الارادة الملكية ——طبيعتها وماهيتها وفقا لاحكام الدستور
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
#الارادة_الملكية ——طبيعتها وماهيتها وفقا لاحكام الدستور
الاستاذ #عقيل_العجالين
تعتبر الاراده الملكيه من خطوات العمل الدستوري او هي حلقه من حلقات تمام الاعمال الصادره من إحدى السلطات في الدوله حيث تنص الماده 30 من الدستور الاردني على ان الملك هو راس الدوله.
ولكن يجب ان لا يفهم من ذلك ان الاراده الملكيه لا معقب عليها او انها إن صدرت اصبحت امرا مقضيا فهذا الوضع يصح في العهود القديمه عندما كانت سلطات الملوك والحكام مطلقه وتستند الى خرافات دينيه تعتبر ان الملك هو ممثل الاله في الارض وانه يحكم بخبر السماء وان اوامره لا يجوز ردها او نقضها.
وبالطبع فان الدول الحديثه –بما فيها الاردن– قد انتهجت سيادة القانون وبالتالي لم يعد هناك ملك مطلق او صلاحيات مطلقه مصدرها السماء بل أن السلطات وجميع الصلاحيات مصدرها الشعب.
ومن اجل توضيح ما سبق نجد ان النصوص الدستوريه تقضي بذلك بشكل واضح– اذا ما تم فهم معانيها ومدلولاتها القانونيه –ومن خلالها يتبين بان الاراده الملكيه هي عمل دستوري او تشريعي يلحق باعمال السلطات الثلاث وعند ذلك تكون هذه الاعمال تامه ونافذه اذا ما استوفت هذه الأعمال وهذه الاراده شرائطها القانونيه فاذا لم تتوافر هذه الشروط القانونيه في هذه الاراده فانها لن تكون نافذه لعدم استيفائها للشروط التي ينص عليها الدستور وفيما يلي النصوص الدستوريه ذات العلاقه وعلى النحو التالي:—.
الماده 30 من الدستور الاردني وتنص على ان الملك هو راس الدوله وهو مصون من كل تبعه ومسؤوليه.
الماده ٤٠ من الدستور الاردني وتنص :(يمارس الملك صلاحياته باراده الملكيه وتكون الاراده الملكيه موقعه من رئيس الوزراء والوزير او الوزراء المختصين يبدي الملك موافقته بتثبيت توقيعه فوق التواقيع المذكوره).
الماده 49 من الدستور الاردني وتنص:- (اوامر الملك الشفويه او الخطيه لا تخلي الوزراء من مسؤوليتهم).
مؤدى هذه النصوص السابقه ان الملك لا يمارس صلاحيات مباشره كونه مصون من كل تبعه او مسؤوليه ولأن من يمارس سلطه مباشره يتحمل تبعتها ومسؤولياتها عملا بمبدأ (تلازم السلطه والمسؤوليه) وان الصلاحيات تمارسها السلطات الثلاث بالشكل القانوني السليم المستند للدستور وأن توقيع الملك او الاراده الملكيه تاتي بناء على اعمال السلطات الثلاث.
وبالعوده الى ان الاراده الملكيه هي خطوه دستوريه او تشريعيه شرعها الدستور فانه يجب توافر شرائطها القانونيه فان لم تتوافر هذه الشرائط القانونيه لن تكون نافذه وفي هذا الصدد فانني اقتبس واقعه حصلت في عام 1956 عندما اعتبر المجلس العالي لتفسير الدستور بان الاراده الملكيه بحل مجلس النواب في ذلك الوقت غير نافذه لعدم توافر شرائطها القانونيه وكان ذلك عندما كان يراس هذا المجلس رئيس محكمه التمييز وكانت هويه المجلس قضائيه وليست سياسيه (منقول).
