جميلة انتى يا امرأة فى أى عمر تكونين، جميلة انتى تشبهين الأمل الذى يأتى قبل اليأس بلحظة بل وثانية، تشبهين السلام بعيون شعب أتعبته الحروب.. ففى العشرين طاقة وشغفا تشرقين، فى الثلاثين بالسحر والجاذبية تشعين، فى الأربعين أنوثة وجاذبية تفيضين، فى الخمسين أنت أجملهن حين تضحكين، وفى الستين بالدفء والرقة تتألقين، وفى السبعين ملكة الحياة انتى وبتجاعيد وجهك، فابتهجى لماذا تخجلين؟ فالعمر كله قلعة انتى فيه ملكة متوجه.
والسعادة الحقيقية لا ترتبط بسن والله وأن يحبك قلب بلا غاية، يهديك دعاء بظهر الغيب يتمنى لك ما يحبه يعذرك عندما تغيبين.. ويكون حاضرًا حين تحتاج لأحد معك، شخص يؤمن بك، يحبك دون ملل، العمر الحقيقى هو حين تسندين رأسك على كتفه، تشعرين أن لا شىء فى هذا العالم قادر على إيذائك لأنه السند الحقيقي، كرجل يبكى عليكى ولا يبكيكي، كيف لا؟ وهو مصدر السعادة، ويراك الأجمل حتى حين تكونين فى أسوأ حالاتك، فالعابرون فى حياتنا كثر ولكن أصحاب البصمات عملة حقيقىة نادرة، وإلى كل امرأة تزرع فى الحب أكثر مما تحصد تنازلى عن هذا الجهد عبثا وعيشى العمر بسعة صدر، فالفساد فى التربة لا فى بذرتك، وليس عيبا أن تكونى «طيبة» فى زمن الخبث، لكن العيب أن تتبرئى من طيبتك فيتحجر أجمل ما فيك وهو قلبك، فالمرأة الجميلة يقع فى حبها جيشا من الرجال، لكن المرأة القوية يقع فى حبها قائدهم، ثقى فى نفسك ولا تكونى إلا انتي، كونى أجمل مما يظنون صعبة الكسر مذهلة ومختلفة، كونى دائما أنت، هذه رسالتى إلى كل امرأة تزهر فى كل الأعمار، وشكرآ للأرواح الجميلة التى تهدينا جمال الحياة وتدلنا عليه فى حياتى، للمبتسمين فى الزمن الموحش، المبتسمون رغم الألم، الذين فى كل هذه الفوضى والضوضاء، يحولون القبح لجمال، والبشاعة لحب، والوجع لنبل، ده بمناسبة ذكرى عيد ميلادى فكرنى بيها الراجل المسخرة اللى اسمه «مارك» فى الفيس، ليعلن لنا بعد ساعات سقوط ورقة جديدة من العمر، ونحمد الله حمدا كثيرا على أنفاسنا حتى الرضا.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
MAGDA [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: موعد مع العمر ماجدة صالح
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. ليلة واحدة فقط
#ليلة_واحدة_فقط..
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 1 / 10 / 2019
أفعلها كل شتاء ، أختار ليلة باردة وماطرة ، وأدعو الأولاد أن ننام في غرفة واحدة ، نعيد ترتيب “فرشات” الغرفة ، اجعلهم يقتربون من بعضهم أكثر ،ينامون على شكل سطور متلاصقة وأنا أختار مكاناً فوق رؤوسهم جميعاً حتى أكون مقسوماً على الجميع ، أطفئ الضوء العادي وأبقي على ضوء خافت ،أترك شقاً طفيفاً في الشباك لتحدث الريح صفيرها المعتاد..أمنع استخدام الأجهزة الاليكترونية او الهواتف في هذه الليلة..ثم أبدأ بسرد ما أحفظ من القصص والحكايا القديمة..وكلما زاد قذف المطر على الزجاج أسهبت في الحكاية وفي تفاصيلها وكأنني أشرك الطقس معي ليستمع مع باقي أفراد العائلة لأحداث الحكاية.. أحياناً أقوم بتقليدهم فرداً فرداً لأسمع قهقهات الصغار..أحاول جاهداً أن أصنع لهم ليلة مختلفة ، تبقى محفورة في روزنامة العمر ، تماماً كاستراحة وحيدة في طريق صحراوي طويل..
*
الأولاد مهما كبروا يبقوا أطفالاً، مهما ادعوا النضوج والاستقلالية الا أنهم في حنين دائم إليك إلى صوتك وملامحك ووجودك ،وأنت بأبويتك الصادقة، حاول أن تعيدهم إلى ذات الاحتياجات وذات الليالي القديمة وذات القصص ،لا لشيء ، لكن حتى لا تبعد المسافة بينك وبينهم أو تبعد فيما بينهم..الغرف المنفصلة برّدت العواطف، والهواتف الذكية عزلتنا عن أحاسيسنا تجاه بعضنا ، صار في البيت عوالم مختلفة في أمتار مربعة صغيرة ، أجساد متقاربة واهتمامات وأرواح متنافرة و”غرفة العيلة” أصبحت مجرّد “لوبي في فندق” ، ملتقى قصير للصاعدين والنازلين والمغادرين والقادمين يلتقطون فيها أنفاسهم ثم يذهب كل إلى وجهته..
مرّت بي أحداث كثيرة ونسيتها ،وأيام كثيرة ونسيتها، نجاحات واخفاقات ونسيت تفاصيلها، لكنني ما زلت أذكر ليالي الشتاء الماطرة ، وأذكر مكاني بين “الفرش” ، و الرسمات الطفولية على لحافي، وأماكن أشقائي واحداً واحداً، وأذكر مكان “السراج” وأماكن الدلف ، والأواني التي تتلقّى مطر السقف البطيء ، أذكر الحكايا والضحكات ، وصوت المزاريب ، واهتزاز الشباك الشمالي ،ورائحة الديزل النازل من “بطيحة” صوبة البواري..نسيت في العمر خصومات كثيرة واوجاع كثيرة وانجازات كثيرة..لكني لا أنسى غرفة من حجر وطين جمعتنا كلنا بمعجزة الأم والأب تحت سقفها ذات ليلة..قبل أن تهب علينا ريح الكهولة..
أيها الآباء أفعلوا مثلي..ليلة واحدة فقط ستزيّن العمر،أزيلوا الحواجز ،وجسروا الأرواح، كونوا بين أبنائكم ، صدقوني من هنا تصنع المحبة..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#175يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#لأحمد_حسن_الزعبي