سلط مؤتمر الحزب الجمهوري هذا الأسبوع في ميلووكي الضوء على احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ويحسب القادة في إسرائيل والسعودية ومصر، حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيون في الشرق الأوسط، ما يمكن أن يعنيه ذلك لأجنداتهم المحلية والإقليمية، حسب وسائل إعلام أميركية.

وتنقل صحيفة "واشنطن بوست" أن هناك مزايا متصورة لجميع القادة، الذين كان للعديد منهم علاقات دافئة مع ترامب.

ومن الأمور المركزية في هذه الحسابات كيف يمكن لرئاسة ترامب أن تؤثر على نهج واشنطن تجاه الحرب في غزة، التي قلبت بالفعل السياسة الإسرائيلية رأسا على عقب وهزت مصر والسعودية.

ومن المتوقع أن تفيد عودة ترامب المحتملة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليمينية، خاصة إذا امتدت الحرب في غزة إلى العام المقبل.

وقال ترامب إن على إسرائيل أن "تفعل ما عليها القيام به" في غزة وندد بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأميركية. وقد انتقد الحكومة الإسرائيلية لنشرها مقاطع فيديو للدمار الذي تسببت فيه، ولكن فقط لأن مقاطع الفيديو هذه تضر بصورة إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فإن السناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو، نائب ترامب، مؤيد بشدة لإسرائيل.

وترامب أكثر انسجاما مع نتانياهو بشأن إيران. فقد أنهى اتفاقا من حقبة الرئيس باراك أوباما كان يهدف إلى تقييد برنامج إيران النووي، وأيد الصفقات التاريخية التي أقامت علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وثلاث دول عربية. وإذا فاز بالرئاسة، فمن المتوقع أيضا أن يمضي قدما في جهود بايدن للتوصل إلى ترتيب مماثل بين إسرائيل و السعودية.

كما أن الدول في شبه الجزيرة العربية، وهي منطقة غنية بالوقود الأحفوري، لديها أسباب للترحيب بولاية ثانية لترامب. وقبل أسبوعين، وقعت شركة ترامب صفقة مع شركة عقارية في السعودية لبناء برج سكني شاهق هناك، مما يوسع علاقات العائلة الوثيقة مع المملكة.

أحدث مشروع لشركة ترامب في الخليج.. ناطحة سحاب بالتعاون مع شركة سعودية أعلن مطوّر عقاري سعودي عن اتفاق شراكة مع مجموعة ترامب لبناء برج شاهق في مدينة دبي، المركز التجاري لدولة الإمارات، في أحدث مشروع تتولاه شركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في منطقة الخليج الغنية بالنفط.

وصندوق الثروة السيادية السعودي هو المستثمر الرئيسي في شركة الاستثمار التي أنشأها جاريد كوشنر، صهر ترامب، بعد أن ترك منصبه كمستشار لترامب. ومصدر رئيسي آخر للإيرادات الجديدة لعائلة ترامب هو" لايف غولف"، وهو دوري احترافي مدعوم من الصندوق السيادي.

وخلال فترة رئاسته، كان لترامب علاقات دافئة مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ودافع عنه بعد مقتل وتقطيع الكاتب في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين في إسطنبول. كما كانت أول زيارة خارجية لترامب كرئيس إلى العاصمة السعودية الرياض.

لكن كرئيس، كان ترامب أيضا غير متوقع، كما يقول المسؤولون الخليجيون سرا، وغالبا ما يتأسفون أنه لم يرد بقوة أكبر على هجوم مدعوم من إيران على حقول النفط السعودية في عام 2019.

كما تمتعت مصر بعلاقات دافئة مع ترامب، على الرغم من أن بعض كبار المسؤولين المصريين نظروا إلى ما اعتبروه تحيزا ضد المسلمين بين مستشاري ترامب. ويقال إن الرئيس نفسه وصف ذات مرة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بأنه "ديكتاتوري المفضل".

