التحية والتقدير لشهداء 19 يوليو والذي يصادف يوم غدٍ الذكري الخامسة والثلاثين لمحاولة حركتهم التصحيحية .
في إعقاب هذا المقال الذي تم نشره وتداوله علي بعض الصحف الأليكترونية وصلتني عدة رسائل من قراء بعضهم جمعتني رفقة وزمالة معهم وآخرين معرفة إسفرية . رأيت من الواجب الرد علي إستفساراتهم مع توضيح بعض النقاط التي لم تستوفي حقها في المقال السابق .


أشرت في السابق الي أن أستمرار الحرب هو تجسيد للقضاء علي ثورة ديسمبر وأسقاط شعاراتها في ترسيخ الحكم المدني الديمقراطي وأستخدام العنف لتصفية المد الثوري والسير في طريق الحرب الأهلية وتفكيك الدولة السودانية . كما نبهت أن تحالف لا للحرب يتطلب توسيع الأصطفاف مع جميع الذين يقفون في المعسكر المناهض للحرب والتقاضي عن أي خلافات سياسية أو حتي أيدلوجية كما يتطلب التواصل مع لجان المقاومة والنقابات العمالية والمهنية وكذلك الكيانات السياسية الأخري وتلك التي تحمل السلاح ( عبدالواحد والحلو) وتسعي لانهاء الحرب ودعم التحول المدني الديمقراطي . أوضحت كذلك علي أن الحزب الشيوعي طوال تاريخه الممتد لأكثر من سبعين عاماً كان مبادراً في تشكيل التحالفات العريضة من أجل تحقيق المطالب المبدئية لشعبنا فيما يخص قضايا السلام والديمقراطية والوحدة والتنمية. تطرق الجزء الأول من المقال الي أطروحات قوي التغيير الجذري وعدم أمكانية تطبيقها في الوقت الحالي لغياب الظروف الموضوعية والذاتية ولان البرنامج المطروح يشبه في كثير من معالمه برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية. وشددت علي ان وقف الحرب هو الأولوية وأن سلامة الوطن تعلو علي كل الشعارات الحزبية من مختلف الاتجاهات . و شعار لا للحرب الذي ترفعه كيانات وأحزاب مدنية وفصائل عسكرية لا يفي بتطلعات وواجبات المرحلة الحالية وأنما الواجب المقدم هو الأنضمام والتنسيق مع كل من رفع ويرفع هذه الراية . وإذا كانت القوات المتقاتلة هي السبب المباشر في تمزيق الوطن فعدم وحدتنا هو السبب الذي يأتي في المرتبة الثانية في أستمرار هذا الدمار. وخلصت الي أن هذه الحرب أشعلها المؤتمر الوطني لانه يقف بالمرصاد لثورة ديسمبر التي بادرت وبدأت في تصفية ممتلكاته وامواله التي نهبها من شعب السودان وقدمت للمحاكمة المخلوع البشير وذمرته.
مما تقدم نجد أن القوي الديمقراطية وعلي رأسها الحزب الشيوعي مواجه بطلب جماهيري عريض بضرورة الاستماع لرأي الشارع السوداني وهو صاحب الشعار (الجماهير نعلمها ونتعلم منها ) . من المطالعة وأستقصاء آراء المتابعين للشأن العام نجد أن جزء من القوي الديمقراطية والحزبية تري أن شعار التغيير الجذري الذي تمترس حوله الحزب بعد سقوط النظام البائد لا يصلح للمرحلة الحالية التي تطحن فيها الحرب ما تبقي من جمهورية السودان وتهدد بقائها. هذا الموقف الغير صائب وجد أستهجاناً وعدم قبول من قطاعات واسعة من شعب السودان بل وصل الأمر الي أتهام الشيوعيي بأنه يقف عائقاً ضد محاولات السلام.
سبق أن صرح الشيوعي بأنه لن يتعامل مع التكتلات بل سيتعامل مع الأحزاب فرادي وعلي الرغم من عدم المنطق السليم لهذه السياسة في زمن الحرب فلنا أن نسأل ما هي الأحزاب السياسية التي دعاها الحزب للتشاور معها لايقاف الحرب ؟ الحزب يرفض تلبية الدعوات المقدمه له وفي نفس الوقت لا يبادر بتقديم دعوات لاحزاب ذات قاعدة جماهيرية واسعة للتفاكر والتنسيق معها . حقيقة هذا موقف مربك من قوي مؤثرة تدعو لوقف الحرب . كشف الحساب للشارع السوداني مهم مع العلم بأن الأحزاب والكيانات المنضوية تحت راية (تقدم) ليست بهذا السوء الذي يجعل الحزب يتبرأ من دعوتها للقائه . يزيد الطين بله رفض أي دعوة من جهات محلية أو أقليمية أو دولية للجلوس للتفاوض حول الأزمة السودانية حيث لا توجد حكمة في هذا القرار، مما يدعو للأستنتاج بأن هنالك خطأ ما في مكان ما . مثال آخر هو بيان المكتب السياسي الذي نُشر عقب لقاء قيادات منه مع ممثلين لحزب الأمة والبعث العربي في القاهرة . لم يتنكر الحزب لمخرجات هذا اللقاء ولم يتدارسه فحسب ، بل شرع في أجراءات لائحية ضد هؤلاء القياديين . المصلحة العليا ووقف الحرب تتطلب تضحيات ودفع ضريبة في سبيل الوصول الي سلام .
