مستشار مفتي الجمهورية: المجازر الإسرائيلية في غزة تدعونا لصياغة نظام عالمي جديد
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه ينبغي مراجعة النظام الأخلاقي السائد الآن وصياغة نظام عالمي جديد يدعو إلى المساواة ويضمن حقوق الإنسان ويحفظ على المواطنين إنسانيتهم، خاصة مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مجازر يومية يندى لها جبين الإنسانية.
وأضاف دكتور نجم أن المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، الذي تعقده الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في نهاية يوليو الجاري تحت مظلة دار الإفتاء المصرية بعنوان: «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع»، سيُسلط الضوءَ على هذا الأمر، ومن المنتظر أن تشهد جلسات المؤتمر مناقشة الوضع الإنساني المتردي للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، من خلال كشف عوار النظام العالمي الجديد وازدواجية المعايير فيه، والتجاهل التام لحقوق الإنسان وكافة الأعراف الإنسانية والدولية مما يؤكد أننا أمام أزمة أخلاقية بالأساس.
وأشار مستشار مفتي الجمهورية إلى أننا نعيش تحت وطأة نظام عالمي يجسِّد أزمة أخلاقية عميقة، حيث تم تهميش القيم الإنسانية واستُبدل بها معايير مزدوجة ومصالح سياسية ضيقة، ومن ثم بات لدى الجميع فقدان ثقة بالمنظمات الدولية وقدرتها على تحقيق العدالة، وأصبح القانون الدولي الإنساني حبرًا على ورق في ظلِّ سيادة منطق القوة واستعلائه على منطق القانون، وتزايد ظاهرة الكراهية والتمييز، وانهيار المنظومة الأخلاقية التي تحكم العلاقات الدولية، وتطبيق القانون الدولي بشكل انتقائي، حيث تفرض عقوبات قاسية على بعض الدول بينما تغضُّ الطرْف عن انتهاكات أخرى، مما يشكِّل خطرًا كبيرًا على حقوق الإنسان والأمن والسلم العالمي.
وشدد مستشار مفتي الجمهورية على ضرورة التصدي لهذه الأزمة الأخلاقية، وهو الأمر الذي يتطلَّب جهدًا دوليًّا منظمًا وصادقًا، مؤكدًا أنَّ المستقبل لا يعتمد على القوة العسكرية أو الثروة الاقتصادية فحسب، بل على القيم الأخلاقية التي تحكم العلاقات بين الدول والشعوب.
تجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لعقد مؤتمرها العالمي التاسع للإفتاء الذي تنظِّمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم سنويًّا، والذي يُعقد هذا العام في الفترة من 29 - 30 يوليو الجاري في القاهرة، برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من مائة دولة حول العالم ومشاركة أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية، وذلك لمناقشة موضوع «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع».
اقرأ أيضاًدار الإفتاء توضح فضل صيام يوم عاشوراء
الجمعة المقبل.. دار الإفتاء المصرية تستطلع هلال المحرم لعام 1446
دار الإفتاء: التضحية بالشاة المغصوبة صحيحة شرعا إذا تحقق هذا الشرط
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء دار الإفتاء المصرية مستشار مفتي الجمهورية مستشار مفتی الجمهوریة دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
طبيب فرنسي يناشد ضمير العالم وقف المجازر الإسرائيلية في غزة
وصف طبيب فرنسي عائد من العمل في أحد مستشفيات قطاع غزة، وضع الفلسطينيين هناك بأنه "مرعب" وذلك جراء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال الطبيب باسكال أندريه الذي عاد إلى فرنسا بعد العمل داخل قطاع غزة في فبراير/شباط الماضي، إنه رأى قتلى وجرحى وأطفالا فلسطينيين مصابين برصاص إسرائيلي في الرأس كانوا يصلون إلى المستشفى الأوروبي الذي كان يعمل فيه بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف "شاهدنا أيضا صورا مروعة للغاية لنازحين مدنيين في المستشفى وهم يتعرضون للقصف والحرق جراء الحرب الإسرائيلية، دون أن يتمكن أحد من التدخل". مضيفا أن معظم مستشفيات قطاع غزة "باتت متوقفة عن العمل بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل".
وقال الطبيب الفرنسي لا يتمكن المرضى والجرحى في غزة من مغادرة القطاع للعلاج بالخارج لافتا إلى وجود ما بين 12 و16 ألف جريح فلسطيني هناك، "تم إجلاء 3 مرضى من شمال القطاع إلى جنوبه في الأيام الأخيرة بطريقة سيئة وصادمة للغاية".
وأشار إلى أن باحة مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة الذي كان من المفترض أن يستضيف المرضى تعرضت للقصف الإسرائيلي أيضا، منبها إلى أن المتخصصين في الرعاية الصحية بالقطاع "يحتاجون إلى مساعدة لكن العاملين في مجال الرعاية الصحية الأجانب لا يتم السماح لهم بالذهاب إلى غزة".
توثيق الجريمةوذكر الطبيب الفرنسي أن الأطباء العائدين من غزة قدموا الأدلة التي جمعوها بشأن ما حدث في القطاع إلى "المحكمة الجنائية الدولية ومحامي دولة جنوب أفريقيا، والبرلمان الأوروبي، والبرلمان الفرنسي، ومجلس الشيوخ، والتقينا بالعديد من السياسيين، والعديد من وسائل الإعلام".
وأكد أنه عندما قام هو وزملاؤه العائدون من غزة بجولة في فرنسا وأوروبا لرواية ما شاهدوه وبحوزتهم مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية ووثائق جراحية، كانت هناك صعوبة في فتح أبواب القاعات أمامهم.
وتابع قائلا "اليوم يجب أن نشعر بالقلق، لأن الأمر لا يتعلق بالمسلمين أو المسيحيين بل يتعلق بإنسانيتنا واليوم يقول لنا سكان غزة إن من يضعون القوانين في جميع أنحاء العالم لا يطبقونها ولا يمتثلون لها، وليس ذلك فحسب، بل يلتزمون الصمت إزاء ما يحدث لهم. الفلسطينيون يريدون العيش كالبشر".
وقال الطبيب الفرنسي "إن العاملين الأجانب في الرعاية الصحية بغزة لم يسمعوا خطاب كراهية واحدا من الفلسطينيين في القطاع أو الضفة الغربية المحتلة الذين قالوا لمتخصصي الرعاية الصحية الأجانب نريد العيش بسلام، نزرع أرضنا، ونصلي في المسجد، ونأكل ونشرب ونعيش مثل البشر ولسنا حيوانات كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض أعوانه من اليمين المتطرف".
واختتم أندريه حديثه بالقول "إذا كنا بشرا فلا ينبغي لنا أن نسمح بما يحدث في غزة، وإذا كنا نؤمن بالقانون فيجب محاكمة المسؤولين عما يحدث والذين يلتزمون الصمت ويمنعون كل أنواع التعبير والفكر بشأن هذه القضية".