الراعي: السيد المسيح ينتظر منا دائمًا اتخاذ موقف عدالة
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي لمناسبة عيد القديسة مارينا وعلى خطى البطاركة القديسين، القداس الاحتفالي في دير القديسة مارينا، في عمق الوادي المقدس حيث مدفن سبعة عشرة بطريركاً.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى البطريرك عظة وقال فيها: "نحتفل بعيد القديسة مارينا التي تعرفون قصتها عندما اصرت على دخول الدير مع والدها وكيف تنكرت بزي الراهب مارينوس، وكيف اتهمت زوراً بأنها والد لطفل كانت حملت به احدى الفتيات في بلدة طورزا وكيف كتمت الحقيقة وربت الطفل في المغارة ولم تنكشف حقيقتها الا عند وفاتها وعندها كرمها الرهبان واعتذروا منها وقبلوا يديها ".
أضاف:" أمثولة حياة القديسة مارينا تعلمنا ان نشهد دائما للحقيقة لكن دون تسرع في الدفاع عن النفس لأن الحقيقة لا بد ان تظهر" .وسأل:" لو قالت القديسة مارينا الحقيقة الم تكن لتتعرض للطرد؟". وقال: "ارتضت قبول العار من أجل الطفل الذي ربته لتعلمنا عدم ضرورة الدفاع عن أنفسنا بتسرع لأن الحقيقة ستظهر مهما تأخرت. نحن اليوم نطلب شفاعة القديسة مارينا ونتعلم منها كيف ننتظر ظهور الحقيقة ونأمل ان تكون زيارتكم لهذا المقر في الوادي المقدس مباركة واهنئكم بالعيد واحيي اخوتنا الراهبات الانطونيات اللواتي اعطين الحياة لهذا الدير كما احيي كل ابناء الوادي والمنطقة".
أضاف: "يرافقنا اليوم معالي وزير الثقافة وبالمناسبة نلتمس له ولزوجته البركة من القديسة مارينا لأنهما يعيشان التقوى والخشوع ونصلي له كي يسهل له الرب طريقه ويبارك عمله ومساعيه للافراج عن اتمام طريق وادي قنوبين وبلدة قنوبين". ختم: "أتمنى للجميع عيدًا مباركًا آخذين بالاعتبار ان السيد المسيح ينتظر منا دائمًا اتخاذ موقف عدالة وخير وسلام في حياتنا اليومية".
بعد ذلك كانت كلمة للوزير المرتضى قال فيها: "بداية اعبر عن فرحي بتمضية هذا النهار باستضافة غبطة البطريرك الراعي في ربوع الوادي المقدس وتحديداً في قرية وادي قنوبين. ونحن اليوم في ذكرى عاشوراء ذكرى حزن وألم ووجع، وفي ذكرى عيد القديسة مارنيا المتصلة سيرة حياتها بهذه الآلام والأحزان، وفي الحالين إنه الحزن الواعد بالأمل والرجاء. فمفهوم الفداء هو مفهوم العبور الى عيش الرجاء والثقة وأضاف: لقد أتيح لي اليوم الاطلاع المباشر على واقع قرية وادي قنوبين بمختلف أحيائها، ولمست أكثر حجم معاناة أهلها المحرومية من أبسط حقوقهم الطبيعية، وأهمها سبل المواصلات لتعزيز إقامتهم ورسوخهم في هذه الأرض. واستمعت الى موقف غبطة البطريرك الراعي الأبوي المتبني مطالب أبنائه أهالي وادي قنوبين وأصغيت الى إيعازه، و"لجبته" المباركة كامل شروط الايعاز والتوجيه، وعلينا الالتزام بترجمة ذلك عملياً. ولذلك انني أعلن التزامي بهذه المطالب، ترجمة لقناعتي المبدئية الراسخة في ان الانسان هو الأولوية في كل تدبير او قرار أو عمل ، وهو يتقدم ، بحقوقه الطبيعية، على ما عداه من الاعتبارات".
ختم : "اليوم سنحقق خطوة اساسية على طريق تلبية مطلب القرية، اذ سنشکل لجنة متابعة ببركة سيدنا البطريرك، لتعمل بأسرع ما يمكن على تقديم الاقتراحات العملية لتأهيل دروب القرية تسهيلا لوصول الأهالي الى بيوتهم. ونحن ملتزمون سلفاً بكل ما تقترحه هذه اللجنة، وستصدر القرارات اللازمة لتنفيذ هذه الاقتراحات".
ومن وادي قنوبين انتقل الجميع إلى الديمان حيث شاركوا في غداء إلى المائدة البطريركية ، عقد بعده اجتماع على شرفة جناح البطريرك الخاص، حضره الى البطريرك الراعي، الوزير المرتضى، المطران جوزف نفاع، ایلي مخلوف رئيس اتحاد بلدیات قضاء بشري، الوكيل البطريركي الخوري طوني الآغا، مختار وادي قنوبين طوني خطار، رئيس جمعية الوادي في اوستراليا الياس ملحم، صاحب مشروع المسح الثقافي الشامل لثرات الوادي المقدس الزميل جورج عرب. وقد سلم المختار خطار ورئيس جمعية وادي قنوبين ملحم الوزير المرتضى مذكرة مطلبية باسم اهالي القرية موقعة منهما ومن خادم الرعية الخوري حبيب صعب تركزت على مطلبهم المزمن لجهة تأهيل الدروب الداخلية لتسهيل وصول الأهالي الى بيوتهم. وبنتيجة النقاش وقع الوزير المرتضى قرار تشكيل لجنة متابعة مطالب قرية وادي قنوبين من ممثلي البطريركية والأهالي واتحاد بلديات المنطقة ووزير الثقافة والخبير الفني على أن يصدر القرار بصيغته الرسمية النهائية وبأسماء أعضاء اللجنة لاحقًا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الزحف المقدس ل”القطايف” و”التمر هندي”!
