وللمرة الثالثة على التوالي، يواصل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- نصائحه للنظام السعودي للكف عن أذية اليمن، وعدم التورط خدمة للأمريكي والإسرائيلي، والاستمرار في تضييق الخناق على الشعب اليمني، وهي نصائح وتحذيرات لها تبعاتها الكبيرة، ليس على النظام السعودي فحسب، وإنما على المنطقة والعالم برمته.

 

ورطة حقيقية لا مناص منها

وفي السياق يشير مستشار وزارة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال توفيق الحميري إلى أن العدوان السعودي الأمريكي العسكري على اليمن لم ينتهِ بعد حتى اليوم، وأن المعركة لاتزال قائمة، لافتاً إلى أننا نمر في وضع تهدئة حالياً، وأن المعركة حدد نهايتها جغرافياً السيد القائد -يحفظه الله- بأنها مستمرة حتى تحرير آخر شبر محتل من كافة أراضي الجمهورية اليمنية.

وبخصوص خروج السعودي من وضع التهدئة، وانتقاله إلى عودة التصعيد؛ يؤكد الحميري بأن النظام السعودي سيكون قد أوقع نفسه في ورطة عواقبها خسارة كل شيء يتعلق بمقومات بقاء نظامه من نفط واستقرار واقتصاد وأمن وثروة سيفقدها كلها، موضحاً أن عودة السعودية إلى التصعيد يعني دخولها إلى رقعة حرب ومعركة متسعة بقواعد اشتباك مختلفة.

ويشير إلى أن اليمن يخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس اسناداً لأهلنا الفلسطينيين في غزة، ومواجهاً فيها بصورة مباشرة العدو الاسرائيلي والأمريكي والبريطاني، وهو ثلاثي لا ينتمي للمنطقة، مضيفاً أن التنكيل بهذا الثلاثي من قبل قواتنا المسلحة بحراً وجواً، ووفق ترتيبات حربية غير مسبوقة في تاريخ الحروب أدهش العالم، وأذهل العدو قبل الصديق -بفضل الله وتأييده- وبمستوى تكتيكات قتالية متقدمة تفوق القدرات الحربية التي اتكأ النظام السعودية عليها مسبقاً في تحالف عدوانه على اليمن طيلة الأعوام الماضية.

ويرى الناشط الحميري أن مجرد دخول السعودية في هذه المعركة سيكون أوقع نفسه في ورطة لا عودة ولا خلاص منها؛ لأنه سيكون قد ربط مصير نظامه مع مصير العدو الإسرائيلي الزائل لامحالة كنتيجة حتمية لا مناص منها.

ويقول إن استجابة السعودية للتوريط الأمريكي أبعاده تعني زوال السعودية من الوجود ليست مبالغة، ولكن إدخال السعودية في مواجهة ميدانها الرئيسي هو البحر، ومعطيات الجولات السابقة نتائجها واضحة الملامح في هروب حاملات الطائرات، وانسحاب البوارج، والمدمرات البريطانية، وعجزهما عن حماية سفن العدو الإسرائيلي، وكسر الحصار المفروض عليها من اليمن.

ويضيف بأن هذا الغباء السعودي يفتقد لحسابات البحر تماماً، فالمملكة الرعناء مرهونة باستمرار تدفق صادراتها النفطية للعالم عبر البحر كوسيلة نقل وحيده وتحت سيطرة نيران السلاح البحري اليمني المتطور والنوعي، وهذا يعني أن على المملكة أن تضع في حسبانها أن ايرادات مبيعاتها النفطية معرضة للإيقاف في اللحظة التي تقررها صنعاء من الناحية البحرية.

أما من الناحية السياسية فيقول الحميري بأنه لا توجد الأغطية الدولية والإقليمية التي استخدمتها أمريكا والسعودية في عدوانها على اليمن، واستجلبت مقاتلين ومرتزقة تحت عناوين إعادة الشرعية، وفك الارتباط والدفاع عن مكة، وحماية الأمن القومي العربي، وهي كلها عناوين انتهت، ولا تستطيع اجترارها مجدداً ببساطة لأنها اليوم ستقاتل تحت عنوان وغطاء وحيد وهو السعودية تقوم بحماية العدو الإسرائيلي.

