تداعي الكهرمان :
الرواية التاريخية عند جمال محمد إبراهيم
بقلم الرّاحل عمـر جعفـر السّـــوْري*
إنَّ التي زَعَمتْ فـؤادُك ملّهَـا خُلقـتْ هواكَ كَما خًلقْتَ هَوَىً لها
"فقـيه المدينة، عروة بن أذينة"
يحسب الكثيرون أنّ رواية "ويفرلي" التي نشرت في منتصف القرن التاسع عشر للكاتب الأسكتلندي السير والتر اسكوت، هي البداية الصحيحة للرواية التاريخية فنياً، من مختلف الجوانب التي تراضَى عليها النقاد معياراً للرواية المكتملة الأركان.
دأب والتــر اسكوت على استحضار شخصياته من هاتيك القـرون، والاتيان بأخرى من نسج خياله المحض الخصب، لتلعب الأدوار الرئيسة في رواياته، وذلك من غير تنافرٍ أو تعارض. من هناك، ومن القرن التاسع عشر، انطلقتْ، كما يقول جورج لوكاش، الرواية التاريخية، لتصبح أكثر الروايات "إمتاعاً ورقيّاً وسموًّا" في الغــرب عامة، وأوروبا على وجه الخصوص؛ ثم انتقلتْ عبر الترجمة والتقليد والاقتباس، الى دنيا الرواية العربية في بداياتها الأولى، كما يذهب نُقاد الرواية العربية إلى القول، قبل أن يُنشئ روائيون عرب أعمالهم الابداعية. كان الصحافي سـليم البستاني، الذي ترجم إليـاذة هوميروس، سـبّاقاً إلى ذلك، لكنه لم يُحسن حبكة الرواية فـنـياً ، رغم انتاجـه الغزيز الذي أراد به تعليم التاريخ، فكان مُعلـماً وليـسَ قاصّاً أو روائـيـــاً. ثم تبعه كثيرون على رأسهم جورجي زيدان، الـذي ألف في كلِّ سـنةٍ رواية استوحتْ التاريخ الإســلامي في ثلاثة وعشرين عــمـلاً، حتى عُـرفَ عند البحّـاثة والنقـاد بأبي الـروايـة التاريخية العربية، مثلما كان اسكوت أباً للرواية التاريخية الأوروبــيـــة. وعلى النقيض من اسكوت، جاء بلـزاك ليجعل من المنظومة المجتمعية وعاداتها وتقاليدها ومكوّناتها، بطلاً للتاريخ وللرواية على حدِّ سـواء، وسار بينهما وفي وسطهما، ألكسندر دوما الأب في بعض رواياته.
تطورتْ الـرواية التاريخية الأوروبية في القـرن العـشرين، بأقـلام مُبـدعـيـن ومُبدعات كبار، منهم الروائية البلجيكية – الأميركـية "مارغريت يورنيسـار"، والكاتبة الإنقليزية "هيلدا بريسكوت"، والمؤلّف الألماني "غونتر غراس"، الذي نظر إلى التاريخ من زوايا متعدّدة، ونظر إلى نفسه فيه، من مرايا مختلفة الأحجام، متعدّدة الانعكاسات، لا سيّما في كتابيه "القرن الذي عشت فيه" و(الصندوق: حكايات الغرفة المظلمة :
: )Mein Jahrhunder t(
Die Box: Dunkelkammergeschichten).
ولما آلت شمــس القرن العشــرين إلى الغروب، بزغ نجم الرواية الإيطالية أمبرتو إيكـو" بروايته إسم الوردة
" Il Nome Della Rosa ":
) ، والصحافية والروائية الإيطالية "اوريانا فلاتشي " رجل" (Un Uomo) ، وإن كان قد سبقهما الى ذلك الفضل في إيطاليا بالرواية التاريخية، التي نبعت من تجربة شخصية ثرية قوية في اطار من الحوادث التاريخية التي هيمنت على اروبا إبان الحرب العالمية الثانية وآلام المعاناة الانسانية، كل من "سيلوني" : " خبز ونبيذ""
) Pane e Vino(
عام في المرتفعات"".....) Un Anno ll’Altipiano ) ، و"إميليو لوسّــــــو
" وزوجتـه ورفيقـته جويــس لوسّــــو: كاتبــة " جبـهـات وحـــدود : .)Fronti e Frontier(
هنا نجد رواية التاريخ الذي ينبض بالحياة، متوهّجاً مُزهراً مزدهـراً متجسّـداً، لا السّرد التاريخي الجاف المًمل في أحيانٍ كثيرة، الذي تزدحم به كتب ومقـرّرات التــاريخ المدرسية والمرجعية. تاريخ تلمسه وتنظر إليه، كما تستعيده في ذاكرة حيّة ماثلة، تتوالى أحداثها في الحاضر وتستشفّ آثارها من رحم المستقبل. ذلك ما نجده في رواياتٍ ثلاث من روايات الأديب السفير جمال محمد إبراهيم : "نقطة التلاشي"، و"دفاتر كمبـــالا" و"حان أوان الرحيل"، لأنني لا أستطيع الزعم ان كانت رابعة رواياته: "دفاتر القبطي الأخيـر" تشي بذلك، إذ لم اطلع عليها بعد .
