سواليف:
2025-04-28@00:53:52 GMT

لماذا هنأت الرنتيسي بعدم ترشّحه!!

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

لماذا هنأت #الرنتيسي بعدم ترشّحه!!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

          غالبًا ما يدّعي المرشَّحون للانتخابات  النيابية وغيرها؛ أنهم ترشحوا تحت ضغوطات جماهيرهم! فالجماهير رأت فيهم قادة لها، تدافع عن مصالحها وأوطانها، والعقلاء لا يأخذون هذا محمل الجدّ، فالجماهير لا علاقة لها بالطموحات الفردية التي قد تكون مشروعة، أو غير مشروعة!

           والآن، وبعد انتشار #الحزبية_الانتهازية، صار #الحزب يقوم بهذا الدَّور، فيختار مرشحيه؛ لأنهم قادرون على خدمة الجماهير- لاحظ الجماهير – كلمة يسارية معناها الناس!! فالمرشحون التقليديون غالبًا ما يكونون من الوجوه المعروفة، بينما المرشحون الحزبيون تحللوا من هذا الشرط؛ لأنهم تحت حماية أحزابهم.

وضمن هذا السياق رشحت الأحزاب #قوائم من أفراد غير معروفين. وللأمانة ما زالت الأحزاب – رغم الهندسة الدقيقة – تبحث عن طرق  لإثبات هُويّتها.

مقالات ذات صلة الارادة الملكية ——طبيعتها وماهيتها وفقا لاحكام الدستور 2024/07/18

(01)

ما دوافع المرشَّحين؟

          مهما كان الادّعاء بخدمة الوطن، فإن هذا الادّعاء لا يأتي في مقدمة دوافع الترشح، وقد لا يكون أساسًا بينها، فالتمثيل بأشكاله كان في معظمه ينتج نوّابًا ينفصلون عن ناخبيهم، ويبدأون رحلة جني الثمار الشخصية.

          كانت حكاية تمثيل المواطنين، ونقل صوتهم إلى السلطة التنفيذية حكاية مقبولة في الماضي، أما الآن، فإن كل مواطن قادر على التعبير عن ذاته، والوصول بمطالبه إلى أعلى الجهات. ومن هنا، تغيرت دوافع الترشح لأي انتخابات، واحتلت الأهداف الشخصية الهدف الأول، وربما الوحيد للمرشحين. وفي الانتخابات الحزبية قد يكون المرشح الحزبي مطيَّة لمسؤول الحزب، ومسؤول الحزب  أداة عند مشغّليه!

(02)

  الرنتيسي مرشَّحًا

          برأيي؛ الرنتيسي شخصية معروفة، بتاريخ واضح يمكن وصفه بأنه تاريخ نضالي، وهو يمثل اتجاهًا واضحًا، ولو دخل البرلمان لكان صوتًا لا يخذل تاريخه على الأقل! لن أخوض في حسابات الرنتيسي حين قرر الترشّح، أو حين عدل عنه، فهذا شأنه، ولكنني سأحاول تفسير قرار العدول من وجهة نظري، وهذا حقي!!

           الرنتيسي خبِر الأحزاب العريقة، ولا شك أنه يدرك سطحية الأحزاب الجديدة، وربما يدرك أسباب نشوئها والوظائف المناطة أو المأمولة منها؛ ولذلك فضّل أن لا يضع نفسه منافسًا، أو حتى زميلًا لساذجين قد يقودون البرلمانات القادمة! وربما أدرك الرنتيسي أن بقاءه صوتًا إعلاميّا يحقق ذاته بطريقة أفضل! فالإعلامي قد يتلقى توجيهات، كما يتلقى بعض النواب، لكنه سيبقى أكثر حرّية في قبولها، أو رفضها!

           كان من الممكن  للرنتيسي، وأمثاله  أن يترشحوا في زمن ترشّح الأسماء المعروفة، لكن ترشّح الرنتيسي بين مئات الأسماء المجهولة يسحب من رصيده! وقد يكون صديقي أدرك ذلك، وقد يكون أدرك أن  الطريق مسدود، وسالكه مردود، ولذلك فضّل أن يبقى مع الجماهير وليس” زعيمًا” برلمانيّا لها! وقد يكون قد أدرك  ما يدركه أي مواطن حرّ التفكير، والإرادة!

لذلك كنت من أوائل من قدّم له التهنئة بالانسحاب!

فهمت عليّ؟!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الرنتيسي ذوقان عبيدات الحزب قوائم قد یکون

إقرأ أيضاً:

متى يكون للحياة طعم؟

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

كثيرون هم الذين يسألون أنفسهم: متى يكون للحياة طعم؟ كيف نحيا ونشعر بلذة السعادة والراحة؟

لكن الأجوبة تختلف، والمواقف تتباين، تبعًا لطبيعة نظرة الإنسان إلى السعادة وسبل الوصول إليها. هناك من يرى أنَّ الحياة الطيبة مرهونة بالجلوس في المقاهي الفاخرة، أو بالسفر إلى البلدان البعيدة، أو بالعيش في أماكن راقية تزينها مظاهر الرفاهية. غير أن قليلًا منهم من يفكر كيف يصل إلى ذلك، كيف يجتهد، كيف يتعب، كيف يصنع لنفسه مقعدًا بين الناجحين، قبل أن يُطالب نفسه بثمار لم يزرعها.

