العزوف الجماهيري بين ضعف المنافسات وغياب التسويق !
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
تعزو فئة كبيرة من الجماهير عدم حضورها في مدرجات ملاعبنا إلى ضعف مسابقاتنا المحلية، ففي الوقت الذي تتهافت فيه الجماهير لحضور نهائيات بطولات كرة القدم واليد والطائرة والسلة وبقية الألعاب الأخرى، نرى بأن بقية مباريات الموسم لهذه الألعاب لا تحظى بأي اهتمام جماهيري، حيث نجد مدرجات فارغة طيلة ردهات الموسم.
الحاجة لتمويل كبير
يرى سلطان الفليتي المحلل الفني لمسابقاتنا المحلية في كرة القدم أن المسابقات بحاجة إلى تمويل قوي جدا إذا ما أردنا النهوض بها إلى مستويات عالية، كما أننا بحاجة إلى قرار بأن تكون الرياضة من الأولويات التنموية في سلطنة عمان، حالها كحال المشاريع الكثيرة بلادنا، وأوضح الفليتي أن المستوى الفني لدوري عمانتل كان جيدا وبه خامات جيدة، حيث بالنسبة لمسابقات كرة القدم شاهدنا بعض الفرق قدمت مستويات جيدة لكن يضل العنصر المالي هو الأهم، كما أشار إلى أن ضعف الحضور الجماهيري في مختلف الألعاب الرياضية سببه عدم وجود وسائل جذب للجماهير، مبينا أنه يجب توفير كل ما يحتاجه الجمهور للحضور إلى المباريات بدءا من خارج الملعب وصولا إلى داخل الملعب، وفي كرة القدم فإن الجماهير ذات ذائقة عالية وتعرف قيمة كرة القدم، حيث إننا بحاجة إلى طاقم فني معروف والقصد هنا وجود مدربين على مستوى عال، بالإضافة إلى وجود لاعبين ذوي مستوى عال وذلك من خلال استقطاب لاعبين أجانب من خارج البلد، موضحا أنه كلما ارتفع الأداء الفني للمباريات كلما انجذبت الجماهير بشكل أكبر، كما أشار إلى ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية للملاعب، وهنا نتحدث عن جذب فني وتسويقي وما شابه ذلك لكي تكون العملية متكاملة.
أما عن اقتصار الحضور الجماهيري على الأدوار النهائية وغيابهم بصورة كبيرة عن الحضور في المدرجات خلال الأدوار الأولى فقال: أتصور بأن الحضور الجماهيري يكون حاضرا بشكل أكبر في مسابقة الكأس الغالية وذلك لأهمية هذه المسابقة، لكن للأسف في الأدوار الأولى نجد بأن هناك ضعفا كبيرا في الحضور، وتزداد أعداد الجماهير في المباراة النهائية للمسابقة، وهذا الأمر ليس وليد اليوم وإنما مرتبط بسنوات سابقة، وأشار الفليتي إلى أن المسابقات المحلية مثل دوري عمانتل بحاجة لأن تكون جاذبة للجماهير ولتحقيق ذلك يجب أن يكون هناك عمل كبير ووجود كفاءات تطور من مستوى الدوري وتخطط لرفع الأفكار التطويرية للمسابقات المحلية، مع عدم هضم حق المراحل السنية لأن اللاعبين حاليا في المنتخبات الوطنية يفتقدون كثيرا للجانب التكتيكي والتكنيكي والمهارات الأساسية لكرة القدم وفي ضوء ذلك ينبغي تطوير عديد الجوانب التي تخص رفع المستوى الفني والإداري لجذب الجماهير للملاعب، لأن الجماهير تحب أن ترى مستوى فنيا جيدا.
