قال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإستراتيجي إن ما قام به الأسطول الخامس الأميركي من دعم قدراته العسكرية في منطقة الشرق الأوسط ليس سوى تعزيز لما هو موجود، ولا يمثل حشدا جديدا للقوة في المنطقة، ولا يمكن أن يفضي لمواجهة مباشرة.

وأوضح أن الأسطول لديه بالفعل حاملة طائرات و17 قطعة بحرية مختلفة، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف جندي، وبالتالي فإن إرسال قطعتين بحريتين و3 آلاف جندي آخر هو دعم للقوة الرئيسية، وهو يشير إلى شعور أميركي بتنامي خطر إيران وتهديدها، مما يستدعي هذا الدعم.

وجاء حديث الدويري خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/8/7) لإعلان الأسطول الخامس الأميركي نشر 3 آلاف جندي وعدد من القطع البحرية في الشرق الأوسط كجزء من خطة أميركية لتخفيف التوترات الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرتها السفن في الخليج، حسب قوله.

بدورها، انتقدت طهران هذه الخطوة، مؤكدة أن دول المنطقة أقدر على حماية أمنها، كما توعدت بالرد على ما سمتها "أي استفزازات أميركية محتملة بالخليج".

وتساءلت الحلقة عن الأهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها بإرسال كل هذه التعزيزات العسكرية إلى الشرق الأوسط في هذا التوقيت ووجاهة أسباب التوجس الإيراني من هذه الإجراءات، والمآلات المحتملة لأمن الخليج في ضوء ارتفاع التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية هذه التحركات.

أسباب القلق الأميركي

وفي حديثه لما وراء الخبر، أشار اللواء الدويري إلى أن المناورة التي أجرتها إيران مؤخرا وكان محورها الدفاع عن الجزر المتنازع عليها في الخليج العربي، وما أفصحت عنه خلالها من قدرات عسكرية جديدة -ومنها سفن مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر- هما ما أثارا القلق الأميركي.

لكنه في الوقت ذاته استبعد أي مواجهة مفتوحة ومباشرة، لافتا إلى أنه خلال 4 عقود من الصراع لم تحدث تلك المواجهة، لأن عواقبها على كلا الطرفين ثقيلة وإن كانت أشد قسوة على الجانب الإيراني، وما يجري هو رسائل ردع وتحذير من كل طرف للآخر.

وأضاف أنه يمكن أن تحدث عمليات استفزاز واحتكاك يمكن احتواؤها، لكن لن تحدث مواجهة مفتوحة، فالفارق في القوة بين البحرية الإيرانية والأميركية كبير، ومهما كانت قوة البحرية الايرانية فإن ذلك لن يسمح لها بمواجهة شاملة وإن كانت قادرة على إلحاق الضرر والإرباك.

بدوره، قال الباحث الإيراني المتخصص في القضايا الإقليمية والإستراتيجية حسين رويوران إن التصعيد الجاري أميركي وليس إيرانيا، وإن ما قامت به طهران من احتجاز ناقلات كان رد فعل على احتجاز ناقلة إيرانية وسرقة نفطها من طرف الولايات المتحدة.

وأضاف رويوران في حديثه لما وراء الخبر أنه إذا كانت أميركا تتصور من خلال التحشيد العسكري في المنطقة قدرتها فرض أمر على إيران فإنها تكرر خطأ استخدام آلية سبق أن فشلت، معتبرا أن ما قامت به واشنطن يهدف إلى توتير الأجواء ودفع المنطقة للعودة تحت مظلتها الأمنية.

أطراف أخرى

وفي هذا السياق، يرى رويوران أن الرسالة الأميركية تستهدف أطرافا أخرى في المنطقة غير طهران، وذِكر إيران ما هو سوى مبرر لتمرير تلك الرسالة إليهم، حيث تتخوف واشنطن من مساعي دول في المنطقة لإيجاد مسارات أخرى للحماية والدفاع.

وأكد الباحث الإيراني على أن بلاده باتت تمتلك قوة رادعة من حقها أن تستعرضها بهدف منع الحرب لا إشعالها، مشددا على أن إيران لن تبدأ أي حرب مع أي طرف في المنطقة حتى أميركا باستثناء الكيان الصهيوني، لكنها لن تتوانى في الدفاع عن نفسها.

بدوره، يبرر بريت بروين مدير التعاون الدولي السابق في البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ما قامت به بلاده بتزايد الخطر الإيراني في المنطقة وشعور واشنطن بقلق نتيجة خطوات طهران الأخيرة، ومنها ترددها في دخول أي مفاوضات جادة بشأن مشروعها النووي.

وذكر في حديثه لما وراء الخبر أن إيران لديها تاريخ طويل من النشاطات خارج ما هو مقرر، على حد تعبيره، كما أنها هاجمت مصالح الولايات المتحدة وغيرها في المنطقة، خطرها أصبح أكبر مما كان عليه، وهذا ما استدعى اتخاد خطوات لإرسال رسالة إلى طهران بأن أي هجمات قادمة ستواجه برد سريع وقوي.

