بدأ ظهور قلق عام فى وسائل الإعلام للكيان الصهيونى بعد توقع صدور قرارات محكمة العدل الدولية اليوم، وهى على الأغلب ستؤكد أن احتلال الكيان الصهيونى فى الضفة الغربية يتناقض مع القانون الدولى، والمهم فى ذلك أن الكيان لن ينصاع لهذه القرارات مثل ما فعل فيما صدرت قبلها.
ويأتى ذلك مع قلق وتشاؤم وزاراتى القضاء والداخلية فى الكيان من قرار المحكمة وكيفية صياغته، لأنه من المتوقع أن تصدر القرارات بأن حكومة الكيان تنتهك القانون الدولى مما يؤدى إلى موجة جديدة من العقوبات الغربية ضد الكيان وقياداته، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه القرارات التى من المتوقع صدورها اليوم ضد الكيان تتم مداولاتها منذ ما يقرب من عام ونصف، أى قبل الحرب على غزة بفترة طويلة، بعد طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة وجهة نظر المحكمة فى الموضوع، ووضعت 57 دولة رأيها فى الموضوع أمام المحكمة، وقالت أغلبية هذه الدول حينها إنهم يؤيدون إجراء تحقيق ضد الكيان.
وتأتى هذه المداولات فى محكمة العدل الدولية حول الضفة الغربية بالتزامن مع الدعوى المقدمة من دولة جنوب أفريقيا ضد الكيان المتعلقة بالحرب على غزة، والتى تتهم الكيان بارتكاب إبادة جماعية بقطاع غزة وتطالب بوقف الحرب.
والأمر الثالث فى المحكمة الجنائية الدولية بطلب من المدعى العام، كريم خان، بإصدار قرار بشكل رسمى بمذكرة اعتقال لرئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن جالانت، بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى غزة، مع عدم استبعاد إمكانية تنفيذ إجراءات جنائية دولية ضد مسئولين فى الحكومة والجيش بسبب مسئوليتهم عن الاحتلال فى الضفة وانتهاك القانون الدولى فى قرارات محكمة العدل الدولية، مع اعتبارهم أن القرارات غير ملزمة للكيان، ولكنها ستؤدى إلى تغيير فورى فى سياسات دول أوروبية تجاه الكيان، واتهامه بالتفرقة العنصرية، مع التوقع بزيادة هذه الضغوط على الكيان لإنهاء الاحتلال وفرض عقوبات عليه.
وفى الداخل أثار تصريح تساحى هانجبى رئيس الأمن القومى للكيان والمقرب من نتنياهو فى إجابته على سؤال حول أحداث السابع من أكتوبر ، بأنها «خطأ تقنى» القلق والغضب لدى وسائل إعلام الكيان وأهالى الأسرى لدى حماس، واعتبروا أن ما حدث هو أكبر اختراق أمنى فى تاريخ الكيان وأصعب حدث أمنى مر على شعب الكيان حتى الآن.
وأيضا تصريح جالانت وزير الأمن بأن نتنياهو قال له: يجب إجراء تحقيق شامل وعميق مع الشاباك وقيادات الجيش لمعرفة عمق الأمور، ويوضح هذا التضارب ما يدور حول نتنياهو بمحاولة كل المسئولين فى حكومة الكيان الهروب من المسئولية.
وفى تحليل لليبرمان المعارض «العنصرى» للأحداث، إن نتنياهو من المتوقع أن يحل الكنيست فى نوفمبر المقبل قبل نهاية العام، لمحاولة تأجيل كل محاكاماته فى قضايا الفساد والتى يتم اتهامه فيها منذ سنوات، والتى يهرب منها كل فترة بحجة مختلفة،فمرة تكون حجته جائحة كورونا ومرة آخرى إجراء الانتخابات، وهذه المرة يطالب بتأجيلها إلى 2025 بسبب ظروف الحرب على غزة، ولذلك يريد حل الحكومة فى الفترة المقبلة لتكون الانتخابات الجديدة فى مارس 2024.
والأمر الآخر ميزانية الكيان التى وضعت نتنياهو فى مأزق كبير، لأن الحرب على غزة استنزفت أغلب الميزانية، وفى هذه الأيام من المفترض مناقشة ميزانية العام القادم، وبعد أسبوع تقريبا سيخرج الكنيست لإجازة الصيف ولم يناقش الميزانية حتى الآن.
ومن الملاحظ والواضح أن نتنياهو يرى أن التسريع بحل الكنيست وتحديد موعد لإجراء الانتخابات سيمنع مناقشة الميزانية ويتم تأجيلها للحكومة القادمة، وحتى الآن لا يوجد أمام نتنياهو سيناريو يستطيع فيه الحفاظ على تركيبة وأشلاء حكومته فى الميزانية القادمة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شعب الكيان تصحيح مسار محمد على محمد محكمة العدل الدولية الحرب على غزة ضد الکیان
إقرأ أيضاً:
حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
من جديد وبشكل متكرر، تواصل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بإرسال الرسائل والمفاجأة إلى إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو كما الشعب لديه و الدول الغربية بطرق مختلفة.
وكان مشهد تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الخميس محمَّلا بالرسائل التي أرادت المقاومة الفلسطينية إيصالها للاحتلال، والتي كانت تذكر في مجملها بما تكبدته إسرائيل من خسائر خلال حربها على قطاع غزة.
وتم تسليم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أول دفعة من جثث الأسرى المقرر تسليمها ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وسلمت المقاومة جثث 4 أسرى إسرائيليين، بينها أم وطفلاها ينتمون لعائلة بيباس، وقد قتلوا جميعا بنيران الاحتلال خلال محاولات استعادتهم بالقوة، كما قال مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام.