وأضاف: يجب على الأندية مضاعفة جهدها في سبيل تغيير عقلية جماهيرها، مبينا أن سلطنة عمان مليئة بالمواهب وما ينقص الأندية هو العنصر المادي، لأن المال يحرك المياه الراكدة. وأكد الفليتي أن على جميع الاتحادات الرياضية العمل بأفكار من خارج الصندوق، مشيرا إلى أننا لو تتبعنا الـ 20 سنة الماضية، نستطيع ملاحظة ما الذي تغير في مسابقاتنا المحلية، وما الذي تغير في الأجهزة الفنية واللاعبين واستقطاب اللاعبين وضخ الأموال للمسابقات والأندية، حيث يتصور بأن الاتحادات لم تعمل بالشكل المطلوب، والمنتخبات الوطنية في المراحل السنية والفرق الأولى غابت عنها شخصية البطل والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في أي مشاركة.
المسابقات ضعيفة
قال جمعة المحرمي أمين سر نادي السيب: أعتقد بأن الجماهير العمانية تعشق الكرة و هي متابِعة جيدة للمسابقات الكروية سواء داخل سلطنة عمان أو خارجها، وهناك أندية داخل سلطنة عمان لديها جماهير تتابعها وتحضر مبارياتها متى ما كانت هذه الأندية تحقق النتائج الجيدة، ولا نختلف بأن مسابقاتنا تظل هي الأقل مستوى من بين بطولات دول المنطقة المجاورة، وعلى الأقل هي لا تتواجد من ضمن أفضل ثلاث دول تمتلك مسابقات قوية، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود دول أفضل منا في المستوى لكن جماهيرها لا تحضر إلا في المباريات النهائية، وأوضح: يظل المستوى الفني لمسابقاتنا متواضعا إلى حد ما بسبب ضعف الموارد المالية للأندية والتي لا تستطيع توفير الدعم المناسب لفرقها الرياضية وأقصد هنا الكوادر التدريبية التي يمكنها تطوير مستوى اللاعبين، وأيضا لا تستطيع التعاقد مع اللاعبين المجيدين الذين يمكنهم إثراء هذه المسابقات، ناهيك عن عدم توفر البنية التحتية من حيث الملاعب والأجهزة والوسائل التي تساعد المدربين على تطوير مستوى اللاعبين.
وتابع: أرى بأن هناك أسبابا كثيرة لشح الجماهير في المدرجات، أبرزها عدم وجود التسويق للمسابقات، وعدم وجود النجوم واللاعبين المحترفين ذوي المستويات العالية الذين يمكنهم إثراء تلك المسابقات وجعلها متابعة بشكل جيد، وكذلك عدم وجود النقل التلفزيوني لغير مسابقات كرة القدم، ما جعل الألعاب الأخرى غير متابعة من الجماهير، حيث يعمل النقل التلفزيوني على بث مباريات كرة القدم دون مباريات الألعاب الأخرى، هذا بالإضافة إلى عدم توفر وسائل جذب الجماهير لجميع المسابقات بشكل عام سواء كرة القدم أو غيرها من الألعاب.
وتابع: لابد من ربط هذه الجماهير بأنديتها الرياضية، حيث، أولا لابد من وجود برامج وأنشطة تقوم بها إدارات الأندية تجعل من خلالها هذه الجماهير متابعة جيدة لفرقها المختلفة، وثانيا لابد من التدخل الحكومي في دعم الأندية ماليا لتتمكن من التعاقد مع المدربين المتمكنين الذين يمكنهم تطوير مستوى اللاعبين المحليين، وكذلك التعاقد مع لاعبين محترفين مجيدين، وتوفير البنية الأساسية من ملاعب ومنشآت مناسبة، ثالثا يجب توفير وسائل التحفيز لجلب الأسر والعائلات للملاعب، وقد يكون ذلك في البداية بوضع جوائز وهدايا لهم، مشيرا إلى أنه بعد ذلك بالتأكيد سيكون سلوكا ثقافيا لهذه الأسر لحضور المسابقات المختلفة، أما الأمر الرابع فيتعلق بإيجاد جوائز للأندية وتحديدها في كل مسابقة، ويتم ذلك من خلال تكريم أفضل إدارات الأندية التي تستطيع حشد عدد أكبر من الجماهير في كل مسابقة.
غياب الانتماء للنادي!
