قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن ناشطين سعوديين يعيشون في المنفى أبلغوها أن السلطات في المملكة المتحدة "تغض الطرف" عن التهديدات بالقتل التي يتلقونها من قبل عملاء تابعين للسلطات السعودية.

وأضافت الصحيفة أن منفيين سعوديين يعيشون في المملكة المتحدة تحدثوا عن تعرضهم لتهديدات بالقتل ومضايقات بسبب دعمهم لتحسين حقوق الإنسان في بلدهم.

في إحدى الحالات، تُركت سكين خارج منزل الناشط يحيى عسيري في لندن وجرى الاتصال بزوجته وابنه بشكل منفصل، وقيل لهما إنهما إذا اختلفا مع آرائه، فيمكنهما الحصول على المساعدة من السفارة السعودية، وفقا للصحيفة.

وتنقل الصحيفة عن يحيى عسيري، الذي يدير منظمة القسط لحقوق الإنسان منذ عام 2014 القول إن "هذا الأمر تركني قلقا حقا.. كأب شعرت بالقلق حقا للمرة الأولى حيث بدا التهديد حقيقيا".

وأبلغت منظمة "فريدوم هاوس" لحقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة مؤخرا عن ما لا يقل عن ستة تهديدات للحياة للسعوديين الذين يعيشون في المنفى في المملكة المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا.

ونقلت الصحيفة عن الصحفية والمخرجة السعودية صفاء الأحمد القول إنه في حال قررت السلطات السعودية "ملاحقتك، فلا يوجد مكان آمن حقا".

وأضافت الأحمد: "عندما يقررون اختطاف شخص ما، يمكنهم القيام بذلك في أي بلد.. لقد قتلوا جمال (خاشقجي) ولم تتم محاسبتهم قط".

وبحسب الغادريان فإن المنفيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة وأماكن أخرى يخشى على سلامة أقاربهم الذين ما زالوا يعيشون في السعودية. 

ويقول الناشطون إن السلطات السعودية تنتقم من أفراد عائلاتهم في محاولة لإجبارهم على العودة إلى البلاد.

وتؤكد الباحثة في الشؤون السعودية في منظمة هيومن رايتس ووتش، جوي شيا أن "من النادر جدا أن يتمكن الناشطون من إخراج أسرهم بأكملها من السعودية، لذا فإن أولئك الذين بقوا هناك معرضون للخطر الشديد".

وتضيف أن "المخاطر الجسدية هنا في المملكة المتحدة والمخاطر التي يتعرض لها أفراد عائلات الناشطين في السعودية هائلة".

على سبيل المثال، تشير الصحيفة إلى أن إحدى شقيقات الناشطة فوزية العتيبي مُنعت من مغادرة السعودية، وسُجنت أخرى لمدة 11 عاما، بعد أن اضطرت للفرار من البلاد بسبب منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي الداعمة لحقوق المرأة.

وقالت العتيبي: "أعتقد أنهم يعاقبون ويعذبون أخواتي لأنهم غير قادرين على معاقبتي". وأضافت أنها ظلت تتعرض للتهديد أثناء وجودها في المنفى في المملكة المتحدة: "أتلقى يوميا تقريبا تهديدات بالقتل تقول إنهم سيسمموني ويرسلون أشخاصا لقتلي بأي ثمن".

وقال عسيري وآخرون إن سلطات المملكة المتحدة لم تأخذ بعد التهديدات التي تلقاها المنفيون السعوديون على محمل الجد. وأضاف أنه اتصل بالشرطة بعد العثور على السكين خارج منزله.

وتابع عسيري "لقد زاروني وقالوا إنهم يحققون وإنهم سيقدمون لي تقريرا، لكنني لم أتلق أي رد".

وأكد عسيري أنه اضطر منذ ذلك الحين إلى الانتقال من منزله في محاولة للحفاظ على سلامة أسرته. وتابع: "أعتقد بقوة أنهم يسمحون لهم (السعوديين) بالقيام بأشياء مثل مراقبة، وأعتقد أن لديهم الإذن للقيام بذلك".

وتقول الغارديان إنها اتصلت بشرطة لندن للتعليق على الاتهامات بـ"عدم الجدية" في الاستجابة للشكاوى الواردة من المعارضين السعوديين. 

وقال متحدث باسم الشرطة للصحيفة إنهم يتعاملون مع عدد متزايد من القضايا المتعلقة بالتدخل الأجنبي، وأنه يتم التحقيق في أي مزاعم بارتكاب جريمة، مع تزويد الأفراد "بالمشورة والدعم المناسبين فيما يتعلق بالسلامة والأمن حسب الحاجة".

واكتفت الصحيفة كذلك بالقول إنها "اتصلت بالسفارة السعودية في لندن طلبا للتعليق".

وتلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إشادة من الخارج والداخل بعد أن تولى المنصب في 2017 على قراراته التي خفف بها من القيود الاجتماعية ودفع بها اقتصاد البلاد نحو مزيد من الانفتاح. 

وشملت تلك القرارات تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسماح بإقامة حفلات موسيقية عامة ودور سينما وتخفيف قيود مفروضة على الاختلاط بين الجنسين.

