التصحر يضرب في مقتل الجهدَ العالمي لحل أزمة تغير المناخ
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
بينما تطل أزمة التغير المناخي على العالم بشكل واسع يترتب عليها بذل جهود مضاعفة من الدول للحد من الأزمة التي تشكل تهديدا كبيرا، إلا أن هذه الجهود باتت في مهب الريح بفعل تدهور المراعي الطبيعية نتيجة سوء الاستخدام والهجر والتصحر.
ومع أن هناك جهودا أممية تبذل لمعالجة آثار التغير المناخي، إلا أن تقريرا صادرا عن منظمة الأمم المتحدة يحذر من أثر زوال المراعي الزراعية على دحض هذه الجهود وتأثيره سلبا على أزمة تغير المناخ.
وجاء في تقدير التقرير الأممي أن المراعي الطبيعية تمثل حوالي 54% من جملة الأراضي، ونصف هذه النسبة قد تدهور بالفعل وهو ما يعرض سدس الإمدادات الغذائية البشرية للخطر وكذلك ثلث مخزون الكربون على الأرض.
زوال المراعي في صمتوالمراعي الطبيعية تشكل مجتمعة 54% من إجمالي الغطاء الأرضي، وتشمل السافانا والشجيرات والأراضي الرطبة والتندرا والصحاري التي تستخدمها الماشية والحيوانات البرية للرعي والأعلاف.
وترجع مشكلة زوال المراعي إلى حد كبير إلى تحويل المراعي إلى أراضٍ زراعية إلى جانب تغيرات أخرى في استخدام الأراضي بسبب النمو السكاني والتوسع الحضري، والارتفاع السريع في الطلب على الغذاء والألياف والوقود، والرعي المفرط، والهجر (نهاية الصيانة من قبل الرعاة).
وبحسب تقدير منظمة الأمم المتحدة فإن أكثر من 50% من الأراضي، في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعتبر متدهورة منها "25% من الأراضي الصالحة للزراعة".
يشير تقرير الأمم المتحدة -عن أزمة التصحر وزوال المراعي- إلى أن أكثر المناطق تأثرا بتدهور المراعي هي آسيا الوسطى وشمال أفريقيا والشرق الأدنى.
وتشمل القائمة دولا مثل الجزائر والبحرين ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والسعودية والسودان وسوريا وتونس والإمارات واليمن.
ووفقا لبيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" تتسم منطقة شمال أفريقيا والشرق الأدنى بغطاء غابات صغير بشكل ملحوظ، يُقدر بمساحة تصل إلى 42 مليون هكتار (3% من مساحة أراضي المنطقة).
وتُستخدم الغابات في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لأغراض الأخشاب والوقود الخشبي وغيرها من الاستخدامات المرتبطة بالغابات: الرعي والزراعة.
ويشير تقرير الفاو إلى أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تتأثر بتغير المناخ على نحو خاص. ووفقاً للتقييم الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من المتوقع أن يصبح المناخ أكثر حرارة وجفافاً (فوق المتوسط العالمي) في أغلب دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حيث يؤدي ارتفاع الحرارة وقلة هطول الأمطار إلى تكرار موجات الجفاف.
كما تتأثر الغابات في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا -بشدة- بنقص الإدارة والاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية مثل الرعي الجائر والحطابة غير القانونية والجمع غير الرشيد للوقود الخشبي ووقود الأعلاف، مع التأثير السلبي الخطير على الغابات والمراعي الطبيعية.
ونتيجة العوامل المذكورة مجتمعة تزداد عرضة البيئة الطبيعية الضعيفة بالفعل في المنطقة للتأثر، وبشكل خاص تتزايد حرائق الغابات في المنطقة.
ويشير التقرير إلى أثر تغير المناخ على تفاقم تدهور الأراضي، ولا سيما في المناطق الساحلية المنخفضة ودلتا الأنهار والأراضي الجافة والمناطق دائمة التجمد. وخلال الفترة من عامي 1961-2013، زادت المساحة السنوية للأراضي الجافة التي تعاني من الجفاف، في المتوسط بما يزيد قليلاً على 1% سنوياً، مع تباين كبير بين السنوات.
وعام 2015، كان يعيش حوالي (380-620) مليون شخص في المناطق التي شهدت التصحر بين الثمانينيات والعقد الأول من القرن الـ21. ويوجد أكبر عدد من الأشخاص المتضررين جنوب وشرق آسيا، والمنطقة المحيطة بالصحراء بما في ذلك شمال أفريقيا، ومنطقة الشرق الأوسط بما فيها شبه الجزيرة العربية.
