عربي21:
2024-11-15@19:32:43 GMT

ذكريات مذبحة!

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

قبل أيام قليلة عرض ناشطون مصريون في لندن فيلماً وثائقياً عالمياً باللغة الإنكليزية على مسرح «الأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون – بافتا»، ويتناول الفيلم أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في القاهرة يوم 14 أغسطس/آب 2013، ويحمل الفيلم اسم «ذكريات مذبحة». الفيلم يُمثل وثيقة تاريخية تتضمن عدداً من الشهادات التي تُبث لأول مرة، وهذا هو الإنتاج الأول من نوعه منذ تلك الأحداث، ولذلك يشكل إنتاجه تطوراً بالغ الأهمية، كما أنه يأتي متزامناً مع ذكرى مرور عشر سنوات على اعتصام ميدان رابعة في مصر.



الفيلم تم عرضه في لندن، وحسب القائمين عليه فسوف يتم عرضه لاحقاً في أماكن أخرى وقنوات تلفزيونية، وبطبيعة الحال سيتم نشره على شبكة الإنترنت وسيُصبح متاحاً للمشاهدة المجانية في أي مكان وأي زمان.. لكنّ الأهم من عرض الفيلم الذي تم في لندن هو الحلقة النقاشية التي أعقبته، والتي شارك فيها نائب في البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين الحاكم ووزير سابق، إضافة إلى كاتب صحافي معروف وآخرين، ما يعني أن العالم الغربي ما زال فيه من يهتم بالقضايا العربية، وأن هؤلاء المهتمون يرغبون دوماً سماع الرواية الأخرى لأي حدث. الفيلم الوثائقي «ذكريات مذبحة» يستحوذ على أهمية كبيرة بلا شك، وهذا ما أدركه النظام في مصر، ولذلك استنفر كل وسائل إعلامه من أجل مهاجمة الفيلم، والغريب أنهم هاجموه قبل أن يشاهدوه، بدليل أنه لم يُعرض سوى مرة واحدة حتى الآن، وفي قاعة واحدة في لندن، ولم يتم بثه حتى الآن على أي قناة تلفزيونية أو على الإنترنت.

أهمية هذا الفيلم الوثائقي تنبع مما يلي:
أولا: الفيلم يُخاطب العالم الغربي باللغة الإنكليزية، ويتضمن شهادات لأشخاص شهدوا الأحداث، كما يتضمن تعليقا من شخصيات مرموقة مثل النائب البريطاني كريسبن بلانت، والصحافي الأمريكي ديفيد كيك باتريك، وهذه أول خطوة من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.

ثانياً: يأتي هذا الفيلم بعد المصالحة والتحسن في العلاقات بين النظام في مصر وتركيا وقطر، ما يعني أن إسكات أصوات المعارضين لا يتم عبر عواصم عربية وإقليمية، وإنما الطريق الوحيد لإسكاتهم هو المصالحة الوطنية الداخلية، التي تشمل الجميع وتتعامل معهم بالتساوي، وتفسح المجال لكل القوى السياسية أن تُشارك في إدارة بلادها.

ثالثاً: أعاد الفيلم إلى الواجهة أحداث فض اعتصام رابعة بعد عشر سنوات على تلك الأحداث، ما يعني أن الأزمات لا تنتهي بطريقة الردح والنواح والصياح بالصوت المرتفع على البرامج المسائية في القنوات التلفزيونية المحلية. هذه ليست الطريقة المثلى للتعامل مع أزمة مثل «فض اعتصام رابعة» أو ما تسميه المعارضة «مجزرة رابعة»، وإنما الطريق الوحيد للتعامل مع هذه الأزمة وتسويتها هو الحوار الوطني والمراجعة الشاملة والانفتاح على الجميع لخلق وطن للجميع، وليس لنخبة دون غيرها.

والخلاصة هو أن فيلم «ذكريات مذبحة» الذي تم عرضه في لندن يُشكل تحركاً نادراً على مستوى المعارضة المصرية، ويأتي متزامناً مع ذكرى مرور عشر سنوات على الواقعة، ويعيد التذكير بأن هذه الأزمات لم تنتهِ بعد وهذه الدماء ما زالت لم تجف بعد.

(عن صحيفة القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير الفيلم رابعة مذبحة البرلمان البريطاني رابعة فيلم مذبحة البرلمان البريطاني سياسة صحافة صحافة مقالات سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عشر سنوات فی لندن

إقرأ أيضاً:

توقيف رجل مسلح بسكاكين بالقرب من مباني البرلمان في لندن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت الشرطة البريطانية، الثلاثاء، عن توقيف رجل مسلح بسكاكين بالقرب من مباني البرلمان في العاصمة البريطانية لندن.

وقالت الشرطة في منشور على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي: "تم استدعاء الشرطة عند الساعة 14:01 اليوم بعد أنباء عن وجود رجل يحمل سكاكين خارج البرلمان".

وأضافت الشرطة أنه تم توقيف الرجل البالغ 34 سنة من العمر "للاشتباه بحيازته لسلاح هجومي في مكان عام".

وأكدت الشرطة البريطانية عدم وقوع أي إصابات بنتيجة الحادث، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل عن الشخص الذي تم توقيفه أو عن نواياه ودوافعه.

مقالات مشابهة

  • إنجاز دولي لـ رابعة خدمة اجتماعية .. جامعة حلوان في أسبوع
  • في عصر "السوشيال ميديا".. ذكريات الماضي تلاحق المشاهير
  • اعتصام لأهالي طلاب في القبة وقطع الطريق احتجاجا
  • اعتصام لأهالي طلاب في القبة.. وقطع الطريق احتجاجا
  • أفضل أسواق الكريسماس التقليدية في لندن 2024
  • مصر تواصل دعم لبنان.. تسليم شحنة مساعدات إغاثية رابعة تزن 21 طنًا لمواجهة الأزمات
  • يضم منزلًا ومركزًا وخيمة اعتصام.. الاحتلال يهدم مبنى في حي البستان
  • امتحان الصبر على المكارِه..!
  • محسن محيي الدين يروي قصة حبه لنسرين|من ذكريات الطفولة إلى وصية الأب
  • توقيف رجل مسلح بسكاكين بالقرب من مباني البرلمان في لندن