شبكة انباء العراق:
2025-01-11@01:37:46 GMT

ماذا لو كان توماس عربيا ؟

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كلنا سمعنا بالشاب اليهودي (توماس ماثيو كروكس) الذي أطلق نيران بندقيته على دونالد ترامب في ولاية بنسلفينيا. فقتلته الشرطة الفيدرالية وهو بعمر العشرين. .
كان توماس يعيش مع أسرته اليهودية في ضاحية بيثيل بارك على بعد 57 كم من موقع تجمع ترامب. .
إلى هنا انتهى المشهد الاول من الحادث، وسوف نتابع بقية المشاهد بعد اكتمال التحقيق وإجراءاته الروتينية المعتادة.

ونحمد الله ان الجاني لم يكن عربيا ولا مسلما، وإلا فإن ردود الأفعال الأمريكية سوف تكون عنيفة ومزلزلة وشاملة، وقد تنذر بتداعيات خطيرة لا تخطر على البال داخل الولايات المتحدة وخارجها. .
ويحق لنا ان نتساءل مرة اخرى فنقول: ماذا لو كان توماس عربيا ؟، وماذا لو أقدم على فعلته تلك في احدى مدننا لاغتيال رئيس عربي في حشد جماهيري كبير ؟. اغلب الظن ان القوات المسلحة وغير المسلحة سوف تعلن استنفارها في عموم البلاد، وتستدعي تشكيلاتها البرية والجوية والبحرية للبحث عن أمه وأبيه وزوجته وأخيه وعشيرته التي تؤويه. تأتي بهم مكبلين بالأصفاد، وتمارس ضدهم ابشع أساليب التعذيب لانتزاع الاعترافات عن علاقاتهم بالطابور الخامس والسادس والسابع عشر، ثم تتوجه للبحث عن أصدقاءه وجيرانه، والطلاب الذين رافقوا مسيرته التعليمية في كل المراحل الدراسية من الابتدائية إلى الجامعية. وتشن الصحف المحلية حملاتها المتزامنة مع مواقع التواصل لتنسج من خيالها روايات بوليسية عن ارتباطات اجداد الجاني بعصابات تهريب المخدرات وطباعة العملة المزورة. ولن تتوقف الاتهامات والمداهمات والاعتقالات حتى لو مات الجاني وجميع أفراد أسرته. وربما تقرر الدولة إعفاء مدراء الأجهزة الامنية من مناصبهم بذريعة الفشل والعجز. وتصبح محاولة الاغتيال هي الشغل الشاغل للصغار والكبار. .
ثم تأتي فرق التحري عن المتفجرات، فتزعم انها عثرت في البيت على كميات هائلة من العبوات والأحزمة الناسفة، ومخازن ممتلئة بالأسلحة والذخيرة، وكتب ومنشورات ممنوعة، تأتي بعدها البلدوزرات لتهدم البيت نفسه وتحوله إلى ركام. بينما تنشغل محطات الصوت الواحد بقراءة برقيات التهنئة بنجاة السيد الرئيس، فيقولون لنا: انه كان يصوم الاثنين والخميس، ويعتمر في كل فصل من الفصول الأربعة، ولولا زهده ونزاهته وتقواه لما استطاع النجاة من الاطلاقات التي سددها توماس العربي. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

من حجب الجزيرة إلى ضرائب الشاي.. الشبكة يرصد غرائب الأسبوع عربيا

وفي مشهد يعكس تنافسا محموما سخرت الحلقة من موقف السلطة الفلسطينية التي سارعت إلى حجب مواقع الجزيرة ومنع مزودي الإنترنت من بث القناة وكأنها تخشى أن يسبقها الاحتلال إلى هذا "الإنجاز التاريخي"، في سباق غير معلن على من يحجب أولا.

وفي سوريا الجديدة، برزت مطالب غريبة من بعض "الفلول" الذين اقترحوا على الحكومة بناء أهرامات على غرار مصر، لعلهم يخططون مسبقا لنشر شائعات بيعها في المستقبل.

أما في دمشق فقد شوهدت وزيرة الخارجية الألمانية وهي ترتدي سترة واقية خلال زيارتها للعاصمة، لحمايتها من العدوى بـ"الأخلاق" التي قد تصيبها عن طريق الخطأ.

وفي مصر، تدرس الحكومة إطلاق تطبيق جديد باسم "كيفني" مخصص لفرض ضرائب على المواطنين "المسرفين" في تناول الشاي، ويبدو أن الضرائب أصبحت الحل السحري لكل الأزمات.

وفي مفارقة ساخرة، ما إن رُفعت العقوبات جزئيا عن سوريا حتى سارعت واشنطن إلى فرض عقوبات جديدة على جهات أخرى عملا بمبدأ "لا يمكن أن تبقى العقوبات على الرف دون استخدام".

وأخيرا، أعرب قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو عن استغرابه من العقوبات الأميركية الجديدة عليه، متسائلا عن سبب هذا "التمييز" رغم أن "إنتاجه" من الجرائم لم يتغير منذ شهور.

إعلان 10/1/2025

مقالات مشابهة

  • وصول توماس جروتر مدرب حراس مرمى الزمالك الجديد
  • من حجب الجزيرة إلى ضرائب الشاي.. الشبكة يرصد غرائب الأسبوع عربيا
  • إنجاز مجدي يعقوب الجديد.. ماذا نعرف عن صمامات القلب التي تنمو بالجسم؟
  • المصائب لا تأتي فرادى: إثيوبيا تتعرض لزلزالين جديدين
  • تقارير: بايرن ميونخ يستعد لتجديد عقد توماس مولر
  • من طوفان الأقصى إلى الثورة السورية.. ماذا بعد عربيا ودوليا؟
  • “الوطني الاتحادي” يتبنى عدداً من التوصيات بشأن إستراتيجية البحث والتطوير
  • "الوطني الاتحادي" يتبنى توصيات بشأن استراتيجية البحث والتطوير
  • الوطني الاتحادي يتبنى عدداً من التوصيات بشأن استراتيجية البحث والتطوير
  • أستاذ علاقات دولية: القمة المصرية اليونانية القبرصية تأتي في توقيت مهم جدا