جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@21:57:31 GMT

عُمان.. وطن يلفظ الفكر الضال

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

عُمان.. وطن يلفظ الفكر الضال

 

محمد رامس الرواس

بحكم مواقفها المشرفة في قلب الأحداث التي تعصف بالعالم في هذا الوقت من الزمان؛ وكونها بلدًا متوازنًا ومتصالحًا مع نفسه ومتعايشًا في أمن وأمان مع جيرانه ومع من يعيش على أرضه من مقيمين وزوار، فإن سلطنة عُمان وطن يلفظ الفكر الضال ويرفض  الفتن، لأننا نعيش على أرض طيبة  وتربة نقية لا تُنبت إلا خيرا، ترفض وبشدة رياح التطرف من أي مكان تأتي منه لتستهدف أمنها واستقرارها.


لا توجد هناك فصول وسطور لقصة الإرهاب في عُمان، ولم يكن للمُغرَّر بهم أن يستهدفوا أرضًا خالية من التطرف مستهدفين أمنها وأمانها، فجميعنا  يدرك أن الحادثة التي وقعت قبل أيام قليلة بمنطقة الوادي الكبير في محافظة مسقط، وما تم فيها من تضخيم وتهويل  حولها من رويات؛ هي محض افتراء، فوق كونها حادثة يمكن أن تحدث في أي مكان في محيطنا الإقليمي أو حتى على مستوى العالم، فنحن في سلطنة عمان لسنا بمعزل عن حدوث أخطار وشرور عابرة للحدود، نحن بريئون منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
لم تعد هناك أية فصول أخرى للحكاية في وطن ظل يحمل كل هذه المبادئ والقيم والثوابت السامية عبر العقود الفائتة التي رسخها سلاطين عمان على أرضها لكي لا ينبت في ترابها سوى الخير والأمن والأمان لأبناء الوطن والمقيمين فيه، فسلطنتنا الحبيبة مصانة بعون المولى عز وجل، ومن ثم بحكمة قيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة من آفات التطرف في ظل وجود مضامين حقيقية للعيش الآمن؛ فلا تكفير ولا مخالفة لأصول الشريعة الإسلامية السمحة؛ بل إسلام  يهدف إلى ترسيخ لعلاقات أخوية بين المسلمين تتفق حوله أصول الدين ولا بأس في الاختلاف في الفروع.

إن سلطتنا الحبيبة عُمان هي من تنشر السلام والوئام بين الشعوب والأديان وتصدره للآخرين؛ لذلك من غير المستساغ وغير المقبول أن تقبل بشيء دون الطمأنينة لشعبها.
وأخيرًا.. إننا في هذا الوطن الأبيّ وبحمد الله وفضله نعيش في لُحمة وطنية متماسكة وصلبة يدعمها  تكاتف حقيقي بين المواطن ومؤسسات الدولة، من أجل استئصال مثل هذه الأحداث حاليا ومستقبلا، أضف إلى ذلك أننا نفهم طبيعة الأحداث التي تشمل قراءتنا لكل الجوانب التي تدعو لحدوث مثل هذه الفتن؛ فجميعنا متفق على حفظ المقاصد الإسلامية الخمسة: الدين والعقل والنسل والمال والنفس، في ظل القبول بالأخر من حيث إرساء قيم الود والأخوة والتسامح والتآلف والتواصل.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها والمقيمين فيها من كل سوء. 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب

 

 

يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.

مقالات مشابهة

  • نص المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
  • نص المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • شاطئ الفنيدق يلفظ جثمان قاصر وسط ترقب مصير آخرين
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «7-13»
  • حدث في 3 رمضان.. تعرف على أهم الأحداث التاريخية التى وقعت فيه
  • أحد مرفع الجبن.. ذكرى "طرد آدم من الفردوس في الفكر الآبائي الأرثوذكسي"
  • خبراء لـ«الاتحاد»: الذكاء الاصطناعي يكافح الإرهاب والتطرف
  • حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه
  • شيخ الأزهر: الاختلاف بين السنة والشيعة كان في الفكر والرأي وليس في الدين