 

أهداف مشروعة

من جهته يقول رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى المهندس لطف الجرموزي أنه بعد تسعة أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن استطاع الشعب اليمني -بفضل الله سبحانه وتعالى- وبحنكة قيادته تجاوز المرحلة بمختلف محطاتها، في الوقت الذي كان تنامي القدرات العسكرية للجيش اليمني تدريجياً ، حتى وصلنا إلى مانحن عليه اليوم من تفوق كبير مشهود يضع اليمن في مصاف الدول ذات القدرات النوعية، تكلل ذلك بالعمليات النوعية للقوة الصاروخية والبحرية وسلاح الجو المسير في مواجهات مباشرة مع دول العدوان الأمريكي البريطاني، ما أجبرهم على الفرار من البحر الأحمر  بكامل عتادهم من حاملات للطائرات، وفرقاطات وسفن حربية ، ما يمثل هزيمة ساحقة لتلك الدول التي كانت لعدة عقود من الزمن تتباهى بهيمنتها وقدراتها وسيطرتها في البحار والمحيطات.

ويقول الجرموزي أن كل هذه القوة اليمنية وتطور أسلحتها يضع السعودية أمام مرمى الجيش اليمني في حال عاودت العدوان على اليمن، وستلحق بها مخاطر كبيرة، مشيراً إلى أن البنى التحتية للسعودية في مختلف المجالات صارت أهدافاً مشروعة، يترتب على ذلك انهياراً كاملاً لأسباب الحياة وعصب الاقتصاد الذي يعتبر النفط ومنشآته أبرز تلك الأهداف.

ويؤكد أن التحذيرات المتكررة للنظام السعودي من قبل السيد القائد وتفويض الشعب اليمني يجب على آل سعود قراءة المتغيرات والمستجدات بما يجنب المملكة والمنطقة الآثار الكارثية الذين هم في غنى عنها وستكون وبالاً عليهم.

 

مخاطر كبيرة

من جهته يرى عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور عمر داعر البخيتي أن العدو السعودي سيتكبد مخاطر كبيرة بأكثر مما سيقوم باستهدافه في أراضينا اليمنية، مشيراً إلى أن النظام السعودي يمتلك المصالح الكبيرة بما في ذلك في الشرق الأوسط وأن قواعده منتشرة وأهدافه مرصودة بدقة عالية.

ويقول الدكتور البخيتي  أن اليمن اليوم يمتلك القوة والامكانية بفضل الله التي تجعله يستطيع استهداف الأهداف البعيدة، معتبراً أن العدو السعودي يستبعد المواجهة المباشرة مع الشعب اليمني لاسيما أنه يمتلك قيادة ثورية وسياسية قوية وشجاعة.

كما يعتبر القوة التي تمتلكها اليمن تجعل العدو يفكر ألف تفكير من استهداف اليمن، ويفكر بما سيحل به بعد ذلك من دمار ونسف لكافة مصالحة الاقتصادية.

 

لا استثمار للمتورطين بعد اليوم

وعلى صعيد متصل يعتبر المحلل السياسي عبد الوهاب سيف الحدي أن أي تجاهل للتحذيرات الأخيرة التي وجهها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي للعدو السعودي؛ يعني نسف كامل للجهود الدبلوماسية والسياسية التي تقوم بها سلطنة عمان والمبذولة في محاولة للوصول لحل سلمي وعادل يضمن للشعب اليمني إنهاء العدوان والحصار وإعادة الإعمار ويضمن للعدو السعودي الأمن والاستقرار والانسحاب من الوحل الذي وضع نفسه فيه.

ويرى الحدي أن توقف المفاوضات وأي تفاهمات مسبقة مرهونة اليوم في تعقل العدو السعودي وعدم الانزلاق مجدداً في صراع عسكري مباشر ينذر بكارثة غير مسبوقة للعدو السعودي ونسف للعمليات السياسية المبذولة حيال إنهاء التوتر والصراع وتوقف العدوان.

ويشير إلى أن العدو السعوي إذا استمر بما يقوم به الآن من خلال استجابته للعدو الصهيوني والأمريكي في محاولة لتخفيف الضغط عن العدو الصهيوني، يضع شعبه وأمنه واستقراره واقتصاده في المحك، مؤكداً أن استمرار النظام السعودي في سياسة الحصار والتجويع للشعب اليمني سينتج عنه الرد المباشر من القوات المسلحة اليمنية، وهو ما يعني توقف للعجلة الاقتصادية والاستثمارية والسياسية السعودية كرد فعل مباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية.

