الجزيرة:
2024-12-18@14:55:22 GMT

وضع غزة أصبح في أعلى تصنيف للمجاعة

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

وضع غزة أصبح في أعلى تصنيف للمجاعة

أدت الاعتداءات المستمرة من قِبَل الاحتلال، ومنعه كافة سُبُل وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين إلى معاناة أهل قطاع غزة بدرجات متقدمة من المجاعة تصل إلى درجة "الكارثية" الأمر الذي أكده تقرير بحثي أصدره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، ونشر في 25 يونيو/حزيران الماضي.

وفي تصريحات للجزيرة نت، يقول الدكتور عبد الحكيم الواعر مدير عام مساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا "نصف سكان القطاع لا يملكون طعاما، وأكثر من 20% منهم يقضون أيامهم بالكامل دون أي وجبات.

وقد دفع الجوع نصف أسر غزة إلى استبدال ملابسهم مقابل الطعام، ولجأ ثلثا عدد الأسر إلى جمع القمامة لبيعها".

"مقياس ريختر للجوع" يشير لكارثة محققة

أشار التقرير إلى أن نحو 96% من أبناء القطاع، أي نحو 2.15 مليون شخص، سيواجهون أزمة غذائية كبرى بحلول سبتمبر/أيلول القادم. وبالنسبة لوقتنا الحالي، أشار التقرير إلى أن نحو 95% من السكان يعانون درجات متنوعة من المجاعة.

ويمثل هذا التصنيف -طبقا لبرنامج الأغذية العالمي- مقياسا لتقييم الأمن الغذائي في منطقة ما من العالم، ويقدم توصيات لحل أزمة الغذاء. ويشرف على إعداد هذا التصنيف لجنة دولية تتكون حاليا من 15 منظمة.

وبدأ العمل بهذا التصنيف عام 2004 بعد أن أسسته وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الفاو، من أجل تقييم الوضع الغذائي في الصومال آنذاك.

وينقسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى 5 درجات، ويقع سكان قطاع غزة في الدرجات الأكثر خطورة.

(الجزيرة)

ويبدأ التصنيف من المرحلة الأولى التي تعني أن السكان لا يعانون أي مشكلة ترتبط بالأمن الغذائي، بينما تشير المرحلة رقم 5 إلى أن الوضع كارثي يستدعي حل المشكلة فورا دون تأخير، وأن المواطنين يعانون مجاعة فعلية.

وقد ذكر التقرير أن نحو 2.13 مليون من مواطني القطاع يعانون درجات مختلفة من المجاعة (بدءا من المرحلة الثالثة) وأن نحو 343 ألف مواطن يعانون مجاعة كارثية (المرحلة 5) وسيزيد العدد ليصل لنحو نصف مليون إنسان بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

من سيئ إلى أسوأ

وفي فبراير/شباط من العام الحالي، توقع التصنيف حدوث مجاعة في منطقة شمال القطاع بحلول نهاية مايو/أيار نتيجة استمرار الاعتداءات وانخفاض معدل وصول المساعدات الإنسانية إليه.

ورغم تحسن الوضع نسبيا بسبب حصول السكان على كميات أكبر من المساعدات الغذائية خلال مارس/آذار وأبريل/نيسان، أدت الاعتداءات المكثفة على مناطق جباليا وبيت حانون والزيتون إلى نزوح نحو 100 ألف فرد، أي نحو ثلث سكان شمال القطاع.

وعلى الجانب الآخر عانى سكان جنوب القطاع تدهور الوضع بسبب اعتداءات الاحتلال المستمرة، خاصة بعد قصف رفح جوا وبحرا، وامتداد الاعتداءات إلى دير البلح، خاصة مخيم النصيرات للاجئين، مما أدى إلى نزوح نحو مليون فرد.

 

الرضع والحوامل والمُسِنُون في خطر داهم

"كل سكان قطاع غزة متضررون من الوضع الحالي، لكن الأطفال خاصة الرضع، والنساء خاصة الحوامل، والمسنين، يُعَدون أكثر ھشاشة مقارنة بالباقين فيما يتعلق بمواجهة خطر الجوع" بحسب تصريح الواعر الذي أشار إلى أن نحو 33% من السكان سيواجهون ظروفا غذائية طارئة (المرحلة الرابعة من التصنيف) بينما سيعاني نحو 22% منهم "مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي" (المرحلة الخامسة والأخيرة من التصنيف).

ويعني الوصول إلى المرحلة الرابعة أن الأسر تعاني نقصا كبيرا في الغذاء، الأمر الذي سيؤدي إلى معاناة سوء التغذية الحاد الذي قد يتسبب بالتبعية في الوفاة.

