رؤية مقترحة لتفعيل اجراءات الحكومة والبنك المركزي في الاصلاح الاقتصادي والمصرفي
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
من خلال تحليل الجهود والاجراءات التي تبذلها الحكومة والبنك المركزي لتنفيذ ماورد في المنهاج الحكومي لحكومة السيد رئيس مجلس الوزراء السوداني وهي الحكومة التاسعة بعد التغيير في 2003 والتي مضى على تحملها المسؤولية سنة وثمانية اشهر تقريبا والتي تمكنت من انجاز نسبة مقبولة من الاهداف المحددة في مجال الاصلاح الاقتصادي والمالي والمصرفي وشملت الكثير من القطاعات والمجالات الاقتصادية والتي احتلت مايقارب اغلب محاور المنهاج الحكومي ولكن بدون تحقيق الاصلاح الاقتصادي الشامل والجذري والذي يبدأ بالاصلاح المالي والمصرفي لايمكن تحقيق الاهداف والرؤى الكاملة للحكومة لذلك فان المنهاج الحكومي كما ارى هو ستراتيجية لاربعة سنوات لتحقيق ثورة الإصلاح الاقتصادي والمالي والمصرفي.
مما ادى الى"ضبابية الرؤيا وعدم وضوح القرارات للعملية الإصلاحية للحكومات السابقة عدا بعض الإنجازات التي حققها البنك المركزي العراقي خلال السنوات الماضية والتي تجاوز فيها تحديات السياسة النقدية بنسب مكنته من المحافظة على استقرار سعر صرف الدينار خلال السنوات السابقة بالرغم من الازمات والتحديات الاقتصادية ومع الاسف عاد التذبذب في اسعار الصرف بعد التعديلات التي اجريت على سعر الصرف الرسمي في 2020 وفي 2023 لاسباب عديدة ابرزها عدم السيطرة على تمويل التجارة الخارجية وعدم الامتثال للمعايير المصرفية الدولية ووجود المنافذ الحدودية غير الرسمية والتجارة البينية غير المشروعة والمضاربين في سوق التداول للعملة الاجنبية وحصولهم على الدولار النقدي المخصص للمسافرين والذي يشكل بحدود اقل 10% من المعروض للتحويلات الخارجية. ومع ذلك استطاع البنك المركزي من بناء احتياطيات نقدية أجنبية ممتازة والمحافظة على المستوى العام للاسعار والمعدل السنوي للتضخم بحدود 4%بعد ان كان 7.5%في بداية 2023، وهذا يؤكد ان الحكومة والبنك المركزي قد راجعا في 2023 السياسات الاصلاحية السابقة من خلال التشخيص والتحليل وتوصلا الى ان المشكلات الاقتصادية هي السبب لاغلب ازمات العراق وان "الحل الحقيقي لأزمات العراق هو العمل بأسلوب التغيير الشامل وأعني هنا رسم خارطة طريق ستراتيجية وتنفيذية لتفعيل الاجراءات للاصلاحات لل الإقتصادية والمالية والمصرفية والادارية والتشريعية باعتماد التغيير الجذري للسنوات المقبلة مع الاستفادة من تجربة المؤسسات والخبراء في الحكومة والقطاع الخاص في مواجهة الأزمات وتفعيل الاجراءات الاصلاحية للحكومة والبنك المركزي، ووفقا للرؤية المقترحة والتي اضعهاامام انظار السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد محافظ البنك المركزي والمجلس الوزاري للاقتصاد وكمايلي:
اولا‐ البدء بحراك منهجي لرسم خارطة طريق للإصلاح الاقتصادي والاداري والقانوني تقوم به النخب والكفاءات الاقتصادية والمالية والمصرفية العراقية (الحكومية والقطاع الخاص) باستحداث المجلس الاقتصادي الاعلى وان يكون القطاع الخاص في كافة القطاعات الاقتصادية عضوا فيه ويكون القطاع المصرفي الخاص عضوا اساسيا في عضويته باعتباره القطاع التمويلي والاستثماري والذي يجب ان يساهم في التنمية المستدامة .وان يستند الحراك الاصلاحي على عدة ركائز اقتصادية مهمة تعتمد منهجية جديدة لادارة الاقتصاد وتحقيق الهدف المركزي المتمثل بالانتقال بالاقتصاد من الريعي إلى الانتاجي ومن النقدي الى الرقمي وان يتم تفعيل القطاعات الإنتاجية غير النفط للوصول بها إلى نسبة 30% من إيرادات الموازنة العامة في 2026 وخلق التنمية المستدامة وتحقيق التنوع في الموارد وتطوير البنى الاقتصادية والبشرية من اجل البناء السليم للاقتصاد الوطني وبناء مقدمات الانتقال الى اقتصاد السوق الاجتماعي على ان تكون توصياته بعد مصادقة مجلس الوزراء ملزمة التنفيذ للوزارات والهيئات والجهات المعنية. ثانيا- تشكيل (لجنة المتابعة المركزية )ترتبط بمكتب رئيس الوزراء لمتابعة تنفيذ القرارات ولها صلاحية المراقبة والتقويم ويشكل برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية نخبة من المستشارين والخبراء الحكوميين وخبراء القطاع الخاص.