ويقول إنه وبعد التطور الكبير الذي شهدته الصناعة العسكرية اليمنية وصولاً إلى الصواريخ الفرط صوتية في ظل فشل ذريع لأنظمة الصواريخ الاعتراضية في إيقافها تضع العدو السعودي في مأزق كبير لم ولن تتوقعه أبداً، متبعاً أن المطار بالمطار والميناء بالميناء والبنك بالبنك.

ويشير إلى أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى حماقة ورعونة النظام السعودي، ومحاولة تجويع وتركيع الشعب اليمني في سبيل مد يد العون للعدو الصهيوني، ومحاولة منعه من القيام بواجبة الديني والعربي تجاه اخواننا في المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لافتاً إلى أن القوات المسلحة اليمنية قد وضعت في بنك أهدافها أهدافاً عسكرية واقتصادية وحيوية في مقدمتها مشروع "نيوم" وشركة أرامكو النفطية، ما يعني ضرب البنية التحتية السعودية وتوقف لعجلة النمو والاستثمار والسياحة ، مضيفاً بأنه لا استثمار دون وجود استقرار سياسي واقتصادي ولا سياحة في ظل وجود تهديدات آمنة.

ويؤكد الحدي أن السعودية لن تكون آمنة طالما وضعت في عاتقها مساعدة العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني في محاولة منهم لمعاقبة الشعب اليمني نتيجة لمواقفة المشرفة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

 

نهاية حتمية

أما الناشط الإعلامي عبد الخالق القاسمي، فيؤكد أنه في حال عادت الحرب بين اليمن والسعودية مجدداً سيتبخر مشروع عشرين ثلاثين السعودي المتضمن مشاريع تنموية وغير ذلك، بل سترجع السعودية إلى الوراء عشرات السنين.

ويرى القاسمي أن عودة الحرب سيجعل النفط السعودي يتبخر بلا شك، وأن الملاحة السعودية سيصبح حالها حال الملاحة الإسرائيلية حالياً، وأن الموانئ ستغلق وكذلك الحال بالنسبة للمطارات وتتوقف الرحلات من وإلى المملكة وتنتهي السياحة تماما.

ويؤكد أن الفرصة المناسبة لأحرار المناطق الشرقية والجنوبية ستتاح للإطاحة بنظام آل سعود عجل الله بزوالهم.

المسيرة

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

تطور التصنيع العسكري اليمني يربك العدو

يمانيون/ تقارير

لم يستغرق الوقت طويلا حتى جاءت عملية استهداف قاعدة “رامات دافيد” الصهيونية في حيفا شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بصاروخ فرط صوتي لم يكشف عن اسمه، ويُرجح أنه صاروخ جديد من نوع ”الفرط صوتي”، دشنته القوات المسلحة في عملية حيفا الهجومية الناجحة، لتمثل ترجمة عملية لتأكيد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط على جملة من الحقائق، أولاها أن العدوان الأمريكي فشل في تحقيق أي إنجاز لجهة تدمير القدرات العسكرية. وثانيتها فشل أمريكا في حماية العدو الإسرائيلي من التعرض للضربات في عمق كيانه. ثالثتها كشف هشاشة المستويات الدفاعية الأمريكية المنتشرة على طول المسار من اليمن إلى فلسطين المحتلة. ورابعتها حرق ورقة منظومة الاعتراض “الكهرومغناطيسية”، إذ شق الصاروخُ الباليستيٍّ الفرط صوتي طريقه “إلى هدفِه بحمدِ اللهِ وفشلتِ المنظوماتُ الاعتراضيةُ في اعتراضِه، وأحدثَ حالةً من الخوفِ والهلعِ في أوساطِ الصهاينةِ المستوطنينَ، حيث توجهَ أكثرُ من مِليوني صهيونيٍّ إلى الملاجئِ.” حسب بيان القوات المسلحة.

عرف العالم أن اليمنيين لا يميلون إلى التصريحات الاستعراضية، ولكنهم يقولون ما يمتلكون زمام تحويله إلى فعل، ولذلك جاءت هذه العملية مصداقا لحديث الرئيس المشاط.

