أكد الرياضيون الفلسطينيون الذين سيشاركون في الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، أنهم "قادمون للتعبير عن المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة" بسبب الحرب التي تدورها رحاها منذ نحو 9 أشهر.

وقالت السباحة الفلسطينية، فاليري ترزي، في حديثها إلى شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، إنها قدمت إلى باريس لـ"التحدث عن الأشخاص الذين يعجزون عن إيصال أصواتهم.

. ولرفع الآمال في غزة".

وأضافت السباحة التي ولدت في الولايات المتحدة وتحمل جنسيتها، أنها "جاءت إلى باريس لتحقق حلم كان يراودها منذ عام 2008، عندما كانت تشاهد دورة الألعاب الأولمبية في بكين".

لكن بالإضافة إلى تحقيق طموحها الشخصي، قالت ترزي إنها تأمل في أن تستغل وجودها في باريس، "للتحدث باسم شعب غزة"، حيث قُتل نحو 39 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.

الأولمبياد على الأبواب.. ما حظوظ العرب في أكبر حدث رياضي عالمي؟ أسابيع قليلة تفصلنا عن أكبر حدث رياضي يشهده العالم كل أربعة أعوام، وذلك مع بدء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستنطلق قريبا في العاصمة الفرنسية باريس، وسط آمال بأن يحقق فيها العرب العديد من الميداليات الملونة بما يليق مع حجمهم السكاني والإمكانيات التي تملكها الكثير من دولهم.

وكانت حماس قد شنت في السابع من أكتوبر هجمات غير مسبوقة على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، غالبيتهم مدنيين، وبينهم نساء وأطفال، واحتجاز حوالي 250 رهينة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

وشددت ترزي، البالغة من العمر 24 عامًا، على أن البعثة الفلسطينية موجودة "ليس للتنافس وتمثيل وطنها فقط، بل لنقل آلام أهالي غزة"، على حد وصفها.

وقالت اللاعبة إن جذور عائلتها تعود إلى غزة، حيث يقيم العديد من أقاربها هناك، لافتة إلى أن عائلتها بمدينة شيكاغو الأميركية "تبذل قصارى جهدها لمساعدة سكان القطاع".

وتتألف البعثة الفلسطينية للأولمبياد من 8 رياضيين، إذ تضم إضافة إلى ترزي، السباح يزن البواب، ولاعب التايكوندو عمر إسماعيل، ولاعب الجودو فارس بدوي.

ويشارك في البعثة أيضا الملاكم وسيم أبو سل، والعداءة ليلى المصري، والعداء محمد دويدار، ولاعب رماية السكيت (الأطباق) خورخي أنطونيو صالحي.

"نموذج ملهم"

ويعتبر إسماعيل (18 عاما)، المنافس الوحيد الذي تأهل بشكل مباشر إلى الأولمبياد، فيما حصل السبعة الباقون على بطاقات دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية. 

وأوضح إسماعيل أنه "يأمل في إلهام الشباب الفلسطيني" عندما يشارك في منافسات التايكوندو، قائلا: "أفكر في الأطفال في فلسطين.. وفي غزة، وآمل أن ينظروا إليّ كنموذج يحتذى به".

في مباراة مع العراق.. 4 إسرائيليات في منتخب فلسطين للسيدات.. وتعليق إسرائيلي كشفت صحيفة "يدعوت أحرنوت"، الإسرائيلية، الأحد، أن الفريق الفلسطيني للسيدات، الذي فاز على منتخب العراق بثلاثية نظيفة، برسم بطولة غرب آسيا للسيدات، ضم أربعة لاعبات إسرائيليات.

وفي نفس السياق، قال السباح البواب (28 سنة)، الذي ولد في السعودية ونشأ في دبي، إنه "يأمل بأن يظهر للعالم كله أن الفلسطينيين في غزة وخارجها يريدون ببساطة نفس الحقوق التي يتمتع بها أي شخص آخر".

وتابع: "المنافسة في الألعاب الأولمبية ليست مجرد مسألة فخر شخصي، بل هي أيضاً أسلوبي في استخدام الرياضة كأداة إثبات للعالم أننا بشر أيضاً، ونريد حقوقنا وممارسة الرياضة".

من جانبه، أوضح المدير الفني للجنة الأولمبية الفلسطينية، نادر الجيوسي، أن مجرد حضور رياضيين من بلاده للمشاركة في الألعاب "له أهمية لا تصدق".

وزاد: "ليس فقط كوسيلة لإلهام الأجيال الشابة، لكن أيضًا لتعزيز الهوية الفلسطينية على المسرح العالمي".

وأضاف أن أولئك الذين يتنافسون في باريس "ستُسجل أسماؤهم في كتب التاريخ تحت اسم فلسطين"، مشددا في الوقت نفسه على أنهم "حضروا للمنافسة والفوز بالميداليات".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة

إقرأ أيضاً:

توجيهات رئاسية بتشكيل لجنة لرصد أوجه القصور في أولمبياد 2024

سعادة لاعب رفع الأثقال عمار حسن، من محافظة الفيوم، بتأهله للمشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية ريو دى جانيرو 2016 تحولت إلى حزن وانكسار بعدما أصيب بإصابة عضلية قبيل انطلاق البطولة بأيام، حرمته من المشاركة الأولمبية الأولى له، لتتبدل أحواله ويتحول من لاعب يهتف الجميع باسمه فى كافة المحافل القارية والعالمية لبراعته وموهبته الفذة، إلى لاعب معتزل رغماً عنه، بعدما رفض الاتحاد المصرى لرفع الأثقال التكفل بنفقات علاجه، على حد تعبيره، ليقف عاجزاً أمام تلك الإصابة التى أبعدته عن كافة الفعاليات الرياضية، ويتحول من بطل يمتلك الموهبة والطموح إلى «سائق توك توك».

قصة اللاعب الحزينة بدأت، حسبما يحكى عمار، عند إصابته فى بطولة العالم فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبدلاً من دعمه، فقد تم تسريحه، وهو الأمر الذى يعتبره خطأ كبيراً، لأنه يرى أن تكلفة علاجه كانت أقل بكثير من تكلفة تجهيز لاعب آخر، خاصة أنه يملك من الإمكانيات ما كان يؤهله لحصد ميدالية أولمبية نظراً لتحقيقه سابقاً أرقاماً عالية فى اللعبة.

