منذ عقود ظل تطوير القطاع الصناعي في مصر على "رأس أولويات" الحكومات المتلاحقة كما كانت تُعلن، حيث المزيد من الخطط التي تأمل من خلالها في إحلال الواردات بالسلع المنتجة محليا، وذلك في سبيل الهدف الأكبر المتمثل في تخفيف الضغط على موارد البلاد من العملات الأجنبية.

وتحدث وزير الصناعة والنقل المصري، كامل الوزير، مؤخرا في مقابلة تلفزيونية عما أسماه "صناعة الدولار" في مصر، من خلال تطوير القطاع الصناعي، إذ يقول: "النهاردة لما نطور الصناعة ونزود إنتاجنا من الصناعة، فاحنا هنصنع الدولار"، ويشير إلى أن "هذا سيسهم في تراجع سعر صرف الدولار إلى 25 جنيها بدلا من 50 جنيها" على حد قوله.

ويوضح في مقابلة بثتها قناة "إكسترا نيوز" المحلية، الثلاثاء، أن الحكومة الجديدة، لديها خطة "عاجلة" لمدة 3 سنوات لتطوير القطاع الصناعي، بهدف استبدال الواردات السلعية بالإنتاج المحلي، مما يوفر للدولة المزيد من العملة الصعبة.

ومنذ أكثر من 3 أعوام وحتى مارس الماضي، كانت مصر تعاني نقصا حادا في العملات الأجنبية بسبب ما يقول مسؤولون إنه يرجع إلى "الأزمات العالمية.. من جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وصولا إلى الحرب في قطاع غزة"، الأمر الذي أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة مع تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية.

لكن منذ مارس الماضي، تحسنت التدفقات الدولارية إلى البلاد مع سماح البنك المركزي في السادس من الشهر ذاته، بانخفاض الجنيه بأكثر من 60 بالمئة، على خلفية الاتفاق مع صندوق سيادي تابع لحكومة أبوظبي، على ضخ استثمارات بنحو 35 مليار دولار، لتنمية منطقة "رأس الحكمة"، وكذلك الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، على استئناف برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم التوافق بشأنه في ديسمبر 2022.

"خفض سعر الدولار؟"

ومع ذلك، يرى خبراء الاقتصاد أن الحديث عن استهداف سعر صرف للدولار في السوق المصرية لا يجب أن يقترن بخطط تطوير الصناعة في البلاد، حيث يقول الخبير الاقتصادي، محمد فؤاد، إن "استهداف سعر صرف للعملة المحلية ليس بالهدف المهم اقتصاديا، إذ إن المرساة النقدية لأي دولة هي معدلات التضخم وليست أسعار الصرف".

ويضيف لموقع "الحرة" أن "الحديث عن تخفيض سعر صرف الدولار أمام الجنيه ليس إنجازا اقتصاديا، وليس أمرا من المفترض أن يتمحور الحديث حوله في الوقت الراهن، خصوصا مع إعلان البنك المركزي قبل أكثر من 4 أشهر استهداف التضخم فقط بالتزامن مع تعويم الجنيه".

ويتابع فؤاد، وهو برلماني سابق، أن "سعر صرف الدولار إشكالية طاغية في مصر على مدار 25 و30 عاما الماضية، حيث استخدم هدف خفض سعر الصرف كمقياس لنجاح أي مرحلة اقتصادية، خصوصا مع ربط ذلك بتطوير القطاع الصناعي. لكن في الحقيقة قوة العملة ليست مقياسا على النجاح".

ويؤكد الخبير الاقتصادي على أن "خطط تطوير الصناعة المحلية يجب أن تستند على زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال المرحلة المقبلة، من المستوى الحالي الذي يدور حول 16 بالمئة".

وتراجعت مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي خلال العقدين الماضيين إلى 16 بالمئة حسب بيانات وزارة التخطيط المصرية، من 26.4 بالمئة في عام 2003، وفقا لتقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2004 الصادر عن صندوق النقد العربي.