أثار الصاروخ اليمني الوضع داخل الكيان، وأكد إعلام العدو أن الصاروخ نجح في التخفي ولم يتم اكتشافه إلا “في مرحلة متأخرة جدا… ووصل إلى وجهته في منطقة حيفا. ولم يحدث شيء من هذا القبيل منذ بداية القتال”. وذهب إعلام العدو إلى ضرب أخماس في أسداس، في عملية تحليل وتفسير كيف حدث هذا، ليخلص إلى عدة نظريات تتراوح بين:

1- الحرب الإلكترونية التي عطلت أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية (ثاد).

2- الإطلاق من منصة مخفية، حتى من غواصة.

3- صاروخ أكثر تقدمًا بكثير مع القدرة على المناورة.

إعلام العدو عبّر عن قلق كيان العدو من هذا الصاروخ الذي رأى بأنه “يشبه الصاروخ الصيني DF-ZF في قدراته”، بل واعتبر الصاروخ اليمني نسخة من الصاروخ الصيني. وصاروخ DF-ZF هو رأس حربي مناوِر، ويعتبر أحد أكثر الأنظمة تقدمًا في مجال الأسلحة الأسرع من الصوت. يتم إطلاقه باستخدام الصاروخ الباليستي DF-17، وهو قادر على الطيران بسرعات تزيد عن 6000 كم/ساعة، مع القيام بمناورات حادة تجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الجوي اكتشافه واعتراضه. ويستخدم الصاروخ أدوات التضليل، ويحتوي على أجهزة تشويش إشعاعية تجعل اكتشافه أكثر صعوبة، وأنظمة ملاحة متطورة.

 

قدرة استثنائية في اختراق المنظومة الكهرومغناطيسية

في واحدة من أهم ما كشف عنه الرئيس المشاط، الأوراق الأمريكية الثلاث التي ترعب وترهب بها أمريكا العالم، وتعتبرها رهاناتها لردع القوتين الروسية والصينية، واحدة من هذه الأوراق المنظومة الدفاعية الكهرومغناطيسية التي كاشف بها الرئيس المشاط الشعب الأمريكي، موضحا أن المغامرة الترامبية بحرق هذه الورقة سيكون لها تأثيرها السلبي الكبير على صعيد المواجهة مع الصين وروسيا. إذ نجح السلاح اليمني في اختراق هذه المنظومة في أحدث نقلة للتكنولوجيا اليمنية في التصنيع العسكري. وليشكل هذا الإنجاز الاستراتيجي صفعة استراتيجية لترامب، الذي شن عدوانا عبثيا على اليمن بزعم تدمير البنية العسكرية للقوات المسلحة. وقال الرئيس المشاط: رجالنا في عشرة أيام تجاوزوا منظومة الاعتراض “الكهرومغناطيسي” التي كان الأمريكي يهدد بها روسيا والصين.

ومنظومة الاعتراض الكهرومغناطيسية هي تقنية تقوم باستشعار الأخطار القادمة من الصواريخ والطائرات المسيَّرة واعتراضِها، وقد بدأت الولايات المتحدة باستخدامها في العام 2012، بينما روسيا بدأت استخدامها في العام 2018م. ويؤكد الخبراء العسكريون أن منظومة الاعتراض الكهرومغناطيسية ليس من السهل امتلاكُها، وذلك لتركيبها المعقَّد والحديث، القائم على ثلاث مسارات: استشعار وتحذير واعتراض.

الجانب الآخر من القوة الأمريكية تمثل في حاملات الطائرات وقد نالها نصيبها من الاستهداف، فخلال معركة سناد غزة استطاع اليمن إخراج أربع من الحاملات الأمريكية آخرها “هاري ترومان” فبعد أيام من حديث رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط عن تمكن الجيش اليمني من إخراج حاملة الطائرات الأمريكية “هراي ترومان ” عن الخدمة، أقر مسؤول أمريكي للجزيرة، الخميس، بأن حاملة الطائرات ترومان ستغادر “منطقة الشرق الأوسط” قريبا.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن النقاش جار بشأن إمكانية استبدال ترومان بحاملة طائرات أخرى للإبقاء على حاملتين بالمنطقة.