من جانبه أشار المهندس خالد بن محمد آل فنه العريمي رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد العماني للكرة الطائرة إلى أن المستوى الفني لمسابقاتنا المحلية ضعيف إلى ضعيف جدا، وذلك بسبب الظروف المالية للأندية، والتي ينتج عنها الكثير من التبعات منها: تأخر التعاقدات وضعف مستوى المحترفين الأجانب، والتأخر في بداية الاستعدادات للموسم، وتظهر آثار ذلك على المستوى الهزيل للأندية، وكثرة الإصابات، كذلك ظهرت مؤخرا مشكلة إضراب اللاعبين عن التدريبات لعدم استلام مستحقاتهم، وهذا كذلك ساهم في عدم ظهور اللاعبين بمستويات عالية لعدم وجود الاستقرار النفسي وعدم الالتزام البدني وحفاظهم على لياقتهم من خلال الانقطاع عن التدريبات.
أما فيما يخص شح الحضور الجماهيري سواء في كرة القدم وفي معظم الألعاب، فأكد أن السبب يعود إلى غياب الانتماء الحقيقي للنادي، لأننا نرى حضورا كثيفا بمسابقات الفرق الأهلية، والمستوى أقلّ والتنظيم أقل جودة عن التي نراها في البطولات والمسابقات الرسمية للنادي، كما أن اللاعبين هم أقل مستوى من لاعبي النادي، إن لم يكونوا نفس اللاعبين، ومن وجهة نظري لا أرى سببا للغياب إلا غياب الانتماء للنادي وحب الكيان، حيث كان الحضور سابقاً للأندية كبيرا عندما كان الانتماء حاضرا، والمباريات تنظم في ملاعب الأندية التي تفتقر للأساسيات التي تساعد على الحضور والمباريات كانت تقام عصرا في درجات حرارة عالية، والجماهير كانت حاضرة وبقوة.
وأردف في سياق حديثه عن طرق تحفيز الجماهير للحضور للملاعب، وقال: «يجب علينا أن نجعل الأندية بيئة جاذبة للجماهير كالسابق، وذلك لن يتم إلاّ من خلال تعزيز الانتماء للنادي بدلا مما يحدث الآن من تعزيز الانتماء للفرق الأهلية على حساب الأندية»، مشيرا إلى أن الرياضة تتطور بتطور الأندية وقدرتها على التنافس فيما بينها وهذا ما يحدث في العالم أجمع، ولن تتطور بتطور الفرق الأهلية، فمتى ما تصححت المفاهيم لدينا ووجهنا البوصلة نحو تطوير الأندية ودعمها، والعمل على حوكمتها ودعمها بمنشآت رياضية متكاملة وجعلها بيئة صحية جاذبة للجماهير، بالتأكيد ستتطور الرياضة وسنرى الحضور الجماهيري حاضراً.
وأوضح العريمي أن سبب اقتصار حضور الجماهير على المباريات النهائية فقط وبأعداد متوسطة في معظم النهائيات يعود إلى الأعباء المالية والديون المتراكمة على الأندية، مما جعل الكثير منها تقوم بتجميد نشاطها الكروي والألعاب التي كانت تشارك فيها سابقا، وتابع: الجمهور يحضر لمتابعة مسابقات الفرق الأهلية بشكل كبير، وهذا يرجع للانتماء، مبينا أن الجمهور نفسه سيحضر لمساندة الأندية متى ما عززنا هذا الجانب واجتهدنا على تعزيزه من خلال الأندية والإعلام ومن خلال البرامج والإستراتيجيات الواضحة.
