تتمتع سلطنة عُمان بتعدد بيئاتها، وهذا التنوع في الطبيعة جعلها تنفرد وتزخر بالتنوع الأحيائي النباتي والفطري، خصوصًا في محافظة ظفار. وتنتشر أنواع عديدة من الفطر في سهول وجبال ظفار فترة موسم الخريف لتوفر البيئة المناسبة لهذه الأنواع من الفطر، ومنها فطر النمل الأبيض (القنبأ) محليًا، وهو الصالح للأكل.

وقال علي بن سالم عكعاك، أخصائي نظم بيئية بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار: إن فطر النمل الأبيض بمحافظة ظفار من أكثر أنواع الفطريات في سهول ظفار، وله عناصر غذائية، حيث إنه مصدر غني بالألياف الغذائية والبروتينات والفيتامينات، ويحتوي على كميات كبيرة من المعادن ومضادات الأكسدة، حيث تم وصفه علميًا لأول مرة باسم (فطر النمل الأبيض) من قبل عالم الفطريات البريطاني مايلز جوزيف بيركلي في عام 1847م.

وأضاف أخصائي نظم بيئية بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار: إن فطر النمل الأبيض ينمو في جبال محافظة ظفار فترة الخريف وينتشر من منطقة طوي اعتبر شرقًا إلى منطقة صرفيت غربًا حيث يتواجد في المناطق المتأثرة بأمطار الخريف ويوصف أنه سميك، دهني، أبيض حريري، هش، طازج، لذيذ ومغذي كما أنه يستخدم في الطب التقليدي لعدة أغراض، بما في ذلك تقوية جهاز المناعة، وتغذية الدم، والوقاية البدنية وقد جرت عدة محاولات لزراعته في المختبرات تحت ظروف مختلفة من درجات الحرارة ودرجات الرطوبة ومصادر مختلفة من الكربون والنيتروجين لاكتشاف متطلباته ولم ينجح حتى الآن استزراعه تجاريًا.

وأشار أن فطر النمل الأبيض يصل طوله إلى 25 سم ومنتفخ بالقرب من قاعدته لتشكل بقايا الحجاب حلقة بالقرب من الجزء العلوي من الساق ويكون الغطاء مخروطيًا في البداية ثم يصبح عظميًا (مع سنام مركزي) عند فتحته ويتسطح بمرور الوقت، وأحيانًا ينقسم عند الأطراف ومن السهل تقشير جلد الغطاء والذي يتنوع بين اللون الأبيض أو الأسمر الشاحب مع مركز داكن وخياشيم لبوقية بيضاء وسيقان بيضاء والمطبوعات البوغية ذات لون وردي غامق.

وأوضح عكعاك أن فطر النمل الأبيض تستخدمه أنواع النمل الأبيض حيث يوجد بينها تكافل وتعايش في مستعمراتها الطينية التي تعشش تحت الأرض (وتسمى أيضًا أمشاط)، ويجمع النمل الأبيض الأعواد والبذور والأوراق المتساقطة وغيرها من بقايا الأعواد والرمة، ويضع إفرازاته في الغرف المركزية للتعشيش حيث تنمو خيوط فطرية من خلال المشط، ويتغذى النمل الأبيض على الخيوط الفطرية، وترسل الفطريات بشكل دوري خيوطًا إلى سطح الأرض حيث تتشكل أجسام ثمرية تشبه الفطر.

ويشتهر الفطر بأنواعه كونه مصدرًا غذائيًّا للعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، كما أنه يدخل في عالم الطب والعلاج حيث إنه يساعد في تعزيز المناعة وتقويتها والوقاية من الأمراض، ويحتوي على مضادات أكسدة قوية مما يجعله يساعد على الوقاية من السرطانات والسيطرة على مرض السكري وخفض مستويات الكولسترول والضغط في الدم.

الجدير بالذكر، أن الفطر بشكل عام يعرف باللحم النباتي نظرًا لارتفاع نسبة البروتينات به، كما أن له دورًا حيويًّا في تحليل المواد العضوية إلى مواد بسيطة. وبعض أنواع الفطر قابلة للأكل والبعض الآخر سام، وهناك عدة عوامل رئيسية تؤثر على نمو هذه الأنواع من الفطريات منها درجة الحرارة والضوء والرطوبة وعوامل أخرى.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

انخفاض انتشار «البارثنيوم» في محافظة ظفار .. وجهود المكافحة تثبت فعاليتها

أوضحت اللجنة التوجيهية لمكافحة نبتة البارثنيوم في محافظة ظفار أن نبتة البارثنيوم كانت كثافتها تتراوح بين 80 إلى 120 نبتة بالغة في المتر المربع الواحد وقد انخفض هذا الرقم بعد المكافحة إلى أقل من 20 نبتة بالغة في المتر المربع الواحد مما يدل على انخفاض بنك بذور نبتة البارثنيوم.