وفي تقرير سابق قبل أكثر من عام، تكشفت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن أداء القطاع الصناعي بالبلاد، جاء دون المستوى المأمول خلال العام المالي قبل الماضي 2022\2023، حيث سجل معدل نمو سالب عند 3.4 بالمئة، بسبب وجود طاقات إنتاجية معطلة نتيجة صعوبة تدبير النقد الأجنبي بالقدر الكافي لاستيراد مكونات ومستلزمات الإنتاج الوسيطة من الخارج، وتأخر عمليات الإفراج الجمركي عن هذه المكونات الأجنبية.

وحسب الخبراء الذين تحدثوا مع موقع "الحرة" فإن مستلزمات الإنتاج المستوردة من الخارج تُشكل النسبة الأكبر من مكون الصناعة المحلية في مصر بما يتراوح بين 50 و70 بالمئة".

فيما يذكر وزير الصناعة والتجارة السابق، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، عام 2022، أن مستلزمات الإنتاج تمثل 56 بالمئة من إجمالي الواردات.

وخلال التسعة أشهر الأولى من العام المالي الماضي 2023\2024، بلغ حجم واردات إلى مصر نحو 52.9 مليار دولار، فيما بلغت الصادرات 24.1 مليار دولار، حيث سجل ميزان المدفوعات عجزا بنحو 28.8 مليار دولار، حسب بيانات البنك المركزي.

"تحديث خطة قديمة"

والخطة "العاجلة" التي تحدث عنها وزير النقل والصناعة، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء، تستند على 152 فرصة استثمارية محددة على المستوى القومي بهدف توطين وتعميق التصنيع المحلي، حيث يقول إن "تحقيقها يحتاج إلى إنشاء حوالي 13 ألف مصنع جديد في البلاد".

ومع ذلك، يعتبر فؤاد أن "الخطة التي تحدث عنها الوزير ليست بالجديدة بل كان معمولا بها منذ أكثر من 3 أعوام، حيث شملت في عام 2022 نحو 83 فرصة استثمارية، وتم تحديثها لتضم 152 فرصة استثمارية".

ويقول فؤاد لموقع "الحرة" إن "الفرص الاستثمارية التي تتحدث عنها الحكومة في إطار خطتها العاجلة تستهدف في الأساس إحلال الواردات بالسلع المحلية، وليس الهدف منها تعزيز الصادرات السلعية للبلاد".

وفي بيان نشرته هيئة الاستعلامات المصرية، قبل أسبوع تقريبا، تشير الحكومة إلى أن برنامج عملها الذي يحمل عنوان "معا نبي مستقبل مستداما" يعمل على اتخاذ خطوات جادة لتنفيذ خطة استثمارية لتوطين وتعميق الصناعة المحلية بهدف زيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة معدل نمو الصادرات بما يتجاوز 15 بالمئة سنويا.

وتستورد مصر أغلب مستلزمات الإنتاج الصناعي من الخارج، وهو الأمر الذي يقول الخبير الاقتصادي، مدحت نافع، إنها "من ضمن أبرز العقبات التي تواجه خطط تطوير الصناعة المصرية في الوقت الراهن".

ويضيف نافع في حديثه لموقع "الحرة": "إلى جانب الصعوبات فيما يتعلق بتوفير الطاقة، فإن المكون الأجنبي في الصناعة المصرية لا يزال كبيرا، ومن ثم فإن مدخلات الإنتاج المستورد ستشكل ضغوطا أيضا على موارد البلاد من العملات الأجنبية".

ويوضح نافع الذي شغل سابقا منصب مساعد وزير التموين والتجارة الداخلية، أن "الصناعة المصرية ذات مكون محلي ضعيف، وتحتاج إلى طاقة مكلفة للغاية وليست متوفرة بالشكل الكافي الآن، كما تحتاج إلى عملة صعبة لاستيراد مكونات الإنتاج، وهي أيضا قد تواجه فيها مشكلات".

وخلال يوليو الجاري، أعلنت مصانع مصرية، وفي مقدمتها العاملة بقطاع البتروكيماويات، عن توقف العمل نتيجة نقص إمدادات الغاز الطبيعي، بسبب أزمة الطاقة في البلاد، قبل أن تعلن الحكومة في وقت لاحق من ذات الشهر، انتهاء الأزمة من خلال التعاقد على جميع شحنات الوقود التي تكفي لإنهاء انقطاع التيار الكهربائي.

