بطن الهوى حي ملاصق للأقصى مهدد بالتحول إلى مستوطنة
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
القدس المحتلة- بعد 4 أيام فقط من إقرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة إخلاء منزل المواطن المقدسي جواد أبو ناب في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، لصالح المستوطنين، استولت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية على هذا المنزل صباح الثلاثاء، ليتواصل مسلسل زرع البؤر الاستيطانية في أقرب أحياء المدينة المقدسة إلى المسجد الشريف.
وفي 11 يوليو/تموز الماضي، رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية استئناف 4 عائلات مقدسية على قرارات إجلائها من منازلها لصالح المستوطنين، وهي عائلات: سالم غيث، جواد أبو ناب، عبد الفتاح الرجبي، ناصر الرجبي، مع إمهالها 3 أشهر للاعتراض في المحكمة العليا على قرارات الإخلاء.
ورغم ذلك، استبق المستوطنون المهلة القانونية للاعتراض، واقتحموا منزل عائلة أبو ناب بحماية شرطة وقوات الاحتلال، بعد أن اقتلعوا الباب وقضبان نوافذه الحديدية، ثم قاموا بتركيب كاميرات ومعدات الحصانة الخاصة بهم، واستقروا داخل البيت الذي ما زال يحوي أثاث العائلة المقدسية.
استولى مستوطنون إسرائيليون، مساء أمس الثلاثاء، على منزل المقدسي جواد أبو ناب في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، بعد أن تسللوا إليه وخلعوا حمايات النوافذ والأبواب ومنعوا السكان من العودة إليه، وذلك بعد أيام من جلسة المحكمة المركزية، التي أقرت بملكية المنزل… pic.twitter.com/nsTgK37Nyx
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) July 17, 2024
هروب من الجحيملم تتمكن الجزيرة نت من الحديث إلى أبو ناب، لكن مصادر محلية قالت إن العائلة خرجت من منزلها المهدد بالإخلاء قبل 5 سنوات، بسبب تشاركها في ذات الطريق مع عقار سكني مجاور استولى عليه مستوطنون عام 2015 وحولوه إلى كنيس، وحولوا معه حياة العائلة إلى جحيم.
وأثناء السيطرة على المنزل الذي تبلغ مساحته 100 متر مربع، لم يوجد صاحبه في محيطه، ولم يشهد الحي أي تجمهر للمقدسيين، حيث استغل المستوطنون ساعات الصباح الباكر التي يوجد خلالها المقدسيون في أعمالهم، وأكملوا الاستيلاء على المنزل.
ووقف المقدسي كايد الرجبي -الذي يجاور بيته المنزل المستولى عليه- يوزع نظره بين بيته المهدد بالإخلاء أيضا، وإطلالته المباشرة على المسجد الأقصى، ثم قال "عرضوا عليّ شيكا أبيض وأكتب الرقم اللي بدي إياه، إحنا نرفض التعويض أو التهجير، بس بدنا وقفة جدية من الأحرار والشرفاء في العالم، في أطفال ونساء رح ينزتوا (يلقوا) في الشارع".
وقال الرجبي تلك الكلمات وهو متوجس من ذات المصير الذي واجهه منزل عائلة أبو ناب، حيث سيطال قرار الإخلاء الوشيك -إلى جانب منزل أبو ناب- 9 وحدات سكنية تؤوي أكثر من 80 فردا بينهم كبار سن وأطفال ومرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبدأت القضية بعد أن رفعت الجمعية الاستيطانية دعوى قضائية عام 2015 ضد العائلات بدعوى أنها تسكن فوق أرض كان يملكها يهود من اليمن قبل احتلال فلسطين عام 1948.
أهمية الحي
يطل المنزل المستولى عليه، والمنازل المهددة الأخرى في حي بطن الهوى، على الزاوية الشرقية الجنوبية من سور القدس والمسجد الأقصى ولا يفصل بينهما إلا وادي قدرون بمسافة نحو 300 متر فقط، كما يهدد الإخلاء أيضا 87 عائلة في الحي مؤلفة من قرابة 680 نسمة وفق ما أكده -للجزيرة نت- رئيس لجنة الحي زهير الرجبي.
ويقطن هذا الحي نحو 10 آلاف مقدسي، ويتلقى المستوطنون فيه دعما حكوميا كبيرا تحت غطاء مشاريع الثقافة والتراث والسياحة، حيث بدأت جمعية "عطيرت كوهنيم" عام 2001 بتحويل الحي إلى مستوطنة بشكل تدريجي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المستوطنين استولوا عام 2004 على بنايتين سكنيتين في حي بطن الهوى وحولوهما إلى بؤر استيطانية تتضمن "بيت جوناثان" و"بيت العسل" و8 وحدات سكنية أخرى.
وبين عامي 2014 و2016، أجلى الاحتلال 20 عائلة فلسطينية من الحي نفسه لصالح المستوطنين، كما وافقت بلدية الاحتلال عامي 2021 و2022 على طرد 20 أسرة أخرى.
ما بعد طوفان الأقصى
تتركز عمليات الإخلاء والاستيلاء على البيوت بالقدس المحتلة في بلدة سلوان وأحيائها، وذلك لأنها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، والبلدة الفلسطينية الأقرب إليه بعد البلدة القديمة.
