لماذا انخفض الدولار في عام 2023 وما هو مستقبله؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
لماذا انخفض #الدولار في عام 2023 وما هو مستقبله؟
د. #مروان_الزعبي
صحيح ان #اميركا تكافح #التضخم عن طريق رفع #اسعار_الفائدة قصيرة الاجل، لكن الواقع يشير الى اهداف اخرى يسعى الفيدرالي الى تحقيقها حيث ان هناك تخوف كبير من #سقوط #الدولار لمستويات غير مسبوقة بعد استخدامه كسلاح لتجميد اموال بعض الدول الامر الذي ادى الى تخلي معظم هذه الدول عن الدولار من خلال بيع سندات الخزينة خشية تعرضها لمثل هذه العقوبات.
من المعروف ان الاسواق المالية تتحرك بناء على التوقعات وخاصة تلك المتعلقة باسعار الفائدة، ولقد كانت الارتفاعات التي بدات منذ اذار 2022 مقرؤة وواضحة قبل بفترة ليست بقصيرة وهو السبب الرئيسي لارتفاع مؤشر الدولار ب 26%. لكن السؤال الاهم لماذا بدء الدولار يفقد من قيمته منذ ايلول 2022 وحتى هذه اللحظة؟ ذلك الشهر الذي وصلت فيه قيمة المؤشر الى اعلى مستوياته منذ فترة طويلة 114.1 وبعدها بدء بالانخفاض الى ان وصل الى 102 في نهاية تموز وبداية شهر اب 2023 ؟
من الواضح ان الفيدرالي يعلم بما يحدث وقد يحدث للدولار وان استخدامه كسلاح وجه له ضربة قاصمة ويعلم ايضا ان انخفاضه سيؤدي الى التخلي عنه بشكل متسارع في الوقت الذي يعاني من الاغراق من قبل العديد من الدول ومنها الصين واليابان والسعودية. تلك الدول ايضا تعلم ان الدولار يواجه تحديات غير مسبوقة وهي لذلك لا تريد ان تحتفظ بعملة او اي موجودات محررة بهذه العملة وهي تتهاوى وهو ما دفعها الى التهافت على شراء الذهب حيث بلغت المشتريات من الذهب خلال النصف الاول من 2023 ما مقداره 440 طن وهو اعلى مستوى في التاريخ لفترة 6 اشهر. يضاف الى ذلك ان هناك العديد من الدول التي استعادت ذهبها من الولايات المتحدة وبريطانيا وهناك 11 دولة وضعت خطط لاعادة ذهبها من الولايات المتحدة وبريطانيا ومنها فرنسا والمانيا وتركيا.
خلاصة القول ان هناك قلق واضح من العديد من البنوك المركزية من ان تقوم الولايات المتحدة بتجميد اصولها وتخطط لسحب ذهبها، هذه تطورات تحصل على الارض ولا يمكن اغفالها. من ناحية اخرى، تجلى التخلي عن الدولار من خلال ما قامت به دول البريكس وفي مقدتها الصين التي باعت كميات هائلة من سندات الخزينة الامريكية الامريكية التي تعتبر المحرك الاساسي لبقية الاسواق فلقد شهدت اسعارها تراجعا حادا مدفوعا بارتفاع اسعار الفائدة الرئيسية وباسرع وتيرة في تاريخ الولايات المتحدة مقابل شراء الذهب هروبا من اي اصول محررة بالدولار. وبدات باستخدام عملاتها في مدفوعاتها للتجارة والتعاملات المالية. ناهيك عن البدء بالتحضير ووضع البنية التحتية لاطلاق عملة موحدة مدعومة بالذهب. واخيرا، تشير التوقعات الى ان الفيدرالي اما انه انتهى من رفع اسعار الفائدة او ان الخطوة القادمة لن تكون متشددة وهو ما يؤكد الاتجاه التنازلي للدولار.
وباعتقادي ان على البنوك المركزية العربية ان تحذو حذو دول البريكس وان تعدل محافظها من العملات الصعبة باضافة المزيد من الذهب مقابل الدولار. او على الاقل ان تزيد من عملات الدول الستة التي يتحرك امامها مؤشر الدولار DXY وهي اليورو والين والجنيه الاسترليني والدولار الكندي والكورونا السويديه والفرنك السويسري. ان خطوة كهذه تعتبر هامة جدا للتحوط مما سيحدث في المستقبل لانها ستشكل خطوة وقائية.
د. مروان الزعبي
مدير معهد الدراسات المصرفية سابقا
اقتصادي رئيسي سابقا/صندوق النقد الدولي
جامعة الزيتونة الاردنية
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الدولار اميركا التضخم اسعار الفائدة سقوط الدولار الولایات المتحدة مؤشر الدولار فی عام
إقرأ أيضاً:
بعد عقود من التحسن.. لماذا شهد متوسط العمر المتوقع في أوروبا تباطؤًا ملحوظًا؟
على الرغم من أن الأوروبيين المولودين اليوم قد يمتد متوسط أعمارهم إلى الثمانينيات، إلا أن دراسة حديثة كشفت عن تباطؤ شهده متوسط العمر المتوقع لعقد كامل قبل أن ينخفض بشكل حاد خلال جائحة كوفيد-19.
بحسب الدراسة، بدأ تسجيل التباطؤ في متوسط العمر المتوقع خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين قبل أن يتراجع بشكل كبير مع الجائحة، ثم بدأ في التعافي تدريجيًا بعد ذلك. وتقدم هذه التغيرات مؤشرات هامة حول كيفية تأثير السياسات الحكومية على الصحة العامة.