الأرقام التى حققها اللاعب أهّلته لحصد العديد من الميداليات القارية والحصول على الميدالية البرونزية فى بطولة العالم بروسيا، على الرغم من أنه كان يعتمد فى تدريبه على أساليب بدائية، لعدم امتلاكه المال الكافى للاشتراك فى أندية بها تجهيزات فنية مرتفعة، فهو يعتبر نفسه لاعب «حوارى»، حسب تعبيره، تربى على تقاليد اللعبة وأصولها فى الساحات الشعبية.

قوة اللاعب البدنية جاءت بسبب عمله منذ سن صغيرة «شيال» بجانب التدريب، ليحقق حلم طفولته الذى بدأ يكبر معه عقب حصوله على أول بطولة جمهورية فى مسيرته وهو لا يزال فى عمر الثانية عشرة، وهنا علم الجميع أنهم أمام موهبة حقيقية تستحق الدعم والمساندة، قادرة على خطف ميدالية أولمبية بسهولة حال استمراره بهذا المستوى.

لكن رغم التوقعات الكبيرة، خابت الآمال سريعاً بعدما أُصيب قبيل دورة الألعاب الأولمبية 2016، ليُجبر بعدها على الاعتزال لعدم قدرته على تحمل تكلفة العلاج، لتنتهى رحلته سريعاً مع اللعبة.

رحلة قصيرة

يتذكر عمار حسن، لاعب رفع الأثقال المعتزل، طفولته ويقول إنه لم يكن يتخيل امتلاكه الموهبة، فقد كان يلهو مثل أطفال كثيرين فى نفس سنه داخل مركز الشباب، محاولاً تقليد أولاد خالته الذين كانوا يمارسون اللعبة، وعلى الرغم من صغر سنه حينها، فإن الكابتن خالد قرنى، المدير الفنى الأسبق للمنتخب القومى لرفع الأثقال، ضمه لصفوف المنتخب الوطنى وعمره 12 عاماً، رغم تعرضه لانتقادات عنيفة من قبل البعض نظراً لصغر سن اللاعب.

أصر «قرنى» على اختياره وراهن على نجاحه وبالفعل كان توقعه صحيحاً واختياره سليماً، فقد رشحه للمشاركة فى بطولة الجمهورية عام 2006 تحت 14 عاماً، وهو الأمر الذى أثار استغراب اللاعب نفسه لأنه لم يكن يتجاوز وقتها 12 عاماً، حيث كان يعتبر أصغر لاعب شارك فى البطولة حينها، وعلى الرغم من ذلك، فإنه تمكن من الحصول على المركز الرابع فى مشاركته الأولى فى البطولة، وفى مشاركته الثانية فى بطولة عام 2007 تمكن من انتزاع المركز الثانى، ليتربع بعدها على عرش اللعبة بحصوله على المركز الأول عام 2008.

نجاحات عديدة حققها عمار حسن، لاعب رفع الأثقال، فى وقت قصير، وكانت كفيلة بأن تقوده لنجاحات أكبر على المستوى الدولى، ولكن الظروف المادية كان لها رأى آخر، حيث قرر أن يلجأ إلى العمل «عتال» للحصول على الأموال التى تساعده على الاستمرار فى ممارسة اللعبة، حينها كان قد بلغ 16 عاماً، وظل الوضع يزداد سوءاً حتى نصحه مدرب يدعى صبرى عويس بأن ينضم للمدرسة العسكرية التى يعتبرها البداية الحقيقية فى مسيرته الرياضية.

يقول لاعب رفع الأثقال: «كنت قاعد هناك على طول ودى كانت بدايتى الحقيقية، ومع أول مشاركة قارية لى مع المنتخب ربنا كرمنى بذهبية فى بطولة أفريقيا 2012 فى تونس».

لكن تبدلت الأمور سريعاً بعدما تعرض لإصابة شديدة منعته من ممارسة اللعبة، وزادت المعاناة بعدما رفض الاتحاد تحمل نفقات علاجه على حد تعبيره: «طردونى بره المنتخب وسابونى مصاب ومحدش فكر يسأل عنى، وملقتش قدامى غير الشارع».

فشل التعامل مع المواهب

يتحدث الناقد الرياضى كريم سعيد عن اللاعبة «هنا جودة» كمثال يُبرز فشل التعامل مع المواهب الصاعدة، محاولاً تفسير ما حدث لها من خلال التحليل الفنى لمشاركاتها فى البطولات التى سبقت دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 فيقول إنه فى ديسمبر 2021 حققت فضية بطولة العالم للناشئات فى البرتغال وهى لا تزال فى الرابعة عشرة من عمرها، وفى نفس البطولة حققت ذهبية الزوجى: «الكل تفاءل بحصول مصر على ميدالية أولمبية فى تنس الطاولة».

ويتابع: «خابت الآمال بعدما ودعت دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 من الدور ٦٤ بخسارة قاسية أمام الهولندية بريت إيرلاند»، مشيراً إلى أن هنا جودة حققت نتائج سلبية فى بطولات العالم خلال التجهيز لدورة الألعاب، وخرجت من الدور الأول لبطولة سماش بالسعودية ما كان ينذر بضرورة التعرف على الأسباب التى أدت إلى تراجع مستواها ووضع خطة عاجلة لتجهيزها للمحفل الأولمبى: «حذرت من عدم الاهتمام البدنى لها بعد ما ازداد طولها وهذا أمر خطير جداً، لأن لاعب تنس الطاولة كلما كان قصيراً زادت رشاقته ومرونته والعكس عندما يكون طويلاً، ومع زيادة طول اللاعبة هنا كان لازم يتم تعديل تقنية التدريب».

من بين الأمور السلبية أيضاً التى رصدها الناقد الرياضى خلال تحليله لنتائج هنا جودة خلال الثلاث سنوات الماضية هو فكرة تحويلها لـ«براند دعائى» على السوشيال ميديا يجذب الرعاة والمعلنين أكثر من وضع برنامج تدريبى لها لتصبح بطلة عالمية وهو ما أدى إلى تراجع مستواها.

«عدم الاهتمام بالمواهب الحقيقية ودعمها، أدى إلى «خسارة مواهب عديدة أيضاً وفرص للفوز بميداليات فى كافة الألعاب»، حسبما يرى الكابتن محمود محجوب، نائب رئيس الاتحاد الأفريقى لرفع الأثقال، الذى يقول إن «البطل الأولمبى لا يأتى من فراغ ولا بد من الحرص عند اختيار اللاعبين، حتى لا نفقد عناصر مميزة قادرة على حصد الميداليات»، مؤكداً أن الحديث عن صناعة بطل أولمبى يجب أن يكون منذ مرحلة الطفولة، حيث يمكن تأسيس اللاعب بشكل جيد وتطوير مهاراته الفنية، مثلما حدث مع اللاعبة سارة سمير التى تم اختيارها وهى فى سن 13 عاماً فقط.