إلا أن جمــــالاً يبتعد قليلاً عن ذلـك المنحى الذي درج علـيه في رواياته تلك، عندما أصدر روايته الأخيرة: "نور: تداعـي الكهرمان"، لكنه لا يحـيد عن الــرواية التاريخية قـيد أنملة، بل ينتقل إلى بهوٍ آخر من رواية التاريخ، مُقدماً عمـــلاً أدبياً يستلهم تاريخاً قريباً، ويعرض سـرداً مُمتعاً لنفـسٍ وثّابةٍ طموحةٍ ، لا ترضى إلّا بما فوق النّجوم والمجــرّات، وحكاية تنفطـر لـها القلـوب في قالب من الأحـــداث والحوادث المتتاليات. يذكّرني ذلك برواية الكاتبة السودانية المبدعة ليلى أبو العــلا :
"زقاق الأغاني" ( أو "حارة المغنى") : (Lyrics Alley)
التي تناولت فيها قصة عمّها الشاعر السوداني عوض حسن أبو العـــلا..
لا يستدعي جمال محمد إبراهيم في "تداعي الكهرمان" تفاصيل حياة معاوية نور منذ الطفولة الى الوفاة فحسب، في تواريخ متتابعة ومتداخلة، بل يشّرح بأسلوبه الممتع ولغته الندية وكلماته البرّاقة، علاقات مجتمع تلك الفترة، وتضاريس الروابط الأســـرية، ونهج الحكومة الاستعمارية، حتى مع مواطنيها الأصليين وغير الأصليين، ومع السودانيين عامّة وخاصّة، ومع شريكها الأصغر في حكم البلاد (مصر)، ثم يصحبنا مع معاوية نور إلى بيروت، حيث الطموح يتألق وشوق المعرفة يتفتح بعد أن كان بُرعماً يتحضّر في كلية غردون التذكارية. في بيروت أشاح بوجهه عن لحظة عشق كادت أن تتوهّج، فأطفأها، إلّا أنّ ضرامها ظلّ متقـداً في فؤاده وخاطـره حتى آخر يوم في حياته، تزيده اتقادا صــورة ضوئية باهتة لها. لعلّ "ريما رزق" بنت طرابلس الأرثوذكسية، عـادت تطلّ مـرّات ومرّات عبر الزّمن من تلك المدينة ذات الغالبية السنية التي تجاور محيطاً مارونياً ما عدا البحر الذي ترتمي بين أحضان مدّه وجزره وعواصفه ورياحه، فتسأل عن معنى آية قرآنية استعصت عليها وتبحث- وهي ترتشف القهوة بعد أن وضعت جريدة "السـفير" المفضلة لديها جانباً- بين صفحات الأسافير عن صدى قطعة موسيقية لبيتهوفـن توقف عن التردّد بين جنبات الذكريات منذ سنين عددا. ثم القاهرة وما لقي فيها من عنت وخيبات آمل ومسغبة وعلل فتـتْ في عضده، هو الذي خاض معارك مع فرسان مدجّجيـن فأوجعهم وأثخنهم جراحاً، وبقي واقفاً ينظر إليهم في زهو، وفي عجبٍ أحياناً. ولما أعياه الألمُ والعوزُ والهمُّ، عاد إلى بلادٍ، لم تفتح لهُ ذراعيها لتحتضن عبقرية صقلتها التجارب الحيّة، بعد أن راكمت المعرفة من ينابيع متفرّقة، ومشارب صافية، اختزنتها ذاكرة لا تصدأ. إكتملتْ مأساة الفتي الألمعيّ من حيث بدأ يصعـد نحو النّجوم ، فعاد إلى الثرى مَهيْض الجناح ليلوذ بقـبـوِهِ، حارقاً أقواسَه كلها. ثم ألهبتْ السياط ظهره بيد دجّالٍ مشعوذ تحت سـمع وبصر مَن أحبّه وتمنّى شفائه وخروجه من عزلته، فساقه إلى حتفه بوسيلة فيها من القسوة ما لا تحتمله غرائب الإبل، ولا تقوى عليه الوحوش الضارية. لكن مِن الحبِّ ما قتل..! صّور كاتبنا، بقريحة متدفقة أمسكتْ يراعاً سيالاً يقتفى أثر تاريخ متسلسل من غير ملل، معاوية نور وعصره، ولعله أراد أنْ يلفتَ نظر القارئ الى هذه العبقرية التي ذوَتْ قبل أوانها، وليخرجه من صوامع البحّاثة والمثقفين إلى الجمهور العريض.
