4 علماء فضاء يعودون من تجربة محاكاة للمريخ لمدة عام
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
أخيراً، عاد 4 باحثون من وكالة ناسا إلى الحياة الطبيعية بعد قضاء أكثر من عام داخل نسخة طبق الأصل من كوكب المريخ، لمعرفة ما إذا كان بإمكان البشر العيش على هذا الكوكب يوماً ما.
تشكل هذه المهمة، التي أطلق عليها إسم “CHAPEA”، الخطوة الأولى من سلسلة تضم 3 مهام مُحاكاة للمريخ في “مركز جونسون للفضاء” بمدينة هيوستن الأمريكية.
تهدف المهمات الثلاث إلى مساعدة العلماء والمهندسين المستقبليين، ومخطّطي المهام الفضائية على فهم أفضل لكيفية تأثير العيش في المريح وانعكاسها على صحة الإنسان، حسب ما نقلت صحيفة “ديلي ستار” عن الفريق العلمي.
أنشطة بحثيةخلال فترة إقامتهم، تم تكليف العلماء الأربعة بالقيام بأنشطة بحثية لاختبار مدى إمكانية عيش البشر على سطح المريخ، وتنوعت مهامهم بين الاعتناء بالمناطق المحيطة بهم، وممارسة الرياضة وزراعة المحاصيل.
وخلال تجربة المحاكاة، كان على الطاقم التعامل مع التأخير الزمني وفارق الوقت بين الأرض والمريخ، عندما يتواصلون مع من هم في الخارج.
وهذا الأمر يعني أن الموجودين داخل محاكاة “المريخ” سيتعين عليهم الانتظار لمدة 44 دقيقة للحصول على أي اتصال يجرونه مع الخارج، وفقاً لما شرحته المشاركة في هذه التجربة الرائدة الفضائية أنكا سيلاريو.
وعلقت على مشاركتها في حديث نقلته صحيفة “ديلي ستار” ، قائلة: “يمكن للفضاء أن يتحد مع البشر، ويخرج أفضل ما لدى الطرفين”، مضيفة: ” عند اتخاذ خطوة غزو المريخ تكون كل المعلومات قد أصبحت جاهزة”.
أهمية تجربة المحاكاةصُنّف برنامج “شابيا” CHAPEA بأنه ناجح من قبل وكالة ناسا، حيث قال المدير بيل نيلسون: “تهانينا لأفراد الطاقم على إكمالهم عاماً في محاكاة لكوكب المريخ”. واعتبر أن البرنامج يشكل خطوة حاسمة لتطوير المعرفة والأدوات اللازمة للبشر للعيش والعمل على الكوكب الأحمر يوما ماً”.
وكشف أنهم خططوا منذ البداية لقضاء عام، لكنهم تخطوه وأمضوا 378 يوماً رغم العديد من التحديات التي يمكن أن تواجهها أطقم العمل على المريخ. وأعرب عن أمله لبدء التحضير من أجل مهمة CHAPEA 2، لتعزيز الأبحادث حول نجاح تجربة العيش على المريخ.
ولفت إلى أنه خلال أيام سيبدأ الجمع بين المعلومات، التي سبق وجمعها مجس “أرتميس” الفضائي على المريخ، إضافة إلى محاكاة الفريق العلمي وتجاربهم على مدار العام.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 31 من سورة الأعراف: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.
في تفسير هذه الآية أجمع السف الصالح على أنها نزلت في قريش التي كانت تطوف حول الكعبة عريا، وأن الزينة تعني الثياب، لكن المتأمل في هذا التفسير لا يقتنع به، فهنالك ثلاثة أمور هامة في النص أغفلوها:
1 – لماذا كان الخطاب لبني آدم، مع أنه في المتطلبات العبادية يكون الخطاب للمؤمنين؟.
2 – الأمر الإلهي ليس محددا بالبيت الحرام كما اعتقدوا، وفي كل الآيات التي حددها الله تعالى بالمسجد الحرام كانت الصياغة بغاية الوضوح ، لكنه تعالى هنا قال الله (كل مسجد)، وهذا نص قاطع الدلالة بشمول لكل المساجد، وليس هنالك طواف في أي مسجد، سواء بملابس او بدونها بخلاف المسجد الحرام.
3 – لماذا كان إيراد الله لتناول الطعام بلا إسراف، مع أن المساجد ليست أماكن لتناوله؟.
هذه العناصر الثلاثة التي ارتكزت عليها الآية، تنقض تماما ذلك التفسير، وتوجب علينا التفكر في مراد الله في هذه الآية.
بداية من كون الخطاب لعموم البشر (وليس للمؤمنين فقط)، يجب أن نستنتج أن الأمر الإلهي هنا ليس محددا بعبادة الصلاة المفروضة على المؤمنين، ولا هو بالطواف في المسجد الحرام، إنما هو بما يشترك فيه جميع البشر مؤمنهم وكافرهم، المصلون وغير المصلين، وهذا يعني الفطرة التي خلق عليها البشر.
وهنا يجب العودة الى دور المسجد، والبحث فيما يمثله من توافق مع تلك الفطرة.
لو استعرضنا ما جاء في كتاب الله في هذا الصدد، لوجدنا أن لفظة المسجد بالمفرد وبالجمع ذكرت 28 مرة، منها ما كانت بالتعميم مثل قوله تعالى: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا”[الجن:18]، ومنها بالتعريف الصريح كذكر المسجد الحرام والمسجد الأقصى في بداية سورة الإسراء، أو بالإشارة غير الصريحة الى مسجد قباء في المدينة: “لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ” [التوبة:108].
يتبين لنا ان الله تعالى اعتبرها بيوتا له، والبيت هو المكان الذي يأوي الإنسان، وتسكن نفسه إليه، ولا يتكلف فيه ما يتكلفه خارجه، فيحق له أن يضع عنه ثيابه التي تستره، لذلك وضع الله لها آدابا وقيد دخولها بقيود، مثل الاستئذان لغير أصحابها، والاستئناس بالسلام قبول دخولها حتى لمالكيها.
إن كان ذلك لبيوت البشر فكيف لبيوت الله؟.
فيجب أن تنال حقها من التوقير والتعظيم، فلا يذكر فيها ما لا يرضاه صاحبها (الله تعالى)، من شرك به أو لغو كلام أو شجار أو جدال، فكل حديث فيه يكون وفق ما أمر به الله وشرعه وأحله، من قراءة لكتابه أو تدارسه او تدارس السنة والفقه والعلم النافع، وينصت له بلا مقاطعة او رفع الصوت.
هذه من آداب المساجد التي تعتبر من شعائر الله: “وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” [الحج:32]، التي امتدح اله من يراعيها حق رعايتها، على أنها من علامات التقوى.
هنا نفهم أن الزينة التي يأخذها الناس عند المساجد شاملة لكل مظاهر التوقير والعناية من نظافة وترتيب وهندام حسن وتطيب لمن يدخلها، كما أنها تشمل تجميل المكان هندسة وعمارة وفرشا.
كل ذلك محدد بالمؤمنين: “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ” [التوبة:18]، لأنهم فقط من يعمرون بيوت الله بناء وتأثيثا وحضورا.
أما باقي البشر من غير المؤمنين فواجبهم احترام بيوت الله فلا يقيموا حولها ما يشوه منظرها او يضايق مرتاديها، ومن أكثر المضايقات هي كاميرات المراقبة التي تضعها السلطات الأمنية.
ويثبت أن أنظمة سايكس بيكو هي من فئة غير المؤمنين أنها جميعها تخلت عن تلك المهمة، فهي تنفذ كل المشاريع الخدمية ما عدا بناء المساجد، فتتركها للمتبرعين.
تبقى المسألة الأخيرة: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا”، فلا بد أن المقصود ليس تناول الطعام في المساجد، إنما هو إشارة الى أوقات الصلاة التي تعلنها المساجد، وهي الأوقات الأمثل للفطرة البشرية لتناول الطعام، وقد ثبت طبيا أن توزيع الوجبات وتقليل كميتها “وَلَا تُسْرِفُوا” أفضل لصحة الإنسان، وتناولها بعد صلاة العشاء ضار.