ويضيف «محجوب»: «نجاح سارة كان بسبب الاهتمام بها فنياً وأسرياً واجتماعياً، تخيل كده لو كنا قررنا استبعادها، علشان عندها مشكلة فى فرد إيديها للآخر، ودى مشكلة لو واحد مش خبير كان هيستبعدها من المنافسات لأنها فقدت شرطاً من شروط الاختيار، لكن لما لاقينا فيها روح المنافسة من صغرها وقوة بنيانها وقدرتها على رفع أوزان عالية، بخلاف الغيرة على بلدها ورغبتها فى كسر حواجز الخوف، شجعنا ذلك على تجاوز مشكلة فرد الذراعين وقت الرفع، وكانت النتيجة أننا كسبنا بطلة أولمبية عظيمة».

ويضيف: «فى كافة البطولات التى شارك فيها عمار حسن، لاعب رفع الأثقال، كان يعانى الإصابة ولكنه تحامل على نفسه لرغبته فى حصد مزيد من الميداليات، حتى أصيب بإصابة بالغة عقب تأهله لأولمبياد ريو دى جانيرو فى البرازيل 2016 خلال مشاركته فى بطولة العالم التى سبقت دورة الألعاب الأولمبية، لتكون تلك الإصابة هى الضربة القاضية له».

يقول عمار حسن: «عملت أرقام عالمية فى اللعبة خلال مشوارى القصير، قدرت أحقق 203 كيلو فى رفعة «النتر»، و165 فى رفعة «الخطف» وده فى سنى كان يعتبر إنجازاً لأن محدش كان بيعمل الأرقام دى لأنها كانت صعبة فى مصر، وكان الجامد بيشيل 140 خطف بس».

بعد الإصابة حاول «عمار» جاهداً علاج ركبته، ولكن لأنه لم تصرف له مستحقاته عن بطولة العالم 2014، فشل فى توفير نفقات العلاج: «روحت للدكتور أحمد عبدالعزيز، استشارى إصابات ملاعب، ومعايا الكابتن خالد قرنى اللى كان بيصرف عليا من جيبه الخاص، وكان بيبعت لى فلوس علشان أتعالج وأعيش، لكن طبعاً كان صعب يتحمل تكلفة العملية الجراحية ولحد دلوقتى وأنا ماشى بركبة مصابة».

الفشل فى التعامل مع اللاعب عمار حسن، والذى تشير كل النجاحات التى حققها إلى أننا كنا أمام مشروع بطل أولمبى ربما كان قادراً على خطف العديد من الميداليات الأولمبية، دفعنا لمحاولة التعرف على كيفية صناعة البطل الأولمبى باعتبارها كما يقول الخبراء والمتخصصون: «علم له قواعده».

البحث عن البطل الأولمبى

يقول د. عادل مكى، عميد كلية التربية الرياضية السابق بجامعة أسوان: صناعة البطل الأولمبى يمكن أن تبدأ بطريقة الاختيار ومن بينها مثلاً النطاق الجغرافى الذى يتم اختيار اللاعبين منه، فهناك مناطق جغرافية لها طبيعة خاصة تجعل سكانها يملكون صفات مميزة ومقومات إذا تم استغلالها والعمل عليها فيمكن بسهولة العثور على لاعبين قادرين على تحقيق إنجازات، مستشهداً بالمناطق الجنوبية من مصر، حيث قوة التحمل والجلد والصبر، وهذا يعنى أنه إذا تم اختيار لاعبين من تلك المناطق فسيتمتعون بصفات أولية للبطولة يمكن العمل على تطويرها فنياً بعد ذلك.

يستطرد «مكى» قائلاً: «مناطق الجنوب منجم ذهب، لكن لأن مفيش اهتمام هناك بالرياضة بشكل كافٍ، فتلاقى إن المواهب بتتولد وتموت ومحدش بيحس بيها، لأن هناك أصحاب المواهب أهلهم ما بيبقاش معاهم فلوس علشان يخلّوا ولادهم يروحوا مركز الشباب أو النادى، وكمان معندهمش الخبرة الكافية فى الحكم على موهبة ولادهم، وهنا يأتى دور الكشافين (وهم أشخاص يجوبون القرى والنجوع بحثاً عن المواهب فى كافة الألعاب)».

«غياب الكشافين أصبح من بين المشكلات التى تحتاج إلى حل جذرى، نظراً لدورهم الهام فى العثور على المواهب واكتشافها فى كافة المناطق، بما فى ذلك النجوع والقرى النائية»، حسبما يقول «مكى»، الذى يؤكد أنه «لابد من التركيز على عودة الكشافين ولكن بشكل منظم وخطة مدروسة».

ويضيف عميد كلية التربية الرياضية بجامعة أسوان: «لا بد يكون عندنا استراتيجية واضحة المعالم من خلالها أقدر أعرف أنا واقف فين، وطبعاً لازم تكون ثابتة يعنى ما ينفعش كل فترة أغيرها، فالخطط طويلة الأمد هى الأنسب لينا إذا كنا نريد أن نُخرج أبطال».

ويستطرد «مكى»: «إذا أردنا التفوق يجب التركيز على المدارس لكونها الأكثر انتشاراً فى مصر، ويمكن من خلالها العثور على مواهب فى كافة الألعاب، وخاصة خلال مراحل التعليم الأساسى التى يصعب أن يتسرب منها الأطفال عكس باقى المراحل، وهنا يمكن التركيز على المرحلة الابتدائية تحديداً لسهولة الوصول لأكبر عدد من الأطفال واختيار أفضل المواهب، لتأتى بعد ذلك مرحلة التصفية حتى نصل لأقل عدد من اللاعبين الذين يمتلكون مقومات البطولة، وبعد ذلك يتم رعايتهم رعاية كاملة حتى اعتزالهم».