ووضعت الجثث في توابيت سود وعلى كل واحد منها صورة وبيانات صاحبه، وذلك على منصة حملت صورة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتيناهو كمصاص دماء. وفوق هذه الصورة، كتبت المقاومة إن المجرم نتنياهو وجيشه قتلا هؤلاء بصواريخهم النازية.
وعلى أسطح البيوت المهدمة بمنطقة بني سهيلا في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، رفعت المقاومة لافتات تشير للكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال في عدد من مناطق القطاع خلال الحرب.
ومن بين الكمائن التي نشرت المقاومة صورا لها، كمين الفراحين الذي وقع بمنطقة الزنة شرقي مدينة غزة، وقد كتبت المقاومة على اللافتة أنه لم يكن نزهة، بل محرقة. وكانت الصور تشير إلى أن هذا الكمين قد أوقع 8 قتلى إسرائيليين.
وكان بعض مقاتلي القسام يحملون أسلحة من التي تم استخدامها في هذه العمليات، والتي ظهرت كثيرا في الفيديوهات التي كانت تبثها المقاومة للعمليات قبل وقف إطلاق النار.
كما ألقى أحد المقاتلين بيانا بالعمليات التي وقعت شرقي مدينة غزة خلال الحرب وتفاصيلها والطريقة التي تمت بها والخسائر التي تكبدها الاحتلال فيها.
وفي وسط ميدان التسليم، نشرت المقاومة لافتات تحمل صور توابيت وإحصائيات للعمليات والخسائر الإسرائيلية فيها، وصورا أخرى تعبر عن مواجهة المقاتلين للآليات الإسرائيلية.
كما رُفعت لافتة في المنطقة حملت عبارة “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت”، في إشارة إلى المصير الذي ينتظر الأسرى الإسرائيليين في غزة إن قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العودة للحرب مجددا.
ونقل مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة عن أحد قادة المقاومة أن القسام نفذت العديد من العمليات المعقدة ضد قوات الاحتلال شرقي مدينة غزة.
ووفقا للقيادي القسامي، فقد شهدت هذه المنطقة خلال الحرب تفجير 6 بيوت كان تتمترس فيها قوات إسرائيلية بقذائف مضادة للأفراد، إضافة إلى 26 عملية استهداف مختلفة و21 عملية قنص وصفها بالمعقدة وضرب 20 دبابة بقذائف الياسين.
وقام قائد المنطقة الشرقية في كتائب القسام بتسليم الأسرى للصليب الأحمر، وهو الذي أعلنت إسرائيل مقتله خلال الحرب، كما حضر عملية التسليم أيضا قائد الكتيبة الشمالية الذي حاولت إسرائيل اغتياله.
ووضعت المقاومة أيضا لافتات كتب عليها “النازية الصهيونية في أرقام”، وعليها كتبت أعداد الشهداء المدنيين الذين قتلهم الاحتلال خلال الحرب، وكذلك الإصابات والمجازر التي نفذها في مختلف المناطق.
وشملت هذه الأرقام تفصيلا بأعدد الشهداء من النساء والأطفال والعائلات التي تم استهدافها وأخرى مسحت بأكملها من السجلات المدنية. ووفقا لما كان منشورا، فإن 61 ألفا استشهدوا خلال الحرب بينهم 13 ألفا لا يزالون تحت الأنقاض.
وأمس الأربعاء جرى الحديث عن أن عملية تسليم الجثث لن تشهد أي مظاهر احتفالية، لكن العملية تمت كسابقاتها بحضور شعبي وعسكري، واعتلى كثيرون أسطح البيوت شبه المهدمة في منطقة التسليم.
وتوقع مراسل الجزيرة في فلسطين أن يحدث وصول جثث الأسرى قلقا في الشارع الإسرائيلي، وقال إن لجنة ستقوم بفحص هذه الجثث لمعرفة سبب وفاتها بشكل صحيح.
وقال كرام إن الجيش الإسرائيلي سيتسلم الجثث في نقطة لا تزال تحت سيطرته داخل القطاع، مشيرا إلى أنه سيحظون بمراسم جنائزية يهودية قبل نقلهم إلى معهد الطب الشرعي جنوبي مدينة تل أبيب.
وفي معهد الطب الشرعي ستبدأ عملية تشخيص أسباب الوفاة، التي قال كرام إنها قد تستمتر 7 ساعات، كونها تتعلق بفحص الحمض النووي وتصوير الأشعة الطبقية وإشاعات الأسنان.
وتمتلك السلطات ملفات صحية لكافة أسرى عملية طوفان الأقصى لتسريع عمليات تشخيص أسباب وفاتهم التي ستحدد الجهة المسؤولة عن موتهم، كما قال كرام، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يعزز الفشل العسكري الإسرائيلي.
فقد كانت هناك صور تؤكد أن عائلة بيباس -التي تم تسليم جثثها- كانت على قيد الحياة في أول الحرب، وفق كرام.
ونشرت حماس بيانا قالت فيه إنها حاولت الحفاط على حياة الأسرى بكل الطرق، متهمة الاحتلال بالتعامل بوحشية مع هذه العائلات الإسرائيلية.
ووجهت رسالة لعائلات بيباس وليفشتس، قالت فيها إنها كانت تأمل في عودتهم أحياء بيد أن الاحتلال فضل قتلهم وقتل معهم 17 ألف طفل فلسطيني.
وأكدت الحركة أنها حافظت على حرمة جثث هؤلاء القتلى بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء وقتلتهم هم وآسريهم. وقالت إن المجرم بنيامين نتيناهو يتباكى على قتلاه لكي يتنصل من مسؤولية قتلهم.