ثالثا‐الانتقال الى الادارة المركزية للاقتصاد بحيث يتم تنفيذ مبدأ (مركزية التخطيط ولامركزية التنفيذ) وهذا يعني ان يتولى المجلس الاعلى للاقتصاد رسم الخطط والسياسات مركزيا وتوزيع تنفيذها على الوزارات والهيئات المتخصصة ضمن هيكلية الحكومة بعد مصادقة مجلس الوزراء .
رابعا‐ توفير القروض الميسرة لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وفقا للاستراتيجية الوطنية للاقراض التي اطلقها البنك المركزي اخيرا وتأسيس منظومة قانونية ومؤسسية لإدارتها وتنميتها وتطويرها،واصدار قانون خاص بها .وكذلك اصدار وتعديل قوانين البيئة القانونية لتنظيم العملية الاقتصادية ويعني هنا اصدار قوانين جديدة بدلا من القوانين التي صدرت في عام 2004 .بسبب المتغيرات التي حصلت في الاقتصاد الوطني خلال العقدين الماضيين .
خامسا‐ تفعيل الاستثمار في القطاعات الزراعي والصناعي والطاقة والسياحي والخدمات والاسكان، وكذلك العمل على اصلاح وتطوير وتنمية القطاع المصرفي من خلال تطبيقات السياسة النقدية وتنظيم العلاقة والقيود التي تحكم السياسات المالية والنقدية، فضلا عن التوجه الجاد لاصلاح النظام الضريبي والمالي والكمركي. ومعالجة حالات الاخفاق في تحقيق نسب النمو المطلوبة في الدخل القومي وتجاوز الارتفاع في نسب البطالة والفقر.
سادسا‐ وضع منهجية جديدة لتجاوز تحديات عدم الاستقرار في النظام المالي والنظام النقدي ويعني ذلك وضع الخطط التنسيقية والمتوازنة لتجاوز تحديات السياسة النقدية وتحديات العجز في الإيراد غير النفطي والعجز في ميزان المدفوعات والميزان التجاري.
سابعا‐ الإسراع في تنفيذ برنامج الحكومة الالكترونية وتنسيقها بمنظومة الدفع الإلكتروني. واجراءات التحول الرقمي في المعاملات المصرفية والتركيز على تفعيل اجراءات البنك المركزي لتنفيذ اهداف استراتيجيته الثالثة ومتابعة القرارات التي اصدرتها الحكومة فيما يخص استخدام الدفع الالكتروني في التبادلات التجارية والعمليات المصرفية وتاسيس الشركة الوطنية للدفع الالكتروني والتي اعلن عنها البنك المركزي. ثامنا -اعادة النظر بالسوق المصرفي في العراق باتجاة تفعيل تنفيذ قرارات الحكومة بشان المصارف الحكومية وقرارات البنك المركري بتصنيف المصارف الخاصة ودمجها وزيادة راسمالها واعتمادها بنوك عالمية رصينة كبنوك مراسلة وتفعيل وتسريع الاجراءات المشتركة من الخزانة الامريكية بصدد رفع العقوبات والتحديدات باستخدام الدولار الامريكي في التعاملات الدولية وتفعيل آليات وتعليمات وضوابط التزام المصارف الخاصة بالامتثال للمعايير المصرفية الدولية. تاسعا- ضرورة وجود ممثل للقطاع المصرفي الخاص في مجلس ادارة البنك المركزي وتشكيل مجلس استشاري للبنك المركزي من الخبراء والمستشارين إلعاملين في القطاع المصرفي الخاص والاكاديميين المتخصصين بالسياسة النقدية في الجامعات لدراسة السياسات والبرامج وابداء الرأي فيها وقبل احالتها الى مجلس الادارة لاتخاذ القرارات اللازمة للتنفيذ .