يأتي جمال من منهلٍ ماؤه نميـر، ســقى جيـلاً بعد جيل فنوناً ونماذجَ مـن صنوف الأدب والثقافة الرفيعة. جاد من ذلك المنهل محمد أحمد محجوب وأحمد خيــر، ومحمد عثمان يسن، ويوسف مصطفى التني، وجمال محمد أحمد، وفخرالدين محمد، وسيد أحمد الحاردلو، وصالح عبده مشامون. ومشامون الذي عرفته، لم يكد يلقي رحله في دمشق، محطته الدبلوماسية الأولى، سكرتيراً ثالثاً، حتى جـذبت شـقته التي تحوّلت إلى مَرسمِ لكبار التشكيليين السوريين والفلسطينيين والعرب، لكنّهُ غادر وهو في أوجِ عطائه، مأسوفاً عليه، والقائمة تطول. .
الرواية التاريخية عنـد جمـال محمد إبراهـيم، هـيَ غير الروايـات التي استلهمت تاريخ القرون الفائتة، أو صنعتْ من العدم تاريخاً لم يكن. روايته التاريخية تلتقط لحظة الحدث وتأخذ توالي الأحداث المعاصرة بدربة وإبداع. قِلّة هُـم الروائيون العرب الذين شكّلوا تلك اللحظة وأشبعوا الأحداث إبداعاً، مِنّهم ليلى أبو العلا، وصنع الله إبراهيم في روايته "1970"، على سبيل المثال لا الحصر.
خاض جمال غِمار الرواية، ونظم القريض، وكتب المقالة، إلا أنه لـم يدن من القصة القصيرة، وما رسم فصول المسرحية حسب علمي. لعله ينكبّ على روايته الثالثة "حان أوان الرحيل"، أو أحداثها فيصنع منها مسرحية، تكون تجربته الأولى في هذا المضمار. كثيرٌ من الكتاب والمسرحيين صنعوا من رواياتهم أو روايات غيرهم، مسرحيات بزّت في روعتها النص الروائي، ومن تلك الاعمال رواية مكسيم غوركي "الأم" التي حولها المسرحي الألماني الطليعي، برتولت بريشت الى مسرحية، تألقت فيها رفيقة دربه، نجمة المسرح الرائعة هيلنا فايغـل، حيث كانت تضيء مسرح "برلينر إنزامبل" ، على كتف نهر الأشبريه بحضورها الأخّاذ، وبراعتها المنقطعة النظير.
هـذه انطبــاعات قارئ، لا أكثرولا أقلّ، تداعــتْ عـفـو الخاطـــرتحت ظــلال الكهرمان..
_________________
*توفي الرّاحل عمر السوري في سبتمبر 2023
بمرور أكثر من سبة أشهر على رحيل صديقي العزيز اللأديب الصحفي "عليم" :عمر جعفر السوري، رأت أن أعيد آخر ما كتب لي وعن روايتي الأخيرة "تداعي الكهرمان" عن السيرة المتخيلة للأديب معاوية محمد نور
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الروایة التاریخیة روایة التاریخ جمال محمد
إقرأ أيضاً:
رفض تهجير الفلسطينيين أبرزها.. نص الكلمة التاريخية للرئيس السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية الرئيس "ويليام روتو" رئيس جمهورية كينيا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية.
وألقى الرئيس السيسي كلمة
خلال المؤتمر الصحفى المشترك
مع الرئيس ويليام روتو
رئيس جمهورية كينيا
قصر الاتحادية جاء نصها..
