اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -أمس الأربعاء- رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة المفاوضات ليفوز بدعم الجناح المتشدد في الحكومة، وذلك بعد حديث الأخير عن زيادة الضغط العسكري للحصول على تنازل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط أنباء عن زيادة الاحتجاجات ضد رفض الصفقة داخل الائتلاف الحكومي.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن غالانت قال -في محادثات مغلقة- إنه إذا لم يتم التوقيع على اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين فإن مصير المحتجزين سيحسم، في إشارة إلى أنهم لن يعودوا.

وأضاف غالانت أن شروط التوصل إلى اتفاق مع حماس قد نضجت لكن نتنياهو يزيد من الصعوبات حتى لا يخسر عضوي الائتلاف الحكومي وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وقالت الصحيفة أيضا إن الاحتجاج على رفض الصفقة يتزايد داخل الائتلاف الحكومي، وإن الكثيرين يرون أن هذا هو الوقت المناسب لإبرامها.

وأوضحت أن حزبيْ "شاس ويهدوت هتوراه" ومعظم وزراء الليكود في الكابينت يؤيدون الصفقة، مؤكدة أن ذلك يعني أن بن غفير وسموتريتش لن يستطيعا إفشال الصفقة.

شروط نتنياهو

ونقلت يديعوت أحرونوت عن رؤساء جهاز المخابرات (موساد) ديفيد برنيع وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) رونين بار وأركان الجيش هرتسي هاليفي قولهم إن إسرائيل ستجد صعوبة في التوصل إلى اتفاق بشروط نتنياهو الجديدة.

وأوضح برنيع -في حديث مع صحيفة هآرتس- أن الخلاف الرئيسي في المفاوضات يتمحور حول إصرار نتنياهو على إنشاء آلية لمراقبة حركة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله.

وكان نتنياهو دفع الأيام الماضية نحو إنشاء آلية لمنع مرور من يصفهم بـ"المسلحين" إلى شمال القطاع، وهو بند لم يكن واردا بالمقترح الأصلي للصفقة، رغم تأكيده المتكرر دعمه للصفقة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي، فضلا عن طلبات جديدة تتعلق بمعبر رفح.

ضغط عسكري

وأتى اتهام غالانت بعد أن قال نتنياهو أمس إن "زيادة الضغط العسكري تقود إلى تنازل حركة حماس أكثر فأكثر في المفاوضات" مشددا على مواصلة العمل لـ"تدميرها" وفق تعبيره.

كما أشار إلى أن حكومته، ومن خلال الدمج بين الضغط السياسي والعسكري، تتقدم بشكل ممنهج لتحقيق أهداف الحرب ومن بينها إعادة المحتجزين، بحسب قوله.

"صفعة لترامب"

وتعليقا على إمكانية إبرام صفقة، قال وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير -خلال جلسة في الكابينت– إن إبرام صفقة التبادل الآن بمثابة "صفعة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وانتصار للرئيس الحالي بايدن" وفق القناة الـ13 الإسرائيلية.

يأتي ذلك في ظل اعتقاد مسؤولين إسرائيليين أن وصول ترامب للسلطة سيوفر دعما أكبر لإسرائيل، في حين يعتقد اليمين الإسرائيلي أن بايدن يدفع لصفقة تضر بهم.

مطلب حريدي

ووسط محاولة نتنياهو إفشال الصفقة وإصرار بن غفير على رفضها، وجه حزب شاس عضو الائتلاف الحكومي الحريدي "المتشدد" رسالة لرئيس الحكومة يطالبه بتجاهل الاعتبارات السياسية للتوصل إلى صفقة.

وقال حزب شاس في رسالته إنه يعتقد أن الظروف مناسبة لإبرام صفقة تبادل نتيجة الضغط العسكري واتباع سياسة الاغتيالات الدقيقة، حسب تعبيره.

وطالب الحزب نتنياهو بعدم الخوف من أصوات الائتلاف المعارضة لصفقة التبادل، موضحا أن الظروف مناسبة لإبرام الصفقة مما سيحافظ على أمن إسرائيل.