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار والبنک المرکزی البنک المرکزی مجلس الوزراء القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الحكومة اتخذت الكثير من الإجراءات لدعم القطاع الخاص
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، هنريك براون، نائب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات في شركة كوكاكولا، وذلك بحضور المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفير محمد نجم، سفير مصر في سويسرا، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2025»، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وفي مستهل اللقاء، أكد رئيس الوزراء حرص مصر على دعم الشراكة القائمة بين الحكومة المصرية وشركة "كوكاكولا" وكذا دعم الاستثمارات الخاصة بالشركة في السوق المصرية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الحكومة المصرية لديها استعداد لتقديم مختلف الحوافز المُمكنة التي من شأنها تعزيز استثمارات شركة "كوكاكولا" في مصر، موضحًا أن الحكومة اتخذت على مدار الأعوام الماضية الكثير من الإجراءات التي من شأنها دعم القطاع الخاص، مضيفًأ: في الوقت نفسه فإن وزير الاستثمار على أتم الاستعداد لتقديم مختلف سُبل الدعم لشركة "كوكاكولا".
وفي غضون ذلك، تناول رئيس الوزراء جهود الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها الدولة خاصةً فيما يتعلق بتحقيق استقرار سعر الصرف بالتنسيق بين البنك المركزي والحكومة، مُشيرًا كذلك إلى الجهود المبذولة للنهوض بقطاع السياحة وزيادة أعداد السائحين، وكذا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لزيادة معدلات الصادرات، منوهاً في هذا الصدد، إلى زيادة الصادرات السلعية المصرية بنسبة 15% خلال العام الماضي.
وفي سياق آخر، استعرض رئيس الوزراء الجهود المصرية الهادفة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، لاسيما في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة بصفة عامة.
بدوره، أعرب هنريك براون عن تقديره للشراكة القائمة بين مصر وشركة "كوكاكولا"، مؤكدًا أن مصر تُعد شريكًا إستراتيجيًا للشركة في القارة الأفريقية.
وأكد "براون" حرصه على دعم الشراكة بين الجانبين وتعزيز التعاون المشترك إلى آفاق أكبر.
كما أكد نائب الرئيس التنفيذي للشركة، أن الشركة حريصة على دعم استثماراتها في مصر وتطوير البنية التحتية للشركة في السوق المصرية.
وخلال اللقاء، قال وزير الاستثمار والتجارة الخارجية إنه التقي بالفعل مع ممثلي الشركة في مصر، وإنه جار تقديم مختلف سبل الدعم وإزالة أية معوقات تواجه استثمارات الشركة في السوق المصرية.كما عرض "الخطيب" جهود وزارة الاستثمار بالتعاون مع وزارة المالية لتبني سياسات جديدة تدعم مناخ الاستثمار وترفع الأعباء عن المستثمرين، مُشيراً إلى الجهود المبذولة لخفض زمن الإفراج الجمركي. وخلال اللقاء، أوضح ممثلو الشركة، أنه وقع اختيارهم على مصر كمركز رئيسي رقمي لدعم استثماراتهم على المستوي الإقليمي معربين، عن تطلعاتهم لاستقرار المنطقة بما يساعد على زيادة استثمارات الشركة في المنطقة وخاصة مصر، مؤكدين اهتمام الشركة بالدور المجتمعي لها من خلال تنفيذ عدة مشروعات خدمية في هذا الصدد.