وبينما يبذل العالم جهودا كبيرة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والوصول على النحو المطلوب في اتفاق باريس حيث يجب خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، بينما يؤدي التصحر إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال إطلاق ثاني أكسيد الكربون المرتبط بانخفاض الغطاء النباتي بحوالي الثلث.
وبهدف المساعدة في تعبئة الموارد بما يتماشى مع احتياجات دول المنطقة وأولوياتها، دشنت الإستراتيجية العربية لحشد التمويل المناخي، حيث تعاني بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ضغوط مائية شديدة، ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم هذه الحالة، وسيكون لمزيد من التصحر آثار خطيرة على السواحل وتدهور الأراضي والمحاصيل الزراعية.
وتهدف الإستراتيجية العربية لتوفير الوضوح الإقليمي بشأن تعبئة التمويل المناخي والوصول إليه، لدعم الاحتياجات التي حددتها البلدان فيما يتعلق بتنفيذ مشاريع التكيف ذات الأولوية والاستثمارات ذات المنافع المشتركة للتخفيف، وفقًا للأهداف المحددة في مساهماتها المحددة وطنيًا المنصوص عليها باتفاقية باريس.
وبناء على الأرقام الصادرة من مشروع التمويل على أساس الاحتياجات التابع للإستراتيجية العربية لحشد التمويل المناخي، فإن الدول العربية المشاركة فيها وفرت تدفقات مالية بمتوسط 3.6 مليارات دولار سنوياً بين عامي 2013 و2018، بينما تظل احتياجات تمويل المناخ تتراوح ما بين 436 مليارا و478 مليارا بحلول عام 2030.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات طقس وحرارة المراعی الطبیعیة الأمم المتحدة تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
المملكة تستضيف اجتماع اللجنتين التنفيذية والتوجيهية الدولية لمجلس البحوث العالمي
استضافت المملكة، اجتماع اللجنة التنفيذية واللجنة التوجيهية الدولية لمجلس البحوث العالمي، وذلك بمقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست”.
ورحب معالي نائب رئيس مجلس محافظي مجلس البحوث العالمي، عضو مجلس المحافظين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور منير بن محمود الدسوقي، في مستهل الاجتماع، بالقائم بأعمال الأمين العام للمجلس والأعضاء المشاركين حضوريًا وعبر القنوات الافتراضية من مختلف مناطق العالم.
واستعرض المشاركون، البرنامج العلمي وتحضيرات المملكة لاستضافة الاجتماع السنوي لمجلس البحوث العالمي الثالث عشر، الذي سيعقد لأول مرة منذ تأسيس المجلس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في العاصمة الرياض خلال الفترة من 18 – 22 مايو 2025م، بتنظيم من هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بالشراكة مع مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في الجمهورية التركية، وسيناقش الاجتماع موضوعين هما “إدارة البحوث في عصر الذكاء الاصطناعي”، و”العمل الإبداعي المُشترك لمواجّهة التحدّيات العالمية نحو تحقيق التنمية المُستدامة.
اقرأ أيضاًالمملكةالجهات الحكومية بمكة المكرمة تبدأ تفعيل وتنفيذ خططها لشهر رمضان المبارك
واستعرض المشاركون التوجهات المستقبلية للمجلس، وتقارير مجاميع العمل المختلفة، إضافة إلى آليات الاستفادة من بيانات المبادئ للمجلس المختلفة وتحويلها إلى خطط تنفيذية تمكن مجالس البحوث من رسم السياسات المختلفة.
وناقش المشاركون تقارير المناطق الخمسة الأعضاء في مجلس البحوث العالمي، التي تشمل: منطقة أوروبا، ومنطقة آسيا، والمحيط الهادي، ومنطقة أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودور المجلس في التخطيط الإستراتيجي لتمويل البحوث، إضافة إلى مناقشة أجندة مجلس الإدارة والمقترحات المستقبلية لاستضافة أمانة المجلس لدى أحد مجالس الأعضاء.
وتؤكد استضافة المملكة أعمال اجتماع مجلس البحوث العالمي، مكانتها البارزة ومؤسساتها العلمية، وجهودها المميزة على المستوى الإقليمي والعالمي لخدمة قضايا البحث والتطوير والابتكار، كما تبرز جهود المملكة المستمرة في تعزيز التعاون بين مجالس البحوث بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما يعزز من حضورها، ويسهم في تقدم المعرفة والابتكار على المستوى العالمي، في ظل الدعم غير المسبوق الذي يشهده قطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة من قبل القيادة الرشيدة -حفظها الله-، إلى جانب التزام المملكة بتعزيز العمل المشترك وتحقيق الأهداف الإستراتيجية العالمية في مجالات البحث والتطوير والابتكار.