ونادرا ما انتقدت إدارة ترامب السيسي، الذي شن حملة على المعارضين السياسيين، وتلقت حكومة السيسي ما لا يقل عن مليار دولار من المساعدات السنوية من الولايات المتحدة منذ أن أصبحت أول دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في عام 1979.

وعندما تولى بايدن منصبه بعد حملة وعد فيها "بعدم تقديم المزيد من الشيكات على بياض" للسيسي،  وهددت الإدارة الجديدة بحجب المزيد من المساعدات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وحرمتها من الزيارات الرسمية رفيعة المستوى والمصافحات الرئاسية التي كان يتوق إليها السيسي، حسب الصحيفة.

لكن دور مصر كوسيط في حرب مايو 2021 بين إسرائيل وحماس، وكذلك في الصراعات في السودان وليبيا المجاورتين، عزز صورتها كركيزة للاستقرار الإقليمي وتحسنت العلاقات مع إدارة بايدن.

وبالنسبة لمصر، عزز التحول إلى الوضع الراهن مبدأ أساسيا: رؤساء الولايات المتحدة يأتون ويذهبون لكن الولايات المتحدة بحاجة إلى مصر.

وقال محللون إن القادة المصريين واثقون من أن البلاد ستستمر في كونها شريكا إقليميا، خاصة بالنظر إلى دورها كوسيط رئيسي في الحرب في غزة وكلاعب في أي سيناريو بعد الحرب.

وفي الواقع، إذا ظلت لهجة ترامب تجاه السيسي ودية كما كانت في فترة ولايته الأولى، فقد يخفف ذلك من أي ضغط متبق على مصر للإصلاح، كما يقول المحللون.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مدينة محمد بن سلمان غير الربحية «مسك».. مجتمع متكامل للمعيشة والإبداع والأولى من نوعها في العالم

تعد مدينة محمد بن سلمان غير الربحية، المعروفة أيضًا باسم «مدينة مسك»، أول مدينة من نوعها في العالم التي تركز على القطاع غير الربحي، وتهدف إلى بناء مجتمع حيوي ومستدام، دُشنت المدينة لتكون حاضنة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك» ووجهاتها التابعة، وتجمع بين مكاتب الأعمال والتعليم والفنون والمنتزهات الرياضية والتجارب الترفيهية، إلى جانب الوحدات السكنية والفنادق التي تُشكل مجتمعًا سكنيًا متكاملًا، لتكون مركزًا للإبداع والابتكار في المملكة.

مدينة مسك.. بيئة محفزة للشباب والمبدعين

وتأسست مدينة مسك بهدف خلق منظومة حيوية تمكّن الشباب من تنمية مهاراتهم وتعزيز قدراتهم، من خلال البرامج والمبادرات وورش العمل والفعاليات التي تنظمها مؤسسة مسك، وتركز المدينة على جذب الشباب والمبدعين لاحتضان أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ملموسة، مما يسهم في إعداد الجيل القادم لمستقبل مشرق يواكب رؤية السعودية 2030، ويعزز التنمية المستدامة في المملكة.

منطقة «المشراق».. الشريان الحيوي لمدينة مسك

وبدأت مدينة محمد بن سلمان غير الربحية في تشييد منطقة «المشراق»، التي تعتبر ثاني أكبر منطقة في المدينة وشريانها الحيوي، وتهدف «المشراق» إلى أن تكون مساحة مجتمعية للأعمال والعيش والترفيه، وتشجع على الابتكار والتواصل بين الأفراد، وتركز على تطوير رأس المال البشري من خلال توفير بيئة مبتكرة تحتضن الطاقات الإبداعية.

وتغطي المرحلة الأولى من تطوير «المشراق» مساحة 105000 متر مربع من أصل 680000 متر مربع، وستكون مخصصة لقطاع التجزئة والسكن والمكاتب وحاضنات الأعمال، سيتم تنفيذ المشروع على أربع مراحل، ومن المتوقع أن توفر "المشراق" حوالي 12000 وظيفة، وتدعم الفنون الإبداعية، وتوفر مناشط ترفيهية متنوعة، بما في ذلك معارض الأزياء والفعاليات الثقافية والتعليمية.

