«التنمية الأسرية» تنمّي المهارات الإعلامية بمبادرة «إعلامي المستقبل»
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
تطلق «مؤسسة التنمية الأسرية» فعاليات البرنامج التدريبي لمبادرة «إعلامي المستقبل» في جميع مناطق الإمارة في (أبوظبي، والعين ومنطقة الظفرة)، في إطار حرصها على احتضان المواهب الإعلامية، وإدماج الأبناء الموهوبين في المجتمع واستثمار مهاراتهم في سبيل خدمتهم وأسرهم ومجتمعهم.
ونظّمت المؤسسة عدداً من الفعاليات الاجتماعية والإعلامية في مدينة العين، على مدى يومين، قدمها أعضاء مبادرة «إعلامي المستقبل»، بحضور نحو 30 طفلاً وطفلة منها، الفعالية التوعوية «جودة الحياة الرقمية»، التي هدفت إلى تعزيز أهمية إدارة الوقت، وتعزيز القيم الأخلاقية الرقمية، وكيفية الحفاظ على السلامة الرقمية، وكيفية تنمية مهارات جودة الحياة الرقمية.
كما قدم أعضاء مبادرة «إعلامي المستقبل» فعالية «لنقرأ معاً»، لتعزيز أهمية القراءة لدى إخوتهم وأخواتهم المشاركين، وكيفية إخراج جيل يجيد القراءة، وتعزيز أهمية الحفاظ على لغتنا العربية لدى الأبناء، واستعراض أثر القراءة في حياة الفرد والمجتمع، وسرد القصص وترجمتها إلى مسرح استعراضي من تأليف الأطفال والشباب المشاركين في الفعالية.
كما تقدم فاطمة راشد الظنحاني، محررة صحفية في المؤسسة ومسؤولة المبادرة، عدداً من الدورات والورش الإعلامية التي تركز على تنمية المهارات الذاتية في التقديم والإلقاء والتمثيل، وكيفية تحويل القصة أو الرواية إلى سيناريو لمشهد توعوي اجتماعي مؤثر، بورشة (الظهور والتأثير، كتابة السيناريو، المسرح الاستعراضي).
وقالت «إن تنمية المهارات الذاتية الإعلامية أهم أهداف المبادرة، حيث يركز البرنامج هذا العام على تعزيز الثقة بالنفس، وتنمية مهارات التأثير والإقناع، وأساسيات كتابة السيناريو، وكيفية كتابة سيناريو العمل المسرحي، والتعريف بمعنى المسرح المغنّاة أو الاستعراضي، وأثر الكلمات المغناة على العرض، والصوت وتأثيره في المسرح الاستعراضي، بالإضافة إلى فن التمثيل والتطبيقات العملية».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات
إقرأ أيضاً:
القراءة على أساس من القواعد الفكرية
علينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب
ما تزال ثقافتنا المعاصرة تفتقر إلى قُرَّاء حقيقيين يطلعون على المصادر الأولى للمعرفة، ويتشربون أمهات الكتب، فليس من قبيل المصادفة أن الثقافة العربيَّة تعاني من انحسار القراء الجادين، في هذا السياق، هذا رغم هذا الكم التراكمي الإبداعي من الأكاديميين وأرباب الفكر والعلماء، لكن أين هم الشباب من قراءة هذا المنتج الفكري؟ ولمن يورث هذا الميراث العظيم؟ ثم أين هو ذلك القارئ الحصيف القادر على التغيير والتفاعل الخلاق؟.
إنه ليؤسفني أن قول إن الواقع لا يبشِّر بجيل مثقَّف وجادٍّ وعميق، ولا يبشر بجيل يستطيع أن يرسم مستقبلًا جديدًا للأدب العربي أو للثقافة العربية الحديثة؛ هو بكل المقاييس جيل مختلف عن كل جيل، فالمسؤوليَّة جسيمة على من يقطنون في منتصف العالم- الشرق الأوسط-؛ ليحملوا مشاعل التنوير ويصبحوا رعاة الفكر في منطقة تعتبر مهد الحضارات الإنسانيَّة العريقة، والتي يقوم أساسها على المعرفة، وتعتمد لغتها الحيَّة وآدابها على التراكم الإبداعي والروحي والفكري، وكتابها الكريم يدعو إلى العلم والقراءة والمعرفة.
دعونا نناقش ونتساءل بعمق عن دور «معارض الكتاب» في تفعيل «القراءة العميقة» وعن واقع الحال من عزوف عامٍّ عن فعل القراءة ذات الطابع النقدي والفكري، وتراجعها في العصر الرقمي، وعن مصير النتاج الأدبي الأصيل بعد أن رحل قراءه وابتعدوا عن عالم الضوء، على سبيل المثال: فعند تجوالك بين أروقة معارض الكتب ستلاحظ مدى الانحسار الكبير في الإقبال على حيازة المجلدات العظيمة، ما عدا الأكاديمين وأرباب الفكر والمختصين.
إن هذه الكتب القابعة على الرفوف بين أروقة المعارض، أراها كلما أحضر هذه الفعاليات، فلا أرى ذلك التفاعل مع الروائع التاريخيَّة والحضاريَّة والأدبيَّة، ولا يتعامل القارئ المعاصر مع نتاج مبدعيهم، وخاصة التراثي منه، بالتقدير الذي يليق به، حيث لا تثير في نفوسهم ذلك الفضول المعرفي المرغوب.
أخشى على مجتمعاتنا من المستقبل، وأخاف ألا نستطيع اللحاق بالحضارة ومواكبة التطور؛ فى ظل عزوف الشباب عن مرافقة الكتاب العظيمة، خاصة مع التطور التكنولوجي الذى يشهده العالم، وسهولة الوصول إلى المعلومة من خلال التقنيات الحديثة، والانتشار السريع للمعلومات، ووفرة الوسائط المعرفية والمعلوماتية وتنوُّعها.
هناك أزمة هوية لغوية تتفاقم لدى الخريجين على كل المحاور، تتمثل في فراغ فكري وثقافي ولغوي، وابتعاد عن ثقافته العربية الأصيلة، مما يدفعه تجاه هوية أخرى يتكيف معها في الشكل والمضمون، مما يؤصل فيه الرفض والتمرُّد على ثقافته، والإذعان لثقافة الآخر، تلك الثقافة المغايرة التي تجلب عاهات من الانحراف السلوكي والقيمي، وقد يكون أحيانًا ضحية الترف والرفاهية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُصيب العقول بالبلادة والخمول، فهي دوافع قوية للعزوف عن التزود بالقراءة العميقة والمحسوبة.
لا بدَّ أن نقف مع أنفسنا وقفة؛ وعلينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب؛ ليكون شبابًا مفكرًا يمتلك الأدوات الكاملة التي تعينه على الانخراط في المجتمع العالمي.
ولكي يتحقَّق ذلك لا بدَّ من استخراج الكنوز الثقافيَّة العظيمة بطريقة أو بأخرى، من حيث تفكيك هذا الموروث الحضاري من الكتب والمخطوطات إلى لغة عصرية مبسطة، تحافظ على مكنون التراث بطريقة علمية سليمة، لخلق قارئ حصيف، ولتصحيح المعايير الفكريَّة وضبط المفاهيم الأساسيَّة بكل المجالات الحيوية.