فقد حدث ان صدرت الاراده الملكيه بحل مجلس النواب في التاسع عشر من شهر كانون الاول من عام 1955 وكانت هذه الاراده تحمل توقيع رئيس الوزراء وحده وفوقه توقيع الملك وعندما ثار الخلاف حول السلامه الدستوريه للاراده لانها لا تحمل ايضا توقيع الوزير المختص او الوزراء المختصين عرض الامر على المجلس العالي لتفسير الدستور فاصدر المجلس قرارا واضحا بهذا الشان تحت رقم(١) لسنه 1956 جاء فيه :(….. ان الاراده الملكيه الصادره في التاسع عشر من شهر كانون اول من عام 1955 بحل مجلس النواب لا تحمل سوى توقيع الملك ورئيس الوزراء وانه لم يوقعها الوزير او الوزراء المختصون فان الاراده الملكيه تكون غير مستوفيه شرائطها وبالتالي تكون غير نافذه)— منقول.
الجدير بالذكر أنه تم تعديل الماده 57 من الدستور الاردني بعد هذا القرار الصادر عن المجلس العالي لتفسير الدستور وبعد ان كان هذا المجلس يراسه رئيس محكمه التمييز اصبح رئيسه هو رئيس مجلس الاعيان وتم نشر هذا التعديل على الصفحه ٥١٨ من عدد الجريده الرسميه رقم 1380 الصادر بتاريخ الرابع من أيار من العام ١٩٥٨مما اد ى الى تغيير في المسار الذي كان ينبغي ان يكون عليه النظام البرلماني والملكيه الدستوريه في الاردن.—- (منقول).
إن ما ذكرته هو توضيح عن سيادة القانون الذي هو تعبير عن أن الشعب هو مصدر السلطات وينبغي أن يدرك الشعب هذه المسألة جيداً وأنه لا يوجد شيئ يفرض عليه من السماء لأن العالم قد تخلص من الخرافات الدينية وأنه لا قدسية لأحد ولا صلاحيه إلا بموجب أحكام القانون.
—-والله من وراء القصد ——–
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: عقيل العجالين ان الملک
إقرأ أيضاً:
تعزيز التنمية المستدامة .. توقيع مذكرة تفاهم لـ إنشاء مصنعَين
بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة خاصة فيما يتعلق بالتوسع في مشروعات الاقتصاد الأخضر، وتنمية وتنويع مصادر الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها، باعتبارها مصادر آمنة أكثر من مصادر الطاقة التقليدية، ما يؤهلها لأن تصبح واحدة من أكبر منتجي الطاقة النظيفة.
توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مصنعَينشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مصنعَين، أحدهما لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والآخر لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 2 جيجاوات؛ ، وذلك بين وزارة الصناعة المصرية، مُمَثلة في مركز تحديث الصناعة، وشركتي: "جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية" (Global South Utilities)، و"جيه إيه سولار الصينية"، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، ومعالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والسيد/ محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووقع مُذكرة التفاهم كل من: دعاء سليمة، المُدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، علي الشمري، الرئيس التنفيذي لشركة "جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية"، لو شو ويه، الرئيس التنفيذي المُشارك في شركة "جيه إيه سولار الصينية".
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية تمنح ملف الصناعة أولوية متقدمة على أجندة العمل، انطلاقا من أن نمو هذا القطاع يعتبر ضمانة مهمة لتحقيق مستهدفات خطة التنمية المستدامة، وتوفير احتياجات السوق المحلية، وتعزيز الصادرات الوطنية، ودعم الاقتصاد القومي، لافتا إلى أن الحكومة تواصل السعي لتوفير مختلف المقومات الداعمة لنمو القطاع الصناعي، تنفيذاً لتكليفات فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للنهوض بالصناعة الوطنية، وتذليل مختلف أشكال المعوقات؛ بهدف تحقيق الاستفادة المُثلى من إمكانات مصر في هذا القطاع.
وأضاف أن مذكرة التفاهم تُسهم في تعزيز تنفيذ استراتيجية مصر للطاقة المستدامة 2035؛ لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحسين الكفاءة والتحول نحو الطاقة المتجددة وتعزيز أمن الطاقة، بالإضافة إلى الإسهام في تطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة، كما تسعى إلى توفير حلول فعّالة لتخزين الطاقة تلبي احتياجات السوقين؛ المحلية والإقليمية، مما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية.
