القدس المحتلة- بعد 4 أيام فقط من إقرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة إخلاء منزل المواطن المقدسي جواد أبو ناب في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، لصالح المستوطنين، استولت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية على هذا المنزل صباح الثلاثاء، ليتواصل مسلسل زرع البؤر الاستيطانية في أقرب أحياء المدينة المقدسة إلى المسجد الشريف.

وفي 11 يوليو/تموز الماضي، رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية استئناف 4 عائلات مقدسية على قرارات إجلائها من منازلها لصالح المستوطنين، وهي عائلات: سالم غيث، جواد أبو ناب، عبد الفتاح الرجبي، ناصر الرجبي، مع إمهالها 3 أشهر للاعتراض في المحكمة العليا على قرارات الإخلاء.

ورغم ذلك، استبق المستوطنون المهلة القانونية للاعتراض، واقتحموا منزل عائلة أبو ناب بحماية شرطة وقوات الاحتلال، بعد أن اقتلعوا الباب وقضبان نوافذه الحديدية، ثم قاموا بتركيب كاميرات ومعدات الحصانة الخاصة بهم، واستقروا داخل البيت الذي ما زال يحوي أثاث العائلة المقدسية.

استولى مستوطنون إسرائيليون، مساء أمس الثلاثاء، على منزل المقدسي جواد أبو ناب في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، بعد أن تسللوا إليه وخلعوا حمايات النوافذ والأبواب ومنعوا السكان من العودة إليه، وذلك بعد أيام من جلسة المحكمة المركزية، التي أقرت بملكية المنزل… pic.twitter.com/nsTgK37Nyx

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) July 17, 2024

هروب من الجحيم

لم تتمكن الجزيرة نت من الحديث إلى أبو ناب، لكن مصادر محلية قالت إن العائلة خرجت من منزلها المهدد بالإخلاء قبل 5 سنوات، بسبب تشاركها في ذات الطريق مع عقار سكني مجاور استولى عليه مستوطنون عام 2015 وحولوه إلى كنيس، وحولوا معه حياة العائلة إلى جحيم.

وأثناء السيطرة على المنزل الذي تبلغ مساحته 100 متر مربع، لم يوجد صاحبه في محيطه، ولم يشهد الحي أي تجمهر للمقدسيين، حيث استغل المستوطنون ساعات الصباح الباكر التي يوجد خلالها المقدسيون في أعمالهم، وأكملوا الاستيلاء على المنزل.

ووقف المقدسي كايد الرجبي -الذي يجاور بيته المنزل المستولى عليه- يوزع نظره بين بيته المهدد بالإخلاء أيضا، وإطلالته المباشرة على المسجد الأقصى، ثم قال "عرضوا عليّ شيكا أبيض وأكتب الرقم اللي بدي إياه، إحنا نرفض التعويض أو التهجير، بس بدنا وقفة جدية من الأحرار والشرفاء في العالم، في أطفال ونساء رح ينزتوا (يلقوا) في الشارع".

وقال الرجبي تلك الكلمات وهو متوجس من ذات المصير الذي واجهه منزل عائلة أبو ناب، حيث سيطال قرار الإخلاء الوشيك -إلى جانب منزل أبو ناب- 9 وحدات سكنية تؤوي أكثر من 80 فردا بينهم كبار سن وأطفال ومرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبدأت القضية بعد أن رفعت الجمعية الاستيطانية دعوى قضائية عام 2015 ضد العائلات بدعوى أنها تسكن فوق أرض كان يملكها يهود من اليمن قبل احتلال فلسطين عام 1948.

أهمية الحي

يطل المنزل المستولى عليه، والمنازل المهددة الأخرى في حي بطن الهوى، على الزاوية الشرقية الجنوبية من سور القدس والمسجد الأقصى ولا يفصل بينهما إلا وادي قدرون بمسافة نحو 300 متر فقط، كما يهدد الإخلاء أيضا 87 عائلة في الحي مؤلفة من قرابة 680 نسمة وفق ما أكده -للجزيرة نت- رئيس لجنة الحي زهير الرجبي.

ويقطن هذا الحي نحو 10 آلاف مقدسي، ويتلقى المستوطنون فيه دعما حكوميا كبيرا تحت غطاء مشاريع الثقافة والتراث والسياحة، حيث بدأت جمعية "عطيرت كوهنيم" عام 2001 بتحويل الحي إلى مستوطنة بشكل تدريجي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المستوطنين استولوا عام 2004 على بنايتين سكنيتين في حي بطن الهوى وحولوهما إلى بؤر استيطانية تتضمن "بيت جوناثان" و"بيت العسل" و8 وحدات سكنية أخرى.

وبين عامي 2014 و2016، أجلى الاحتلال 20 عائلة فلسطينية من الحي نفسه لصالح المستوطنين، كما وافقت بلدية الاحتلال عامي 2021 و2022 على طرد 20 أسرة أخرى.

ما بعد طوفان الأقصى

تتركز عمليات الإخلاء والاستيلاء على البيوت بالقدس المحتلة في بلدة سلوان وأحيائها، وذلك لأنها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، والبلدة الفلسطينية الأقرب إليه بعد البلدة القديمة.

وهذه أبرز عمليات الاستيلاء التي وثقتها الجزيرة نت في سلوان وحي بطن الهوى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى:

نهاية مايو/أيار الماضي، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بإجلاء عائلة شحادة من منازلها في بطن الهوى، دون انتظار رأي المستشار القضائي أو السماح لمحامي العائلة بمتابعة هذا الإجراء، مما يعني إخلاء وشيكا لـ3 شقق يسكنها 15 فردا من عائلة شحادة منذ عام 1967. في 19 فبراير/شباط الماضي، سيطر المستوطنون بحماية قوات الاحتلال على أرض فلسطينية بمساحة دونمين (الدونم= ألف متر مربع) في حي بطن الهوى تعود ملكيتها لعائلتي السلوادي وأبو دياب ويستخدمها المقدسيون موقفا لمركباتهم، بالإضافة لهدم جزء من منزل زياد الرجبي والسيطرة على الأرض المقام عليها بعد الاعتداء على أفراد العائلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القدس المحتلة أبو ناب

إقرأ أيضاً:

الشهيد الحي محمد الطوس .. 39 عاما قيد الأسر في سجون الاحتلال | بروفايل

 شهد اليوم السبت إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني ضمن صفقة وقف إطلاق النار والتبادل بين حركة حماس وإسرائيل، وكان على رأس المفرج عنهم محمد الطوس، الملقب بـ"عميد الأسرى الفلسطينيين".  

الطوس، البالغ من العمر 69 عامًا، ينتمي إلى بلدة الجعبة في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، واعتُقل عام 1985 بعد اتهامه بتنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية. 

قضى الطوس نحو 39 عامًا داخل السجون الإسرائيلية، وكان محكومًا عليه بالسجن المؤبد.  

تعرض الطوس لإصابات بالرصاص خلال عملية اعتقاله، كما هدمت سلطات الاحتلال منزل عائلته ثلاث مرات. 

ورغم مشاركته في جميع صفقات التبادل السابقة، رفضت إسرائيل الإفراج عنه، بما في ذلك صفقة عام 2014.  

إطلاق سراح عميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس بعد 39 عاما في سجون الاحتلال

في عام 2015، فقد الطوس زوجته بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث دخلت في غيبوبة لمدة عام كامل قبل وفاتها، دون أن يُسمح له بتوديعها، مما أضاف إلى معاناته في الأسر.  

  يُعد الطوس واحدًا من الأسرى القدامى الذين اعتُقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، ويبلغ عددهم اليوم 21 أسيرًا، بعد مقتل الأسير وليد دقة العام الماضي.  