وشملت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة "لانسيت للصحة العامة"، 20 دولة أوروبية، من بينها النمسا، بلجيكا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، آيسلندا، أيرلندا، إيطاليا، لوكسمبورغ، هولندا، النرويج، البرتغال، إسبانيا، السويد، إضافة إلى إنجلترا، إسكتلندا، ويلز، وأيرلندا الشمالية.
وفقًا للدراسة، ارتفع متوسط العمر المتوقع في الدول المشمولة بالبحث بمعدل 0.23 سنة سنويًا بين عامي 1990 و2011، وهو ما يعادل تقريبًا ثلاثة أشهر إضافية لكل سنة، وذلك نتيجة انخفاض معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والسرطان.
ولكن منذ عام 2011 وحتى 2019، تراجعت وتيرة الزيادة في متوسط العمر المتوقع إلى 0.15 سنة فقط سنويًا، أي ما يعادل 1.8 شهر، ما يشير إلى تباطؤ واضح مقارنة بالعقود السابقة. وشهدت المملكة المتحدة التراجع الأكبر، تلتها ألمانيا وإسبانيا، بينما كانت التغيرات أقل وضوحًا في الدول الإسكندنافية.
ويعزو الباحثون هذا التباطؤ إلى ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، والتي تفاقمت بسبب عوامل مثل السمنة، وارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم، وسوء التغذية، ونقص النشاط البدني.
وفي الوقت ذاته، يرى باحثون مستقلون أن التحولات الديموغرافية قد لعبت دورًا في هذا التباطؤ، حيث أوضح توم ساندرز، أستاذ التغذية في كلية كينغز كوليدج بلندن، أن بعض الدول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، شهدت تغيرات سكانية كبيرة نتيجة زيادة معدلات الهجرة، مقارنة بالدول الإسكندنافية.
تأثير الجائحة على متوسط العمر المتوقعأدى تفشي كوفيد-19 إلى انخفاض كبير في متوسط العمر المتوقع بين عامي 2019 و2021 في معظم الدول المشمولة بالدراسة. وكانت الالتهابات التنفسية والمضاعفات الصحية المرتبطة بالجائحة من العوامل الرئيسية لهذا التراجع، لكن التأثير كان أكثر وضوحًا في الدول التي شهدت تباطؤًا في معدل العمر المتوقع خلال العقد السابق.
وسجلت اليونان وإنجلترا أكبر انخفاضات في متوسط العمر المتوقع خلال الجائحة، حيث فقدت كل منهما حوالي 0.6 سنة، أي أكثر من سبعة أشهر.
في المقابل، استمرت دول مثل النرويج وآيسلندا والسويد والدنمارك وأيرلندا في تسجيل ارتفاع بمتوسط العمر المتوقع، بينما ظل ثابتًا في بلجيكا. ما يُشير إلى أن هذه الدول كانت أكثر استعدادًا لمواجهة تداعيات الجائحة بفضل سياسات الصحة العامة المتبعة لديها.
ووفقًا للباحث الرئيسي في الدراسة، نيك ستيل، فإن الدول التي تبنت سياسات وطنية تعزز الصحة العامة للسكان كانت أكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات الصحية المستقبلية.
كيف يتمّ تعزيز متوسط العمر المتوقع؟أكدت الدراسة أن الحكومات يمكن أن تساهم في تحسين متوسط العمر المتوقع من خلال وضع سياسات تهدف إلى الحد من عوامل الخطر الصحية، مثل تعزيز العادات الغذائية الصحية، وتشجيع النشاط البدني، وضمان وصول الجميع إلى الرعاية الطبية.
كما أظهرت أبحاث أخرى أن زيادة الاستثمار العام في مجالات مثل التعليم والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة يلعب دوراً هاماً. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للفرد يعتبر عاملًا إيجابيًا يؤثر على الصحة العامة للسكان.
Relatedدراسة تكشف: تناول الكثير من اللحوم الحمراء قد يسبب الخرف وتدهور الصحة العقلية"القاتل الصامت".. كيف يهدد التلوث الضوضائي صحة مواطني الاتحاد الأوروبي وأطفالهم؟"احذروا الأدوية المزيفة".. يوروبول تكشف عن تجارة بأكثر من 11.1 مليون يورو تهدد صحة الأوروبيينوعلى الجانب الآخر، أظهرت دراسة أجريت في إنجلترا عام 2021 أن تقليص الإنفاق الحكومي المحلي قد يؤدي إلى زيادة الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين المناطق الغنية والمحرومة.
ورغم هذه التحديات، تشير البيانات الحديثة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي إلى أن متوسط العمر المتوقع قد تحسّن جزئيًا بعد الجائحة، حيث وصل إلى عمر 81.5 سنة في العام 2023.
ولكن بعض الدول، مثل النمسا وفنلندا وإستونيا وهولندا واليونان وألمانيا، شهدت انخفاضاً مستمراً في متوسط العمر المتوقع خلال العام نفسه، مما يبرز الحاجة إلى سياسات أكثر فاعلية في مواجهة هذه الظاهرة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج خمس طرق يمكن أن تساعد بها الأقمار الصناعية في تحسين الصحة العامة ثلث الأوروبيين جربوا المخدرات غير المشروعة.. وهذه أكثر البلدان إدمانًا! الصحةأوروبادراسة سكانية - ديموغرافيارعاية صحيةدراسةأمراض القلب