وببلوغ المرحلة الخامسة من التصنيف "لا تستطيع الأسر تلبية احتياجاتها الأساسية نتيجة نقص الغذاء الشديد، مما يعني حدوث مجاعة دون وجود أي قدرة على التكيف مع الواقع، وهي مرحلة تستدعي اتخاذ إجراءات فورية واسعة النطاق من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية".

تدمير كافة البنى التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء في غزة (الجزيرة) الاحتلال يتعمد تجويع سكان غزة بتدمير الزراعة

إلى جانب جرائم الاحتلال المتمثلة في قتل المواطنين العزل عن عمد، وتدمير كافة البنى التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء، لعب تدمير القطاع الزراعي دورا كبيرا في حدوث مجاعة بالقطاع.

ويوضح الواعر قائلا في تصريحه للجزيرة نت "أسهم النشاط الزراعي في غزة بنحو 20% إلى 30% من الاستهلاك الغذائي اليومي، واكتفت غزة ذاتيا إلى حد كبير بالنسبة للخضراوات والبيض والحليب الطازج، إضافة إلى الأسماك، إلا أن العمليات العسكرية أدت إلى توقف النشاط الزراعي توقفا شبه كامل، بسبب تضرر البنية التحتية، ومعاناة المزارعين خطر الاستشهاد الدائم".

وأشار الواعر إلى أن توقف قطاع الزراعة عن العمل أدى إلى خسائر في دخل الأسر المعتمدة على هذا النشاط بنسبة 72%، وإلى أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة في ديسمبر/كانون الأول بيَّنت انخفاضا كبيرا في كثافة المحاصيل الزراعية داخل القطاع.

وبدءا من 20 مايو/أيار، تضررت أكثر من نصف الأراضي الواقعة في القطاع، إلى جانب تضرر نحو 33% من الصوبات الزراعية، ونحو 46% من الآبار. أضف إلى ذلك معاناة ميناء غزة من أضرار جسيمة، وتدمير معظم قوارب الصيد".

الفاو تحاول والاحتلال يمنع

استطاعت منظمة الفاو الوصول إلى 2900 مستفيد، إلا أن جهود التوزيع توقفت -مؤقتا- بعد إغلاق معبر رفح من جانب قوات الاحتلال.

وتواجه الفاو، مثلها كمثل باقي الجهات الفاعلة في الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، تحديات لوجستية عدة تمنعها من إيصال مواد المساعدات الزراعية إلى غزة، بداية من تصاريح الدخول.

ويقول الواعر "يخاطر المزارعون وصائدو الأسماك ورعاة المواشي بحياتهم من أجل مواصلة الإنتاج، إلا أن الأمر صار مستحيلا بسبب الحظر الكامل على واردات مدخلات إنتاج الغذاء".

ويؤكد -في تصريحه للجزيرة نت- ضرورة وصول المساعدات الإنسانية والزراعية إلى القطاع لمنع انهياره الكامل، والحد من الجوع، ومنع مزيد من الوفيات الناتجة من انعدام الأمن الغذائي.

ويضيف "إن تأكيد معاناة غزة مجاعة من خلال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو عدم تأكيده لا يغير بأي شكل حقيقة المعاناة الإنسانية داخل القطاع، ولا يغير الضرورة المُلِحَّة لإيقاف معاناة المدنيين عبر تمكين وصول المساعدات إليهم بأمان دون عوائق، ولا يغير من حتمية وقف الأعمال العدائية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وصول المساعدات الإنسانیة الأمن الغذائی إلى أن أن نحو

إقرأ أيضاً:

واشنطن تدرس إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية

يمن مونيتور/قسم الأخبار

قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندر كينج، إن الولايات المتحدة تسعى للحصول على دعم دولي لمنح الأمم المتحدة صلاحيات أوضح لاعتراض السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وذلك في إطار جهود متكاملة لإضعاف الجماعة المدعومة من إيران، وفقًا للمبعوث الأمريكي الخاص.

ووفقا لصحيفة الغارديان البريطانية: أوضح الدبلوماسي الأمريكي أن بلاده تدرس أيضا إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وهي خطوة قد تجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية العمل داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

وقد قام (تيم ليندركينغ)، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، الأسبوع الماضي بزيارة جيبوتي، حيث تقع بعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن (UNVIM) على الجانب المقابل من البحر الأحمر.

وتركز البعثة بشكل رئيسي على تفتيش السفن بحثًا عن الأسلحة التي تدخل الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين في البحر الأحمر.

