الانتقادات داخل إسرائيل تتزايد ضد نتنياهو لعرقلته صفقة التبادل
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -أمس الأربعاء- رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة المفاوضات ليفوز بدعم الجناح المتشدد في الحكومة، وذلك بعد حديث الأخير عن زيادة الضغط العسكري للحصول على تنازل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط أنباء عن زيادة الاحتجاجات ضد رفض الصفقة داخل الائتلاف الحكومي.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن غالانت قال -في محادثات مغلقة- إنه إذا لم يتم التوقيع على اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين فإن مصير المحتجزين سيحسم، في إشارة إلى أنهم لن يعودوا.
وأضاف غالانت أن شروط التوصل إلى اتفاق مع حماس قد نضجت لكن نتنياهو يزيد من الصعوبات حتى لا يخسر عضوي الائتلاف الحكومي وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وقالت الصحيفة أيضا إن الاحتجاج على رفض الصفقة يتزايد داخل الائتلاف الحكومي، وإن الكثيرين يرون أن هذا هو الوقت المناسب لإبرامها.
وأوضحت أن حزبيْ "شاس ويهدوت هتوراه" ومعظم وزراء الليكود في الكابينت يؤيدون الصفقة، مؤكدة أن ذلك يعني أن بن غفير وسموتريتش لن يستطيعا إفشال الصفقة.
شروط نتنياهوونقلت يديعوت أحرونوت عن رؤساء جهاز المخابرات (موساد) ديفيد برنيع وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) رونين بار وأركان الجيش هرتسي هاليفي قولهم إن إسرائيل ستجد صعوبة في التوصل إلى اتفاق بشروط نتنياهو الجديدة.
وأوضح برنيع -في حديث مع صحيفة هآرتس- أن الخلاف الرئيسي في المفاوضات يتمحور حول إصرار نتنياهو على إنشاء آلية لمراقبة حركة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله.
وكان نتنياهو دفع الأيام الماضية نحو إنشاء آلية لمنع مرور من يصفهم بـ"المسلحين" إلى شمال القطاع، وهو بند لم يكن واردا بالمقترح الأصلي للصفقة، رغم تأكيده المتكرر دعمه للصفقة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي، فضلا عن طلبات جديدة تتعلق بمعبر رفح.
ضغط عسكريوأتى اتهام غالانت بعد أن قال نتنياهو أمس إن "زيادة الضغط العسكري تقود إلى تنازل حركة حماس أكثر فأكثر في المفاوضات" مشددا على مواصلة العمل لـ"تدميرها" وفق تعبيره.
كما أشار إلى أن حكومته، ومن خلال الدمج بين الضغط السياسي والعسكري، تتقدم بشكل ممنهج لتحقيق أهداف الحرب ومن بينها إعادة المحتجزين، بحسب قوله.
"صفعة لترامب"وتعليقا على إمكانية إبرام صفقة، قال وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير -خلال جلسة في الكابينت– إن إبرام صفقة التبادل الآن بمثابة "صفعة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وانتصار للرئيس الحالي بايدن" وفق القناة الـ13 الإسرائيلية.
يأتي ذلك في ظل اعتقاد مسؤولين إسرائيليين أن وصول ترامب للسلطة سيوفر دعما أكبر لإسرائيل، في حين يعتقد اليمين الإسرائيلي أن بايدن يدفع لصفقة تضر بهم.
مطلب حريديووسط محاولة نتنياهو إفشال الصفقة وإصرار بن غفير على رفضها، وجه حزب شاس عضو الائتلاف الحكومي الحريدي "المتشدد" رسالة لرئيس الحكومة يطالبه بتجاهل الاعتبارات السياسية للتوصل إلى صفقة.
وقال حزب شاس في رسالته إنه يعتقد أن الظروف مناسبة لإبرام صفقة تبادل نتيجة الضغط العسكري واتباع سياسة الاغتيالات الدقيقة، حسب تعبيره.
وطالب الحزب نتنياهو بعدم الخوف من أصوات الائتلاف المعارضة لصفقة التبادل، موضحا أن الظروف مناسبة لإبرام الصفقة مما سيحافظ على أمن إسرائيل.
استمرار المظاهراتويواصل مئات الإسرائيليين التظاهر يوميا أمام وزارة الدفاع في تل أبيب من أجل المطالبة بإبرام صفقة تبادل، واستعادة المحتجزين في غزة.
ونظم متظاهرون بمدينة القدس وقفة أمام منزل زعيم حزب شاس أرييه درعي للضغط عليه لإقناع نتنياهو بقبول الصفقة الحالية وإبرامها.