 تفاصيل صفقة التبادل  
 

وبحسب مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، فإن صفقة التبادل شملت الإفراج عن 200 أسير فلسطيني، من بينهم 121 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد و79 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية.  

وجاءت هذه الخطوة بعد أن قامت حركة حماس بتسليم 4 مجندات إسرائيليات إلى السلطات الإسرائيلية. 

الصفقة مثلت محطة أخرى في ملف الأسرى الفلسطينيين، الذي يبقى رمزًا للمعاناة المستمرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.  

النشأة والمسيرة النضالية

وُلد محمد الطوس عام 1954 في بلدة الجعبة، جنوب مدينة بيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة. نشأ في بيئة فلسطينية قروية عايشت الاحتلال الإسرائيلي مبكرًا، ما شكّل وعيه الوطني منذ الصغر، وجعل منه أحد أبرز مناضلي شعبه في مواجهة الاحتلال.

انخرط الطوس في العمل المقاوم منذ شبابه المبكر، وبرز كأحد الأعضاء الفاعلين في الفصائل الفلسطينية المقاومة. نُسبت إليه المشاركة في عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، وهو ما جعله هدفًا رئيسيًا للاحتلال. وفي عام 1985، تعرض الطوس للاعتقال بعد اشتباك مسلح، أصيب خلاله برصاص الاحتلال قبل أن يتم أسره.

الحكم والسجن
 

صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد بتهمة تنفيذ عمليات عسكرية. منذ لحظة اعتقاله، أصبح الطوس رمزًا للصمود، حيث واجه 39 عامًا من الأسر بثبات وإصرار على موقفه الوطني.

خلال فترة اعتقاله الطويلة، تعرض الطوس لمعاناة مضاعفة. فقد هدمت سلطات الاحتلال منزل عائلته ثلاث مرات انتقامًا منه، ومنعت زيارته بشكل متكرر.
وفي عام 2015، فقد زوجته التي عانت من تدهور صحي أدى إلى وفاتها، دون أن يُسمح له برؤيتها أو وداعها.

رفض الإفراج 


رغم مشاركته في جميع صفقات تبادل الأسرى السابقة، بما في ذلك صفقة 2014، إلا أن إسرائيل رفضت الإفراج عنه. وظل يُعتبر ضمن "الأسرى القدامى"، وهم الذين اعتُقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وعددهم اليوم 21 أسيرًا.

في عام 2023، شهد الطوس لحظة الحرية التي طال انتظارها ضمن صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل. وخروجه من الأسر شكّل لحظة رمزية تاريخية للشعب الفلسطيني، حيث اعتُبر الطوس نموذجًا للنضال والصبر.

ليس مجرد أسير


محمد الطوس ليس مجرد أسير محرر، بل هو رمز للصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال. 

ويمثل قصته رسالة قوية عن الثبات على المبادئ، والتضحية من أجل حرية الوطن، وكرامة الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • افتتاح «الحي الإماراتي» في مطار دبي لدعم رواد الأعمال
  • افتتاح الحي الإماراتي في مطار دبي الدولي
  • لتمكين رواد الأعمال.. افتتاح "الحي الإماراتي" في مطار دبي
  • نادي مبابي مهدد بالهبوط!
  • في ذكرى محمد عبد الحي (١/٢)
  • حكم مباراة وولفرهامبتون وآرسنال مهدد.. والشرطة تفتح تحقيقاً
  • محمية وادي دجلة .. تضم 12 نوعاً من طيور الصحراء الشرقية وسلاحف مهدد بالانقراض
  • الشهيد الحي محمد الطوس .. 39 عاما قيد الأسر في سجون الاحتلال | بروفايل
  • المقام بياتي
  • مفاجأة.. السومة مهدد بفسخ عقده مع العروبة السعودي وتعليق متأخر 4 سنوات يثير السخرية