" أعرب لفخامتكم عن بالغ ترحيبى بكم، في بلدكم الثانى "مصر" .. وهي الزيارة التى تأتى بالتزامن مع الذكرى الستين، لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين .. وبما يعكس أهمية وعمق العلاقات والروابط التاريخية، بين مصر وكينيا، على المستويين الرسمى والشعبى".
"لقد أتاحت هذه الزيارة المجال، لعقد مباحثات ثنائية بناءة مع أخى فخامة الرئيس "روتو"، تم خلالها التأكيد على استمرار العمل، لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها .. لتصل إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة .. بما يفتح المجال لمزيد من التعاون الثنائى فى كافة المجالات، لاسيما الدفاع والأمن، ومكافحة الإرهاب، وموضوعات المياه، والثقافة والتعليم، وتبادل الخبرات وبناء القدرات".
ولقد أكدت خلال هذه المباحثات، على أهمية توثيق الروابط الاقتصادية، وتنشيط التبادل التجارى بين البلدين، وتعزيز التعاون الاستثمارى، عبر دعم تواجد الشركات المصرية فى الأسواق الكينية .. لاسيما فى القطاعات ذات الاهتمام المشترك، والتى تحظى بأولوية لدى الجانب الكينى، والتى تتمتع فيها الشركات المصرية بميزات نسبية وخبرات متراكمة؛ وأهمها البنية التحتية، والصحة، والزراعة والرى، بالإضافة إلى استمرار العمل المشترك، نحو بناء الكوادر الكينية فى شتى المجالات.
كما اتفقت وأخى فخامة الرئيس "روتو"، على الاستمرار فى توطيد أواصر الحوار السياسى، والتنسيق فى القضايا ذات الأولوية .. سواء على المستوى الإقليمى، أو فيما يتعلق بالعمل الإفريقى المشترك، تحت مظلة الاتحاد الإفريقى.. ولاسيما فى مجالات التكامل الإقليمى، وتعزيز السلم والأمن الإقليميين، وتنفيذ أهداف أجندة 2063 التنموية، والإصلاح المؤسسى، والدفع بأولويات القارة الإفريقية على الأجندة الدولية.
"لقد تناولت مع فخامة الرئيس "روتو"، آخر التطورات المرتبطة بمنطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر .. حيث توافقنا فى الرؤى، حول خطورة ما تشهده منطقة البحر الأحمر من تهديدات أمنية، تفتح المجال لتوسيع رقعة الصراع، والتأثير على الدور الرئيسى والفاعل، للدول المشاطئة للبحر الأحمر فى تناول شئونها .. وهو الوضع الذى لا يمكن فصله عن العدوان الإسرائيلى على غزة، باعتباره سببا رئيسيا لهذه التهديدات الأمنية".
" ومن هنا، تم التأكيد على حتمية التنفيذ الكامل، لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، الذى تم التوصل له بعد جهود مصرية مضنية، بالشراكة مع شركائنا فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية .. وضرورة السماح باستئناف النفاذ الإنسانى الكامل للفلسطينيين فى غزة، لإنهاء الوضع الإنسانى الكارثى،
وبدء مسار سياسى حقيقى، لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، على خطوط الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية".
“ودعونى هنا، أن أشير إلى أن هناك ثوابت للموقف المصرى التاريخى، بالنسبة للقضية الفلسطينية .. وأنه لا يمكن أبدا، أن يتم الحياد أو التنازل، بأى شكل كان، عن تلك الثوابت .. وعندما أشير للثوابت، فإننى أعنى بذلك الأسس الجوهرية التى يقوم عليها الموقف .. والتى تشمل بالقطع، إنشاء الدولة الفلسطينية، والحفاظ على مقومات تلك الدولة، وبالأخص.. شعبها وإقليمها”
"أقول ذلك بمناسبة ما يتردد، بشأن موضوع تهجير الفلسطينيين .. وأود أن أطمئن الشعب المصرى: "بأنه لا يمكن أبدا التساهل، أو السماح بالمساس بالأمن القومى المصرى" .. وأطمئنكم بأننا عازمون على العمل مع الرئيس "ترامب"، وهو يرغب فى تحقيق السلام، للتوصل الى السلام المنشود القائم على حل الدولتين .. ونرى أن الرئيس "ترامب"، قادر على تحقيق ذلك الغرض، الذى طال انتظاره بإحلال السلام العادل الدائم، فى منطقة الشرق الأوسط".
