أنقرة (زمان التركية) – بالتزامن مع الرسائل الإيجابية الواردة عن أنقرة بشأن التطبيع مع دمشق، بعث الجانب التركي تحذيرات قاسية للمعارضة من الاستفزازات المحتملة ضد هذا التعاون في شمال سورية.

وكتبت صحيفة الوطن، المعروفة بقربها من دمشق، أن “أنقرة تضيق الخناق على المعارضين الذين يعارضون إعادة العلاقات مع دمشق”.

تسريع الخطوات الأمريكية لإقامة دولة إرهابية في سورية والخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتوسيع الحرب مع لبنان إلى سورية دفعت كل من أنقرة ودمشق للتحرك.

وبعد 13 عامًا من القطيعة، أرسلت كلتا الإدارتين مرارًا وتكرارًا رسائل إيجابية لإعادة تأسيس العلاقات بين البلدين، غير أن عملية التطبيع هذه أزعجت بعض عناصر المعارضة في شمال سورية. وتم تحديد المعارضين الذين نفذوا هجمات على الوجود التركي في المنطقة واحدًا تلو الآخر واعتقالهم.

بعد ذلك مباشرة، أرسلت أنقرة رسالة واضحة إلى جميع جماعات المعارضة في المنطقة. وفي حديثهم مع صحيفة الوطن، أفادت عناصر من المعارضة السورية في ريف حلب أن المخابرات التركية حذرت جميع الجماعات من أنها لن تتسامح أبدًا مع أي “انتفاضة”.

وذكرت المصادر أن المخابرات التركية عقدت اجتماعًا مع قادة “الجيش الوطني” و”الحكومة المؤقتة” في أنقرة يوم الأحد الماضي، وذكرت أن “المعارضة المسلحة والسياسية خلصت إلى أن أنقرة يجب أن تحترم القرارات والتفضيلات التي تراها مناسبة لحماية بلدها”.

وأشارت المصادر إلى أنه من المفهوم أن تتخذ تركيا خطوات لترسيخ أمنها القومي وتحسين اقتصادها وتخفيف الضغط الداخلي الناجم عن اللاجئين، مشيرة إلى أن السلطات التركية ستفرض المزيد من العقوبات على أي حركة معادية في منطقة غصن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام في المستقبل.

وبحسب المصادر، فقد تم إبلاغ المعارضين بوضوح خلال الاجتماع أنه “لا يمكن لأحد أن يفرض أجندته الخاصة ضد إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، خاصة في مناطق نفوذ تركيا، وأنه لن يتم التشاور معهم بشأن هذه المسألة، وستمضي تركيا في القرارات التي تراها مناسبة لمصالحها”.

وفي السياق نفسه، زعمت مصادر محلية أن أنقرة خفضت رواتب جماعات المعارضة التي شارك مسلحوها في الأعمال المناهضة لتركيا بنسبة 20 في المئة وسحبت عطاياها لهم مفيدة أن أكثر من 400 مقاتل يتبعون لـ”الجيش الوطني”، لا سيما مقاتلو أحرار الشريعة وجيش السارية والجبهة الشامية، تلقوا رواتبهم عن شهر يونيو/حزيران الماضي متأخرين أسبوعين وبقيمة أقل من المعتاد.

جدير بالذكر أن أردوغان ذكر في أحد تصريحاته حول عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وسورية أن الجماعات الإرهابية ستبذل قصارى جهدها لتسميم وإبطال هذه العملية قائلا: “سيؤججون الاستفزازات ويحيكون المكائد، لكننا ندرك كل هذا ومستعدون له”.

وصرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن المعارضة السورية هى من سيقرر طبيعة الحوار الذي سيجرونه مع نظام الأسد غير أن تركيا قد تلعب دور بناء في هذا الصدد.

 

Tags: المخابرات التركيةالمعارضة السوريةتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريارجب طيب أردوغانهاكان فيدان

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: المخابرات التركية المعارضة السورية تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا رجب طيب أردوغان هاكان فيدان المخابرات الترکیة العلاقات بین

إقرأ أيضاً:

أردوغان: لا يمكن أن ندير ظهورنا للقدس

سرايا - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أنقرة لا يمكنها أن تدير ظهرها للقدس، ولا أن تغمض عينها عن فلسطين.

جاء ذلك في كلمة، الجمعة، خلال مشاركته في حفل توزيع شهادات بجامعة الدفاع الوطني، بالعاصمة أنقرة.

وقال أردوغان: "كيف يمكننا أن ندير ظهورنا للقدس التي حكمها أجدادنا في أجواء من السلام والرفاه والطمأنينة طوال أربعة قرون؟".

وأضاف: "كيف يمكننا أن نغمض أعيننا عن فلسطين التي ناضل (مؤسس الجمهورية التركية) مصطفى كمال أتاتورك من أجل ألاّ تطأها أقدام الأعداء".

كما أكد الرئيس أردوغان أن القوات المسلحة التركية تؤدي مهامها على أكمل وجه في جميع أماكن عملها بدءا من سوريا وحتى شمال العراق وليبيا والصومال.


مقالات مشابهة

  • تركيا ترد على تصريحات الأسد حول مستقبل العلاقات مع أنقرة
  • أنقرة تفتح خطًا ساخنًا مع بغداد بعد سقوط الانكا في كركوك
  • أنقرة تفتح خطًا ساخنًا مع بغداد بعد سقوط الانكا في كركوك - عاجل
  • أردوغان: لا يمكن أن ندير ظهورنا للقدس
  • تركيا تترقّب زيارة الرئيس المصري إليها
  • رهان على التحديات.. لماذا تدور أنقرة ودمشق في متاهة الانسحاب؟
  • صحفي: 4 طلبات تركية قدمت للرئيس الأسد
  • قورتولموش: تركيا ستظل إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني
  • الخارجية التركية تضع 4 شروط للتطبيع مع النظام السوري
  • بروكسل تدعو وزير الخارجية التركي إلى اجتماع مع نظرائه الأوروبيين