لكن صورته تضررت بمقتل الصحافي جمال خاشقجي واحتجاز عدد من الناشطين والناشطات وما تردد عن تعرضهن للتعذيب قبل وبعد رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات. كما احتجز العشرات من رجال الدين في إطار حملة على المعارضة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی المملکة المتحدة یعیشون فی

إقرأ أيضاً:

منع الأعلام والمنشورات السياسية.. ضوابط مشددة للحجاج من خارج السعودية

أفادت تقارير إعلامية، الخميس، أن وزارة الحج والعمرة في السعودية، أعدت الضوابط المتعلقة بقدوم الححاج من خارج المملكة، والتي يجب أن تلتزم بها مكاتب شؤون الحجاج في البلدان المعنية.

ووفقاً للضوابط، التي اطلعت عليها صحيفة "عكاظ" المحلية، فقد شددت الوزارة على أهمية أن يكون المكتب "مسؤولاً بشكل تام عن كافة الحجاج القادمين من دولته"، في إطار التنظيمات والتعليمات السارية، وتحدد الوزارة الإجراءات التي يتوجب على المكتب الالتزام بها.

ووصفت صحيفة "المدينة" المحلية، تلك الضوابط بـ"المشددة"، لافتة إلى أنها "تتضمن أن يكون المكتب مسؤولًا مسؤولية تامة عن كافة الححاج القادمين من دولته، وأن يتم إدخال بياناتهم في المسار الإلكتروني قبل قدومهم إلى المملكة".

كما نصت الإجراءات على "منع الححاج من حمل أي صور، أو كتب، أو أعلام، أو شعارات، أو منشورات سياسية"، بالإضافة إلى "حظر قدوم أي شخص لأداء تلك الفريضة بالطرق غير الرسمية".

بعد شهرين.. قرار مصري بأزمة "وفاة مئات الحجاج" أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الثلاثاء، إلغاء تراخيص 36 شركة سياحة ثبت مخالفتها لأحكام القوانين المنظمة لتنفيذ رحلات الحج والعمرة، وذلك تنفيذا لقرارات خلية أزمة الحجاج التي تشكلت بعد وفاة مئات المصريين خلال موسم الحج هذا العام بالسعودية.

ووفقا للإجراءات، "يحظر القيام بأعمال تجارية وأعمال السمسرة أو الحصول على عمولات من الأطراف التي يتعاقد معها، أو يتعامل معها (المكتب) فيما يتعلق بخدمات الححاج".

 كما يحظر القيام، أو المشاركة، أو التحريض بشكل مباشر، أو غير مباشر على أي أعمال "تخل بالأمن العام"، مع تمكين موظفي وزارة الحج والجهات ذات العلاقة من أداء المهام المناطة بهم.

وشددت الإجراءات على أنه سيتم تخفيض عدد أعضاء المكتب للمواسم التالية "في حال كانت نتيجة تقييم أدائه أقل من المتوسط"، بالإضافة إلى إلزام المكتب باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمعالجة أي خلل في تقديم الخدمة.

وحظرت الوزارة على مكتب شؤون الحجاج والعاملين فيها، استخدام المخيمات والمساكن ووسائل النقل المخصصة لخدمة الحجاج لغير الغرض المقصود لها، أو تأجيرها، أو السماح لأشخاص غير الحجاج المستهدفين باستخدامها أو تيسير دخولهم إليها.

وكانت السعودية قد أعلنت في يونيو، وفاة ما لا يقل عن 1301 من الحجاج، "83 بالمئة منهم من غير المصرح لهم بالحج، الذين ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة، وبينهم عدد من كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة".

وكان وزير الحج، توفيق الربيعة، قد حذر خلال الموسم الماضي من أنه لن يتم التسامح مع "أي شعارات سياسية"، لكن ذلك لم يمنع أحد الحجاج من الهتاف دعماً للفلسطينيين، وفقا لفرانس برس.

وحسب الوكالة نفسها، فإن الحج يقدم مكاسب مالية كبيرة للسعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، التي تسعى إلى تقليص اعتمادها على النفط من خلال تطوير السياحة الدينية خصوصاً.

وإلى جانب الحج، هناك أيضاً مناسك العمرة التي تكون بقصد الزيارة ويمكن أداؤها على مدار العام، وقد جمعت 13,5 مليون معتمر في العام الماضي، مع سعي السلطات للوصول إلى 30 مليون معتمر بحلول عام 2030.

وشارك في موسم الحج الماضي أكثر من 1,8 مليون شخص، جاء نحو 90 في المئة منهم من خارج المملكة، معظمهم من دول آسيوية والعالم العربي.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تعرب عن قلقها تجاه أساليب الاحتلال بالضفة
  • بريطانيا تدين تصريحات "بن غفير" وتُحذِّر من التصعيد فى الضفة الغربية
  • مستشار ترامب يحذر بريطانيا من تبعات حظر تسليح الاحتلال.. صدع خطير مع واشنطن
  • تكساس تزيل مليون اسم من قوائم الناخبين.. والديمقراطيون يحذرون
  • تكساس تزيل مليون شخص من قوائم الناخبين.. والديمقراطيون يحذرون
  • سفيرة بريطانيا: منح 48239 مواطنا كويتيا تصريح سفر إلكتروني بين فبراير ويونيو الماضيين
  • بريطانيا تسعى لتسريع إعادة المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم
  • قائمة الأقوى لعام 2024.. السعودية تاسع أقوى دولة في العالم
  • منع الأعلام والمنشورات السياسية.. ضوابط مشددة للحجاج من خارج السعودية
  • بريطانيا ساعدت إسرائيل في انتهاك القانون الدولي