التعامل مع الأولمبيين المعتزلين

الفشل فى التعامل مع الأبطال الأولمبيين بعد الاعتزال كان سبباً فى هجرة عدد من اللاعبين من بينهم لاعب رفع الأثقال المعتزل طارق يحيى، الذى تم تتويجه بالميدالية البرونزية بعد مرور 12 عاماً على البطولة التى شارك بها، وخرج خالى الوفاض منها بعد حصوله على المركز الرابع، قبل أن تنصفه عدالة السماء بإعلان حصوله على الميدالية الأولمبية، عقب سحب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ميدالية اللاعب الروسى صاحب المركز الثانى فى نفس البطولة، بسبب إيجابية التحليل الخاص به، ليجد «يحيى» نفسه على منصة التتويج فى باريس 2024 لتسلم ميداليته.

وقد تواصل مُعد التحقيق مع اللاعب فى محاولة للاستفادة من خبرته الأولمبية، ولكن كانت المفاجأة أنه هاجر إلى أمريكا منذ سنوات عقب اعتزاله اللعبة. لم تكن هجرته برغبته، وإنما كانت «بسبب تجاهل الاتحاد المصرى لرفع الأثقال له»، حسب تأكيد اللاعب الذى قال لـ«الوطن» من مقر إقامته الجديدة فى نيويورك: «الدولة المصرية تُنفق الملايين لإعداد بطل أولمبى ولكن بسبب سوء الإدارة فى بعض الاتحادات يجد البطل نفسه فى الشارع بعد الاعتزال».

ويضيف «يحيى»: «بعد ما خلصت رحلتى مع المنتخب على مدار 12 سنة داخل الفريق القومى، وتحديداً فى 2017، قررت أنهى مسيرتى الرياضية بعد ما تعرضت لإصابة منعتنى عن التدرب لفترة، فقررت أوقف المشاركة الدولية علشان أقف على رجلى»، ويتابع: «الدول لما يكون عندها كادر أولمبى كبير مجرد ما يعلن اعتزاله علطول بيتواصلوا معاه علشان يتولى القيادة الفنية لأى مرحلة حتى لو الناشئين، وده لأنك صرفت ملايين علشان تعده، وما ينفعش تسيبه بسهولة يتسرب منك ويلاقى نفسه فى الشارع».

يهاجم طارق يحيى، لاعب رفع الأثقال المعتزل، اتحاد رفع الأثقال ويرى أن تولى القيادة الفنية للمنتخبات الوطنية يخضع للمجاملات والواسطة والمحسوبية، وهو ما يحرم الأولمبيين من حقهم فى الدعم: «أتحداك تلاقى بطل أولمبى ماسك مدرب فى أى لعبة، بنعمل كل حاجة علشان نصنع بطل أولمبى، وبدل ما ندعمهم ونطورهم لا بنجيب مدربين بمجاملات، لأن المصالح تحكم، وده أساس الفشل عندنا»، حسب قوله.

يرى اللاعب الحاصل على الميدالية البرونزية أنه لا بد أن يكون المدرب بطلاً أولمبياً ليكون بمثابة قدوة للاعبين، فلا يُعقل أن يكون أكثر ما حققه المدرب من إنجاز حصوله على بطولة الجمهورية، مضيفاً: «والمدربين مش معاهم حتى بطولة الجمهورية، وغير مؤهلين إنهم يمسكوا منتخب، معظمهم مجاملات، وده مش تقليل منهم، لكن فين أبطال الألعاب من التدريب؟!».

يتفق محمود محجوب، نائب رئيس الاتحاد الأفريقى لرفع الأثقال مع ما سبق، مشيراً إلى أنه يتم الاستعانة بمدربين دون المستوى، وهنا لا يقصد بأنهم غير أكفاء: «لازم نغير منظومة التدريب فى مصر بشكل جذرى بحيث يكون المدربين أبطالاً فى اللعبة حققوا ميداليات دولية، علشان يبقوا هما القدوة للاعبين، وكمان علشان أضمن إن مستوى التدريب هيكون عالى وفق رؤية فنية عالمية لأن اللاعب الدولى احتك بمستويات فنية عالية ومدارس مختلفة يعنى المدرب لازم يكون بطل».

إنفاق متزايد وعائد ضعيف

وفى سياق البحث عن مواطن الخلل لعلاجها، يقول د. عادل مكى، أستاذ الإدارة الرياضية، إن الدولة المصرية تنفق الكثير على تجهيز المنتخبات، ولكنه يرى فى المقابل أن العائد ضعيف لا يناسب حجم الإنفاق، مضيفاً: «ما ينفعش أعمل فترة إعداد وأصرف فلوس وفى الآخر محققش إنجاز، بندفع أموال طائلة وميزانيات كبيرة فى الإعداد والعائد صفر، وفيه دول ميزانيتها أقل منا بكتير وحققت أكثر منا ميداليات، وهذا معناه أننا بحاجة لمحاسبة الكل، لأن عندنا خلل فى المنظومة ولازم نراجع نفسنا ونعرف الخلل فين ونصلحه بشكل عاجل».

فشل صناعة البطل الأولمبى فى مصر بحسب د. عادل مكى، أستاذ الإدارة الرياضية، يرجع إلى عدة عوامل، من بينها وجود أخطاء فى منظومة اختيار اللاعبين، وهو أمر يمكن استشفافه من قلة المواهب، وهذا يعنى أن الاتحادات ربما تنظم مسابقات خاطئة أو أنها تبحث فى أماكن خطأ عن المواهب: «دائماً الرياضة هدف وطالما ما حققتش الهدف إنت كده ماشى غلط ولازم تراجع نفسك، لازم أوسع قاعدة اختيار اللاعبين وأروح نجوع وقرى ومحافظات حدودية، لازم نغير طريقة فكرنا علشان تناسب الوضع الراهن إحنا بنبدأ اختيار من بطولات الجمهورية وبالتالى بناخد من قاعدة مقفولة لا ده أنا لازم أفتح القاعدة ولو وسعت قاعدة الاختيار هلاقى عشرات المواهب».

وفى هذا السياق، يعتقد «مكى» أيضاً، أن هناك «محسوبية فى اختيار اللاعبين، الأمر الذى تسبب فى حرمان عشرات المواهب من تمثيل المنتخب القومى، وحرم بالتالى مصر من حصد ميداليات، حيث يرى أن فكرة الذهاب بأكبر بعثة فى التاريخ لا يعنى أننا على المسار الصحيح»، مؤكداً أن «المشاركة ببعثة قليلة العدد بها عناصر فائقة التميز قادرة على تحقيق إنجازات أفضل بكثير من المشاركة ببعثة كبيرة غير قادرة على تخطى الأدوار المبكرة فى البطولة.