ذكرت في السابق أن العداء لما تطرحه (تقدم) يلتقي مع أطروحات الحركة الأسلامية ، وهذا ما أكدته سناء حمد العضوة الفاعلة والمؤثرة في المؤتمر الوطني أن عدائهم للمجتمع المدني بقيادة تقدم يفوق عداءهم لقوات الدعم السريع . إذا هذا الأعتراف الموثق ، لماذا يا شيوعي السودان بدلاً من دعم تقدم وأصلاح أخطائها تسيرون في طريق التغيير الجذري الذي يؤدي الي الاصطفاف مع الاسلاميين وزيادة رصيدهم السياسي ضد قوي التحول المدني الديمقراطي وضد ثورة ديسمبر التي أنجزتها قوي الحرية والتغيير مع الشعب السوداني وقدمت فيها النفس والنفيس في سبيل إسقاط النظام البائد شهد لهم بذلك شعب السودان ومعتقلاته وسجونه.
تقدم رغم أخفاقاتها وعثراتها هي الجسم الوحيد المعترف به دولياً الذي يسعي للوصول لوقف الحرب . وبوقوف الحرب سيتولي هذا التحالف (تقدم ) التحدث نيابة عن السودانيين في الاجراءات اللاحقة للسلام وبالقرأة الموضوعية لهذا الواقع سيكون الحزب الشيوعي بعيداً عن هذه المفاوضات نسبة لتمسكه بفكرة وعقيدة التغيير الجذري الذي أبعدته عن مفاوضات السلام وأفقدته جزءً معتبراً من رصيده السياسي . التغيير الجذري رغم ما كتب حوله من عدم أمكانية موضوعية وذاتيه لتطبيقه في الواقع السياسي اليومي ، تحول النقاش حوله الي مؤيد ومعارض . إذا هذه المفارقة أري ضرورة دعوة الشيوعي لمؤتمر تداولي وبأسرع وقت لمناقشة مآلات أطروحة الجذري وتدارك أمر الوطن وسلامته ، خاصة وأنه منذ خروج الحزب من قحت لم يتم تداول الاحداث في مؤتمر جامع للحزب الشيوعي . إضافة الي أن بيانات المكتب السياسي المتضاربة والتصريحات الغير متسقة خلقت عدم وحدة فكرية وسط عضوية الحزب حول الحرب والسلام وحالة من البلبلة والشتات مما جعل البعض ليس يقف في الحياد بل يذهب أبعد من ذلك و يعلن دعمه اللامحدود للتنسيقية ولأعلان أديس أبابا علي عكس رأي مركزية الحزب . أنعكست عدم الوحدة الفكرية علي الشارع السياسي السوداني كما زاد من حدة الأستقطاب التعامل العدائي في بيانات الحزب مع كل ما تطرحه (قحت) وحاليا (تقدم ) سلباً أو أيجاباً حتي وصفه البعض بأنه يقف في خانة متلازمة مع القوي اليمينية التي تقف في طريق التحول المدني الديمقراطي . علي الرغم من أن قحت طورت أسلوب عملها وعقدت مؤتمرها التأسيسي وتحسن أداءها وأصبحت كيان معترف به أقليمياً ودولياً حتي صارت العدو اللدود للحركة الاسلامية . وهذه الاخيرة وحدها تكفي لفتح صفحة جديدة معها .
الهدف الذي تنادي به وتسعي اليه الأحزاب السياسية سواء كانت في الجذري أو الأطاري هو رفعة مستوي المواطن المعيشية لكي ينعم بالحرية والسلام والعدالة ، وهو علي النقيض من هدف قوي اليمين المتطرف بكتائب ظله ولجنته الأمنية ومؤتمره اللاوطني وإستنفاراته التي يحشد لها بدعاوي معركة الكرامة ولواء البراء بن مالك التي يريد بها توسيع رقعة الحرب وتحويلها الي حرب أهلية . هذا الوضع يفرض علي الشيوعي والشيوعيين أن ينضموا الي صفوف القوي المدنية التي نادت وسعت الي لقاء القوي المتحاربة . معارضة المعارضة ليس هي الآلية المناسبة لإيقاف الحرب وإعادة الحياة المدنية وبناء نظام ديمقراطي يعيش فيه المواطن حياة كريمة تليق بتضحاياته التي قدمها منذ الأستقلال .
الحرب جبت كل ما قبلها وهذا يتطلب من القائمين علي أمر الشيوعي رفع بنود من لائحة الحزب تسمح بحرية الاتصال مع الكيانات والأحزاب الأخري وكذلك حرية النشر للآراء المعارضة للتغيير الجذري وحتي التبصر في بند الديمقراطية المركزية (عضم الضهر) الذي يتطلب أسهاماً فكرياً جاداً يأخذ في الأعتبار واقع الحرب وظروف السودان المعقدة .
وكما ذكرنا سابقاً عدم وحدة القوي المدنية عامل أساسي في أستمرار دمار الوطن ، مما يعني ضمنياً مزيداً من الدماء و أرتفاع عدد الضحايا لذا فالتاريخ لن يرحم كل من يقف موقف سلبي ولم يشارك في هذه الوحدة التي تسعي اليها الجماهير المكتوية بنار الحرب .
حامد بشري
18 يوليو 2024
.