وهذه أبرز عمليات الاستيلاء التي وثقتها الجزيرة نت في سلوان وحي بطن الهوى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى:
نهاية مايو/أيار الماضي، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بإجلاء عائلة شحادة من منازلها في بطن الهوى، دون انتظار رأي المستشار القضائي أو السماح لمحامي العائلة بمتابعة هذا الإجراء، مما يعني إخلاء وشيكا لـ3 شقق يسكنها 15 فردا من عائلة شحادة منذ عام 1967. في 19 فبراير/شباط الماضي، سيطر المستوطنون بحماية قوات الاحتلال على أرض فلسطينية بمساحة دونمين (الدونم= ألف متر مربع) في حي بطن الهوى تعود ملكيتها لعائلتي السلوادي وأبو دياب ويستخدمها المقدسيون موقفا لمركباتهم، بالإضافة لهدم جزء من منزل زياد الرجبي والسيطرة على الأرض المقام عليها بعد الاعتداء على أفراد العائلة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القدس المحتلة أبو ناب
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يوافق على مسعى لإعلان 13 مستوطنة جديدة بالضفة
سرايا - كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، عن موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة لفصل 13 حيا استيطانيا يهوديا في الضفة الغربية عن المناطق المجاورة لها.
وأضاف عبر حسابه على منصة "إكس" أنه سيتم في نهاية المطاف الاعتراف بهذه الأحياء السكنية مستوطنات مستقلة، وذلك في تعليق على الخطوة التي جاءت بعد الموافقة على بناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وقال سموتريتش: "نواصل قيادة ثورة تطبيع وتنظيم في المستوطنات. بدلا من الاختباء والاعتذار، نرفع العلم ونبني ونعمر. هذه خطوة مهمة أخرى على طريق السيادة الفعلية في يهودا والسامرة"، مستخدما التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية.
من جهتها انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية المصادقة على فصل الأحياء الاستيطانية والاعتراف بها مستوطنات مستقلة، ووصفت الخطوة بأنها "استخفاف بالشرعية الدولية وقراراتها".
واستنكرت حركة حماس هذه الخطوة ووصفتها بأنها "محاولة يائسة لفرض وقائع على الأرض، وتكريس الاحتلال الاستعماري لأرضنا الفلسطينية".
من جهته قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية الوزير مؤيد شعبان، إن "قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، تحويل 13 حيا استعماريا إلى مستعمرات تحظى بكافة الامتيازات والخدمات، خطوة جديدة تستهدف الجغرافية الفلسطينية بالعبث والتمزيق".
وأوضح في بيان، الأحد، أن دولة الاحتلال قررت فصل مجموعة من الأحياء الاستعمارية التابعة للمستعمرات، واعتبارها مستعمرات منفصلة، في خطوة جديدة من شأنها تعزيز الاستعمار الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وبين شعبان، أن أربعة من هذه الأحياء تتمركز في محافظة رام الله، وتحديدا بجانب مستعمرة تلمون، وأربعة أخرى في محافظة بيت لحم، فيما يتموضع حيّان في محافظة سلفيت، وآخر في نابلس، وآخر في أريحا، والأخير في طوباس.
وأضاف، أن معظم هذه الأحياء أقيمت كبؤر استعمارية غير قانونية قبل عقدين من الزمن، ثم تولت دولة الاحتلال مهمة تحويلها إلى أحياء، في تحايل واضح على القانون الدولي، والموقف الدولي الرافض للبناء الاستعماري.
وأردف بأن دولة الاحتلال تجنبت في حينها الإعلان عن بناء مستعمرات جديدة، بادعاء أنها أحياء، وتهدف إلى معالجة النمو الطبيعي للمستعمرين، إلا أن دولة الاحتلال هذه الأيام تكشف عن نيتها الحقيقية وهدفها الحقيقي في البناء في مستعمرات، لصالح التوسع والتهام المزيد من الأراضي، وإعدام إمكانية التواصل الجغرافي بين القرى والبلدات الفلسطينية في هذه المناطق.
وقال شعبان إن "معظم الأحياء ضمن الثلاثة عشر حيا استعمارية التي حولتها دولة الاحتلال إلى مستعمرات قائمة، دخلت بدءا من اليوم في القوائم الرسمية للهيئة، باعتبارها مستعمرات، وليست أحياء، في دلالة واضحة على المآرب الحقيقية من ورائها، على حساب الأرض الفلسطينية".
وتابع: "حكومة اليمين المتطرف، والتي أعلنت منذ اليوم الأول من تشكيلها، أن الاستعمار سيكون على رأس أولويات عملها، تواصل منذ اليوم الأول تنفيذ مخططات السيطرة على الأراضي الفلسطينية، والإعلان بشكل واضح عن نيتها تنفيذ مخططات الضم، وفرض السيادة، وتمزيق الجغرافية الفلسطينية، في تحدٍ واضح وسافر لكل القوانين الدولية التي جرمت هذا السلوك".
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل بشكل واضح وحقيقي وفعال في معاقبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها وتحديها للمقررات الدولية التي كان آخرها الرأي الاستشاري الرفيع لمحكمة العدل الدولية بخصوص وضع الاحتلال والزحف الاستعماري، إضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2334 حول عدم شرعية الاستعمار، وبطلان وقائعه على الأرض.
ونشرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان خريطة توضح البؤر الاستيطانية الجديدة وأثرها على التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1204
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-03-2025 04:07 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...