استمرار المظاهرات

ويواصل مئات الإسرائيليين التظاهر يوميا أمام وزارة الدفاع في تل أبيب من أجل المطالبة بإبرام صفقة تبادل، واستعادة المحتجزين في غزة.

ونظم متظاهرون بمدينة القدس وقفة أمام منزل زعيم حزب شاس أرييه درعي للضغط عليه لإقناع نتنياهو بقبول الصفقة الحالية وإبرامها.

كما شهدت حيفا ومناطق متفرقة شمالي إسرائيل مظاهرات مشابهة. ودعا منظمو الحركات المعارضة إلى تنظيم احتجاجات عشية مغادرة نتنياهو إلى الولايات المتحدة والضغط عليه من أجل عدم السفر حتى يوقع على صفقة التبادل.

وعلى مدار أشهر، تحاول جهود وساطة تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل يضمن تبادلا للأسرى من الجانبين ووقف إطلاق النار، ويفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية لغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الائتلاف الحکومی صفقة التبادل بن غفیر

إقرأ أيضاً:

الأسرى الإسرائيليون الثلاثة المفرج عنهم يدعون لإتمام صفقة التبادل

طالب الأسرى الإسرائيليون الثلاثة المطلق سراحهم، السبت، جميع القادة من إسرائيل وحماس، بالعمل على إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة جميع الأسرى المتبقين في الأسر مؤكدين أن « وقتهم ينفد ».

جاء ذلك في كلمة من على المنصة في خان يونس جنوبي قطاع غزة في إطار الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

وقال الأسير « ساغي ديكل حين » (33 عاما يحمل الجنسية أمريكية إلى جانب الإسرائيلية): « أخيرا أرى الشمس وأخرج من الأسر ».

وأضاف: « أطالب جميع القادة من الطرفين (إسرائيل وحماس) ببذل كل جهودهم لاستمرار الصفقة ومواصلة المرحلة الأولى والثانية والثالثة ».

من جانبه، قال الأسير يائير هورون » (46 عاما): « نحن مسرورون بالعودة إلى البيت هذا اليوم ».

ومضى بقوله: « أقول وأنا أبقى هنا أخي إيتان (يتوقع إطلاق سراحه في المرحلة الثانية من الصفقة)، إنه يجب إطلاق سراح جميع المختطفين ».

وأضاف هورون: « وقتنا ووقت العائلات ينفد، يجب إنهاء ذلك، والاستمرار في تنفيذ الصفقة وإعادة جميع المختطفين ».

بدوره، قال الأسير الثالث « ساشا تروبنوف » (29 عاما ويحمل الجنسية الروسية إلى جانب الإسرائيلية) من على المنصة بخان يونس: « اسمي ساشا.. اليوم وبعد 498 يوما في الأسر يطلق سراحنا، نحن سعداء، لكننا لا ننسى بقية المختطفين، أنا أثق في شعب إسرائيل وقادته ».

وفي وقت سابق السبت، سلمت كتائب « القسام » و »سرايا القدس »، 3 أسرى إسرائيليين بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • هل يفجر نتنياهو صفقة التبادل‎؟
  • مزاعم مكتب نتنياهو بشأن صفقة التبادل السادسة.. ماذا قال عن حماس؟
  • أسرى إسرائيل المفرج عنهم يدعون لإتمام صفقة التبادل
  • الأسرى الإسرائيليون الثلاثة المفرج عنهم يدعون لإتمام صفقة التبادل
  • عائلة جندي محتجز في غزة: صفقة التبادل «هشة» بسبب سياسة حكومة نتنياهو
  • بن غفير: قبول نتنياهو بالإفراج عن 3 أسرى من غزة ضعف غير مبرر
  • بن غفير: قبول نتنياهو بالإفراج عن 3 أسرى من غزة ضعفا غير مبرر
  • حركة الجهاد: الإفراج عن محتجز إسرائيلي غدا وفق صفقة التبادل
  • حركة حماس تطالب بالبدء بمباحثات المرحلة الثانية من صفقة التبادل
  • 3 أزمات تهدد الائتلاف الحكومي.. نتنياهو في فخّ يحاول الخروج منه