مستقبل صناعة الصلب فى مصر مرهون بالإنبعاثات الكربونية
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
فى قمة المناخ الأخيرة " cop 28 التى عقدت بمدينة شرم الشيخ وقعت كبرى شركات الغاز والنفط والتى يمثل إنتاجها أكثر من 40% من حجم إنتاج العالم من النفط على ميثاق خفض الإنبعاثات الكربونية لما فى ذلك تأثير مباشر على مستقبل الإنسانية ، وبدأت الشركات الكبرى المنتجه للنفط أمثال أرامكو، وادنوك، و " بى بى " ، وشل ، وإكسون موبيل ، وكونكو فيلبس وغيرها فى تفعيل الميثاق الذين وقعوا عليه .
ونظرا للارتباط الوثيق بين صناعة الصلب والمنتجات البترولية أصبح لا مفر أمام صناعة الصلب من تنفيذ الإشتراطات المتعلقه بتخفيض مستوى الإنبعاثات الكربونية فى الصناعة ويسمى الصلب الذى يعتمد فى إنتاجه على الطاقه الخضراء وتحديدا الهيدروجين بالصلب الأخضر ، ويضاف إلى ذلك أن الصلب نفسه ومعه معادن أخرى مثل الالمونيوم والنحاس تستخدم فى إنتاج معدات وأدوات مشروعات الطاقه الخضراء بشكل عام ، ويحسب لشركات الصلب فى دولة الإمارات أنها كانت سباقه فى الإعلان عن وضع خطط إستراتيجية للوصول بالإنبعاثات الكربونية إلى مستويات صفرية فى بعض مصانعها وعلى رأسها حديد الإمارات أركان .
التوسع فى الطاقة الخضراء والأسعار
تؤكد المؤسسات البحثيه سواء فى الصين ، او الهند وهما اكبر دولتين منتجتين للصلب ان التوسع في الاعتماد على الطاقة الخضراء سيؤدى إلى زيادة متواصلة في أسعار الصلب عالميًا مدفوعة بإستمرار الإضطرابات المتعلقه بإمدادات الصلب عالمياً، كما أكدت نفس الأمر منصة الطاقه المتخصصه ومقرها واشنطن.
وتبرر مديرة مؤسسة التصنيف الائتماني الهندية “إندا-را” مواصلة أسعار الصلب ارتفاعها قائلة: “في وقت يواصل فيه النمو الاقتصادي العالمي تباطؤه بفعل الطلب الضعيف، يظهر طلب قوي على الطاقة الخضراء يحدّ -على ما يبدو- من هذا التباطؤ على المدى المتوسط، خاصة بالسوق المحلية في الهند”، حسبما ذكرت صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز.
ورجّحت المؤسسة تحسُّن ربحية القطاع في العام المالي 2025، إلى أسعار الصلب المرتفعة، وجهود المنتجين لترشيد وخفض التكلفة، التي من المتوقع أن تقود إلى هوامش ربح أفضل.
غير أن المؤسسة حذّرت من مخاطر هبوط هوامش ربح شركات قطاع الصلب على المدى القريب، بسبب مشكلات الإمداد، وتغيرات في سلاسل الإمداد.
وكان تكتل صناعة الصلب البريطاني أيضا قد أشار إلى أن مصنّعي الصلب في المملكة المتحدة سدّدوا أسعار للكهرباء اللازمة للإنتاج، تعادل ضعف تكلفة نظرائهم في فرنسا وإسبانيا خلال الربيع الماضي، وأن ذلك يقوّض فرص التحول إلى تقنيات الصلب الأخضر في البلاد.
الإمارات أكثر إهتماما فى الدول العربية بالصلب الأخضر
تعد شركات دولة الإمارات العربية المتحده هى الأكثر إهتماما بوضع خطط مستقبلية لإنتاج الصلب الأخضر عكس الشركات المصرية التى لاترى سوى تحقيق الأرباح فى السوق المحلى عدا الشركات التى تمتلك مصانع متكامله وتسعى جاهدةً للتحول لإنتاج الصلب الأخضر وهى مجموعة عز ، السويس، بشاى ، المراكبى ، ورغم أن هناك إجتماعات تمت مؤخرا بين الاتحاد الاوروبى وشركات مصرية بخصوص الطاقه الخضراء إلا أن الشركات المصرية لم تحرز إلى الآن تقدما كبيرا فى هذا الشأن عكس شركة مثل حديد الإمارات أركان والتى وقعت مطلع الشهر الجارى إتفاقية مع شركة دانييللى الإيطالية يتم بموجب الإتفاقية تركيب سخانات غاز للعمليات الكهربائية فى مصانع الإختزال المباشر للحديد بهدف الحد من الإنبعاثات الكربونية ، وتعزيز كفاءة المصانع فى إنتاج الصلب الأخضر لمواجهة الآفاق الجديدة والإنشاءات المستقبلية التى ستعتمد على الطاقه الخضراء وهو الأمر الذى دفع شركة عالمية كبرى فى مجال التعدين،بل من أكبر شركات التعدين على مستوى العالم وهى " بى .إتش .بى " إلى الإهتمام بانتاج الصلب الأخضر وتقليل الإنبعاثات الكربونية فى إنتاج خام الحديد رغم كثافة الإنبعاثات التى تخرج منه.