غياب الشغف والحوافز
أما الشيخ الدكتور حمدان بن سباع السعدي نائب رئيس مجلس إدارة نادي السويق فقال: المستوى الفني لمسابقاتنا المحلية عادي وذلك بحسب الإمكانيات المتواضعة والمتوفرة فمن الطبيعي أن يكون المستوى بهذا الحد موازيا للإمكانيات، وأضاف: الشح الجماهيري يعود لعدة أسباب منها ضعف المستوى الفني، وأيضا نوعية اللاعبين المحترفين، حيث أشار إلى أنه لا توجد أسماء رنانة على ساحة ملاعبنا، مع تواضع المرافق والخدمات في الملاعب الرياضية وغياب الشغف والحماس نتيجة عدم تطور الوضع لفترات طويلة، هذا بالإضافة إلى غياب الحوافز والجوائز المشجعة»، واستطرد: «هنالك عوامل أخرى تؤثر على حضور الجماهير في الملاعب، منها: عدم وجود رابطة جماهير منظمة ومتطورة تقود الجماهير وتحثهم على الحضور باستثناء ناديين أو ثلاثة، كما أن عدم إقامة المباريات في نفس الولاية التي ينتمي لها النادي له أثر سلبي على مؤازرة الجماهير لفرقها، إضافة إلى ضعف جوائز الاتحادات للأندية المشاركة، وعليه يجب النظر إلى جميع هذه المسببات وتوفير كل ما يلزم لتسهيل عملية تواجد الجماهير في الملاعب، ويرى السعدي أن الاتحادات لها دور بطبيعة الحال ولكن في حدود ضيقة بحسب الإمكانيات المتوفرة لديها.
ضرورة تطوير المسابقات
أكد الدكتور خميس الرحبي أمين سر الاتحاد العماني للهوكي أن ضعف المسابقات المحلية يعد أهم أسباب شح وعزوف الجماهير للحضور إلى الملاعب، مشيرا إلى ضرورة العمل والتعاون بين مختلف الجهات المعنية بالرياضة للرقي بالمستوى الفني للمسابقات المحلية بمختلف الرياضات ولمزيد من التطوير للجانب الفني، وأضاف: شح الجماهير في الملاعب سببه ضعف المسابقات والجوائز التشجيعية للجماهير والدعم المالي المقدم والتغطية الإعلامية تركز على بعض الرياضات فقط وبعض المسابقات بمحدودية فقط، وأحيانا توقيت المباريات لا يتناسب مع الجماهير ولا يوجد تشجيع مباشر للجماهير للحضور، ويرى الرحبي أن الحل يكمن في التشجيع على تطوير المسابقات ووجود محترفين عالميين بمسابقاتنا، هذا بالإضافة إلى وجود التغطية الإعلامية بشكل أكبر وأوسع، كما يجب زيادة الجوائز التشجيعية للجماهير وحسن اختيار التوقيت المناسب للمباريات والذي يتناسب مع الجماهير، وتابع: هناك ضعف واضح في المسابقات وقلة وعي من الجماهير بأهمية الحضور إلى جميع المباريات، كما أن هناك ضعفا وقلة في الأندية التي لديها رابطة جماهيرية تشجع مسابقاتها، وعليه فيجب أن تتم زيادة الجانب التوعوي والإعلامي للجماهير بأهمية مؤازرة فرقها في مختلف الألعاب التي يشارك فيها النادي، مع وجود حوافز تشجيعية للجماهير، وتابع: إذا ما أردنا حل هذه المعضلة فإنه يجب توفير المنشآت والملاعب وتجهيزها بصورة مثالية لتستقطب أكبر عدد من الجماهير، وأشار الرحبي إلى أن الاتحادات تعد أحد مكونات المنظومة الرياضية التي لها دور كبير في هذا الجانب من حيث دعم وتشجيع الأندية على تطوير اللعبة وبالتالي زيادة الإقبال الجماهيري.
مستوى فني جيد
في السياق ذاته أوضح محمد العلوي رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد العماني لكرة اليد أن المستوى الفني لجميع الألعاب داخل سلطنة عمان جيد ومرض وفق الإمكانيات المتاحة، وتم الزج بها بمقارنات غير منصفة، لأن هذه المقارنات يجب أن تكون وفق أسس ومعايير محددة ومتقاربة للمقارنة بها، وفي ضوء ذلك فإن المقارنة بالمستويات الفنية غير منصف، مشيرا إلى أن سبب شح الجماهير في ملاعبنا يعود إلى أن الجمهور محب لدرجة العشق ومتذوق لرياضاتنا في جميع الألعاب، مبينا أن الجماهير متابعة للرياضات أولا بأول سواء على المستوى الخليجي أو على المستوى العربي والعالمي، وبالتالي فإنه يتمنى أن يشاهد ما يتابعه على التلفاز على أرض الواقع، ولذا فإنه إذا وجد بالأداء اختلافا كبيرا بين ما يتابعه وما يشاهده على أرض الواقع فمن الطبيعي أن تجده يبتعد شيئا فشئيا عن الحضور للمدرجات، وفي ضوء ذلك لا يعتبر ذلك شحا في الحضور الجماهيري وإنما إعادة الجماهير إلى الواقع الذي يلمسه المحب للعبة عند مقارنته بالأداء الذي يشاهده في المسابقات القوية خارج سلطنة عمان وعند حضوره للأحداث الرياضية المحلية داخل سلطنة عمان.