ويتفق محمود محجوب، نائب رئيس الاتحاد الأفريقى لرفع الأثقال، مع وجهة النظر تلك، مشيراً إلى أن «الاختيار الصحيح من بين الأمور التى لا بد من التركيز عليها إذا أردنا تصحيح مسار الرياضة فى مصر، مع ضرورة التركيز على تقديم الدعم الصحى والفنى والاجتماعى للاعبين».

سر نجاح الخطة الإنجليزية

بالإضافة لما سبق، يلفت محمود محجوب النظر إلى ضرورة التركيز على الألعاب التى يتفوق فيها المصريون، قائلاً: «لسنا بحاجة بالفعل إلى الذهاب بأعداد كبيرة من اللاعبين، فى الوقت الذى يمكن فيه أن نذهب بعدد قليل ونشارك فى ألعاب محددة ونرجع بميداليات متعددة، وهذا طبعاً سيقلل الميزانية التى يتم تخصصيها لإعداد اللاعبين، ويضمن الحصول على ميداليات أكثر».

يعتقد «محجوب» أن توزيع ميزانية الدعم على عدد كبير من اللاعبين يؤثر سلباً على عملية تأهليهم وتدريبهم، وهو ما يشجع على تبنى فكرة التركيز على ألعاب دون غيرها: «إنجلترا كانت بتصرف 5 ملايين جنيه إسترلينى فقط على لاعبيها فى دورة الألعاب الأولمبية سيدنى 2000، وطبعاً ماحققوش ميداليات تذكر، لذلك لما فكروا فى تطوير منظومة الألعاب الأولمبية عندهم قالوا الحل فى حاجتين، الدعم المادى والناحية التخصصية، يعنى هيزود الدعم المالى وهيركز صرف الدعم على ألعاب محددة».

الاستراتيجية الإنجليزية فى توجيه الموارد المالية لعدد محدد من الألعاب نجحت بشكل كبير وحصدت بعدها إنجلترا عشرات الميداليات لكونها وضعت خطة طويلة المدى مكنتها من معرفة أهم الألعاب لديها والتركيز عليها: «للأسف إحنا معندناش نظام ولا استراتيجية، كلها اجتهادات شخصية من اللاعب أو حتى من الاتحاد، وده سبب مشكلاتنا لحد النهارده لأن لازم يكون عندنا خطة نمشى عليها مش تتغير كل فترة بتغير قيادات الرياضة».

إصلاح الإدارة الرياضية

يرى محمود شوقى، محلل فنى، أن صناعة البطل الأولمبى فى مصر لا يمكن أن تتم بدون إصلاح الإدارة الرياضية، وأن الحصول على عدد من الميداليات أمر سهل ولكن لا بد من الإعداد الجيد والتخطيط والحفاظ على الموارد والمواهب، قائلاً: «مصر قادرة على حصد أكثر من 10 ميداليات دون عناء إذا صححنا مسار الإدارة الرياضية».

يشير المحلل الفنى إلى أنه لا بد من إنفاق الدعم المالى فى محله، ومنح الرموز الرياضية فرصاً فى الإدارة، والحفاظ عليهم من خلال منحهم فرص تعيين فى الحكومة: «علشان تبقى بكده أمّنت مستقبلهم».

وقد تواصل «مُعد التحقيق» مع أحد لاعبى المنتخب، فى محاولة لمعرفة مظاهر سوء الإدارة وغياب التخطيط فى الأولمبياد السابقة، وقد تجاوب معنا شريطة عدم الكشف عن هويته، مشيراً إلى أن «عدم وجود استراتيجية واضحة وغياب التخطيط الجيد أديا إلى الإخفاق فى تحقيق الميداليات المتوقعة». وأرجع ذلك إلى «العديد من المشكلات، بما فى ذلك ضعف الإدارة الفنية وعدم توافر رؤية تدريبية جديدة منذ ثلاث سنوات».

مدير «برامج الموهبة الرياضية» لـ«الوطن »: «المشروع القومى للبطل الأولمبى» واعد.. ولاعبوه لم يصلوا بعد لمرحلة التمثيل فى الأولمبياد.. وهناك خطة عمل استعداداً لـ«لوس أنجلوس 2028» نائب رئيس الاتحاد الأفريقى لرفع الأثقال: يجب تغيير منظومة التدريب بشكل جذرى واختيار مدربين حققوا ميداليات دولية فى اللعبة ليكونوا قدوة.. ومن الضرورى تقديم الدعم الصحى والفنى والاجتماعى للاعبين

وانتقد اللاعب إدارة المعسكرات التدريبية، مشيراً إلى أنه «لم يتم توفير بيئة تنافسية مناسبة، وكان هناك سوء تخطيط فيما يتعلق بمدة وتوقيت هذه المعسكرات، مما أدى إلى عدم الاستعداد الجيد». وعبر اللاعب عن قلقه من إهدار المال العام، سواء من خلال تنظيم معسكرات بلا جدوى فنية، أو إرسال عدد كبير من اللاعبين إلى بطولات غير مهمة، مما يؤدى إلى تراكم الديون على الاتحاد».

وأشار اللاعب إلى أن نقص الرعاية الطبية خلال المعسكرات، أدى إلى تعرض اللاعبين لمشكلات صحية. وأكد فى الوقت نفسه ضرورة وجود رقابة صارمة لضمان إنفاق الدعم المالى بشكل صحيح.

تحدى المكملات الغذائية

وفى سبيل البحث عن مواطن الخلل فى منظومة الرياضة لعلاجها، أخذنا الحديث، أيضاً، إلى «المكملات الغذائية» التى تمثل أزمة تؤرق اللاعبين، وقد تتسبب فى سحب ميداليات منهم، كما حدث فى حالة لاعب رفع الأثقال، محمد إيهاب، الحاصل على الميدالية البرونزية فى دورة الألعاب الأولمبية فى البرازيل 2016، والمهدد الآن بسحب الميدالية منه بزعم وجود «دينابول» فى العينة الخاصة به والتى تم سحبها منه قبل البطولة.

هنا يشير د. عادل مكى، عميد كلية التربية الرياضية السابق بجامعة أسوان، إلى أن المكملات الغذائية مهمة فى بناء البطل الأولمبى، ولكن لا بد أن يكون الفريق الطبى على دراية كاملة بكافة المواد الموجودة فى عبوة المكملات الغذائية، وتحليلها جيداً قبل أن يستخدمها اللاعب للتأكد من خلوها من الملوثات أو العناصر التى تجرمها الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات: «اللاعب ده صناعة.. إزاى يكون عندك لاعب محترف ومعندوش معلومات عن المنشطات المحظورة، وفين اللجنة الطبية؟!».