القطاع الخاص 

ويشتكي المستثمرون المحللون من عقبات عدة تواجههم خلال عمليات إصدار التراخيص اللازمة لمصانعهم الجديدة أو القائمة، وهو الأمر الذي يؤكده الخبراء خلال حديثهم، إذ يقول نافع إن "هناك عقبات أخرى سواء للمشروعات الصناعية أو غير الصناعية متعلقة بإصدار التراخيص وتخصيص الأراضي وتعدد جهات الولاية على الأراضي".

فيما يقول فؤاد إن "أي خطط حكومية تهدف إلى تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تقليل الاعتمادية على الغرب وتوفير العملة الصعبة، لن يكتب لها النجاح إلا من خلال مساهمة القطاع الخاص على مستوى واسع النطاق".

ويستشهد فؤاد خلال حديثه بـ"تجربة دول أميركا اللاتينية، التي اعتمدت في القرن الماضي على الاستثمار في الصناعات المحلية عن طريق عدة طرق منها تأميم المصانع وفرض تعريفات جمركية وزيادة الضرائب، حيث تطلب هذا من الدولة لعب دور متزايد في الصناعة وهو ما عظم في وقت لاحق من الفساد وأدى إلى غياب المنافسة".

ويتابع فؤاد: "أدت الحماية الزائدة للصناعات المحلية في هذه الدول إلى غياب المنافسة، وتراجع الإنتاجية وساهم على المدى الطويل في ارتفاع الدين العام، حيث إنه بحلول الثمانينيات، تخلفت دول عدة من أميركا اللاتينية عن سداد ديونها السيادية فيما عرف تاريخيا بأزمة ديون أميركا اللاتينية".

ويشير البرلماني السابق إلى أن "خطط تطوير الصناعة أمر يجب أن يعتمد بشكل إساسي على الميزة التنافسية التي توفرها الدولة".

ويؤكد هذا أيضا وزير النقل والصناعة، والذي يشير إلى أنها "خطة قصيرة الأجل لتطوير الصناعة، لكنها تأتي أيضا ضمن استراتيجية شاملة مرتبطة برؤية مصر 2030 لزيادة مساهمة الإنتاج الصناعي إلى 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي".

ويضيف الوزير خلال المقابلة: "النهاردة أنت علشان تحقق الهدف محتاج عدد كبير من المصانع ومحتاج مساحة شاسعة من الأراضي، فضلا عن تذليل صعاب كثيرة قد تواجه الناس، فأنت هتاخد أكثر من 3 سنوات لكن الثلاث سنوات دي نقدر نسميها الخطة العاجلة، علشان نقوم من العثرة اللي أحنا فيها".

ويرى فؤاد أن "زيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي خلال السنوات المقبلة إلى 20 بالمئة، مع توقعات نمو الاقتصاد المصري بين 4 و5 بالمئة خلال هذه السنوات، يعني أن الناتج الصناعي ستجاوز 100 مليار دولار عند ناتج محلي إجمالي يبلغ 571 مليار دولار بحلول 2030، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه من الأساس".

ويضيف: "في هذه الحالة يجب أن نعيد النظر في خطط الدولة أو التحدث عن أهداف تتماشى بشكل منطقي مع معدلات النمو المتوقعة للاقتصاد".

وحسب بيانات صدرت عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في ديسمبر 2023، فإن الحكومة المصرية كانت تستهدف زيادة الإنتاج الصناعي من نحو 3.6 تريليون جنيه (75 مليار دولار) في العام المالي 2022\2023 إلى 4.3 تريليون جنيه (89 مليار دولار) في خطة العام المالي 2023\2024، على أن يصل إلى نحو 5.74 تريليون جنيه (120 مليار دولار) في نهاية خطة عام 2025\2026.

بدوره، يقول نافع إن بلاده في حاجة إلى تبني سياسات داعمة للتصدير لأن "الصادرات بمثابة ضامن أساسي لتحقيق الوفرة الدولارية في مصر، سواء كان ذلك من خلال تصدير السلع أو الخدمات".