وتم إنشاء البعثة عام 2016، لكنها تتمتع بصلاحيات محدودة لاعتراض السفن في إطار تنفيذ حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأوضح ليندركينغ أنه يبحث عن سبل لتعزيز فعالية تفويض البعثة لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين.

كما أعرب عن قلقه إزاء تقارير وصفها بالمُقلقة تُفيد بأن الروس قد يكونون مستعدين للمساعدة في تزويد الحوثيين بالأسلحة، مما يعزز من فعالية هجماتهم بالصواريخ والطائرات المُسيّرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وبرر الحوثيون هذه الهجمات بأنها لدعم الفلسطينيين في غزة، مشيرين إلى أن الهجمات ستتوقف في حال تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في فلسطين.

ويُلاحظ أن الحوثيين يمثلون أحد مكونات محور المقاومة الإيراني التي لم تتعرض لعملية إضعاف منهجية مشابهة لما واجهته كل من حزب الله، وحماس، وقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وقال ليندركينغ “بعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) ليست مجهزة أو مفوضة للقيام بعمليات اعتراض، ونحن نعمل مع شركائنا للنظر في تعديل التفويض، و علينا جميعًا سد الثغرات، وهذا يتطلب طريقة تفكير مختلفة وتركيزًا مغايرًا عن مجرد مرافقة السفن.”

وأضاف: “بالنظر إلى كمية الأسلحة التي تمكن الحوثيون من الحصول عليها من إيران أو من الأسواق المفتوحة، فإنها كافية للحفاظ على وتيرة الهجمات العالية على السفن.”

و تشترك المملكة المتحدة والولايات المتحدة في تنفيذ هجمات متفرقة على مواقع متحركة وثابتة للحوثيين داخل اليمن ضمن عملية تحمل اسم “بوسيدون آرتشر”. وفي الوقت ذاته، تُجرى مهمتان مختلفتان بوضعية أكثر دفاعية لتوفير الحماية للسفن التجارية التي لا تزال تستخدم طريق البحر الأحمر.

وتُقدَّر هجمات الحوثيين منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2003 بحوالي 320 هجومًا، فيما انخفض عدد السفن التجارية المارة بالمسار إلى النصف خلال العام الماضي. وفي المقابل، تشير بيانات شركة “لويدز ليست انتيلجنس” المتخصصة في تحليل حركة الشحن إلى أن 136 سفينة حاويات أسبوعيًا مرت عبر رأس الرجاء الصالح هذا العام، مقارنة بـ40 سفينة فقط قبل بدء هجمات الحوثيين.

وقال ليندركينغ إن الهجمات على مواقع الحوثيين داخل اليمن أجبرت قادة الجماعة على “تقليل ظهورهم الميداني”.

وأضاف: “أصبحوا أكثر حذرًا في تحركاتهم، وقاموا بتغيير طرق تواصلهم نتيجة الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية لحزب الله.”

كما أعرب عن قلقه العميق إزاء تقارير تفيد بأن الحوثيين وروسيا قد يكونان في طور التفاوض بشأن صفقة أسلحة.

وقال: “إذا كانت التقارير صحيحة، فإن نوع التعاون الذي نسمع عنه بين الحوثيين والروس سيكون نقطة تحول كبيرة، وسيعزز ذلك قدرة الحوثيين على استهداف السفن وضربها بفعالية أكبر في البحر الأحمر.

لا أريد التقليل من أهمية الأمر، ولكن الحوثيين غالبًا ما يخفقون في إصابة أهدافهم، حيث تسقط صواريخهم وطائراتهم المُسيّرة في البحر، لكنهم يطلقون كمياتٍ كبيرة منها، والكثير منها يتم اعتراضه وإسقاطه، ولكن هناك احتمال أن تزيد قدراتهم، وهو ما سيكون تهديدًا خطيرًا للغاية.”

مقالات مشابهة

  • اليابان ومصر توقعان اتفاقيات لدعم القطاع الخاص والأمن الغذائي والثقافة
  • الأمم المتحدة تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • ارتفاع مؤشرات سوء التغذية في غزة
  • برنامج الأغذية: سجلنا في أكتوبر الماضي أعلى معدل لتقديم المساعدات بالسودان
  • وزير الاستثمار: المرحلة تستوجب تكاتف السلطتين التشريعية والتنفيذية للعمل المشترك
  • واشنطن تدرس إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية
  • الجولاني يدعو امريكا لإزالة تصنيف الإرهاب عن هيئة تحرير الشام
  • مصطفى عسل يتصدر التصنيف العالمى
  • نمو القطاع الخاص في الولايات المتحدة يفوق التوقعات
  • تحرك أمريكي جديد للضغط على صنعاء لوقف عمليات اسناد غزة