hamedbushra6@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المدنی الدیمقراطی التغییر الجذری

إقرأ أيضاً:

المصطلح في الثقافة السياسية السودانية

زين العابدين صالح عبد الرحمن

عندما جئت إلي القاهرة في 7 أكتوبر 2024م، أي بعد غياب امتد إلي سنة و نصف من بداية الحرب في 15 إبريل 2023م، في تلك الفترة قد كنت وصلت القاهرة قبل بداية الحرب أريد الصوم فيها، ثم أنتقل في العشرة الأواخر للخرطوم لحضور عيد الفطر المبارك، و لكن الحرب اقعدتني شهرين في القاهرة.. الآن عندما وصلت القاهرة في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر2024م أعتقدت أنني سوف أجدها شعلة من العمل السياسي.. و لكن كانت عكس ذلك النشاطات السياسية تدور في غرف مغلقة، بعيدا عن أعين السابلة، و هناك نشاطات فكرية ثقافية تقوم بها بعض المنظمات المدنية بالاشتراك مع بعض المنظمات المصرية أو تنظيمات سياسية مصرية لكنها ذات طابع ثقافي فيه شييء من السياسة، و أغلبية القيادات الموجودة دائمة الترحل إلي بورتسودان لكي تمارس السياسة، و هؤلاء الأغلبية لا يريدون أن يفوتهم قطار التعينات في الوظائف، و أخرين يحجون إلي عنتيبي و نيروبي و أديس أبابا، أيضا يريدون معرفة مستقبلهم في صراع لا يملكون فيه قرارا..
هناك البعض الذين يستغلون المناسبات الاجتماعية لإدارة حوار بالقدر الذي يسمح به المكان، و هي فرصة أن يلتقي الشخص بالعديد من القيادات السياسية، و من خلالها تتم عملية الإرتباط بمواعيد لإجراء حوار أو طرح أسئلة تبحث لها عن إجابات.. أما طرح القضايا السياسية كل قوى سياسية تدير شأنها بعين عن الآخرين و داخل غرف مغلقة تماما، و الأغلبية تتلقى المعلومات من الإعلام أو من الوسائط الاجتماعية داخل القروبات المختلفة.. مقرنة القاهرة اليوم بفترة النضال التي كانت تقودها القيادات السياسية زمن " التجمع الوطني الديمقراطية" مختلفة تماما، ن ناحية النشاط السياسي و تعدد منابره و حتى في الطرح السياسي..
في فترة الثلاث أسابيع الأولى من زيارتي للقاهرة، كنت مشغولا بطباعة الكتب التي ساعدني فيها كثيرا الصحافي محمد شيخ الحسين، و أيضا الأستاذ الدكتور خالد عثمان رئيس تحرير جريدة المهاجر التي تصدر في أستراليا و صاحب دار التبلدي للنشر، حيث قام بالتصميم للكتب و تصميم غلافاتها.. و استلمتها الكتب بعد الطباعة دار المصورات للطباعة و النشر.. بعد الأنتهاء من الطباعة و التوزيع.. تفرغت للزيارات و تلبيت الدعوات الاجتماعية.. في لقاء سياسي على دعوة للغداء مع بعض قيادات و ناشطين سياسيين من مختلف التيارات الفكرية،، كنت استمع لمعرفة رؤى الآخرين حول الحرب و الآراء المطروحة بهدف إيجاد حل سياسي، أو ما هو المطلوب بعد الإنتهاء من الحرب إذا كان بانتصار الجيش أو عبر أي منبر للتفاوض، ملاحظتي الأولى أن الأغلبية تستخدم مصطلحات هي لا تعرف مضامينها.. معلوم أي مصطلح سياسي له نشأة هي التي تحدد هويته و انتمائه، و أي مصطلح له حمولات سياسية يحددها مكان الأنتماء و أيضا له أدوات خاصة هي التي تحقق مكانته في الواقع.. البعض يجهل لذلك و يعتقد أن ترديد المصطلحات هو نفسه يعطي المستخدم هوية سياسية مطلوبة للتمييز.. العديد من التنظيمات السياسية تدفع بالمصطلحات التي تريد انتشارها لهؤلاء.. و عندما تسأل الشخص ما هو المقصود من المصطلح الذي يردده يغضب اعتقادا أن السؤال الهدف منه الاستفزاز و ليس المعرفة، و عندما تشرح له أن القصد بالفعل أن يستخدم المصطلح وفقا لحمولاته السياسية التي انتج لها من موطن النشأة الفكرية، يعتقد ذلك جدلا غير معني به..