وعلى هامش التوقيع قال الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، إن دور مركز تحديث الصناعة في مذكرة التفاهم يتمثل في تقديم الدعم في توفير البيانات والمعلومات المتعلقة بإنشاء مصنعَين، أحدهما لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والآخر لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، بما في ذلك الحوافز الاستثمارية، والضرائب، والمرافق، وتوفير سلاسل التوريد المحلية، وتقديم الدعم في الترتيبات والمناقشات مع الشركاء والموردين المحليين المحتملين، وكذا تقديم الدعم في المناقشات مع الجهات ذات الصلة بشأن الحوافز المطلوبة.
وأكد الوزير حرص الحكومة على تعزيز جهود كفاءة استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لتلبية احتياجات الدولة وفي اطار خطة وزارة الصناعة لتشجيع الصناعات الخضراء لتمثل نسبة ٥٪ في الناتج المحلي بحلول ٢٠٣٠ وتعميق التصنيع المحلي لمستلزمات إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأشار إلى أنه بموجب مذكرة التفاهم تلتزم شركة جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية بتقديم مختلف سبل الدعم اللازم لشركة "جيه إيه سولار" الصينية لاستكمال دراسة الجدوى، وكذا التنسيق بين مركز تحديث الصناعة والشركة الصينية بشأن جميع الحوافز الحكومية المطلوبة لإقامة المنشأتين الصناعيتين المُشار إليهما.
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية أنه بموجب مذكرة التفاهم ستعمل الشركة الصينية المتخصصة في الطاقة المتجددة على الانتهاء من دراسة إنشاء مصنعين لإنتاج الخلايا الشمسية، الأول بطاقة إنتاجية تصل إلي 2 جيجاوات بغرض التصدير بإجمالي استثمارات متوقعة تصل إلى 138 مليون دولار، والثاني بطاقة إنتاجية تصل إلي 2 جيجاوات لتوفير احتياجات السوق المحلية (على أن يتم البدء بتجميع ألواح الطاقة الشمسية ومن ثم زيادة المكون المحلي من الزجاج والألومنيوم) بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليون دولار.
بدوره، نقل معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر تحيات قيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات إلى الدولة المصرية الشقيقة، مشيراً إلى أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات تدعم استكشاف فرص التعاون والاستثمار المشترك في مجالات حيوية من ضمنها الصناعات المتقدمة والمستدامة، والبنية التحتية، والطاقة المتجددة، بما يعود على البلدين الشقيقين بالنمو والازدهار، ويدعم استدامة ومرونة سلاسل الإمداد، ويُعزز الاكتفاء الذاتي.
اعتماد مصر على الطاقة المتجددةوبات مصطلح الهيدروجين الأخضر الأكثر شيوعًا واستخدامًا خلال السنوات القليلة الماضية، في سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المُتجددة وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، خاصة في ظل أزمة الطاقة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن.
ويمكن استعمال الهيدروجين مصدرًا لتوليد الكهرباء النظيفة، وخفض معدل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن مصادر الوقود الأحفوري، وتعزيز التحول المستدام للطاقة.
وحسب توصيات الأمم المتحدة يجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريبًا بحلول عام 2030 والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ولتحقيق ذلك، يجب التخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري والاستثمار في مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة.
وتدعم الدول الأوروبية توسعات مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، بهدف تأمين إنتاج تصمن إعادة تصديره لدول القارة العجوز.
في هذا الصدد قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي إن رؤية مصر ٢٠٤٠ المتعلقة بالطاقة الجديدة والمتجددة ستمكن مصر من اعتمادها على الطاقة المتجددة غير التقليدية وتلبية احتياجات المواطنين المتعلقة بالطاقة والوصول للاكتفاء الذاتي من الطاقة المتجددة.
وأضاف “الشافعي”، خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، إن هذا سيؤهل مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر وهذا يجعل مصر محط أنظار العالم أجمع والوصول للعالمية بالاقتصاد الأخضر وبالتالي يكون لها الريادة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولديها القدرات الكاملة والكامنة لعمل نقلة نوعية وحضارية.