وأضاف العلوي: الجماهير اليوم ليست بحاجة إلى سحوبات وهدايا من أجل مؤازرة فرقها، ولكنها بحاجة أن ترى مباريات قوية بندية عالية تحمل في طياتها الإثارة ومستوى عال من اللاعبين المميزين الذين يقدمون الإضافة لأنديتهم من خلال تقديمهم لأداء جيد، كما أن الجماهير بحاجة إلى وجود إعلام قوي ينقل الحدث أولا بأول ومتابع للأحداث ويكون معايشا للوضع.
كما أكد أننا بحاجة ماسة لتطوير رياضاتنا باختلاف أنواعها لتعود الجماهير للملاعب، مؤكدا أن مسألة جذب الجماهير هو عمل متكامل وليس عمل الاتحاد بذاته، وعليه يجب تعاون كلّ من الاتحاد والإعلام والقطاع الخاص وهناك عدة نقاط علينا القيام بها لتسهم في عودة الجماهير للملاعب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحضور الجماهیری داخل سلطنة عمان المستوى الفنی بالإضافة إلى مشیرا إلى أن أن الجماهیر من الجماهیر الجماهیر فی فی الملاعب بحاجة إلى کرة القدم مبینا أن إلى وجود عدم وجود من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
مشاركة عربية قياسية محتملة في أمم أفريقيا 2025 وغياب غانا والرأس الأخضر أبرز المفاجآت
أسدل الستار أمس الأحد على مباريات الجولة الخامسة (قبل الأخيرة) من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها الـ35.
وأسفرت الجولة المنقضية عن حسم تأهل 19 منتخبا للنهائيات، التي تستضيفها المغرب في الفترة من 21 ديسمبر 2025 حتى 18 يناير 2026، من بينها 5 فرق عربية.
وصعد 11 منتخبا لنهائيات النسخة المقبلة من البطولة القارية، سبق لها التتويج باللقب، يأتي في مقدمتها المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بأمم أفريقيا برصيد 7 ألقاب، الذي يتواجد في النسخة الخامسة على التوالي والـ27 في تاريخه، معززا رقمه القياسي كأكثر المنتخبات مشاركة في المسابقة الأهم والأقوى على مستوى المنتخبات في القارة السمراء.
كما تأهلت أيضا منتخبات الكاميرون، الفائزة باللقب 5 مرات، ونيجيريا، المتوجة بالبطولة 3 مرات، وكوت ديفوار (حاملة اللقب)، التي توجت أيضا بالبطولة 3 مرات، والكونغو الديمقراطية، التي حملت الكأس عامي 1968 و1974، والجزائر، الفائزة بالكأس عامي 1990 و2019، والمغرب (المضيف)، الذي اعتلى منصة التتويج عام 1976، وجنوب أفريقيا وتونس وزامبيا والسنغال، الذين حصدوا المسابقة أعوام 1996 و2004 و2012 و2021 على الترتيب.
وحجزت منتخبات بوركينا فاسو وأنجولا وغينيا الاستوائية والجابون وأوغندا ومالي وزيمبابوي وجزر القمر مقاعدها أيضا في النهائيات، حيث تحلم بالفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخها.
وتنص لائحة تصفيات كأس أمم أفريقيا على صعود المنتخبات صاحبة المركزين الأول والثاني في المجموعات الـ12 للنهائيات، ليصبح عدد المشاركين 24 منتخبا.
وتمثلت أبرز المفاجآت في فشل منتخبي غانا والرأس الأخضر (كاب فيردي) في الصعود للنسخة المقبلة من البطولة، في ظل تذيل كلا المنتخبين ترتيب المجموعتين السادسة والثالثة على الترتيب.