" أنه خلال ما يقرب من 15 شهراً أكدنا أن ما نراه منذ 7 أكتوبر وحتى الآن هو إفرازات ونتائج لسنوات طويلة لم يتم فيها الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وبالتالي، فإن جذور المشكلة لم يتم التعامل معها، وهنا كل عدة سنوات، ينفجر الموقف ويحدث ما نراه أو ما رأيناه في قطاع غزة، إذن الحل لهذه القضية، هو حل الدولتين، إيجاد دولة فلسطينية، هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، وهذا ليس رأيي، لابد أن نكون في اعتبارنا الرأي العام، ليس العربي، وليس المصري، الرأي العام العالمي الذي يرى أن وقع ظلم تاريخي على الشعب الفلسطيني خلال السبعين عاما الماضية، ويرى أن الحل ليس إخراج الفلسطيني مكانه لا.. الحل للدولتين .. جنبا إلى جنب، أمن وسلام للمواطن الإسرائيلي، وأمن وامان للمواطن الفلسطيني، النقطة الثانية ما رأيناه، من خلال عودة الفلسطينيين بعد تدمير استمر أكثر من 14 شهرا... الآلاف الذين عادوا ... لماذا عادوا... عادوا إلى ماذا ...عادوا على الركام الذي تم تحطيمه على مدار 14 شهرا.. في مصر حذرنا في بداية الأزمة أن يكون ما يحدث محاولة لجعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة، حتى يتم تهجير الفلسطينيين، وقولنا وقتها هذه الفترة في أكتوبر مع كل من التقيناه من مسئولين أن هذه الأزمة هي ازمة ناتجة ليس فقط بسبب عنف وعنف متبادل بين الطرفين ولكن نتيجة فقد الأمل، في إيجاد حل للدولة الفلسطينية للشعب الفلسطيني. ماذا سأقول للرأي العام المصري؟ ولن أتحدث عن الرأي العام العربي أو العالمي، أقول أيه لو طلب مني او ما يتردد عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر، انا أتصور ان فرضية نظرية هذا معناه عمد استقرار الامن القومي المصري والأمن القومي العربي في منطقتنا، مهم جدا الناس التي تسمعنا أن هناك أمة لها موقف في هذا الامر، أنا موجود أو غير ذلك .. الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيين وتهجيرهم سابقا ولم يعودوا إلى مناطقهم، سبق التأكيد لهم أنه قد يعودوا إليها مرة أخرى بعد تعميرها، هل هذا سيحدث مرة أخرى، لا اعتقد، والشعب المصري لو طلبت منه هذا الأمر كله في الشارع المصري هيقول لا ... لا تشارك في ظلم أقولها بكل وضوح ... ترحيل الشعب الفلسطيني من مكانه، ظلم .. لا يمكن أن نشارك فيه" .
"تطرقت ولرئيس "روتو"، إلى الأوضاع فى السودان الشقيق .. حيث تبادلنا الرأى، حول سبل إنهاء الصراع الجارى .. وأكدنا على أهمية استمرار العمل المشترك بين مصر وكينيا، من أجل التوصل إلى حلول
جادة للأزمة .. بما يضع حدا للمعاناة الإنسانية، التى يمر بها المواطنون السودانيون، ويفتح المجال أمام حوار سياسى، يلبى تطلعات وآمال الشعب السودانى الشقيق.. فى الأمن والاستقرار.
وقد تباحثت كذلك مع أخى الرئيس، حول آخر تطورات ملف نهر النيل ..حيث شددت على الوضعية الدقيقة لمصر، التى تعانى من ندرة مائية حادة .. وأكدت على دعمنا الكامل، للاحتياجات التنموية المشروعة لدول حوض النيل .. بما يستدعى التنسيق الإيجابى فيما بيننا، لضمان عدم الإضرار بأى طرف".
“واتفقت الرؤى فيما بيننا، على أن نهر النيل يحمل الخير والكثير من الفرص التنموية الواعدة لجميع دوله .. طالما تم التوافق بينهم على تحقيق التعاون بنوايا صادقة، وفقا لقواعد القانون الدولى ذات الصلة”.
"أخى الرئيس ويليام روتــو،
لقد أسعدنى لقاؤكم اليوم، وإننى لأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين لدينا، تلبية لمصالح شعبينا الشقيقين ..متمنيا للشعب الكينى الشقيق، كل الخير والاستقرار تحت قيادتكم الحكيمة ..وأجدد ترحيبى بكم، فى بلدكم الثانى "مصر".