ويضيف خلال حديثه: "هذا أيضا يرتبط باستقطاع الاستثمار الأجنبي المباشر الأكثر استقرارا وليس الأموال الساخنة سواء في مشروعات خدمية أو صناعية أو زراعية. هذا يعني ضرورة زيادة الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية بشكل عام".

ويوضح نافع أن "ما تحتاجه الصناعة على المدى المتوسط، هو توفير العملات الأجنبية وكذلك إتاحة التمويل المحلي من خلال توقف الحكومة عن الاستدانة من البنوك لجعلها تتفرغ إلى تمويل المصانع والحد من العقبات التمويلية".

المصانع المتعثرة!

ويوجد في مصر مئات المصانع المتعثر، والتي حصلت على قروض من البنوك وأصبح أصحابها غير قادرين على سدادها. وتقدرها تقارير محلية بما يزيد عن نحو 13 ألف مصنع.

لهذا يقول الخبير الاقتصادي، خالد الشافعي إن "الصناعة المصرية بهيكلها الحالي لن تكون قادرة على تحقيق الأهداف التي ترجوها الحكومة المصرية خلال السنوات المقبلة".

ويضيف في حديثه لموقع "الحرة" أن "الحكومة في حاجة إلى البحث عما وراء تعثر هذا العدد الكبير من المصانع وإعادة هيكلتها مرة ثانية ومساعداتها على النفاذ إلى الأسواق المحلية في أقرب وقت وأيضا إمكانية التصدير في المستقبل".

ويعتبر الشافعي أن كل الإصلاحات التي تسعى بلاده إلى تنفيذها في القطاع الصناعي، يعتمد نجاحها على "مشاركة ومساهمة القطاع الخاص من خلال توفير المزيد من الحوافز الحكومية سواء للشركات المحلية والعالمية".

فيما يشير مساعد وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، إلى الحوافز التي كان يقدمها البنك المركزي خلال السنوات الماضية إلى القطاع الصناعي من أجل توفير التمويلات للمصانع، لكنها وفق حديثه "خلقت تشوهات فيما يتعلق بأسعار الفائدة في البلاد، حيث كانت تتيح البنوك تمويلات بأسعار فائدة مخفضة مقارنة بسعر الفائدة الرئيسي".

ويضيف نافع: "بالنسبة لحوافز القطاع الصناعي، فإن المبادرات السابقة عبر البنك المركزي والجهاز المصرفي ولم تصل إلى مستحقيها وتسببت في تشوهات بأسعار الفائدة في السوق المصرية وأضرت بالجهاز المصرفي".

ويختتم حديثه بالقول: "لذا من الأفضل في المستقبل أن تتم هذه المبادرات والحوافز من خلال الحكومة، كما يجب أن تكون المبادرات مخصصة لصناعات بعينها خاصة التي تحقق أهداف بيئية وتنموية وذات قيمة مضافة كبيرة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الناتج المحلی الإجمالی تطویر القطاع الصناعی الخبیر الاقتصادی العملات الأجنبیة فی الناتج المحلی الصناعة المصریة مساهمة القطاع البنک المرکزی العام المالی زیادة مساهمة ملیار دولار الأمر الذی فی البلاد أکثر من سعر صرف من خلال إلى أن فی مصر یجب أن

إقرأ أيضاً:

المملكة تعزّز تعاونها الصناعي مع الصين وسنغافورة وتبحث توطين صناعة السيارات وتقنياتها المتقدمة

المناطق_واس

يرأس معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريّف وفد منظومة الصناعة والتعدين, في الجولة الاقتصادية لشرق آسيا , ابتداء من جمهورية الصين الشعبية تليها جمهورية سنغافورة خلال الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر المقبل، وذلك لتعزيز الروابط الثنائية وجذب الاستثمارات النوعية إلى المملكة، والبحث عن فرص استثمارية متبادلة في القطاع الصناعي، وسيزور الوفد خلال جولته سنغافورة والمناطق الصناعية المتقدمة في الصين، بما في ذلك مدينة غوانغزو ومنطقة هونج كونج الإدارية، وتتماشى هذه الزيارة مع أهداف رؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد وتحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة على مستوى العالم.

