انتقدت البارونة والنائبة السابقة لرئيس حزب المحافظين البريطاني، سعيدة وراسي، وصف نائب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، جي دي فانس، لبريطانيا بأنها "دولة إسلامية نووية"، مشيرة إلى الأخير "أهان بريطانيا من خلال جهله العنصري".

وقالت وراسي، وهي أول وزيرة مسلمة في المملكة المتحدة، مقالة نشرتها صحيفة "إندبندنت" وترجمتها "عربي21"، إن "حديث سناتور أوهايو الذي قبل ترشيح الحزب الجمهوري له كنائب لدونالد ترامب في السباق الرئاسي 2024 إن كان مازحا عندما قال أمام مؤتمر للمحافظين الأمريكيين أن بريطانيا  قد تكون أول دولة إسلامية بسلاح نووي، لكنها لم تكن نكته معادية للمسلمين فقط ولكن بتداعيات دبلوماسية خطيرة".



وأضافت "لنبدأ بالأساسيات. لبريطانيا والولايات المتحدة علاقة خاصة، وهم (الأمريكيون) أهم حلفائنا في العالم وعليه يجب أن يكونوا الحليف الأكثر ثقة. وهذا يعني أنه عندما نتفق، فإننا نفعل هذا علنا وعندما نختلف، فإننا نختلف من وراء الأبواب المغلقة. ويجب أن يتم التعامل وفي كل ملمح من ملامح علاقتنا، من التشارك الأمني إلى التعاون العسكري ومن العلاقات السياسية إلى العمل الدبلوماسي باحترام متبادل".


وأشارت إلى أن اختيار دونالد ترامب لجي دي فانس كرفيق له في السباق الانتخابي هو تعريض العلاقة الخاصة للخطر. لافتة للخطاب الذي ألقاه فانس الأسبوع الماضي وقبل اختيار مرشحا لنائب الرئيس عن الجمهوريين، أمام مؤتمر المحافظين الوطنيين بالعاصمة واشنطن، ووصف فيه بريطانيا بأنها أول دولة مسلمة حقيقية لديها سلاح نووي، والفضل يعود إلى حزب العمال الحاكم.

وقالت وراسي إن "حقيقة إمكانية ارتكاب فانس خطأ كهذا ويصنف بسهولة المملكة المتحدة بهذه الطريقة، والإدلاء بمثل هذه التصريحات الوقحة علنا، والتي ألقاها بشكل عرضي وأثارت خطته الصادمة ضحكة جمهوره، تخبرنا أن العلاقة الخاصة بالنسبة لنائب الرئيس القادم المحتمل، لم تعد أكثر من مزحة عنصرية. إنه يبشر بأوقات خطيرة حقا في المستقبل".

وأضافت أنها "تشعر بالقلق الحقيقي من سياسة الجمهوريين ومنذ وقت طويل، كمواقفهم من حقوق المرأة والتغيرات المناخية والانحراف العميق نحو السياسة الشعبوية، والأكثر إثارة للخوف هو رفض فانس القبول بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، حيث قال: لو كنت نائب الرئيس لأخبرت ولايات مثل بنسلفانيا، جورجيا وغيرهما، بأننا بحاجة إلى قوائم متعددة من الناخبين هناك وكان على الكونغرس القتال عليها من هناك".

وأشارت إلى أن "حقيقة شك فانس في نتائج الانتخابات الأمريكية وأنه كان سعيدا بمواصلة الشك بالنتيجة، تعطي صورة عن رجل يشكك بجوهر الديمقراطية، وهو مستعد من الناحية الأساسية لتحديها"، وأضافت "أعتقد أنه رجل كان سيدعم على الأرجح المشاعر وراء الشغب في الكونغرس يوم 6 كانون الثاني/يناير".

وقالت إنه "مثل ترامب، شكك فانس بدعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، كما أثار مخاوف بشأن ما قد تعتبره المملكة المتحدة أولويات عسكرية واستخباراتية لحلف شمال الأطلسي. والآن قام بهجوم مباشر صريح على الحكومة البريطانية أيضا".


