قال مساعد تطوير في معهد واشنطن للدراسات، إريك يافورسكي، وأندرو جيه. تابلر، وهو زميل في المعهد يركّز على سوريا والمشرق العربي وسياسة الولايات المتحدة في المنطقة العربية، إنه "رغم صعوبة التمييز بين الحقيقة والخيال داخل نظام الأسد في كثيرٍ من الأحيان، سوف يشكّل موت لونا الشبل، على الأرجح، نذيرًا لحدوث المزيد من التغييرات الداخلية".



وأوضح الباحثان، عبر تقرير نُشر على معهد واشنطن، أنّه في 5 تموز/ يوليو، أعلنت الحكومة السورية عن وفاة لونا الشبل، وهي مديرة المكتب السياسي والإعلامي التابع للرئيس بشار الأسد. لكن لا يزال السبب الدقيق لوفاتها غير واضح.

ويقول التقرير، إنه "على وسائل التواصل الاجتماعي السورية، تكهّن كلٌ من وسائل الإعلام المستقلة والمواطنون الأفراد حول سبب وفاة الشبل منذ الإعلان عنه للمرة الأولى. فزعم البعض أن سيارتها من نوع "بي إم دبليو" صدمتها سيارة مصفحة، مما دفعها باتجاه منتصف الطريق".

كذلك، اعتبر آخرون أن الصور المسربة والوصف الرسمي لحطام السيارة يشيران إلى التستر على عملية اغتيال. كما أثيرت الشكوك حول التقارير التي تفيد بأنها توفيت في المستشفى بعد علاجها من إصاباتٍ في الرأس. فيما لم يظهر، لحدود الآن، أي دليل قاطع يؤكد بالضبط كيفية وفاتها، مما يتماشى مع حالات الوفاة (والاغتيال) السابقة التي تعرّض لها أعضاء النظام الأساسيون.

وأردفا بأن الحكومة السورية، قالت آنذاك إنّها "انحرفت عن الطريق، في حادث سير، إلاّ أن علاماتٍ أخرى تشير إلى أنها ربما تكون قد تعرضت للاغتيال"، مبرزين أن "النظام غالبًا ما يصوّر نفسه على أنه حامي الأقليات في سوريا، وكانت الشبل أحد أعضائه الدروز الأعلى رتبة. فقد أدّى دعمها العلني لحملة القمع التي شنها الأسد منذ أكثر من عقدٍ من الزمن إلى صعودها السّريع".


وبحسب التقرير نفسه، "تولّت لونا الشبل الملفات التي تتجاوز بكثيرٍ المسائل الإعلامية والدخول في علاقة غرامية، مشاع عنها، مع الرئيس نفسه. وبعد حادثة الوفاة الغامضة التي تعرضت لها والإعلان في أيار/ مايو عن أن السيدة الأولى أسماء الأسد تعاني من سرطان الدم النخاعي الحاد، يزداد احتمال حدوث المزيد من التغييرات الداخلية على ما يبدو، مع ما يترتب عن ذلك من آثار محتملة على كلٍ من بنية النظام والجهود العربية المستمرة للتعامل مع دمشق".

وأشار التقرير، إلى أن الشبل، ولدت عام 1975 في عائلة درزية في السويداء، وعملت كمراسلة لقناة "الجزيرة" قبل أن تنتقل إلى "التلفزيون السوري" خلال عام 2010. وهناك، لفتت انتباه النظام بسبب تغطيتها المؤيدة للأسد في الأيام الأولى من انتفاضة عام 2011. 

"بعد فترة وجيزة، تم تعيينها كمسؤولة صحافية في القصر الرئاسي؛ فيما ارتقت الشبل بسرعة في الرتب، وتجاوزت ملفاتها مجال الاتصالات. ففي كانون الثاني/ يناير 2014، كانت تجلس بشكلٍ بارزٍ خلف وزير الخارجية السوري في "مؤتمر جنيف الثاني" حول مستقبل البلاد. ويبدو أن الأسد سمح لها أيضًا بالاتصال بضباط الجيش على الأرض، وتقديم المشورة بشأن العمليات العسكرية" وفق التقرير.

واسترسل أنه: "في عام 2016، تزوجت الشبل من عمار ساعاتي، وهو عضو في البرلمان وزميل معروف لشقيق الرئيس، ماهر الأسد، الذي يتولى قيادة الجيش، والذي غالبًا ما تعمل "فرقته الرابعة المدرعة" إلى جانب الأفراد العسكريين الإيرانيين ووكلاء الميليشيات في سوريا".

ويقول التقرير، أن هذه الصلة، قد ساهمت في إصدار قرار الحكومة الأمريكية بفرض العقوبات على الزوجين في آب/ أغسطس 2020، حيث تم وصفهما بأنهما "من كبار المسؤولين الحكوميين المرتبطين بالفظائع الجماعية بموجب: قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا".

"وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، قام الأسد بترقية الشبل إلى منصب المستشارة الخاصة للرئيس. فبينما كانت دمشق تنفّذ حملةً للانضمام مجددًا إلى "جامعة الدول العربية" بعد مرور عقدٍ من العزلة الدبلوماسية، عملت الشبل كواحدة من أبرز مستشاريه في هذه القضية، وكانت تجلس خلفه في "القمة العربية" المنعقدة في جدة في آيار/ مايو 2023 عندما أعلن عن عودة سوريا إلى الجامعة" يتابع التقرير.


كذلك، وفقا لتقرير المعهد ذاته، أدّت الشبل دورًا رئيسيًا ضمن الوفود المرافِقة للأسد في المشاركات الدولية الكبرى، بما في ذلك رحلته إلى الصين عام 2023. فيما تشير التقارير إلى أن صعودها تسبب في بروز خصومٍ لها داخل الدائرة المقرّبة من الأسد. فقد عملت زوجة الرئيس لسنواتٍ (وهي سنية من عائلة الأخرس البارزة في حمص) على إخراجها من القصر في ظل انتشار شائعاتٍ عن علاقة غرامية مع الأسد".

 "كما أن بثينة شعبان، وهي أول مديرة للشبل في القصر، أصبحت تعارض وجودها" يتابع التقرير، مستطردا: "من خلال العمل في قلب النظام، أصبحت الشبل نفسها عضوا من النخبة. فبالإضافة إلى دورها في القصر، افتتحت مطعم "ناش كراي" الروسي الفاخر وسط مدينة دمشق في عام 2022؛ وبالإجمال، تُقدَّر ثروتها بعدة ملايين من الدولارات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا نظام الأسد سوريا روسيا نظام الأسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الداخلية التركية تكشف حصيلة السوريين العائدين إلى بلادهم بعد سقوط الأسد

كشف وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الأربعاء، عن حصيلة جديدة للعائد السوريين إلى بلادهم من تركيا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد أواخر العام الماضي.

وقال يرلي كايا في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "175 ألفا و512 من إخواننا السوريين عادوا إلى بلادهم بشكل طوعي وآمن وكريم ومنظم منذ التاسع من كانون الأول /ديسمبر الماضي".

وأشار إلى أن تحرير سوريا تسبب في تسارع وتيرة "العودة الطوعية" للسوريين المقيمين في تركيا، موضحة أن حصيلة العائدين تضم 33 ألفا و730 عائلة.


وبحسب وزير الداخلية التركية، فإن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم بشكل طوعي ما بين عامي 2017 و2025، بلغ 915 ألفا و515 شخصا.

وقال كايا إن الثامن من كانون الأول /ديسمبر عام 2024 "كان يوم نهاية عهد وبداية عهد جديد. فقد انهار نظام البعث الذي دام 61 عاما، وهرب الأسد من البلاد. وانتهى عهد الظلم في سوريا"، حسب تعبيره.

وأضاف "نقوم بما يلزم من أجل تهيئة الظروف المناسبة لعودة إخواننا السوريين إلى بلادهم طوعا وبشكل آمن ومشرف".

وقبل أيام، كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن عودة 400 ألف سوري من دول الجوار إلى بلادهم بعد سقوط نظام الأسد.

كما أشارت إلى أن نحو مليون سوري آخرين نزحوا داخل سوريا عادوا إلى ديارهم خلال الأشهر القليلة الماضي، موضحة أنه مع اقتراب العام الدراسي على نهايته، سيكون فصل الصيف من الفترات المهمة جدا للعودة الطوعية وفرصة لا يمكن تفويتها.


وشددت المفوضية على حاجة السوريين إلى الدعم في مجالات المأوى وسبل العيش والحماية والمساعدة القانونية لجعل عودتهم إلى ديارهم ناجحة ومستدامة. 

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.

مقالات مشابهة

  • الغارديان تنشر تحقيقا يكشف إدارة المحامي الخاص بالملكة إليزابيث الثانية لثروات رفعت الأسد
  • حسيبة عبد الرحمن توقع السمّاق المر.. روايةٌ توثق جرائم النظام البائد عبر نصف قرن
  • شطب عضوية سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين.. لهذا السبب
  • الداخلية التركية تكشف حصيلة السوريين العائدين إلى بلادهم بعد سقوط الأسد
  • القبض على أحد مسؤولي نظام الأسد في اللاذقية.. عمل في سجن صيدنايا
  • احتفاء وإشادة بـحفار القبور في عهد الأسد بعد كشف هويته
  • فنان سوري يثير جدلاً واسعاً.. ما علاقة «بشار الأسد»؟
  • تضم رفات أطفال ونساء.. العثور على مقبرة جماعية في سوريا
  • دريد لحام يصل إلى سوريا لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد
  • دريد لحام يظهر في مطار دمشق لأول مرة عقب سقوط الأسد.. غياب لأي احتفاء (شاهد)