وزعم أن ” القيادة الوسطى الأمريكية تواصل جمع المعلومات الاستخباراتية في اليمن رغم إسقاط الجيش اليمني مسيرات أمريكية ، وهذا إقرار صريح بتفوق الدفاعات الجوية اليمنية ولتي تمكنت خلال 54 يوما من إسقاط 22 طائرة من طراز إم كيو 9. ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن القيادة الوسطى تواصل استخدام قاذفات بي 2 لقصف اليمن لكن ليس بوتيرة يومية.

 

قواعد العدو في مرمى النيران اليمنية

اهتم اليمن بتطوير القوات الجوية والدفاع الجوي، باعتبارها أسلحة استراتيجية وأسلحة ردع يمكن من خلالها تغيير المعادلة الاستراتيجية على مسرح العمليات، حسب الخبير العسكري عبدالله الجفري. بالتوازي أخذت عملية التطور لأسلحة الردع الهجومية مسارا خاصا انطلق من حيث انتهى الآخرون، مع إضفاء خصائص نوعية تجعل من التقنية اليمنية قادرة بشكل أكبر على تجاوز دفاعات العدو، تتميز بالقدرة على التخفي عن أنظمة الرصد الراداري، كما يصعب على منظومة الدفاع الجوي المعادي التصدي لها أو اعتراضها. وإثر ذلك برزت التحولات في ميزان القوى خلال مواجهات البحر الأحمر.

نجحت الطائرات المسيرة الذكية والصواريخ الباليستية في تجاوز طبقات الدفاع الجوي للعدو والوصول إلى أهدافها المحددة في قلب المناطق المحتلة، فضربت “وزارة دفاع” في الكيان الإسرائيلي غير مرة بطائرة “يافا” المسيرة بعيدة المدى، كما استهدف السلاح اليمني قاعدة “نبفاتيم” الجوية في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة، وقاعدة “ناحال سوريك” جنوب شرق يافا في فلسطين المحتلة، وقاعدة “سودت ميخا” شرقي أسدود بصواريخ فلسطين2 الفرط صوتية، ومطار بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلة، أكثر من مرة بصواريخ “ذو الفقار”، واستهدف أهدافا عسكرية حيوية وحساسة في عمق العدو الإسرائيلي في “يافا” و”عسقلان” و”أم الرشراش” ومناطق أخرى بالصواريخ والمسيرات. وأمام التقنية وحداثة أسلحة الردع الاستراتيجي اليمني ضاعف العدو من منظومة دفاعاته الجوية، كما جعلته يقف أمام حقيقة فشل تقنياته الدفاعية.

بالتوازي استهدفت القوات اليمنية حاملات الطائرات والقطع البحرية والسفن المخالفة لقرار حظر الملاحة الصهيونية في منطقة العمليات المحددة، ابتداء من المحيط الهندي، ومرورا بمياه البحرين العربي والأحمر، ووصولا إلى مياه البحر الأبيض المتوسط.

في سبتمبر 2024، حاول الأمريكي التهوين من امتلاك اليمن لصواريخ فرط صوتية، ثم ما لبث أن جاء الرد اليمني صاعقا، لوى أعناق كل العالم، حين استهدفت القوات المسلحة اليمنية هدفًا عسكريًا في “يافا” بفلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي قطع 2040 كيلومترًا في 11 دقيقة ونصف. حينها أدرك الأمريكان أنهم يخوضون حربا استثنائية مع قوة استثنائية، غير إن الوقت كان قد تجاوز مرحلة الحفاظ على الهيبة المسفوحة لقوة كانت تُعرف بسقوط كل الحواجز أمامها. وحينها أيضا قال مسؤول عسكري أمريكي لقناة “سي إن إن” إن “الحوثيين يواصلون مفاجآتهم”.

 

القدرات العسكرية اليمنية حضورٌ وتأثير

برز السلاح التكتيكي اليمني خلال معركة إسناد غزة بشكل مقلق لأمريكا وكيان العدو، لتأثيره في إعادة تشكيل موازين القوى لصالح محور الإسناد للمقاومة الفلسطينية، خصوصا مع وصوله لعمق الكيان، وتمكنه من إجبار حاملات الطائرات الأمريكية على الفرار، فضلا عن زعزعة ثقة العالم بقدرة القوة البحرية الأمريكية على حماية السفن المخالفة للقرار اليمني، وأصبح يمثل تهديدا حقيقيا للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.