القضية الأخرى.. عندما تختلف مع شخص في أطروحته و تبين جوانب ضعفها لا يتردد أن يصاحب ذلك بقولة " هذه تخدم الكيزان و الفلول" عندما تقول له كيف؟ لا تجد عنده إجابة..! هو حامل اسفار مثل قول الله " كالحمار يحمل أسفارأً" لآن بعض القوى السياسي في حاجة للذين يرددون الشعارات دون فهمها.. قلت في الحوار للبعض الذين سألوني ما هو موقفك من الكيزان و الفلول؟ قلت أن الكيزان و الفلول جزء من الأزمة مثل بقيت القوى السياسية الأخرى.. و حتى الكيزات و الفلول يعلمون أن مشروع الجبهة الإسلامية القومية السياسي قد سقط و لم يعد مفيدا لذلك لابد من المراجعة. و بدأ البعض في تقديم هذه المراجعات من خلال تنظيمات جديدة مثل "حركة المستقبل للإصلاح و التنمية... الحركة الوطنية للبناء و التنمية.. الإصلاح الآن .. المؤتمر الشعبي أصبح كتلتين و غيرها من التنظيمات التي تفرعت منها، مما يدل أنهم يجرون مراجعات فكرية.. أما الذين يرددون " الكيزان و الفلول" هم الذين يخلقون لهم هالة أكبر من الحجم الطبيعي في المجتمع.. فالنظرة الموضوعية للقضايا بعيدا عن الحساسيات الزائدة هي الطريق إلي الإصلاح، و الخروج من عنق الزجاجة..
أن واحدة من أهم إشكالية العمل السياسي هو غياب دور الطبقة الوسطى في المجتمع، و التي تأثرت بحالة التدهور الاقتصادي في البلاد، لذلك غاب دورها الاستناري في المجتمع.. و أيضا حالة الجمود التي اصابت قوى اليسار بشقيها الماركسي و القومي، حيث أصبحت قوى سياسية مراقبة و لست لها فاعلية منظورة في الصراع الدائر ألآن.. باعتبار أن الحراك السياسي للتيارات الفكرية في المجتمع هو الذي يخلق وعيا سياسيا جديدا، لكن حالة الجمود الفكري هي التي تتسبب في تعميق الأزمة أكثر.. فالنظر للأزمة من جوانب المختلفة مسألة ضرورية تسمح للعقل أن يشتغل بصورة إيجابية، أما محاولة الوقوف في محطة واحدة لكي تجعل الشخص يردد صباحا و مساء " الكيزان و الفلول" دلالة على غياب العقل و الفكر في العملية السياسية، و لا تقود إلي الموضوعية في الحوار الذي يأمل أن يفضي إلي توافق وطني.. إذا كانت النخب السياسية و المثقف تسلك سلوك العامة تكون دلالة على ضعف المنتوج للثقافة الديمقراطية.. نسأل الله حسن البصيرة

zainsalih@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • قريبا سيكون على الجنجويد الدفاع عن جنوب الخرطوم أمام نفس القوات التي هزمتهم في الجزيرة ولن يصمدوا
  • التحيُّز وازدواجية المعايير في المواقف السياسية
  • أزمة لبنان السياسية تقترب من الحل.. ترشيح جوزيف عون للرئاسة يكتسب الزخم
  • جيمي كارتر.. عرّاب كامب ديفيد الذي اقتنع أن إسرائيل لا تريد السلام
  • المصطلح في الثقافة السياسية السودانية
  • قريبًا.. الجزء الثاني من «رقت عيناي شوقًا» بمعرض الكتاب
  • جاستن ترودو يتنحى عن منصبه بعد تزايد الضغوط السياسية
  • الحياة السياسية في مصر.. جدال على الهواء بين ضيوف لميس الحديدي
  • التغييرات قادمة لا محالة.. ما الذي ينتظر العراق بعد 20 كانون الثاني الجاري؟
  • مقدمات العملية السياسية لوقف الحرب في السودان