وكانت اللجنة قد قامت ضمن مراحل حملتها لمكافحة البارثنيوم بنثر أكثر من 3 ملايين كرة بذور، بالإضافة إلى 40 مليار بذرة من الأعشاب الرعوية وأكثر من 68 مليون بذرة من الأشجار المحلية البرية وشملت الحملة ولايات (صلالة، مرباط، طاقة، رخيوت، وضلكوت).

وتهدف الحملة إلى مكافحة نبتة البارثنيوم في المحافظة، وتعزيز قوة الأنظمة البيئية بالنباتات البرية، بالإضافة إلى رفع الحمولة الرعوية للمراعي الطبيعية، والمساهمة في مكافحة التصحر وانتشار نبتة البارثنيوم.

وتعتمد اللجنة أساليب متعددة لمكافحة هذه النبتة الغازية وتتمثل هذه الأساليب في القلع والقطع والحرق الموجه، إلى جانب المكافحة الكيميائية التجريبية التي بدأت هذا العام، محققةً انخفاضًا ملموسًا في انتشار هذا النبات في عدة مناطق، كما تم نثر ملايين البذور لتعزيز التنوع النباتي واستدامة الغطاء الأخضر، وتساعد عملية نثر كرات البذور في تغذية البذور وحمايتها، وتحسين عملية الإنبات، فضلا عن سهولة استخدامها، وتقليل التنافس بين النباتات، وقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة.

وأوضحت أن 70 % من المكافحة تتم بالقطع خاصة في البؤر الكبيرة بعد فصل الخريف و30 % من عمليات المكافحة تتم بالقلع أثناء فصل الخريف، كما تتم المكافحة بطريقة الحرق باللهب في مواقع مختارة حسب الحاجة، أما المكافحة الكيميائية التجريبية فقد بدأت في سبتمبر 2024 في البؤر شديدة الكثافة، حيث تستهدف 50 بؤرة في مناطق مختلفة من المحافظة وعلى أكتاف الطرق.

وقد أظهرت هذه الطرق في المكافحة فعالية في التخفيف من بنك بذور البارثنيوم وكثافته حيث أثبتت النتائج انخفاض نمو نبتة البارثنيوم في مناطق جبجات ومدينة الحق في ولاية طاقة بنسبة 50 إلى 80 في المائة وانخفاضها في منطقة أمبروف بولاية رخيوت بنسبة 80 في المائة وفي منطقة حفوف بولاية ضلكوت بنسبة 70 في المائة وبنسبة انخفاض من 50 إلى 80 في المائة في المناطق الجبلية ألسان وزيك وحجيف وقيرون حيرتي بولاية صلالة وبنسبة 30 إلى 70 في المائة في المنطقة الجبلية ما بين عقبة حشير وطوي أعتير بولاية مرباط.

مقالات مشابهة

  • مقطع صوتي للفنان عبادي الجوهر يتلو آيات من سورة النمل .. فيديو
  • اليوم .. ظفار يلاقي الوحدة بالدرجة الأولى
  • مستخلص من الفطر الأبيض يقاوم سرطان البروستاتا
  • تصاب به السيدات أكثر.. أسباب الاكتئاب الموسمي وطرق علاجه| ينتشر في الشتاء
  • موعد شهر رمضان 2025 وعيد الفطر في مصر (إجازة العيد 5 أيام متواصلة)
  • انخفاض انتشار «البارثنيوم» في محافظة ظفار .. وجهود المكافحة تثبت فعاليتها
  • أغرب أنواع الصخور في العالم.. منها رخاميات الشيطان
  • مناقشة تحفيز ودعم بيئة ريادة الأعمال بمحافظة ظفار
  • دراسة جديدة: مستخلص الفطر الأبيض يمكنه تقليص أورام السرطان
  • الأهلي يواصل معسكره بقطر للقاء ظفار العماني في بطولة أندية الخليج