ذهبنا إلى الرباع المصرى محمد إيهاب، الحاصل على الميدالية الأولمبية عام 2016 للوقوف على آخر المستجدات معه، والتعرف على رأيه فيما نسب إليه وكيف سيتعامل مع الأزمة، خاصة أنه الآن اعتزل اللعبة وينتمى لإحدى المؤسسات الرياضية كمدرب رفع أثقال، ونجح بشكل كبير فى اكتشاف مواهب جديدة فى اللعبة يُتوقع لها مستقبل مبهر.

يعيش الرباع محمد إيهاب لحظة قاسية يعتبرها الأصعب فى مسيرته الرياضية، معتبراً أن «ما يتعرض له بمثابة اغتيال معنوى، خاصة أن نتيجة العينة الأولى التى تم أخذها منه قبل البطولة كانت سلبية فكيف تحمل عبوة واحدة عينة سلبية وأخرى إيجابية»، وهو ما يعبر عنه قائلاً: «لو هدفع آخر فلوس فى جيبى هاستمر فى الدفاع عن حقى الأولمبى».

التأهيل النفسى و«الاستمرارية»

حالة اللاعب النفسية دفعتنا إلى محاولة التعرف على دور «الطب النفسى» داخل منظومة صناعة البطل الأولمبى، وما إذا كان له دور فى حل الأزمة التى يعيشها اللاعب على المستوى النفسى. تحدثنا مع د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، لبحث كيفية مساعدة اللاعبين على تجاوز الأزمات التى تؤرقهم خلال رحلتهم الرياضية، وأكد بدوره أن «الإعداد النفسى يهدف إلى تنمية المهارات النفسية للاعبين من خلال منحهم الثقة فى الذات، وتعريفهم بكيفية التحكم فى المشاعر وتنمية مهارة التكيف مع الضغوط التى يواجهونها خلال المنافسات وبعدها».

يقول فرويز: «الإعداد النفسى يسهم بشكل كبير فى تحسين التركيز والعمل بشكل أفضل على المهمة المطروحة مما يُحسن من أداء اللاعبين كما أن له دوراً مهماً فى مساعدة اللاعبين على تجنب الأخطاء من خلال تحسين قدرتهم على التحكم فى مشاعرهم، إلى جانب تقييم الاحتياجات النفسية للرياضى وتصميم برنامج تدريبى مناسب له، ولا يقتصر الدعم النفسى على مرحلة التدريب بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حيث الاعتزال وما تحمله تلك اللحظة من مشاعر سلبية قد تؤذى اللاعب نفسياً».

وإلى جانب أزمة اللاعب محمد إيهاب مع «المكملات»، فإن حقيقة أنه لم يحصل على ميداليات أولمبية أخرى، تطرح سؤالاً آخر حول مدى قدرة الأبطال الأولمبيين على الاستمرارية فى تحقيق مزيد من الإنجازات الرياضية الأولمبية.

وفى تحليله لظاهرة فشل اللاعبين الحاصلين على ميداليات أولمبية فى تكرار الإنجاز مرة أخرى، يقول د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسى: «هذا أمر طبيعى يحدث لأى إنسان، وذلك لأن الحصول على ميدالية أولمبية يشعر اللاعب بأنه وصل إلى نهاية رحلته مع الرياضة، وأنه بتلك الميدالية قد وصل إلى القمة، وهنا يأتى دور المعد النفسى والذى يعمل على تعزيز دوافع اللاعب مرة أخرى وتحديد أهداف أخرى له، فى محاولة لخلق دوافع جديدة لديه».

«خلق دوافع جديدة» استراتيجية كان يتبعها والد اللاعب محمد إيهاب طوال الوقت لضمان الحفاظ على المستوى الذى وصل إليه نجله، صاحب الميداليات والألقاب القارية والعالمية والذى حصل على الميدالية الفضية فى بطولة العالم للناشئين فى وزن 62 عام 2008، والميدالية الذهبية فى منافسات بطولة أفريقيا للناشئين لوزن 62 عام 2009، وذهبية أخرى فى وزن 62 كجم بنفس العام، وخلال مشاركته فى بطولة العالم للكبار عام 2014، حصد 3 ميداليات فى منافسات وزن 69 كجم، وفى عام 2015، شارك فى بطولة العالم للكبار بهيوستن، وحصل على ميداليتين فى منافسات وزن 77 كجم كما شارك فى منافسات البطولة العربية للكبار وحصل على الميدالية الذهبية لوزن 77 كجم.

لكن «فرويز» يشير أيضاً إلى أن «تذبذب المستوى يقف خلفه العديد من الأسباب، ولكن ربما العامل النفسى أبرزها، حيث لا بد من العمل على تحسين الحالة النفسية للاعبين قبل أى بطولة»، معتبراً أن «مراعاة الحالة النفسية أهم بكثير من الأمور التدريبية والأحمال البدنية، لأن اللاعب يتألق حينما تكون حالته المزاجية عالية، ومعه مدرب على وفاق نفسى معه، وهنا لا بد من التركيز على دور المدرب فى صناعة البطل الأولمبى».

صناعة المدرب الوطنى

صناعة البطل الأولمبى ليست بمعزل عن صناعة مدرب وطنى قادر على تطوير أداء اللاعبين، يملك طموح البطولة ومقوماتها، وهنا يرى د. عز درويش، خبير رياضى، أن صناعة البطل الأولمبى تأتى من خلال البحث والتنقيب عن المواهب الصغيرة فى القرى والنجوع من الدلتا إلى الصعيد والاهتمام بأطفال الشوارع: «ربما نجد بينهم مواهب تستحق الدعم».

يتحدث الخبير الرياضى عن ضرورة العمل على صناعة مدرب وطنى بالتوازى مع صناعة البطل الأولمبى، وذلك لأنه لا يصح أن ننفق أموالاً طائلة على مدرب أجنبى يعمل فقط من أجل المال، ويتركك حال عدم قدرتك على مجاراته مالياً، وهو ما يعنى أننا يجب أن نهتم بصناعة المدرب الوطنى: «ينقصنا المدرب الوطنى، عندنا مدربين كتير حوالين العالم، لازم نستفيد بيهم ولازم ندرس أسباب هجرة المدربين القوميين» ويتابع: «لازم قبل ما حد يقدم فى مجالس الإدارات يكون واخد مجموعة من الدورات التدريبية إدارية وفنية ودورات مؤهلة للترشح لعضوية مجلس الإدارة».

