيز التعاون مع أوروبا ضد الهجرة غير النظامية. ووعد بالتصدي للمهربين الذين يسمحون لآلاف المهاجرين بالوصول إلى المملكة المتحدة عبر المانش.
وسئل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذه المسألة عند وصوله إلى قصر بلينيم، فأكد مجددا التزام فرنسا بـ"تحسين الوضع بصورة متواصلة".
وقال ردا على أسئلة بعض الصحفيين "ليس هناك عصا سحرية، لأننا نعرف الوضع. نفعل كل ما بوسعنا، وتمكنّا من تحسين الوضع خلال السنوات الماضية، وسنواصل جهودنا".
وقوبلت فكرة "وضع تصور جديد" للعلاقات مع أوروبا بشكل إيجابي إلى حد ما في أوروبا، غير أن بروكسل تنتظر لمعرفة تفاصيل مقترحات الحكومة البريطانية الجديدة، ولا سيما في مجال الأمن، مع التذكير بأنه من غير الوارد "إعادة فتح" المفاوضات حول اتفاقات بريكست.
أُنشئت الجماعة السياسية الأوروبية في أكتوبر 2022 بناء على اقتراح ماكرون وعلى خلفية الحرب في أوكرانيا، وتضم بشكل غير رسمي أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ27 ودول أخرى في القارة للتشاور حول قضايا الأمن والاستقرار.
وللمرة الأولى يُدعى مسؤولون من حلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحضور هذا الاجتماع، وهو الرابع بعدما نظم في براغ (تشيكيا) وكيشيناو (مولدافيا) وغرناطة (إسبانيا).
وقالت سوزي دينيسون من مركز "المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية" للبحوث خلال مقابلة مع الصحافة قبل القمة "لم تكن الأشهر القليلة الماضية صعبة جدا بالنسبة إلى الأوكرانيين من حيث تطور الصراع فحسب، بل يخيّم أيضا شبح الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر (التي قد يفوز فيها دونالد ترامب) على المناقشات الأوروبية بشأن الطريقة التي يجب أن تتحمل من خلالها مسؤوليتها" تجاه كييف في حال تراجع الولايات المتحدة عن ذلك.
ومن أبرز الغائبين عن الاجتماع، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي غاب عن النسختين السابقتين من القمة، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي بقيت في ستراسبورغ حيث سيصوت البرلمان الأوروبي في الوقت نفسه على تجديد ولايتها.
هجمات روسية
أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن روسيا شنت هجمات عنيفة على الجبهة الشرقية في أوكرانيا.
وقال الجيش الأوكراني، في تقريره صباح اليوم، إن روسيا شنت 29 هجوما، بعضها باستخدام قنابل انزلاقية أسقطتها الطائرات، في الجزء القريب من بلدة توريتسك الصغيرة الواقعة في منطقة دونيتسك.
كما تضرر بشدة قسم آخر من الجبهة، في بلدة بوكروفسك، حيث تم الإبلاغ عن وقوع 26 هجوما.
وتتقدم القوات الروسية ببطء بعدما استولت على مدينة أفدييفكا في دونيتسك في فبراير الماضي.
وأعلنت هيئة الأركان العامة وقوع 144 هجوما روسيا منذ صباح الأربعاء.
واضطرت القوات الأوكرانية إلى مغادرة بلدة كالينيفكا بالقرب من بلدة تشاسيف يار، بحسب تقارير لم تؤكدها كييف بعد.
وشنت روسيا هجمات جوية خلال الليل باستخدام 16 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ موجهة، وفقا للسلطات الأوكرانية.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط جميع الطائرات المسيرة بالإضافة إلى صاروخين.
ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصادر مستقلة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
قادة 47 دولة أوروبية يجتمعون في بودابست.. وفوز ترامب على جدول الأعمال
يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة المجرية بودابست، الخميس، حيث سيلتقي تقريبا جميع القادة الأوروبيين في بودابست لحضور قمة رفيعة المستوى تستمر حتى منتصف يوم الجمعة.
الحدث الأول هو اجتماع المجتمع السياسي الأوروبي (EPC) وهو إطار موسع أُنشئ بعد غزو روسيا لأوكرانيا، ويجمع قادة من مختلف أنحاء القارة، بما في ذلك دول غير منضوية في عضوية الاتحاد الأوروبي مثل أوكرانيا، ومولدوفا والمملكة المتحدة وتركيا ودول البلقان الغربية.
ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بودابست لحضور القمة، في أول زيارة له إلى المجر منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وسيبحث المشاركون في القمة تحديات الأمن الأوروبي وحرب روسيا ضد أوكرانيا وتصاعد الأحداث في الشرق الأوسط والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالاقتصاد والربط في قطاعات مثل الطاقة والنقل وتكنولوجيا المعلومات والتجارة العالمية.
وبعد اجتماع الـ EPC، سيستضيف أوربان عشاء لقادة الاتحاد الأوروبي الحاضرين في بودابست، حيث سيناقشون مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والوضع في جورجيا.
ويقرّ المسؤولون الأوروبيون بأن أوربان قد يفاجئ الجميع بدعوة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للانضمام إلى عشاء القادة عبر اتصال عن بُعد، وهي خطوة قد تثير ردود فعل غاضبة في القاعة.
لكن من جانب آخر، قد يرحب بعض القادة ذوي التوجهات الليبرالية، مثل رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو أو رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بفرصة للترحيب بالرئيس الأميركي السابع والأربعين.
وبالإضافة إلى ذلك، سيترأس رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، قمة غير رسمية لقادة الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، ومن المتوقع اعتماد "إتفاقية جديدة للقدرة التنافسية الأوروبية".
وافتتح أوربان رئيس الوزراء قمة المجتمع السياسي الأوروبي، مؤكدا أن هذا هو أكبر حدث دبلوماسي في تاريخ المجر. وسلط الضوء في خطابه على التحديات الأمنية والهجرة والاقتصادية التي تواجهها أوروبا، فضلا عن أهمية الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعلاقات عبر المحيط الأطلسي.
وأشار رئيس الوزراء المجري إلى الأهمية الخاصة لهذا الاجتماع حيث تواجه أوروبا العديد من التحديات الخطيرة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط وتزايد عدم الاستقرار في شمال أفريقيا.
وحذر أوربان من أن الاقتصاد العالمي يواجه مرة أخرى مخاطر الانقسام وتشكيل الكتل، والتي يمكن أن تهدد بشكل أساسي سلام أوروبا وازدهارها.
ورأى أن "الوضع الذي تجد أوروبا نفسها فيه صعب ومعقد وخطير".
وقال أوربان: "إن الإجابات التي نقدمها الآن ستشكل مستقبل أوروبا لعقود"، مشيرا إلى ان الغرض من القمة كمنصة للمشاركين لاستكشاف سبل تحمل أوروبا مسؤولية أكبر وتعزيز جهودها لتأمين مصالحها وسلامتها.