 

إنّ للحياة طعمًا خاصًا لا يُدركه إلّا أولئك الذين عرفوا قيمة الجهد والتعب، الذين مرُّوا بمحطات الكد والسعي، وذاقوا مرارة الصبر قبل أن يتذوقوا حلاوة الراحة. هؤلاء حين يجلسون أخيرًا على مقاعد الراحة، لا يجلسون بأجسادهم فقط، بل تجلس أرواحهم قريرة مطمئنة، لأنهم يعرفون أنَّ ما وصلوا إليه لم يكن مصادفة ولا صدقة، بل كان نتاج سعيهم، ونصب أعينهم هدف رسموه بعقولهم وسقوه بعرقهم.

 

وعلى الضفة الأخرى، تجد أولئك الذين لم يبذلوا جهدًا حقيقيًا، لكنهم لا يكفون عن الشكوى واللوم. يعتقدون أنَّ سعادة الدنيا قد سُرقت منهم، وأن أيدي الآخرين قد اختطفت نصيبهم في متعة الحياة. ينسون- أو يتناسون- أنَّ السعادة لا تُهدى؛ بل تُنتزع انتزاعًا بالجد والاجتهاد. ينسون أن لحياة الطيبين المطمئنين أسرارًا، أولها أنهم لم يتكئوا على الأماني، ولم يحلموا بأطياف الراحة قبل أن تبلل جباههم عرق الاجتهاد.

 

ليس المطلوب أن يعادي الإنسان الراحة، ولا أن يرفض الجلوس في مكان جميل، ولا أن يمتنع عن السفر، ولكن المطلوب أن يعرف أن لكل متعة ثمنًا، وأن لكل راحة طريقًا.

الطريق إلى السعادة الحقة ليس معبّدًا بالكسل ولا مفروشًا بالاعتماد على الحظ أو الاتكالية على الآخرين، بل هو طريق طويل ربما ملأه التعب والسهر، وربما اختلط بالدموع والألم، لكنه الطريق الوحيد الذي يجعل للراحة طعمًا، وللحياة لونًا، وللسعادة معنى.

الحياة الحقيقية لا تطعم بالفراغ ولا تثمر بالركون إلى الأماني. متعة القهوة في المكان الراقي، ومتعة السفر، ومتعة الجلوس في الحدائق الجميلة، ليست في ذاتها، بل في الإحساس أنك وصلت إليها بجهدك، واستحققتها بكدك. حينها تصبح لكل رشفة طعم، ولكل لحظة لون، ولكل مكان ذاكرة تحمل عطر العناء الجميل.

هنا، يقف شخصان متقابلان؛ أحدهما عاشر التعب، وأرهقه السعي، فذاق الراحة بعد معاناة فكانت أطيب ما تذوق. والآخر ظل ينتظر السعادة تأتيه بلا عناء، فمات قلبه بالشكوى قبل أن تقترب إليه.

ما أجمل الحياة حين نحياها بالكد والعزم! وما أطيب طعمها حين ندرك أن اللذة الحقيقية ليست في المال الكثير ولا في الجاه العريض، بل في الرضا عن الذات، والشعور بأنك بذلت ما بوسعك، وقابلت النتائج بابتسامة الرضا لا تأفف الحاسد ولا حسرة المتكاسل.

فمتى يكون للحياة طعم؟

يكون لها طعم عندما نتذوق التعب ونحوله إلى لذة، ونحمل همّ الطريق ونتخذه رفيقًا لا عدوًا. يكون للحياة طعمًا حين نحيا بشغف، ونحب عملنا، ونسعى وراء أحلامنا مهما كانت بعيدة، وحين نصنع من كل يوم طوبة نبني بها صرح سعادتنا.

الحياة، في حقيقتها، ليست مجرد أيام تمضي، ولا متعٍ تُشترى. إنها قصة تُكتب بالتعب، وتُزيَّن بالأمل، وتُختم براحة الضمير وطمأنينة القلب.

حين نفهم هذه الحقيقة، ندرك أن طعم الحياة لا يُعطى هبةً، بل يُصنع بيدين متعبتين، وقلب مؤمن، ونفس طامحة لا تلين ولا تستسلم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأحزاب السياسية: تصريحات ترامب عن قناة السويس جهل بالتاريخ واستفزاز للسيادة المصرية
  • هنأت رؤساء توغو وسيراليون وجنوب أفريقيا.. القيادة تعزي الرئيس الإيراني في ضحايا الانفجار
  • متى يكون للحياة طعم؟
  • "البيجيدي": "بلوكاج" بنكيران و"إرباك" حكومة العثماني وانتخابات 2021 عوامل شككت المواطنين في الجدوى من السياسة
  • محللان: ترامب وصل لطريق مسدود مع الحوثيين وربما يلجأ للتهدئة قبل زيارته للمنطقة
  • أوزين في مؤتمر العدالة والتنمية: الأحزاب القوية تُبنى برهاناتها السياسية ومواقفها والتزام مناضليها
  • الخبراء يحذرون من تناول بذور بعض الفواكه : سامة
  • 500 فرصة عمل لشباب الغربية في ملتقى توظيف حزب مصر بلدي
  • استطلاع يظهر تدني ثقة الإسرائيليين في نتنياهو.. خارطة الأحزاب
  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا