كيف تبدو الأجندة الاقتصادية لترامب وفانس في حال فوزهما بالانتخابات الأميركية؟
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
تعهد المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، الأربعاء، بـ"الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة" في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر.
وقال السناتور عن ولاية أوهايو أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي بويسكونسن: "لقد انتهى الاهتمام بوول ستريت. سنُدافع عن العامل. لقد انتهى استيراد العمالة الأجنبية.
وحسب موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن فانس "يعتقد بأن عقودًا من تحرير التجارة العالمية والهجرة إلى الولايات المتحدة، كانت ضارة للعمال الأميركيين، وأن عكس هذه الاتجاهات سيؤدي إلى زيادة الأجور، وتحقيق المزيد من الابتكار المعزز للإنتاجية، وزيادة مشاركة المواطنين في القوى العاملة".
وكان فانس قد قال خلال مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الشهر الماضي: "إن التوجه الرئيسي لنظام العولمة الأميركي شمل الاعتماد أكثر فأكثر على العمالة الرخيصة، وبالتالي فإن قضية التجارة وقضية الهجرة وجهان لعملة واحدة".
من جانبها، رأت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن تأثير أجندة "ترامب-فانس" الاقتصادية "سيطال كل شيء" اعتبارا من التجارة العالمية ووصولا إلى الضرائب على الشركات، التي يمكن أن تكون هائلة ومثيرة للقلق بالنسبة للشركات الأميركية وحلفائها.
وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على التهديد الصيني قالت، جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأميركية لرويترز، الخميس، إن نمو الاقتصاد الأميركي من المرجح أنه أقوى مما أشارت إليه بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول والتي جاءت أضعف من المتوقع.ونقلت الصحيفة عن محللين، اعتقادهم بأن "التوترات التجارية لأميركا مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين، وربما حتى كندا، ستشتعل مرة أخرى".
ويريد ترامب أيضًا أن يساعد "الدولار الضعيف" في تعزيز الصادرات، مما قد يؤدي إلى خلافات بشأن سياسة العملة مع الشركاء التجاريين.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن "ازدراء ترامب للتجارة العالمية بات أكثر وضوحا منذ ترك منصبه، ويشاركه في ذلك فانس"، لافتة إلى أن الرئيس السابق "سيقترح فرض تعريفة جمركية شاملة بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات، بالإضافة إلى ضريبة بنسبة 60 في المائة على البضائع القادمة من الصين".
من جانب آخر، كان خفض الضرائب أحد ركائز الاقتصاد الجمهوري لعقود من الزمن. ففي عام 2017، أصدر الكونغرس الجمهوري وترامب حزمة شاملة بقيمة 1.7 تريليون دولار من التخفيضات الضريبية للشركات والأفراد.
ومن المقرر أن تنتهي صلاحيتها العام المقبل، ما لم يجعلها ترامب دائمة إذا انتخب. كما يسعى المرشح الجمهوري إلى خفض أسعار الفائدة للشركات من المستوى الحالي البالغ 21 في المائة.
لكن فانس أعرب عن شكوكه بشأن بعض التخفيضات الضريبية، وفق الصحيفة.
مسؤولة بصندوق النقد: ارتفاع الطلب الأميركي يحفز النمو الاقتصادي قالت غيتا غوبيناث النائبة الأولى لمديرة صندوق النقد الدولي السبت إن الولايات المتحدة بحاجة إلى زيادة الإيرادات لخفض العجز المرتفع في الميزانية على الرغم من مساعدة العجز في دفع النمو العالمي من خلال تحفيز الطلب المحلي الأميركي.ورأت "فاينانشال تايمز" في تحليلها، أنه من غير المرجح أن يتبنى ترامب بشكل مفاجئ مطالب النقابات أو حقوق العمال، لكن ظهور رئيس نقابة سائقي الشاحنات، شون أوبراين، وإلقائه كلمة في المؤتمر الجمهوري، "يظهر كيف أن الدعم الجمهوري للشركات الكبرى والشركات الكبيرة متعددة الجنسيات باعتبارها تخلق فرص عمل مفيدة، لم يعد أمرا مسلما به".
وكان فانس برز في مجلس الشيوخ من خلال معارضته الشرسة لتقديم المساعدات لأوكرانيا، مطالبا بدلا من ذلك بتخصيص هذه الأموال لمكافحة الهجرة غير النظامية، حسب فرانس برس.
ومن دون أن يذكر كييف بشكل مباشر، تعهد فانس، الأربعاء، بضمان "أن يشاركنا حلفاؤنا تحمل عبء الحفاظ على السلام في العالم"، وذلك قبل إلقاء خطاب مطوّل مناهض للهجرة اتّهم خلاله الديمقراطيين بأنهم "أغرقوا البلاد بملايين المهاجرين غير النظاميين".
وإذا انتُخب ترامب البالغ من العمر 78 عاما رئيسا، فإن فانس (39 عاما)، سيضخ دما شابا في البيت الأبيض، إذ سيصبح ثالث أصغر نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
ورغم أنه كان ينتقد ترامب في الماضي، فقد حقّق فانس تحولا كاملا ليثبت نفسه بصفته واحدا من أكثر المدافعين حماسة عن المرشح الجمهوري وشعاره "لنجعل أميركا عظيمة مجدّدا".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان: هكذا يمكن لترامب أن يدخل التاريخ
هل تنذر عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة بنهاية الضغوط الأميركية على الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل الدولتين؟
هذا هو السؤال الرئيسي الذي استهلّ به الكاتب الأميركي المخضرم توماس فريدمان مقاله بصحيفة نيويورك تايمز. ومع أنه اشتُهر بانتقاداته اللاذعة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وللحزب الجمهوري، إلا أن ذلك لم يمنعه من وصفه بأنه الرئيس الأميركي "الفذ" الذي صاغ خطة حقيقية مفصلة للتعايش السلمي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، حسب زعمه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نزيف متواصل وإنجاز محدود بغزة والصفقة هي الحلlist 2 of 2لماذا نتنياهو مستعد لقبول وقف إطلاق النار مع حزب الله دون حماس؟end of listفإذا تمكن ترامب، في ولايته الجديدة، من إعادة إحياء تلك المبادرة/الخطة في عام 2025، فإن فريدمان يعتقد أن التاريخ سيذكره بأنه الرئيس الذي حافظ على إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية وساعد على ولادة دولة فلسطينية آمنة إلى جانبها.
لكنه يعود محذرا من أن ترامب إذا سلك مسار مايك هاكابي -مرشحه لتولي منصب السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال- فإن التاريخ سيكتب أنه الرئيس الذي أشرف على نهاية إسرائيل كديمقراطية يهودية ودفن أي أمل في قيام دولة فلسطينية. وفي كلتا الحالتين، فإن فريدمان يرى أن الرئيس المنتخب قد لا يكون مهتمًّا بالتاريخ اليهودي أو الفلسطيني، بل العكس هو الصحيح.
ترامب (يمين) ونتنياهو بعد توقيعهما ما يطلق عليه "اتفاقيات أبراهام" (رويترز)وكان هاكابي قد أفصح، في مقابلة الجمعة مع القناة السابعة الإسرائيلية التابعة، لمستوطنين يهود، عن معارضته لحل الدولتين ولاستخدام مصطلحي الضفة الغربية والاحتلال، في إنكار صريح للشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب كان قد اتصل به قبل 4 سنوات ليشكره على تأييده "اتفاقيات أبراهام" التي ادّعى أنها مهدت الطريق لسلام تاريخي بين إسرائيل ودول عربية.
"قل ما شئت عن ترامب، لكن الرجل ميال إلى إبرام صفقات كبيرة يمكن أن تكون لها تأثيرات عميقة الغور في صياغة التاريخ"، على حد تعبير كاتب المقال.
ولفت فريدمان إلى أنه أمضى للتو أسبوعا في إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، تحدث خلاله إلى قادة سياسيين وعسكريين ورجال أعمال ويهود وفلسطينيين وعرب عما قد يفعله ترامب في منطقتهم هذه المرة.
ووفقا له، فهناك فرصة هائلة ورغبة لصفقة تغير قواعد اللعبة، ولو أراد الرئيس الأميركي المنتخب إبرامها فعليه فقط أن يفعلها بشكل صحيح.
وتطرق الكاتب إلى خطة حل الدولتين التي طرحها ترامب في يناير/كانون الثاني 2020 في مستهل رئاسته السابقة، بعنوان "السلام من أجل الازدهار". وأعرب عن اعتقاده أن أيا من الطرفين لن يتبنى هذه الخطة بصيغتها الراهنة، لا سيما بعد طوفان غزة والغزو الإسرائيلي على قطاع غزة، مما سيؤدي إلى "عرقلة" التوصل إلى أي اتفاق.
غير أنه يعتبر الرؤية الواردة في الخطة انطلاقة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب على غزة. وهي لا تزال خريطة السلام التفصيلية الوحيدة التي قدمها أي رئيس -علنا- لإنشاء دولتين منذ "معايير كلينتون"، وهي مبادئ توجيهية تحمل اسم الرئيس الأميركي السابق بشأن اتفاق الوضع الدائم لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وشدد فريدمان على ضرورة تغيير خطة ترامب بسبب تداعيات طوفان الأقصى، مضيفا أنه لا يرى أي احتمال لقبولها كما هي من أي من الجانبين.
ومع ذلك، فإنه لا يعتقد أن هذا هو بيت القصيد؛ فالنقطة المهمة -برأيه- هي أنها تحتوي على جميع المكونات الرئيسية لبدء المحادثات. فالخطة تخبر الطرفين أن "الحل الوحيد المستقر" يجب أن يتضمن دولتين لشعبين من السكان الأصليين، مع تبادل الأراضي وترتيبات أمنية متفق عليها بشكل متبادل يتفاوضان بشأنه.
وأوضح أنه يدرك أن أخذ زمام المبادرة من شأنه أن ينبئ الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) أن ترامب لن ينتظر حتى يتسنّى لهما مناقشة سياستهما، "لأن وقف هذا الصراع يعدّ مصلحة حيوية للولايات المتحدة قبل أن يجرّنا إلى حرب في الشرق الأوسط أكثر مما نحن عليه الآن. ونحن نعلم أن ترامب لا يحب حروب الشرق الأوسط".
ويزعم فريدمان أن ترامب هو من يضع السياسة ويقودها، وليس اليمينيين المؤيدين للاستيطان الإسرائيلي الذين عينهم حتى الآن في مناصب الشرق الأوسط.
لكن كيف تسنى للكاتب أن يدّعي ذلك؟ يجيب هو نفسه بأنه لو كان اختياره لهؤلاء اليمينيين -وليس خطة ترامب للسلام- يعكس ما تنوي إدارة ترامب القادمة المضي قدما، فهذا يعني "الوداع" لاتفاقيات أبراهام وحدها، فضلا عن توسيعها لتشمل دولا أخرى، وحذر من أن ترامب سيعزل بذلك أميركا في الشرق الأوسط والعالم.
كذلك انتقد فريدمان الرئيس الحالي جو بايدن لإذعانه لنتنياهو في عدم العمل على المضي قدما في خطة السلام، إذ كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم أن قبوله بها كان سيعني إسقاط ائتلافه اليميني المتعصب الحاكم.
وكما فعل منذ بداية هذه الحرب، فإن نتنياهو كان يماطل ويعطى الأولوية لبقائه السياسي على مصالح إسرائيل، وهو ما قال فريدمان إن بايدن ساعده عليه بإبقائه مثل هذه الصفقة بعيدة عن الأنظار العامة.