بإختصار .. مستقبل صناعة الصلب بأوروبا ستكون للصلب الأخضر ، ولن تستقبل اى دولة أوروبية منتجات صلب بها إنبعاثات كربونية مرتفعه ، وعلى المصانع المحلية فى مصر أن تجتهد لتواكب هذا التطور المستقبلى الهائل فى صناعة الصلب والأخضر بدلا من الإستغراق فى أرباح السوق المحلى غير المستقر .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صناعة الصلب الكربونية الغاز سخانات الغاز صناعة الصلب فى إنتاج
إقرأ أيضاً:
البترول والبيئة تتحدان لخفض الانبعاثات الكربونية.. ضرورة اقتصادية واستراتيجية مناخية
عقد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اجتماعًا مشتركًا بمقر وزارة البترول والثروة المعدنية ، لعرض ومناقشة الدراسة الخاصة باحتجاز وتخزين الكربون (CCS) في مصر.
حضر الاجتماع، الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة ، والجيولوجي علاء البطل وكيل أول وزارة البترول والمشرف على السلامة والبيئة وكفاءة الطاقة والمناخ والدكتور عمرو أسامة مستشار وزيرة البيئة للتغيرات المناخية والمهندس محمد عبدالمنعم مدير عام بإدارة كفاءة الطاقة والمناخ بوزارة البترول و المهندسة سارة نجيب مدير عام بإدارة كفاءة الطاقة والمناخ بوزارة البترول والمهندس أيمن رفاعى مدير عام آلية التنمية النظيفة بوزارة البيئة والدكتور أحمد عبد ربه مدير مشروع تحويل الأنظمة المالية للمناخ في مصر.
وأكد الوزيران أن هذا الاجتماع يأتي في إطار العمل التكاملي المثمر والمستمر بين الوزارتين في عدد من الملفات البيئية، وعلى رأسها خفض الانبعاثات الكربونية، وذلك تنفيذا لتكليفات المجلس الوطني للتغيرات المناخية بشأن إعداد دراسة متكاملة حول ملف احتجاز وتخزين الكربون، تمهيدا للمضي قدماً نحو وضع وتنفيذ خارطة طريق وطنية في هذا المجال.
و أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، أهمية العمل على خفض الانبعاثات الكربونية من خلال تطبيق تقنيات احتجاز وتخزين الكربون (CCS)، في إطار التعاون والتكامل مع وزارة البيئة، وبما يعكس روح الفريق الواحد في التعامل مع هذا الملف الحيوي.
وأوضح أن خفض الانبعاثات أصبح ضرورة ملحة لدعم تنافسية المنتجات الصناعية المصرية في الأسواق الخارجية، خاصة الأوروبية، مع قرب بدء تطبيق آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) في الأسواق الأوروبية وأهمية التوافق مع متطلباتها.
أكد المهندس كريم بدوي خلال المناقشات على أهمية إعداد تصور فني اقتصادي شامل لمنظومة احتجاز الكربون وتخزينه بما يساعد في دفع وتسريع جهود التنفيذ وفقا للتصور الذي تم إعداده.
ومن جانبها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ان مشروعات احتجاز وتخزين الكربون تتماشى مع اهداف مصر في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومواجهة آثار تغير المناخ، وتعد احد نماذج المشروعات المذكورة في خطة المساهمات الوطنية والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
وأوضحت وزيرة البيئة أنه من الضروري اجراء الدراسات اللازمة لتحديد الآثار البيئية للمشروع بما يضمن عدم مواجهة اية آثار بيئية محتملة، موضحة أن الدراسة التي اعدها مشروع تحويل الأنظمة المالية للمناخ في مصر التابع لوزارة البيئة الهدف منها ليس فقط تقييم الوضع الحالي للسوق وتحديد الاحتياجات في مجال احتجاز وتخزين الكربون، ولكن توفير بيانات حول الآثار البيئية المحتملة للمشروع من واقع نماذج تطبيقية في الدول الأخرى، وطرح نموذج الأعمال المناسب الذي يمكن تطبيقه في مصر في هذا المجال.
وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أنه يتم أيضا دراسة علاقة المشروع من الناحية الفنية بالانبعاثات الكربونية وآليات السوق وشهادات الكربون، باعتباره من مشروعات المناخ التي طرحت في مؤتمر المناخ الأخير COP28، وما سيقدمه لخطة المساهمات الوطنية، وخاصة مع بدء تطبيق آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) في الأسواق الأوروبية ، بالإضافة إلى أهمية تنفيذ حملات توعية بالمشروع لضمان المشاركة المجتمعية.
تابع الوزيران خلال الاجتماع عرض تقديمي حول محاور الدراسة التي تم إعدادها حول احتجاز الكربون وتخزينه في مصر من خلال مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ في مصر وعرضتها الدكتورة رحاب المغربي الأستاذة بكلية هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس.
وقد تم استعراض دراسة مشروع احتجاز وتخزين الكربون التي تم اعدادها من خلال مشروع تحويل الأنظمة المالية للمناخ في مصر التابع لوزارة البيئة، بهدف تحديد المخاطر البيئية المحتملة لتطبيق المشروع وتحديد أنسب الإجراءات، حيث تضمنت الدراسة عرضا لآلية تخزين الكربون، والمشروعات المماثلة حول العالم، والدراسات الخاصة بهذه الآلية في مصر.