واتفق بروين مع الدويري على استبعاد المواجهة المباشرة، لكنه في الوقت ذاته يرى أنه لا يمكن ترك طهران تواصل تهديداتها ونشاطاتها دون مواجهة، لأن ذلك سيعرض المنطقة لمزيد من الاضطراب، وما تقوم به واشنطن لا يخدم مصالحها في المنطقة وحسب، وإنما لأجل حماية الاقتصاد العالمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ما وراء الخبر فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: وقف إطلاق النار قد يؤثر في ردنا على إسرائيل

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والجماعات المتحالفة مع طهران في قطاع غزة ولبنان، فإن هذا الإجراء "قد يؤثر على شدة" أية ضربة انتقامية، حسبما ذكرت وكالة "أنباء الجمهورية الإسلامية" الإيرانية، الأحد.

ونقلت الوكالة عن بيزيشكيان قوله: "إذا أعادوا (الإسرائيليون) النظر في سلوكهم، وقبلوا وقف إطلاق النار وتوقفوا عن قتل المظلومين والأبرياء في المنطقة، فقد يؤثر ذلك على شدة ونوع ردنا".

لكنه أضاف أن طهران "لن تترك أي عدوان ضد سيادتها وأمنها دون رد".

وقبل ذلك بيوم واحد، هدد المرشد الإيراني علي خامنئي، إسرائيل والولايات المتحدة بـ"رد ساحق" على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران والجماعات الموالية لها في الشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، حافظ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على موقفه الصارم خلال زيارة إلى الحدود اللبنانية، قائلاً إنه يجب دفع جماعة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، ومنعها من إعادة التسلح.

ويقع نهر الليطاني على بعد حوالي 30 كيلومترًا داخل لبنان من الحدود، ومن شأنه أن يخلق منطقة عازلة بين قوات حزب الله والأراضي الإسرائيلية، وهو ما يصر عليه نتانياهو.

وأضاف: "أريد أن أكون واضحا: مع أو دون اتفاق (وقف إطلاق النار)، فإن مفتاح استعادة السلام والأمن في الشمال، ومفتاح إعادة سكاننا الشماليين إلى ديارهم بأمان، هو أولاً وقبل كل شيء دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وثانياً استهداف أي محاولة لإعادة التسلح، وثالثاً الرد بحزم على أي عمل يتخذ ضدنا".

التعزيزات الأميركية في الشرق الأوسط والتصعيد بين إيران وإسرائيل يعكس قرار الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، استمرار القلق في واشنطن من مزيد من التصعيد بين ايران و إسرائيل رغم الدعوات المتكررة إلى كسر دوامة الرد و الرد المضاد.

وشدد على أن إسرائيل "ستفعل بالتأكيد كل ما ينبغي القيام به.. سواء من حيث العمل العسكري أو الأسلحة أو السياسي".

وكانت إسرائيل على مدى الأشهر القليلة الماضية تضرب مواقع تقول إنها تابعة لحزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وتكثفت الهجمات الإسرائيلية على حزب الله منذ سبتمبر الماضي، بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود، حيث أعلنت الجماعة اللبنانية دعم حماس (المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى) في قطاع غزة بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وكان حزب الله قد أطلق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، قائلاً إنه سيواصل هجماته حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

تعزيزات عسكرية أميركية للشرق الأوسط.. رسائل "ردع" لإيران و"طمأنة" لإسرائيل وسط تنامي التهديدات وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يرسل الجيش الأميركي تعزيزات عسكرية جديدة.

واندلعت الحرب بعد هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واحتجاز رهائن ونقلهم لقطاع غزة.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية داخل لبنان عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص، وفقًا لمسؤولين هناك، كما دمرت جزءًا كبيرًا من غزة، حيث بلغ عدد القتلى 43341 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وتخشى العديد من دول المنطقة والعالم، من اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط، خاصة مع تبادل إسرائيل وإيران الضربات بالصواريخ والقذائف ضد بعضهما البعض.

هل تخطط إيران لشن هجوم على إسرائيل؟ أكدت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة، ربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، حسبما قال مصدران إسرائيليان لموقع Axios.

وينتظر كثيرون الخطوة التالية التي ستتخذها طهران بعد الضربة التي شنتها إسرائيل في 26 أكتوبر، على مواقع عسكرية داخل إيران.

وفي تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، في 2 نوفمبر، قال مسؤول أميركي، ومسؤول إسرائيلي سابق، إن الإدارة الأميركية حذرت طهران في الأيام الأخيرة من أنها "لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل" إذا شنت إيران هجومًا آخر عليها.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني: أجهزة استخبارات معادية لإيران وراء الأعمال الإرهابية جنوب شرق البلاد
  • إيران: لا نخشى الحرب لكننا لم نكن نسعى إليها
  • الرئيس الإيراني: وقف إطلاق النار قد يؤثر في ردنا على إسرائيل
  • التعزيزات الأميركية في الشرق الأوسط والتصعيد بين إيران وإسرائيل
  • بزشكيان: وقف إطلاق النار بين حلفاء إيران وإسرائيل يؤثر على شدة ردنا على الهجمات الأخيرة
  • التوتر في الشرق الأوسط يدفع معظم بورصات الخليج للتراجع
  • إيران تحيي الذكرى الـ45 لاقتحام السفارة الأميركية في طهران
  • ماذا وراء إرسال واشنطن قاذفات ومدمرات بحرية إلى المنطقة؟
  • ما وراء إرسال واشنطن قاذفات ومدمرات بحرية إلى المنطقة؟
  • المرشد الإيراني:الأعداء ستيلقون ردا كاسرا على يفعلونه ضد إيران وجبهة المقاومة