المشروع القومى للموهبة والبطل الأولمبى

فى محاولة لاعتماد خطة طويلة الأمد لصناعة الأبطال الأولمبيين، أطلقت وزارة الشباب والرياضة، منذ 6 سنوات، استراتيجية تطوير المشروع القومى للموهبة والبطل الأولمبى فى 27 مديرية بمختلف محافظات الجمهورية فى عدد من الألعاب الفردية والجماعية التى تتميز بها مصر، ولعل أبرز تلك الألعاب رفع الأثقال والمصارعة ومحاولة القضاء على عشوائية الاختيار الفنى للاعبين ما يؤدى إلى ضياع المواهب الحقيقية بسبب سوء الاختيار.

ويقول الدكتور تامر عبدالعظيم، مدير عام برامج الموهبة الرياضية بوزارة الشباب والرياضة، إن الرياضة هى انعكاس للتطور الحضارى للدول، مؤكداً وجود اهتمام متزايد من القيادة السياسية بتطوير المنظومة الرياضية، ومن هنا قامت وزارة الشباب والرياضة فى ضوء حرصها على قيام الاتحادات الرياضية بدورها فى اكتشاف المواهب بالتعاون مع الاتحادات، من خلال المشروع القومى للموهبة والبطل الأولمبى، حيث تم تخصيص مراكز تدريب للألعاب التى تتميز بها مصر، وتعتبر واعدة فيها وذلك بالتعاون مع الاتحادات والتى تقوم فقط بترشيح الأجهزة الفنية والمدربين المميزين للمشاركة فى المشروع، لأن الاختيار شأن فنى للاتحادات.

قاعدة الاختيار

«توسيع قاعدة الاختيار من بين أهم الأمور التى يهدف إليها المشروع ويتم هذا الأمر من خلال الذهاب بعيداً حيث النجوع والقرى النائية، للبحث عن المواهب وفقاً لمحددات ومعايير الانتقاء العلمية للأنشطة الرياضية بما يتناسب مع كل مرحلة سنية، حيث يتم تنظيم فعاليات رياضية يشرف عليها نخبة من المتخصصين علمياً وفنياً وأصحاب الخبرات التدريبية ليتم اختيار المواهب»، حسبما يضيف مدير عام برامج الموهبة الرياضية بوزارة الشباب والرياضة.

الفشل الأولمبى

بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 ظهر جدل حول فشل المشروع القومى للموهبة والبطل الأولمبى لكون لاعبى المشروع لم يحققوا ميداليات أولمبية، وهنا فجر د. تامر عبدالعظيم، مدير عام برامج الموهبة الرياضية بوزارة الشباب والرياضة مفاجأة، مؤكداً أن لاعبى المشروع لم يصلوا بعد إلى مرحلة التمثيل الأولمبى، وأن هناك خطة عمل يتم الإعداد لها منذ بداية المشروع تركز على دورة الألعاب الأولمبية لوس أنجلوس 2028.

المشروع يركز على محاولة التغلب على المعوقات التى كانت تواجه اللاعبين فيما مضى واختيار اللاعبين بشكل علمى من خلال التركيز على عدة محددات منها المهارية، حيث يتم اختيار اللاعبين فى سن صغيرة، وبعد الانتقاء يخضعون لبرامج تدريب مستمرة فى حلقات متصلة فى مراحل المشروع لتنمية المهارات التخصصية لديهم.

مراحل المشروع

تبدأ مراحل المشروع القومى للموهبة والبطل الأولمبى بمرحلة البراعم والتى تبدأ من 10 سنوات ويظل اللاعب بها حتى سن 12 عاماً: «عندنا مناطق اكتشاف وهى المدارس ومراكز الشباب، نركز عليها خلال البحث، وليس فقط طلاب المدارس هم الذين يخضعون للاختبارات، بل يمكن لكل من تتوافر لديه المواصفات الفنية التقدم للمشروع ولو كان لائقاً ينضم مباشرة للقوام الأساسى خلال الموسم الرياضى».

مرحلة البراعم تضم 2210 لاعبين ولاعبات موزعين على كافة محافظات الجمهورية، تأتى بعدها مرحلة الناشئين من 12 حتى 14 عاماً والتى تضم 1205، ثم مرحلة الشباب من 14 حتى 16 عاماً وبتلك المرحلة 413 لاعباً ولاعبة ثم مرحلة الصفوة وبها 88 لاعباً ولاعبة فى كافة ألعاب المشروع، تنتهى تلك المراحل بمرحلة البطل الأولمبى، والتى لم نصل إليها حتى الآن.

خلال مرحلة الناشئين يتم التركيز على زيادة مهارة اللاعب التخصصية وخلالها يدخل اللاعب بطولات عديدة: «مش بهدف تحقيق ميداليات لأ إطلاقاً، لكن الهدف الاحتكاك، ومع ذلك لاعبينا بياخدوا ميداليات متنوعة فى كل البطولات اللى بيشاركوا فيها».

مع دخول اللاعب مرحلة الشباب تزداد شدة المنافسات وتكثر، وفى تلك المرحلة يتم فرز وانتقاء اللاعبين وفقاً للنتائج: «بعدها مرحلة الصفوة ويدخل خلالها اللاعب معسكراً مغلقاً، وفيها معظم لاعبى المشروع انضموا للمنتخبات الوطنية».

الدعم النفسى

الدعم النفسى كان فريضة غائبة خلال السنوات الماضية، ولكن المشروع القومى ركز عليها بشكل كبير، فوفّر معداً نفسياً لكل مرحلة، بعد تدشين مشروع المعد النفسى بالتعاون مع إدارة الطب الرياضى ومعه أخصائى تغذية وأخصائى قياسات وتأهيل: «شغالين على أساس علمى ونجحنا فى كل البطولات التى شاركنا فيها حتى بطولات الكبار التى نشارك فيها بناشئين بهدف كسب الخبرات والاحتكاك بمستويات فنية عالية».

«هناك اهتمام كبير من القائمين على المنظومة الرياضية فى مصر، بالتركيز على عدة ألعاب دون غيرها تلك الألعاب تميزنا فيها بشكل كبير خلال دورات الألعاب السابقة وهنا يركز المشروع عليها لتطويرها بالشكل الذى يسمح بحصد المزيد من الميداليات الأولمبية فيها»، حسبما يقول د. تامر عبدالعظيم، الذى يضيف: «عندنا رفع الأثقال والمصارعة والجودو والتايكوندو والملاكمة وألعاب القوى وتنس الطاولة دى كده ألعاب فردية بخلاف الألعاب الجماعية اللى منها كرة اليد والقدم والأسكواش ومشروع السلة».