تصميم يجمع بين التراث والحداثة باستخدام تقنيات صديقة للبيئة

كما صُممت منطقة «المشراق» من قبل شركة الهندسة المعمارية الشهيرة «CallisonRTKL» بتجسيد الطراز المعماري السلماني المستمد من تراث المملكة ومستقبلها، يعتمد التصميم على تشكيل بيئة مفتوحة تركز على الإنسان وتلبي احتياجاته، وتحتوي المنطقة على محور مركزي ومسار للمشاة يدمج بين أحدث تقنيات التظليل والتبريد الصديقة للبيئة، بما في ذلك مولدات التبريد بالرياح، مما يوفر تجربة مريحة للمشاة في الأجواء الحارة، ويتيح للزوار استكشاف المنتجات والتقنيات الجديدة بطرق تفاعلية.

مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية موقع استراتيجي لدعم الاقتصاد المعرفي والابتكار

وتقع مدينة محمد بن سلمان غير الربحية في حي عرقة بمحاذاة وادي حنيفة في الرياض، وتمتد على مساحة 3.4 كيلومتر مربع، وتعد الأولى من نوعها في العالم في مجال القطاع غير الربحي بقيادة مؤسسة "مسك الخيرية"، تهدف المدينة إلى تعزيز "الاقتصاد المعرفي" من خلال الشراكات العالمية والتعاون المتبادل في مجال الخدمات والمنتجات، وتعتمد على مفهوم التوأم الرقمي لتكون مركزًا للإبداع في العلوم والتقنية بالأنظمة المتطورة.

مدينة مسك.. مركز للإبداع والابتكار في قلب الرياض

وبإطلاق مدينة محمد بن سلمان غير الربحية، تتطلع المملكة لتعزيز قطاعها غير الربحي وتلبية احتياجات المجتمع، من خلال تشجيع الشباب والمبدعين على الابتكار وتحقيق رؤيتهم، المدينة تساهم في تنمية المجتمع وإعداد شباب المملكة للمستقبل، وتعد جزءًا أساسيًا من رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تطوير القطاع غير الربحي وتعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي.

اقرأ المزيد:

السعودية 2030.. برامج تحقيق الرؤية تقود المملكة نحو مستقبل مزدهر

رؤية السعودية 2030.. مسار التحول نحو مستقبل مشرق بقيادة ولي العهد

مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك».. مركز عالمي يرسخ مكانة السعودية وركيزة أساسية لرؤية 2030

«تجربة فريدة».. «القدية» تحول السعودية إلى وجهة عالمية للترفيه والرياضة والثقافة

مقالات مشابهة

  • نبيل فهمي: إسرائيل تلعب بالنار.. والمنطقة على حافة الهاوية
  • عودة مصر إلى أفريقيا
  • البرهان يتسلم برقيتين من ملك السعودية ومحمد بن سلمان
  • ماذا تعني احتمالية إقامة إدارة مدنية في قطاع غزة؟
  • عن ماذا تحدثت هاريس ورفيقها الانتخابي في أول مقابلة مشتركة؟
  • تقرير لـThe Hill يكشف: الحرب بين حزب الله وإسرائيل أمر لا مفر منه
  • ماذا قالت كامالا هاريس في أول مقابلة لها كمرشّحة للرئاسة؟
  • هاريس تدعو لوقف إطلاق النار بغزة وتتمسك بسياسة تسليح إسرائيل
  • دعوة جنبلاط لتسوية رئاسية تتقاطع مع عودة الحراك الخارجي
  • مدينة محمد بن سلمان غير الربحية «مسك».. مجتمع متكامل للمعيشة والإبداع والأولى من نوعها في العالم