#الزحف_المقدس ل” #القطايف ” و” #التمر_هندي “!
من قلم د. #ماجد_توهان_الزبيدي
……………………………………………………
تبيّن لأحقا أن سبب أزمة المرور الخانقة بعيد عصر اليوم ولما بعد صلاتي المغرب والعشاء ليس مباراة رياضية بين ناد من العاصمة عمّان وآخر من مدينتي إربد أو الرمثا بل هو تهافت جموع مواطنين ومقيمين صوب “المولات” والمخازن التجارية التي تبيع مستلزمات الحياة المعيشية،قبيل يوم واحد من اول يوم من شهر رمضان المبارك!
مقالات ذات صلةويبدو منظر إزدحام السيارات التي باتت أعدادها تقترب من أعداد المواطنين والمقيمين العرب،وكأن مجاعة ستضرب اليوم أو غدا منطقتنا العامرة بكل الإحتياجات الإنسانية من مأكل أو مشرب أو ملبس ،أو كأن هناك إغلاق للمحال التجارية والأفران غداً!
وقد بات للمراقب من أول وهلة للناس أنها تحرص حرصا شديدا على التسابق لتخزين المواد الغذائية قبيل حلول شهر رمضان بصورة ملفتة للإنتباه وكأن لا همّ للناس أو معظمهم سوى شهوات الطعام والشراب!بينما كل أدبيات الصيام وفضائل شهر رمضان تؤكد أن فترة الشهر الكريم مناسبة سنوية تهلُّ على العرب والمسلمين مرة واحدة في العام لإكتساب الصحة الجسدية والروحية وتجديد إيمان الناس وتقويته وزيادة أواصر الوحدة والتكافل والمحبة والتعاون على البر والخير بين أبناء الوطن الواحد ،والتخلّي عن عادات سيئة من مثل التدخين والأرجيلة وما تستجلبه من أمراض مستعصية مميتة تذهب بأرواح الناس وترهق ميزانية الدولة في علاجات وادوية مُكلفة،ولعب الورق وقتل الوقت في السيء من الأمور وإرهاق المعدة بألوان واشكال الطعام طوال الوقت مما يستجلب أمراضا خطيرة ،الأمر الذي الذي يجعل من الصوم فرصة ذهبية للتخلص من الحمولات الزائدة الخطيرة من الشحوم واللحوم في مقدمات الناس ومؤخراتهم وصولاً لأجساد رشيقة مفغمة بالحيوية والنشاط !
وقد إستهلك المشوار من “دوّار القبّة” بمدينة “إربد” لحي التطوير الحضري ببلدة “بيت راس” ثلاثة أضعاف الوقت المُخصص له ،في العادة في غير هذه الأيام ،لكثرة المركبات الزاحفة للأسواق،كاننا في الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل عندما تزحف النساء واولادهن من معظم بلدات وقرى ومخيمات مدينة إربد صوب شوارع أسواقها الخاصّة بالملابس وكأن هذه الجماهير اللاهثة كموسم الحج ليس في بيوتها ملابس !
إلتقى الكاتب في بيت العزاء بحي التطوير الحضري بصديقه سائق “الجرّافة” “حسون الفرّي” الذي شكى هو الآخر من عذابات مشواره من ميدان الرحوم”عبد الرؤوف التل”أو “ميدان السنبلة” من إزدحام حركة المرور ، بإتجاه أسواق الطعام والشراب والأفران، ثم بانت لنا أجهزة الإرسال العالية لإذاعة إربد أف أم، بحي التطوير الحضري ، ليستذكر صديقي “حسون” مشواره قبل سنة للحي ذاته ،عندما كان يستمع للإذاعة من مِذياع سيارته،فإذا ببرنامج مسابقات ثقافية الذي حدد جائزة بمبلغ خمسين دينارا أردنيا لمن يجيب على السؤال التالي:”من أفضل واطيب :وجبة “مفتول” على لحمة خروف أم على لحم الدجاج”؟
واضاف صديقي حسون:”قمتُ فورا بالإتصال على رقم هاتف المسابقة وأجبت أن طبخة المفتول تكون أطيب وأفضل بالتأكيد على لحمة الديك من الدجاج ثم ربحتُ الجائزة”!
وأنت أخي القارىء ،فأينما وليّت وجهك في أنحاء بلاد العرب من “نواق الشط”على المحيط الأطلسي ل”زاخو بشمال العراق ،في شهر رمضان ،رأيت غالبية القوم لا حديث لهم سوى الطعام والشراب،والتفنن في وصف لذائذ الطبيخ ،إلى درجة أنك تذهب لإعتقاد جازم أن عادات الوحام لم تعد حكرا على الحوامل من النساء!بينما تجد ملايين العرب بفلسطين وسوريا واليمن وقبلها في العراق كانت ،وربما ماتزال في أغلبها، تبحث في الطرقات عن بقايا من كسرة خبز مضى عليها أكثر من يوم وقلّما عثرت عليها ،وما أحداث التجويع الحالية التي يفرضها الغزاة وغير الغزاة على أهلنا بقطاع غزة ببعيدة عن السمع والبصر!
” “قطايف وجوزها معها! عصير تمر هندي، لحقّ ياصايم !إصبع البوبو ياخيار ..حبش ياخس”!