وسيشارك الوفد في اجتماعات إستراتيجية رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الحكوميين من مختلف الوزارات في الصين وسنغافورة، كما سيلتقي مع الشركات العالمية الرائدة في صناعة السيارات، والأتمتة والحلول التكنولوجية، إضافة إلى القطاعات الصناعية الإستراتيجية الأخرى، وستشمل الاجتماعات الرئيسية في غوانغزواجتماعات مع مجموعة (GAC Group)لصناعة السيارات، وشركة جنرال ليثيوم لتصنيع بطاريات السيارات، إلى جانب اجتماع مع شركة هواوي الصينية عملاق الاتصالات والحلول الذكية في العالم.

أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على 3 مقيمين بمنطقة عسير لترويجهم مادة الحشيش المخدر 31 أغسطس 2024 - 10:15 مساءً إسعاف المنية ينفذ 62 مهمة بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة خلال أسبوع 31 أغسطس 2024 - 10:13 مساءً

ويجتمع الوفد في هونغ كونغ بالرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية، واجتماعٌ بوزارة التجارة والصناعة، ومكتب الابتكار والتكنولوجيا والصناعة، ومركز التعاون البحثي العالمي InnoHK ، إضافة إلى زيارة لموانئ هتشيسون ولقاء اتحاد صناعات هونغ كونغ (FHKI)، كما سيتم الاجتماع مع شركة Cyberport البارزة عالمياً في الحلول التكنولوجية المتقدمة ومجموعة جونسون للكهرباء، وغيرها من الشركات التجارية والصناعية المهمة.

ويشمل جدول الزيارة في سنغافورة ، لقاء نائب رئيس الوزراء ووزير التنسيق للسياسات الاقتصادية، ووزير التجارة والصناعة، ووزير القوى العاملة، واجتماع مع وكالة العلوم والتكنولوجيا والبحوث (A*STAR)، واتحاد الصناعات التحويلية في سنغافورة (SMF)، وزيارة ميناء تواس الذي يعد أكبر ميناء آلي في العالم، وغيرها من الوزارات والشركات.

وترتبط المملكة بعلاقات إستراتيجية متينة مع الصين تمتد لأكثر من 80 عاماً، شهدت نمواً متسارعاً خلال العقد الأخير في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها، وتعد الصين أكبر شريك تجاري للمملكة يعكس ذلك حجم التبادل التجاري الذي فاق 100 مليار دولار خلال عام 2023م، وشملت الاستثمارات الصينية في السعودية خلال عام 2023، استثمارات بقيمة 5.6 مليارات دولار في قطاع تصنيع المعدات الأصلية للسيارات، واستثمارات يبلغ حجمها 5.26 مليارات دولار في قطاع المعادن، فيما بلغ حجم الاستثمار في قطاع أشباه الموصلات 4.26 مليارات دولار، كماتعدّ الصين أكبر مصدّر في العالم، إذ بلغ إجمالي قيمة تجارتها الدولية أكثر من 591 مليار دولار، يضاف إلى ذلك التقارب الثقافي الكبير بين المملكة والصين الذي نتج عنه اعتماد تدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية.

وتتمتع هونغ كونغ التي تعد منطقة إدارية خاصة للصين، بعلاقات اقتصادية متميزة مع المملكة، حيث بلغ إجمالي حجم الصادرات السعودية غير النفطية إليها نحو 267 مليون دولار خلال عام 2023م أبرزها المعادن العادية ومصنوعاتها والأجهزة الطبية، فيما يقارب حجم الواردات من هونغ كونغ نحو 1.78 مليار دولار في ذات العام، وأبرزها الجلد والمواد النسيجية والمصنوعات المرتبطة بها.