يؤكد مراقبون أن القدرات العسكرية اليمنية لم يعد من المنطق تجاهلها، فهي حاضرة ومؤثرة، وصار اليمن من الدول التي حققت تفوقا عسكريا في مجال صناعة وامتلاك أجيال من الطائرات بدون طيار الاستطلاعية والهجومية، وعلى مديات مختلفة: قريبة ومتوسطة وبعيدة.

في غير تقرير أكدت صحيفة نيويورك تايمز حداثة وتطور الطائرات المسيرة اليمنية، ومواصفاتها، وقدرتها على التحليق لفترة طويلة، لتصل إلى مسافات بعيدة المدى محققة إصابة في الهدف المحدد لها.

في تقرير أعده الصحفي “جون إيسمي”، لصحيفة نيويورك تايمز توقع باحثون في تتبع الأسلحة استخدامَ القوات اليمنية لمكونات خلايا وقود الهيدروجين، وهو ما يعني نقلة نوعية في قدرات الطيران المسير. يقول تيمور خان، المحقق في منظمة “كونفليكت أرمامنت ريسيرش” للصحيفة: إن هذه التقنية قد تمنح الجيش اليمني تفوقًا في المواجهات القادمة مع القوات الأمريكية والإسرائيلية.

وخلايا الوقود الهيدروجيني تعمل عبر تفاعل كيميائي يولد الكهرباء دون ضوضاء أو حرارة قابلة للرصد، وقد استخدمت الطائرات المسيرة الأمريكية هذه التقنية خلال حروب العراق وأفغانستان، ما يعكس أهميتها في تعزيز المدى التشغيلي وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.

يقول “آندي كيلي”، وهو خبير في شركة “إنتليجنت إنرجي”: إن خلايا الوقود توفر طاقة تعادل ثلاثة أضعاف ما تقدمه البطاريات الليثيومية، ما يتيح للطائرات المسيرة حمولة أكبر ومدى أطول، كما أنها تقلل من الاهتزازات، ما يحسن من كفاءة أنظمة الاستطلاع المحمولة جوًا.

نهاية مارس الماضي أكد وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن القوات المسلحة اليمنية غدت اليوم قوة جبارة يصعب النيل منها، وقادرة على صنع الانتصارات الكبرى، ليس فقط لليمن بل لقضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وإن غداً لناظره قريب.

وقال: “لدينا من القدرات والمفاجآت الكبيرة والواسعة بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي ما يذهل العدو ويريح الصديق، وذلك بفضل الله وبجهود كفاءات يمنية مميزة من رجال التصنيع اليمني، الذين أخذوا على عاتقهم الاضطلاع بهذه المهمة على أكمل وجه، واستطاعوا تحقيق إنجازات تقنية تسليحية متطورة لا مثيل لها على مستوى قدرات جيوش المنطقة، بدءًا من صناعة الطيران المسير بكل أنواعه، وبناء منظومة صاروخية وصلت إلى امتلاك منظومة صاروخية فرط صوتية، بما يكفل لليمن كفاءة دفاعية عسكرية عالية”.

 

مراحل تصعيد وتطوير

منذ البداية مثَّل الغباء -أو لنقُلْ الغطرسة- عائقا حال دون قدرة الأمريكي على تفهّم الحالة اليمنية، وعندما كانت القوات المسلحة تحقق التحولات الملحوظة في خضمّ المعركة، فتنتقل من مرحلة إلى أخرى على نحو تصاعدي في السلاح والتكتيك، كانت الغطرسة الأمريكية أيضا تطفو بها على سطح القراءة العسكرية والسياسية الصحيحة، لتبدو “قشة” تتجاذبها أهواؤها وأوهامها، فلا تستبين حقيقة هذا التصاعد للقوة اليمنية الذي ينُمّ عن قوة إيمان وإرادة.

في كل مرة كانت القوة الدفاعية والهجومية اليمنية تكشف عن مفاجآت في نوع السلاح الذي صار في حوزة القوات اليمنية، وفيما كان العالم وعلى وجه الخصوص أمريكا تحاول فهم ما يجري، كان اليمن يعمل على تحقيق القفزة التالية، وخلال عدوان التخالف على اليمن لم يكتفِ التصنيع العسكري بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بمفهومها التقليدي والمتعارف عليه، وإنما كان يعمل على الميزة، آملا في أن يقرأ العدو رسائل هذه العزيمة بالشكل الصحيح. فصنع حينها الطيران المسيَّر ذا البصمة الرادارية المنخفضة للغاية والبعيدَ المدى، وذا الرؤوس الانشطارية، وأمكن له في وقت مبكر تجاوز منظومات الدفاع الصاروخي المتطورة، والوصول إلى الهدف. وكان لهذه الأسلحة ما لها من تنفيذ عمليات توازن الردع، ومرحلة الوجع الكبير، وفرض معادلة “العين بالعين”.

