صور تكشف كيف يتغير كوكب الأرض بفعل التغير المناخي
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
ملاحظة المحرر: "نداء الأرض" عبارة عن سلسلة تحريرية من CNN تلتزم بتقديم التقارير حول التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا، والحلول لمواجهتها. أبرمت رولكس عبر مبادرة "الكوكب الدائم" شراكة مع شبكة CNN لزيادة الوعي والمعرفة حول قضايا الاستدامة الرئيسية وإلهام العمل الإيجابي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فازت صورة لرجل يمشي وحيدًا على طول المدرجات الزراعية الملونة في الصين، وأخرى لأنهار ذات لون أحمر صدئ في ألاسكا، وشجرة أرز عملاقة حمراء غربية في مسابقة صور الأرض 2024.
وتهدف الجائزة، التي أنشئت في عام 2018 من قبل منظمة "فورستري إنجلاند"، والجمعية الجغرافية الملكية في المملكة المتحدة، وشركة "باركر هاريس" لاستشارات الفنون البصرية، إلى تسليط الضوء على جمال كوكبنا، والتهديدات التي يواجهها، من تغير المناخ إلى التلوث السام.
كانت صورة تايلور رودس لخور Tukpahlearick في ألاسكا المتدفق باللون الأحمر الصدأ من بين الصور الفائزة لعام 2024.Credit: Taylor Roadesوشارك المصورون وصانعو الأفلام أكثر من 1،900 صورة ومقطع فيديو لمسابقة هذا العام من حول العالم.
أُعلن عن الفائزين في حفل أقيم في الجمعية الجغرافية الملكية بلندن، وذلك قبل معرض من المقرر أن يُقام في الموقع ذاته لعرض الصور المثيرة.
فاز المصوران جان مارك كايمي وفالنتينا بيتشيني بالجائزة الرئيسية عن سلسلتهما "Tropicalia" التي توثق الأساليب التي يستخدمها المزارعون في صقلية كاستجابة لتغير المناخCredit: Jean-Marc Caimi and Valentina Piccinniوحصل المصوران جان مارك كايمي وفالنتينا بيتشيني على الجائزة الأولى في سلسلة "Tropicalia"، التي توثّق كيفية تكيّف المزارعين في صقلية مع تغير المناخ.
وصرّح المصوران في بيان صحفي أن "ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط تساقط الأمطار، وزيادة خطر وقوع الأحداث الجوية المتطرفة، أدى إلى تحويل ما كان يعتبر ذات يوم سلة غذاء أوروبا إلى أرض اختبار للتكيّف والبقاء".
نالت المصورة جنيفر أدلر تكريما عن سلسلة "مرجان المستقبل" التي تهدف إلى جعل علوم المحيطات أكثر سهولةCredit: Jennifer Adlerوتُظهر الصور التي التقطها كايمي وبيتشيني كيف يضطر المزارعون إلى التنويع، إذ يتخلى بعضهم عن حقولهم لأنظمة الطاقة الشمسية، بينما يركز آخرون على زراعة الفاكهة المستوردة مثل الأفوكادو والمانجو التي تزدهر في البيئة الاستوائية.
توثق سلسلة "Tropicalia" كيفية تكيف المزارعين في صقلية مع تغير المناخ.Credit: Jean-Marc Caimi and Valentina Piccinniمن جهتها، قالت لويز فيدوتوف كليمنتس، وهي رئيسة لجنة تحكيم مسابقة صور الأرض، لـ CNN: "كل صورة ملهمة تسلط الضوء على القصص المهمة للمقاومة والابتكار والقدرة على الصمود في الخطوط الأمامية لتغير المناخ".
وأضافت أن تلك السلسلة ككل "تُعد بمثابة مثال للمستقبل الذي ينتظر القارة بأكملها".
شجرة أرز غربية ضخمة في كولومبيا البريطانية بكندا، يبلغ عرضها أكثر من 5 أمتار وطولها 46 متراCredit: TJ Wattوتبرِز الصور الفائزة الأخرى الحلول المناخية الممكنة، بما في ذلك سلسلة "مرجان المستقبل" لجنيفر أدلر التي تركّز على علوم المحيطات والجهود المبذولة لاستعادة النظم البيئية البحرية في أكبر حضانة للشعاب المرجانية تحت الماء في العالم.
ويحتفي فيلم قصير بعنوان "Ser Guardianes Madre Arbol" (أن نصبح حماة الشجرة الأم)، للمصور مارك لاثويليير، بمجتمع من السكان الأصليين في شمال كولومبيا يناضلون من أجل حماية الغابات المطيرة وأراضي أجدادهم.
في بيان صحفي، قال مايك سيدون، وهو الرئيس التنفيذي لمنظمة "فوريستري إنجلاند" إن الأعمال تسلط الضوء على "الجمال، والهشاشة، والأزمات، والتغيير الذي يحدث في بيئتنا الطبيعية".
وأضاف أن "قربنا من المناظر الطبيعية، والحياة البرية، والمجتمعات من جميع أنحاء الكوكب بهذه الطريقة يثير محادثات وتأمّلات جديدة. ويدفعنا إلى التركيز على الحلول الإبداعية اللازمة لكي تزدهر هذه البيئات بعد حياتنا".
تشمل الصور المدرجة في القائمة المختصرة صورة أليكس كاو لغابات المنغروف في محافظة كوانغ ناي في فيتنام، والتي توفر درعًا مهمًا ضد الأعاصير.Credit: Alex Caoوأشارت فيدوتوف كليمينتس إلى أن التصوير الفوتوغرافي والأفلام "يمثلان وسيلة هائلة لرفع مستوى الوعي الذي يمكن أن يشجعنا على التكيف، والابداع، وابتكار حلول مستدامة".
وأكدّت أن "نسخة هذا العام القوية من تأثير تغير المناخ إلى القصص الملهمة المتعلّقة بالمرونة، ستلهم الحوارات المحفّزة حول بيئتنا".
التغيرات المناخيةصوركوكب الأرضنشر الخميس، 18 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التغيرات المناخية صور كوكب الأرض تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025
محمد الربيعي
بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن
تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.
تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.
اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.
يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.
كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.
تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.
تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.
باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.