من ناحية أخرى، تعتبر سنغافورة من البلدان المتقدمة اقتصادياً وصناعياً، حيث يعد اقتصادها من أكثر اقتصادات العام تنافسية، وتعد سنغافورة أنموذجاً فريداً لتطوير القدرات البشرية، والاستفادة من الحلول التكنولوجية والأتمتة في قطاعاتها الاقتصادية المختلفة، مما يعزّز من وجود فرص مشتركة بين المملكة وسنغافورة للاستثمار في قطاعات الحلول التكنولوجية وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والأتمتة في القطاع الصناعي واللوجستي، وبخاصة أن المملكة تعمل على مبادرة مهمة لـ”مصانع المستقبل”، تستهدف أتمتة 4 آلاف مصنع، من خلال تحويل تلك المصانع من الاعتماد على العمالة الكثيفة ذات الأجور والمهارات المنخفضة إلى الكفاءة التشغيلية والأتمتة وتطبيق الحلول والممارسات الصناعية المتقدمة، وفقاً لمعايير عالية تحقّق كفاءة الإنتاج وتحسّن ربحية هذه المصانع وتعزّز تنافسيتها،كما تربط بين البلدين علاقات اقتصادية مهمة حيث بلغ حجم التبادل التجاري نحو 12 مليار دولار خلال عام 2022، وتعد منتجات الصناعات الكيماوية الأعلى تصديراً إلى سنغافورة.

ويُعد قطاع صناعة السيارات من أبرز القطاعات الواعدة التي ركَزت الإستراتيجية الوطنية للصناعة على تطويرها، ونقل المعرفة والحلول الابتكارية والتقنيات المتقدمة إليها، وتصنّف السوق السعودية على أنها من أهم أسواق السيارات في المنطقة ، حيث تمثل مبيعاتها في المملكة 40% من إجمالي المبيعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،وأُصدر العام الماضي ترخيصاً لأول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية “سير”، وتم افتتاح أول مصنع في المملكة لصناعة المركبات الكهربائية “لوسد”، حيث تستهدف المملكة صناعة أكثر من 300 ألف سيارة سنوياً بحلول عام 2030، كما أبرمت شركة (سير – Ceer) التي تعد مشروعاً مشتركاً بين مجموعة فوكسكون للتكنولوجيا التايوانية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، اتفاقية بقيمة (1.3 مليار دولار) لبناء مجمع سيارات كهربائية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، من المقرر أن يبدأ إنتاجه بحلول عام 2025.

وتتوافق زيارة وفد منظومة الصناعة والثروة المعدنية إلى الصين مع مستهدفات المملكة بأن تصبح مركزاً محورياً لصناعة السيارات في المنطقة، ورائدة في الحلول المبتكرة لصناعة مركبات صديقة للبيئة بشكل خاص، ومنها السيارات الكهربائية التي أطلقت المملكة مشروعات مهمة لصناعتها، كما أجرت مباحثات الشهر الماضي مع جمهورية تشيلي التي تعدّ ثاني أكبر دولة منتجة لمعدن الليثيوم في العالم، تستهدف تعزيز التعاون في مجال إنتاج هذا المعدن المكوّن الأساسي لبطاريات السيارات الكهربائية.

وفي قطاع التقنية والأتمتة، تعد التجربة السعودية مثار إعجاب العالم إذ قفز هذا القطاع قفزات متلاحقة خلال العقد الأخير، وتستمر جهود المملكة في مجال نقل المعرفة والابتكار والحلول التكنولوجية إلى كافة قطاعاتها التنموية، فسيتضمن جدول الزيارة اجتماع الوفد بعدة شركات رائدة عالمياً في قطاع الأتمتة وحلول التكنولوجيا، يشمل ذلك لقاء بمسؤولي شركة هواوي الصينية البارزة في قطاع التقنية والاتصالات لبحث فرص التعاون في مجال الحلول الذكية المبتكرة، وتعد شركة Huaweiالتي تأسست عام 1987م؛ من الشركات الكبرى في العالم رائدة في مجال توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأجهزة الذكية، وتصل منتجاتها الذكية أسواق ١٧٠ دولة حول العالم.

