التجويع ونقص الإمكانات.. حرب "إسرائيل" المستعرة تختطف أرواح أطفال غزة
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
غزة - مدلين خلة-صفا
"ابني بموت قدام عيني وأنا مو قادرة أعمل إلو شي، مش بس أنا الدكاترة كمان عاجزين عن حل لعلاجه، ابني وآلاف مثله بيموتوا كل يوم وما حد مدور عليهم"، تقول والدة الرضيع كنان دبور.
شرايين وأوردة الطفل كنان حولت جسده الضعيف كلوحة مليئة بالخطوط الزرقاء المتشابكة، لتكشف عن سوء تغذية تعرضت لها والدته خلال فترة حملها به.
"ابني ولد ومعه أمراض صحية محتاجة أجهزة ومعدات وطواقم طبية تشرف على حالته، كمان محتاج يكون في كهرباء 24 ساعة، مع الحرب والوضع السيء بشمال غزة ما في شي متوفر وكل الأطفال بالإضافة بيولدو مشان يموتوا بس"، تضيف والدة كنان.
تزيح والدة كنان دمعة سقطت من عينيها وتقول: "خوفي بكبر كل يوم إني أفقد ابني، عدم توفر الغذاء اللازم والمقويات والفحوصات الطبية والمخبرية بعمل عنده جفاف ومضاعفات، وهو بالأصل مولود بمشاكل صحية".
يفتح الطفل الصغير يديه على أخرهما معلناً استسلامه، فتراه جسد بلا روح، كتب عليه أن يكون مكان ميلاده ونهاية حياته التي لم تبدأ، أحد غرف الحضانة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة، بما تبقى من مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع المنكوب.
تخرج آخر أنفاسه بصعوبة حاملة معها أنين وجع كل ملميتر في جسده، تحول جسده الصغير إلى دمية صبغت باللون الازرق، لم تتفتح الزهرة جيدا ذبلت بوقت مبكر لأن تفتحها تصادف مع جفاف الحرب.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقد استشهد 16,172 طفلاً خلال الحرب على غزة، واستشهد (34) مواطناً أغلبهم من الأطفال نتيجة المجاعة.
"إسرائيل بتقول انهم الجيش الأكثر أخلاقية بالعالم، وين الاخلاقية والإنسانية باللي بيصير فينا، إللي بيشوف ابني بيعرف انو كل هاد الكلام كذب وإن إسرائيل اسوء شعب واحتلال نازي متوحش يتعطش لدماء الأطفال العزل". تقول الأم المكلومة
بنبرة حزينة تتابع الأم: "بازار للموت الوفير يعيشه الأطفال هنا شمال القطاع، ولكنه بازار بأبخس الأثمان، وأغلى الأرواح وأنقاها إسرائيل بتحصد أرواح الأطفال حصد، اللي ما بيموت من القصف والخوف بيموت من الجوع، ما في خيارات ثانية، بالوضع الطبيعي أجسامهم صغيرة فما بالك حرب التجويع اللي بتصير فينا".
بقلب يجتاحه القلق والتوتر وبصوت تخنقه الدموع المنسابة على يدي صغيرها الذي تتشبث به تناشد والدة كنان المجتمع الدولي والدول العربية للتدخل لإنقاذ حياة الأطفال في قسم الحضانة حتى لا يلحقوا صغيرها ويلقوا ذات مصيره.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: مجاعة حرب غزة المجاعة بغزة تجويع اطفال
إقرأ أيضاً:
معاناة الفلسطينيين في غزة بعد توقف الحرب.. فيديو
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا تليفزيونيًا بعنوان "الفلسطينيون يفترشون الطرقات.. معاناة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة"، حيث استعرض التقرير الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها أهالي القطاع بعد توقف الحرب، مع استمرار الاحتلال في المراوغة والتنصل من التزاماته، مما يفاقم معاناة السكان الذين تمسكوا بأرضهم رغم الدمار الهائل.
وأشار التقرير إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين لا يزالون مشردين، يفترشون الطرقات أو يسكنون خيامًا مهترئة لا تقيهم برد الشتاء وأمطاره الغزيرة، في ظل شح الموارد وانتشار الأمراض، ورغم إعلان الاحتلال في يناير الماضي السماح بعودة النازحين وإدخال المساعدات وعدم عرقلة جهود إعادة الإعمار، إلا أنه لم يسمح سوى بدخول 10% فقط من احتياجات القطاع من الخيام، فضلًا عن عرقلة دخول المنازل المتنقلة، مما زاد من معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا يصعب على البشر احتمالها.
وأضاف التقرير، أن سكان غزة لا يعانون فقط من أزمة المأوى، بل يواجهون أيضًا نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والكهرباء والوقود، إلى جانب انهيار القطاع الصحي، حيث خرجت أكثر من 25 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة، مما يستدعي سنوات من العمل لإعادة تأهيلها.
وأبرز التقرير أن هذه الظروف القاسية لم تكن نتيجة الحرب فقط، بل بسبب استمرار الاحتلال في فرض الحصار وعرقلة جهود إعادة الإعمار، في محاولة فاشلة لإجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم، ورغم ذلك، يؤكد أهالي غزة تمسكهم بأرضهم وإصرارهم على البقاء والصمود، في مواجهة آلة الحرب والتضييق الإسرائيلي المستمر.