وتابعت وارسي " كنت أعتقد أن هذا النوع من العنصرية الدائمة التي أظهرها فانس كانت من اختصاص المجانين في أقصى اليمين، أولئك الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة الأوروبية التي تقول إن المسلمين يريدون الاستيلاء على السلطة. وحقيقة أن هذا المفهوم قد دخل الخطاب الرسمي الآن من قبل رجل سيصبح نائب رئيس الولايات المتحدة يمكن أن تجعل الحياة صعبة بالنسبة لحكومة حزب العمال".

وقالت إن "الموقف الحذر من رئيس الوزراء كير ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي وأنهما سيعملان مع أي شخص يدخل البيت الأبيض، هو الرد الدبلوماسي الصحيح، حيث وضعا العلاقة بين البلدين  فوق مواقف الأفراد. لكن هذه التصريحات من فانس وغير ليست فقط سياسية، بل وشخصية وهي تذكير جديد بأن الإسلاموفوبيا العرضية أصبحت جزءا لا يتجزأ من السياسة  اليومية لدينا. وترسل رسالة بأن نقد المسلمين والتخويف منهم أمر مقبول  بشكل يجعلهم غير آمنين في أوطانهم".

واختتمت وارسي مقالها بالقول "منذ وقت كان أصدقائي المسلمين وعائلتي يفكرون بخطة بديلة، وطرق الخروج. وهذا الخطاب القادم من أمريكا يعزز مخاوفنا ويجعلنا نشعر بأن المسلمين لا أهمية لهم. ومن الواضح لي، أنه بترامب وفانس في البيت الأبيض، فلن يعتمد العالم على الولايات المتحدة كبلد عاقل وعقلاني وحتى ليبرالي. وسيتعين على بريطانيا قريبا أن تبدأ في النظر إلى ما هو أبعد من ذلك. وكلما أسرعنا في إعادة بناء علاقتنا مع أوروبا، كلما كان ذلك أفضل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية فانس بريطانيا ترامب بريطانيا ترامب فانس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نائب مدير عام مكافحة المخدرات يرأس وفد المملكة المشارك في اجتماع لجنة المخدرات المنعقدة في النمسا

رأس نائب مدير عام مكافحة المخدرات اللواء حمد بن محمد العمّاري، وفد المملكة المشارك في اجتماع الدورة الـ (68) للجنة المخدرات المنعقدة في مقر الأمم المتحدة بجمهورية النمسا.
وأبرز اللواء العمّاري، خلال الاجتماع جهود المملكة في مكافحة المخدرات على المستوى الدولي، ودور الجهات الأمنية والرقابية في التصدي لهذه الآفة، وأهمية تنفيذ البرامج الوقائية والتوعوية لحماية أفراد المجتمع، وتوفير خدمات العلاج والتأهيل، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي عبر تطبيق الاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تنتقد اتهامات روسيا لاثنين من دبلوماسييها بالتجسس وتصفها بأنها “لا أساس لها”
  • نائب مدير عام مكافحة المخدرات يرأس وفد المملكة المشارك في اجتماع لجنة المخدرات المنعقدة في النمسا
  • نائب مدير عام مكافحة المخدرات يرأس وفد المملكة المشارك في اجتماع الدورة الـ (68) للجنة المخدرات المنعقدة في مقر الأمم المتحدة بجمهورية النمسا
  • ترامب يهاجم صحفيا بسبب تصريحات حول بوتين: لا يحترمني؟
  • «التايمز» تكشف: تصريحات المسؤولين الأوروبيين عن «زيلينسكي» في العلن تختلف عمّا يهمسون
  • زيارة ترامب إلى بريطانيا قد تخلق أزمة دستورية في بريطانيا
  • بسبب ابنته .. نائب ترامب يُهاجم نشطاء مؤيدين لأوكرانيا
  • الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لاستقبال مزيد من اللاجئين الأفغان
  • ترامب يعين ديوك بوكان الثالث سفيرًا جديدًا لدى المملكة المغربية
  • بريطانيا تدعم فكرة إنشاء صندوق مشترك للدفاع الأوروبي