سودانايل:
2024-11-05@09:33:42 GMT

حتي يراق علي جوانبه الدم

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

لا أعرف بلدا , يتخير الأصعب , كلما اعترضت طريقه مشكله , حتي و إن كانت صغيرة , مثل بلادنا السودان . حيث تقف شواهد كثيرة في تاريخنا السياسي و الاجتماعي دلت علي ذلك , و لم يتم تجاوزها الا بعد أن اهريق في سبيل انجازها دم عزيز , وارتكبت فيها الفظائع و فقدت فيها الكثير من الأرواح الطاهرة البريئة .


و المرء لا يخالجه أدني شك , في أن الاقصوصة المحفوظة في التراث الانساني , و التي تتحدث عن قطع رقبة العجل , من أجل أخراج رأسه من الجرة , قد حدثت بكاملها عندنا في بلاد السودان و التي عرفت بقصة ( البصيرة أم حمد ) و هي المرأة ( الحكيمة ) التي دلتهم علي هذا الفعل الأهوج .
و سواء بوعي أو بلا وعي , فان نماذج من العنف الواضح , قد مورست في بلادنا و أفضت في محصلتها النهائية الي كوارث و عواقب وخيمة , كان من السهل تفاديها لو أن جانب اللين والتروي و الحكمة و احترام المواطن و تقدير حرمة الأنفس قد حصل . ولو أن الدولة التي تمتلك وسائل العنف قد وعت بأن الواجبات الوطنية لا يمكن الفصل بينها و بين حرية المواطن الذي له الحق في أن يتمتع بكامل الحرية في التعبير عن رأيه , في كل شأن يخص حيواته و يرتبط بمعيشته في كل الظروف و تجاه كل القضايا .
وما من شك , في أن الحكومات المتعاقبة علي ادارة شأن البلاد لم تفلح في أن توطن سلطاتها و قياداتها و أجهزتها علي طرائق سلسة و فاعلة حكيمة و رحيمة لإدارة علاقاتها بالمواطنين , في كل العهود و في عهد دولة الانقاذ خاصة , والتي لم تدخر وسعا , طيلة سنوات حكمها الطويل, في القمع و كبت الحريات و إسكات الأصوات بالعنف , بل وتكوين الأجهزة الأمنية المنيعة , التي اتخذت العنف مبدأ ووسيلة و ترسخت في ذهنيتها غطرسة القوة و البطش .و لعل الشواهد في حالات القمع و التنكيل ضد مواطني سد كجبار و في مثال معالجة مشكلة دارفور و قضية منطقة المناصير و مشكلات الشرق و الجنوب , خير دليل علي احتقارها للشعب و ازدرائه , ولإعمال العنف الزائد و اراقة الدم , التي تتنافي جميعها مع النصوص الدينية و الشريعة الاسلامية السمحاء .
و الخلاصة الواضحة من ذلك , أن مجمل أزماتنا , و خاصة فيما يتعلق باستشراء العنف , ورخص الدم و إراقته بكل برود علي جوانب سوح القضايا , مهما صغرت , تكمن و بالاستنتاج الي البيئة السياسية التي ظلت ماثلة في البلاد ولفترات طويلة خاصة في ظل الحكومات الشمولية , التي نتجت عن الانقلابات العسكرية ثم تسلطت من بعد علي رقاب الشعب و حكمت لأكثر من ثلثي فترة الحكم الوطني , و عاشت , رغم التبرير لوجودها , وبدواع متشابهة , لم تستطع أن تحافظ علي سلطاتها و نفوذها الا بوسائل القمع و انتهاك الحريات في ظل غياب التدافع الطبيعي والمنافسة السياسة و غياب الديمقراطية و الحكم الراشد , و خارج اطار الحريات الأساسية و حقوق الانسان و غياب دور المؤسسات الديمقراطية التي من المؤمل أن تكون من أوجب مهامها ضبط سلوك الاجهزة والافراد الذين يتخذون العنف منهجا و طريقا أوحدا لمعالجة المشكلات .
و يصح ذات الاستنتاج عن بلادنا , أن الأزمة الحالية و التي أدت الي هذه الحرب , هي أزمة متصلة بالتسلط , و حب فرض الرأي بالقوة و محاولة الانفراد بالسلطة و استخدام العنف وسيلة للوصول للغايات و التي ليس من بينها بأي حال رفاهية المواطن وتحسين ظروف حياته و نماء الوطن و تقدمه و نهضته , بل كانت , جميعها لأغراض و مصالح ذاتية مرتبطة بالأفراد .و الشاهد الماثل , أن أزماتنا ستظل قائمة , طالما كان الطريق الي حلها و مواجهتها هو العنف وحده و فرض الارادات , و تبني المعالجات الأمنية والعسكرية و ليست السياسية القائمة علي الحوار والتدافع و التراضي الوطني من أجل الوطن و ازدهاره و تطوره .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مستشار رئيس الوزراء العراقي: هناك محاولات لجر بلادنا للصراع المفتوح في المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي الدكتور حسين علاوي، أن هناك محاولات لجر العراق إلى الصراع المفتوح في المنطقة على مدى أكثر من عام، ولكن حكمة القيادة السياسية العراقية تحول دون ذلك. 
وقال الدكتور علاوي - في مداخلة لقناة (العربية الحدث) الإخبارية اليوم /الأحد/ - إن "الكيان الصهيوني يحاول من خلال عدة أدوات جر العراق إلى هذا الصراع، لكن العراق في المقابل قيادة وشعبا يدعم موقف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في أن قرار الحرب والسلم هو قرار الدولة وفي يد القائد العام للقوات المسلحة والمؤسسات الدستورية".
وأضاف أن "العراق يقدم العديد من المبادرات الدبلوماسية، وسيشارك في القمة العربية الإسلامية بدعوة من المملكة العربية السعودية، حيث تعد هذه القمة تحولا كبيرا في السياسة العربية والإسلامية في مواجهة هذه الأزمة، وتسعى لوضع حلول أساسية لخفض التصعيد في المنطقة والانتقال بالمنطقة إلى مرحلة الاستقرار وإيقاف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية".
ونفى الدكتور علاوي ما تردد من أنباء حول أن الأراضي العراقية تستخدم في نقل الصواريخ الباليستية من إيران، وذلك بحسب الإدعاءات الإسرائيلية.. مؤكدا أن الدولة العراقية تملك سيادة وطنية وقرارا مستقلا، وتعمل مع كل الدول العربية والإسلامية لمواجهة هذه الأزمة، وموقفها الرسمي تجاه دعم القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير.

مقالات مشابهة

  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • وزير الشؤون النيابية: الدستور نص على بعض الحريات يجب أن تنعكس بقانون الإجراءات الجنائية
  • أخنوش: صادرات السيارات استثنائية و بلادنا أظهرت صموداً أمام الصدمات الإقتصادية
  • مركب ملوث للهواء يضعف قدرة الطفل على التعلم
  • هاريس: الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستقرر مصير بلادنا
  • مركز المرأة بجامعة عدن ينظم ورشًا تدريبية خاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي
  • مستشار رئيس الوزراء العراقي: هناك محاولات لجر بلادنا للصراع المفتوح في المنطقة
  • صحفيون يخشون فقدان آخر الحريات في أفغانستان
  • تظاهرة في المخا تندد بعمليات القمع والاعتقالات التي تمارسها قوات طارق صالح بحق أبناء المديرية
  • ترامب: بايدن يكرهني.. ومصير بلادنا في أيدي الناخبين