نجح المشروع القومى فى تحقيق مراكز متقدمة فى كافة البطولات التى شارك فيها منذ بدايته حتى تاريخه ولكن د. تامر عبدالعظيم يركز على هذا العام ويحلل نتائجه فيقول: «المشروع استهدف 290 مركز تدريب فى جميع المحافظات، وتضم 4 آلاف لاعب و293 مدرباً، و191 مدرباً مساعداً، بخلاف مدير مالى ومدير للمشروع بكل محافظة»

ويتابع: «انتقاء اللاعبين مبنى على النتائج والاختيار يكون وفقاً لأسلوب علمى من خلال اللجنة العلمية للمشروع القومى برئاسة الدكتور كمال درويش مع نخبة من الأساتذة المتخصصين فى مختلف تخصصات علوم الرياضة».

وقد نجح لاعبو المشروع فى حصد ميداليات متنوعة، على سبيل المثال، شارك لاعبو المصارعة فى 7 بطولات وحصلوا على 153 ميدالية، وشارك لاعبو رفع الأثقال فى 13 بطولة وحصلوا على 201 ميدالية متنوعة، وألعاب القوى 10 بطولات منها 3 بطولات دولية، أحرزوا 68 ميدالية متنوعة، والملاكمة 5 بطولات حصلوا على 72 ميدالية، الجودو 5 بطولات حصلوا على 49 ميدالية متنوعة، والتايكوندو 22 ميدالية.

من وجهة نظر د. تامر عبدالعظيم، فإن المشروع حقق نجاحاً كبيراً حتى الآن، مستشهداً بالموسم الرياضى الحالى، حيث حقق لاعبو المشروع 644 ميدالية متنوعة على المستويات المحلية والقارية والعالمية ليبلغ إجمالى عدد الميداليات على مدار 6 سنوات منذ بداية دخول المشروع للمنافسة البطولات المحلية والدولية 2220 ميدالية متنوعة.

وتبقى أولمبياد 2028 وما يمكن أن نحصده فيها من ميداليات هى الفيصل فى إثبات نجاح هذا المشروع ومدى تعلمنا من أخطائنا السابقة ونجاحنا فى تطوير المنظومة الرياضية المصرية ككل بالاعتماد على العلم والإدارة الجيدة والتخطيط. د. «درويش»: ينقصنا وضع رؤية لتطوير منظومة التدريب

و«د. فرويز»: مراعاة الحالة النفسية لا تقل أهمية عن الأمور التدريبية عمار حسن لاعب رفع الأثقال المعتزلمن اعتلاء منصات التتويج إلى قيادة «توك توك».. «عمار» موهبة دُفنت حية: طردونى من المنتخب بعد إصابتى وحلم الميدالية ضاع.. والدولة تنفق الملايين لإعداد بطل لكنه يجد نفسه فى الشارع بعد الاعتزال ناقد رياضى: هنا جودة مثال على فشل التعامل مع المواهب الصاعدة وتحويلها إلى «براند دعائى» عبر السوشيال ميديا على حساب البرنامج التدريبى أدى لتراجع مستواهاكريم سعيد هنا جودةمحمود محجوب طارق يحيىطارق يحيى لـ« » من أمريكا: بعض مدربى المنتخبات الوطنية غير مؤهلين للقيادة.. وخبير رياضى: علينا استثمار أبطالنا المعتزلين فى تدريب الفرق القومية ودراسة أسباب هجرة المدربين  مدير «برامج الموهبة الرياضية» لـ« »: «المشروع القومى للبطل الأولمبى» واعد.. ولاعبوه

لم يصلوا بعد لمرحلة التمثيل فى الأولمبياد.. وهناك خطة عمل استعداداً لـ«لوس أنجلوس 2028»  نائب رئيس الاتحاد الأفريقى لرفع الأثقال: يجب تغيير منظومة التدريب بشكل جذرى واختيار مدربين حققوا ميداليات دولية فى اللعبة ليكونوا قدوة.. ومن الضرورى تقديم الدعم الصحى والفنى والاجتماعى للاعبين لاعبو المشروع القومى للبطل الأولمبى لـ«التايكوندو» و«المصارعة الحرة» «محجوب»: يجب التركيز على الألعاب التى يتفوق فيها المصريون.. ويمكن الذهاب بعدد قليل من اللاعبين والعودة بميداليات أكثرد. عادل مكى لاعبو المشروع القومى للبطل الأولمبى محمود شوقىمحرر «الوطن» خلال حديثه مع الرباع الأولمبى محمد إيهاب تصوير- محمود صبرى

   الربّاع محمد إيهاب مهدد بسحب «البرونزية» برغم سلبية تحليل عينة المنشطات الأولى: سأنفق كل أموالى لتأكيد استحقاقى للميدالية عميد «التربية الرياضية» بأسوان: الدولة تنفق الكثير على تجهيز المنتخبات والعائد لا يناسب حجم الإنفاق ولا بد من معرفة مواطن الخلل وإصلاحها مع عودة «الكشافين» لاختيار الموهوبين بالقرى والنجوع

مقالات مشابهة

  • احمد الجندي بطل أولمبياد باريس مفاجأة حفل ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين
  • الأمير فهد بن جلوي يزور البعثة السعودية بدورة الألعاب البارالمبية
  • سفيان رحيمي: حسمت قرار التجديد للعين قبل «أولمبياد باريس»
  • بحضور الأمير فهد بن جلوي.. الرئيس الفرنسي يفتتح ألعاب باريس البارالمبية 2024
  • احتجاجات على مشاركة منتخب الاحتلال في دورة الألعاب البارالمبية بفرنسا
  • 10 أطفال بغزة يفقدون أعضاء بجسدهم يوميا.. كيف نفهم معاناة البتر النفسية؟
  • مروان القماش: هدفي مساعدة الأجيال القادمة لتحقيق ميدالية أولمبية بالسباحة.. وأشكر رئيس اللجنة الأولمبية
  • توجيهات رئاسية بتشكيل لجنة لرصد أوجه القصور في أولمبياد 2024
  • احتجاجات على مشاركة منتخب الاحتلال في دورة الألعاب البارالمبية في فرنسا (شاهد)
  • بعد المونديال.. عين السعودية على الأولمبياد