 

السلاح اليمني بنجح في فرض معادلاته الهجومية والدفاعية

في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” الإسنادية لغزة كان اليمن قد امتلك من أسلحة الردع النوعية والإستراتيجية ما فاجأ وأدهش الجميع، وبدرجة أكبر الداخل الأمريكي، ومثّل صدمة غير متوقعة دفعت أصحاب شمّاعة الدعم الإيراني للإقرار بالجهد اليمني الخالص في تحقيق هذه الإنجازات العسكرية، وبدأت التناولات تتعرض لمواضيع لم يكن في المتخيل أن تكون، فخاضت في فرض الجيش اليمني لمعادلات جديدة، وتراجع قوة عسكرية بحجم أمريكا عن إدارة مجريات المعركة وتحقيق نصر فرض الإرادة.

وخلال عمليات الإسناد اليمني لغزة، كانت الهجمات تمثل مادة قوية للتحليل، لكونها التي تجيء أولا من قوة فتية ناشئة، عانت ظروفا قاسية بفعل عدوان ثمان سنوات، وثانيا أنها تواجه ما تعارف عليه العالم بأنها قوى عظمى (أمريكا والكيان الإسرائيلي)، وثالثا المنظومات الدفاعية المتطورة خلاصة عقود من العمل والابتكار.

نجح اليمن بسلاحه المحلي في فرض معادلاته الهجومية والدفاعية، فكشف عورة تلك المنظومات وأفقدتها سمعتها، ما أثر سلبا على حجم المبيعات منها. وخلال هذه المعركة برزت الأسلحة النوعية والتكتيكات الاستراتيجية في الاستهداف وبلوغ الأهداف في خمس مراحل تصعيدية، فسجل العالم لليمن الصدارة في محطاتٍ، والإعجاز في محطات أخرى، فكان الأول عالميا في توجيه الصواريخ الباليستية لضرب الأجسام المتحركة كالسفن. وكان الأقدر في نسف كذبة المنظومات الدفاعية الأمريكية والبريطانية الأحدث في العالم، ووصول الصواريخ والطيران المسير إلى عمق البحار المتواجدة فيها الأساطيل الأمريكية والبريطانية، وضربها الأهداف المحددة، كما هو الحال، في إرهاق عديد المنظومات الدفاعية من نوع ثاد وباتريوت وطبقات الدفاع الجوي الأخرى، والتمكن من تجاوزها جميعا وضرب الأهداف داخل كيان الاحتلال. كما -وبهذه الأسلحة- نجحت القوات اليمنية في فرض حصار تام على ميناء “ام الرشراش”، وإخراج مشاهد فرار حاملات الطائرات الأمريكية في أبلغ الصور

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • خلال لقاءات جانبية على هامش مباحثات صندوق النقد الدولي وزير المالية السعودي يدعو المجتمع الدولي لدعم اقتصاد اليمن
  • الريال اليمني يهوِي إلى مستويات قياسية أمام الدولار والريال السعودي اليوم السبت
  • الخارجية اليمنية تجدد مطالباتها بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني
  • مسيرات غير مسبوقة بالعاصمة والمحافظات تؤكد ثبات الشعب اليمني مع غزة رغم أنف الأمريكي
  • تطور التصنيع العسكري اليمني يربك العدو
  • خبير: اقتصاد المملكة محصن من تداعيات الحرب الاقتصادية … فيديو
  • العدوان الأمريكي على اليمن.. فشل ذريع ومآل مخزي وخسائر باهظة
  • اليمن في قلب معركة التحرر: قرار الرد العسكري في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • قائد الثورة: العدوان الأمريكي فشل في الحد من القدرات أو منع عمليات اليمن العسكرية
  • مؤكداً فشل العدوان الأمريكي.. السيد القائد: حاملة الطائرات “فينسون” باتت تتدرب على عمليات الهروب أثناء المواجهة مع القوات اليمنية