ويقبع المنتخب الغاني في قاع ترتيب المجموعة السادسة برصيد 3 نقاط، بفارق 10 نقاط خلف منتخب أنجولا، الذي يعتلي القمة، و4 نقاط خلف منتخب السودان، صاحب المركز الثاني، قبل خوض الجولة الأخيرة.
وتعد هذه هي المرة الأولى منذ 20 عاما، التي تخفق خلالها غانا في الصعود لكأس الأمم الأفريقية، التي توجت بها 4 مرات، حيث يعود آخر غياب لمنتخب (النجوم السوداء) عن هذا المحفل الأفريقي، إلى نسخة عام 2004 التي استضافتها تونس.
أما منتخب الرأس الأخضر، فيتواجد في المركز الأخير بترتيب المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط، قبل لقائه الأخير مع مضيفه منتخب موريتانيا، حيث يتأخر بفارق 9 نقاط خلف المنتخب المصري، الذي يحلق على القمة، و3 نقاط خلف منتخب بوتسوانا، صاحب المركز الثاني.
وفي حال فوز الرأس الأخضر على موريتانيا في الجولة الأخيرة، وخسارة بوتسوانا أمام مضيفتها مصر، سوف يتساوى المنتخب الملقب بـ(القروش الزرقاء) مع نظيره البوتسواني في رصيد 7 نقاط، لكن المواجهات المباشرة لن تكون في صالحه، عقب خسارته صفر / 1 أمام بوتسوانا في الجولتين الثالثة والرابعة بالمجموعة.
وكان منتخب الرأس الأخضر ضمن المرشحين لبلوغ النهائيات، عطفا على المستوى المميز الذي ظهر به في النسخة الماضية للبطولة التي أقيمت بكوت ديفوار مطلع العام الحالي، حيث شهدت صعود الفريق لدور الثمانية، بل إنه كان قريبا من التأهل للمربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه، لولا خسارته بركلات الترجيح أمام منتخب جنوب أفريقيا.
وتأجل حسم التأهل للمنتخبات الخمسة المتبقية في البطولة إلى الجولة السادسة (الأخيرة)، حيث تجرى العديد من المواجهات الحاسمة غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء.
وبعد صعود مصر وتونس والجزائر والمغرب وجزر القمر، ربما تشهد النسخة المقبلة مشاركة قياسية للمنتخبات العربية في البطولة، حيث من الممكن أن يرتفع عددها إلى 8 منتخبات في ظل امتلاك منتخبات ليبيا والسودان وموريتانيا حظوظا في التأهل أيضا.
وكانت نسخة كأس الأمم الأفريقية 2021 التي أقيمت في الكاميرون شهدت أكبر مشاركة عربية في تاريخ البطولة، بظهور 7 منتخبات آنذاك هي مصر والمغرب والجزائر وتونس والسودان وموريتانيا وجزر القمر.
ويتواجد منتخب موريتانيا في المركز الثالث بترتيب المجموعة الثالثة، برصيد 4 نقاط، حيث يبتعد بفارق 9 نقاط خلف منتخب مصر (المتصدر)، و3 نقاط خلف منتخب بوتسوانا.
ويحتاج المنتخب الموريتاني للفوز على ضيفه منتخب الرأس الأخضر، متذيل الترتيب برصيد 4 نقاط، في الجولة الأخيرة للمجموعة، التي تقام بغد غد الثلاثاء، من أجل الصعود لأمم أفريقيا للنسخة الرابعة على التوالي، شريطة خسارة بوتسوانا أمام مضيفتها مصر في مباراتهما التي تجرى في ذات التوقيت.
وفي تلك الحالة، سوف تتساوى موريتانيا مع بوتسوانا في رصيد 7 نقاط، لتحسم المواجهات المباشرة ورقة الترشح لأي منهما وفقا للائحة التصفيات.