كما شهدت حيفا ومناطق متفرقة شمالي إسرائيل مظاهرات مشابهة. ودعا منظمو الحركات المعارضة إلى تنظيم احتجاجات عشية مغادرة نتنياهو إلى الولايات المتحدة والضغط عليه من أجل عدم السفر حتى يوقع على صفقة التبادل.
وعلى مدار أشهر، تحاول جهود وساطة تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل يضمن تبادلا للأسرى من الجانبين ووقف إطلاق النار، ويفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية لغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الائتلاف الحکومی صفقة التبادل بن غفیر
إقرأ أيضاً:
حسابات الحرب والميزانية تعيد بن غفير لحكومة نتنياهو
أعلن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حزب "القوة اليهودية" بزعامة وزير الأمن السابق إيتمار بن غفير سيعود إلى الائتلاف الحكومي، جاء ذلك بالتزامن مع شنّ إسرائيل اليوم الثلاثاء ضربات جوية واسعة خلفت ما يزيد على 400 شهيد فلسطيني.
وكان حزب "بن غفير" قد انسحب من الائتلاف في يناير/كانون الثاني احتجاجا على الهدنة مع حركة حماس في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة، والانسحاب من غزة بشكل كامل.
ولدى "القوة اليهودية" 6 مقاعد في الكنيست، وتشكل عودته إنقاذا لنتنياهو مع قرب انتهاء السقف الزمني لإقرار الكنيست مشروع قانون الميزانية العامة.
تجنب السقوطويربط محللون إسرائيليون بين تكثيف نتنياهو حرب الإبادة على الفلسطينيين بقطاع غزة وإمكانية عودة بن غفير إلى الائتلاف الحكومي، وذلك سعيا لتمرير الميزانية للحيلولة دون سقوط الحكومة تلقائيا نهاية مارس/آذار الجاري.
ووفقا للقانون الإسرائيلي، فإن الحكومة تسقط تلقائيا إذا لم تتم المصادقة على مشروع قانون الميزانية العامة حتى نهاية الشهر الجاري.
ولكنّ نتنياهو يواجه إشكالية في حشد الدعم للميزانية في الكنيست بسبب تهديد نواب من الأحزاب الدينية بعدم التصويت لصالحها ما لم يتم تمرير مشروع قانون آخر يمنح إعفاءات لمتديّنين من الخدمة العسكرية.
إعلانوخلال الأسابيع الأخيرة، طلب نتنياهو من المتدينين التصويت على الميزانية أولا لكنه لا يضمن التزامهم.
وإزاء تجديد الحرب على غزة، فإن ثمة محللين إسرائيليين يربطون ما بين هذه الخطوة وعودة بن غفير إلى الحكومة، بما يعزز موقف نتنياهو.
اختيار الدم
وفي منشور على منصة إكس، اليوم، قال أمير يتبون المحلل بصحيفة هآرتس "لدى نتنياهو خيار: عودة (الأسيرين) عمري ميرين وديفيد كونيو إلى أبنائهما، أو إعادة بن غفير إلى الحكومة لإقرار الميزانية، لقد اختار بن غفير".
ومن جانبه، قال النائب الفلسطيني بالكنيست أيمن عودة "لقد اختار نتنياهو إعادة بن غفير، وبالتالي المزيد من الحرب والدمار، والتخلي عن المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة) والاستمرار في تقديس الموت وعبادة الدم".
وبدورها، قالت المعلقة في هيئة البث الإسرائيلية تالي مورينو على منصة إكس "عملية استعادة بن غفير: بضع أصابع إضافية في التصويت على الميزانية على حساب الأرواح البشرية".
أما بن كسبيت الصحفي الشهير في جريدة معاريف، فكتب على منصة "إكس" أن تجدد الحرب "في نظر الدكتاتور: يعود بن غفير، يبقى سموتريتش. تم تأجيل المحاكمة، وتم إيقاف الشهادة. تم إيقاف الاحتجاج. تمت الموافقة على الميزانية، وتمت إزالة الخطر المباشر الذي يهدد الحكومة".
وأضاف "تحوّل الاهتمام من إقالة رئيس الشاباك إلى الحرب، وانتقل الاهتمام من إقالة النائب العام إلى الحرب. إقناع القاعدة بأن حماس سيتم تدميرها بالفعل".
وقد رحب بن غفير بتكثيف الحرب، وقال في منشور على منصة إكس "نرحب بعودة إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء إلى القتال المكثف".
ومن جهتها، تقول عائلات الأسرى الإسرائيليين إن نتنياهو قرر التخلي عن أبنائها المحتجزين بغزة بعد قراره استئناف حرب الإبادة المكثفة.
وقالت في منشور على منصة إكس اليوم "لقد تحقق أكبر مخاوف العائلات والرهائن ومواطني إسرائيل، فقد اختارت الحكومة التخلي عن الرهائن".
إعلان