وتستهدف المملكة استقطاب استثمارات نوعية في 12 قطاعاً صناعياً واعداً ركزت الإستراتيجية الوطنية للصناعة على تطويرها، وفي مقدمتها قطاعات السيارات والأدوية والأغذية، معتمدة على بيئة استثمارية محفزة في قطاعها الصناعي، حيث قطعت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، شوطًا كبيرًا في تحسين البيئة التنظيمية والتشريعية للقطاع الصناعي، وتوفير بيئة محفزة للاستثمارات وحماية القدرة التنافسية، مع حزمة من الممكنات تقدمها جهات منظومة الصناعة والثروة المعدنية تسهّل على المستثمر ممارسة الأعمال.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المملكة بنسبة كبيرة من الشباب حيث يشكل الشباب تحت سن 30 عامًا ثلثي السكان، كما تتميّز بقوى عاملة نشطة مدعومة باستثمارات حكومية كبيرة في التعليم وتنمية القدرات البشرية، إضافة إلى موقعها الإستراتيجي والبنية التحتية القوية والحوافز الاستثمارية الجذابة، مما يجعلها وجهة استثمارية رائدة للشركات الصينية والسنغافورية.

ويتوقع أن تؤدي الزيارة إلى الصين وسنغافورة إلى توقيع شراكات تعزز العلاقات الثنائية، ومن المتوقع أن تركز هذه الشراكات على تعزيز النمو المتبادل من خلال الاستثمارات المشتركة النوعية، والتنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي، وخاصة في القطاعات الصناعية الإستراتيجية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 31 أغسطس 2024 - 10:18 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد31 أغسطس 2024 - 10:12 مساءًالفيصل يزور مقر تدريبات الأخضر في جدة استعداداً للقاء أندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم أبرز المواد31 أغسطس 2024 - 10:07 مساءً«أسرار صناعة المحتوى الإعلامي».. دورة تدريبية لـ تهاني الجريسي (تفاصيل) أبرز المواد31 أغسطس 2024 - 10:03 مساءًهالاند يقود مانشستر سيتي لفوز جديد على وست هام الاقتصاد31 أغسطس 2024 - 9:25 مساءً“هيئة النقل” أكثر من 250 ألف راكب استخدموا عبارات جازان فرسان خلال النصف الأول من عام 2024 أبرز المواد31 أغسطس 2024 - 9:11 مساءًاستشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة31 أغسطس 2024 - 10:12 مساءًالفيصل يزور مقر تدريبات الأخضر في جدة استعداداً للقاء أندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم31 أغسطس 2024 - 10:07 مساءً«أسرار صناعة المحتوى الإعلامي».. دورة تدريبية لـ تهاني الجريسي (تفاصيل)31 أغسطس 2024 - 10:03 مساءًهالاند يقود مانشستر سيتي لفوز جديد على وست هام31 أغسطس 2024 - 9:25 مساءً“هيئة النقل” أكثر من 250 ألف راكب استخدموا عبارات جازان فرسان خلال النصف الأول من عام 202431 أغسطس 2024 - 9:11 مساءًاستشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة مكافحة المخدرات تقبض على 3 مقيمين بمنطقة عسير لترويجهم مادة الحشيش المخدر مكافحة المخدرات تقبض على 3 مقيمين بمنطقة عسير لترويجهم مادة الحشيش المخدر تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • المملكة تستضيف منتدى السياسات الصناعية إكتوبر القادم
  • المملكة تعزّز تعاونها الصناعي مع الصين وسنغافورة وتبحث توطين صناعة السيارات وتقنياتها المتقدمة
  • المملكة تعزّز تعاونها الصناعي مع الصين وسنغافورة وتبحث توطين صناعة السيارات
  • الدريجة: رفض توقيعات المركزي الجديد معناه شح النقد الأجنبي 
  • عاجل| كامل الوزير يطلق منصة مصر الصناعية لينهي سنوات البيروقراطية في القطاع الصناعي
  • وزيرا الصناعة والصحة يبحثان تشجيع مصانع الادوية توطين صناعة الادوية والمستلزمات الطبية فى مصر
  • وزيرا الصناعة والصحة يبحثان سبل تعظيم الاستثمارات في مجال توطين صناعة الأدوية
  • السعودية تستضيف منتدى السياسات الصناعية لتعزيز ريادتها العالمية في قطاع الصناعة
  • الزليطني: المحافظ المقال لم يحترم أحكام القضاء بشأن إلغاء ضريبة مبيعات النقد الأجنبي
  • شعبة النقل الدولي: توطين صناعة الحاويات يدعم التجارة ويوفر النقد الأجنبي