وستكون تذكرة الصعود لمنتخب موريتانيا على حساب المنتخب البوتسواني في هذه الحالة، بسبب فوز منتخب (المرابطون) على منافسه 1 / صفر في الجولة الأولى بالمجموعة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وتعادلهما 1 / 1 في الجولة الخامسة، أول أمس الجمعة ببوتسوانا.
وأهدر المنتخب السوداني، المتوج باللقب عام 1970، فرصة حسم الصعود للنهائيات في الجولة الماضية، عقب خسارته القاسية صفر / 4 أمام مضيفه منتخب النيجر.
وبقي منتخب السودان في المركز الثاني بالمجموعة برصيد 7 نقاط، بفارق 6 نقاط خلف منتخب أنجولا (المتصدر)، فيما يتقدم بفارق 3 نقاط أمام منتخب النيجر، صاحب المركز الثالث، بينما قبع منتخب غانا في ذيل الترتيب بثلاث نقاط.
وبات منتخب السودان بحاجة لنقطة التعادل فقط في لقائه مع منتخب أنجولا في الجولة الأخيرة لحسم الصعود رسميا، دون النظر لنتيجة لقاء غانا مع ضيفتها النيجر.
وفي حال خسارة المنتخب السوداني أمام أنجولا، وفوز منتخب النيجر على غانا، سوف يتساوى منتخب (صقور الجديان) في رصيد 7 نقاط مع النيجر، التي ستظفر بمقعد في النهائيات لتفوقها بفارق المواجهات المباشرة.
وكان منتخب السودان اكتفى بالفوز 1 / صفر فقط على منتخب النيجر في مستهل مشواره بالتصفيات، ليتأخر 1 / 4 في فارق المواجهات المباشرة مع منافسه.
ورغم ذلك، من الممكن أن يصعد منتخب السودان للنهائيات أيضا حتى في حال خسارته أمام أنجولا، وذلك حال تعادل أو خسارة النيجر في لقائها مع غانا، وهو أمر ليست بالمستبعد.
ويبحث منتخب ليبيا عن مكان في النهائيات أيضا، بعدما أحيا آماله في الصعود خلال الجولة الخامسة، بفوزه 1 / صفر على مضيفه منتخب رواندا.
ورغم تذيل المنتخب الليبي، وصيف نسخة أمم أفريقيا عام 1982، ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 4 نقاط، فإنه مازال يتشبث بالأمل في الظهور بأمم أفريقيا المقبلة.
ويتربع المنتخب النيجيري على القمة برصيد 11 نقطة، فيما يحتل منتخب بنين المركز الثاني بسب نقاط، بفارق نقطتين أمام منتخب رواندا، صاحب المركز الثالث.
ويسعى منتخب ليبيا للفوز 1 / صفر فقط أو بفارق هدفين على ضيفه منتخب بنين في الجولة الأخيرة، أملا في خسارة رواندا أمام مضيفتها نيجيريا في نفس الجولة، ففي تلك الحالة سوف يتساوى منتخب (فرسان المتوسط) في رصيد 7 نقاط مع المنتخب البنيني، حيث ستصب المواجهات المباشرة في صالح المنتخب العربي، لتفوقه بفارق المواجهات المباشرة في لقاءيه مع بنين، التي فازت 2 / 1 على ملعبها في لقاء الفريقين بالجولة الثانية للمجموعة.
أما في حال انتصار المنتخب الليبي بفارق هدف وحيد مع تسجيل منتخب بنين هدفين على الأقل في اللقاء، فسوف يحسم المنتخب البنيني الصعود لمصلحته، نظرا لتفوقه بفارق الأهداف المسجلة خارج الأرض في مباراتيه مع منافسه.
وفي حال فوز ليبيا 2 / 1 على بنين، سوف يلجأ المنتخبان لاحتساب فارق الأهداف التي تم إحرازها والتي استقبلتها شباك كل فريق طوال مشوارهما في المجموعة لتحديد المتأهل منهما، والتي ستصب في تلك الحالة في صالح منتخب بنين، الذي أحرز 7 أهداف واستقبل مثلها في مبارياته الخمس التي لعبها حتى الآن قبل خوض الجولة الأخيرة، في حين أحرز المنتخب الليبي 3 أهداف وسكن مرماه 7 أهداف.