إيران تطلب من العراق تسليم قادة الأحزاب الكردية في إقليم كردستان
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
بغداد اليوم - طهران
طالب القضاء الإيراني، اليوم الخميس (18 تموز 2024)، من خلال تقديم قائمة للحكومة العراقية، تضم نحو 120 من قادة وأعضاء أحزاب المعارضة الكردية المتمركزة في إقليم كردستان، بتسليمهم إلى السلطات الإيرانية.
ووصف نائب الشؤون الدولية في القضاء الإيراني كاظم غريب آبادي في اجتماع المجلس القضائي بمحافظة البرز شمال إيران، الأشخاص المدرجين في هذه القائمة بأنهم "إرهابيون"، وأضاف أنه "قريبًا ستتم محاكمتهم".
وقال الامين العام لحزب العمال الكردستاني في كومله، رضا كعبي في مقابلة صحفية ترجمتها "بغداد اليوم"، إن" هذه الضغوط وهذا المطلب الذي تقدمت به سلطات الجمهورية الإسلامية إلى الحكومة العراقية يأتي في إطار الضغوط وسياسات الحرب التي تمارس ضد الأحزاب والشعب الكردي".
ورفضت سلطات إقليم كردستان العراق التعليق على ذلك حتى الآن، وتقع مكاتب ومقار العديد من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني في إقليم كردستان العراق.
وفي العام الماضي، وبناء على الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق، تم إخلاء العديد من مقرات الأحزاب الكردية المعارضة للجمهورية الإسلامية في هذه المنطقة.
وسبق أن أعلنت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية أن العراق التزم في الاتفاق الموقع بين طهران وبغداد بنزع سلاح الجماعات الكردية المعارضة المتمركزة في إقليم كردستان العراق وإغلاق قواعدها قبل 19 من أيلول/سبتمبر 2023 ونقلها إلى معسكرات أخرى.
ويقول سامي ريكاني، الناشط السياسي المستقل المقيم في إقليم كردستان العراق، حول الضغوط التي تتعرض لها الأحزاب الكردية الإيرانية، أن "ضغط الجمهورية الإسلامية على بغداد وإقليم كردستان لطرد أو تسليم قيادات المعارضة الكردية الإيرانية، هو جزء من الاتفاق الاستراتيجي بين إيران وتركيا، الذي أبرم عام 2016 ويستمر حتى الآن، وخاصة بعد الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق عام 2017، توصلت إيران وتركيا إلى ضرورة البدء بعملية مواجهة الجماعات الكردية، بعيدا عن نفوذ القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا، لأنه في رأيهم، وعدم اتخاذ هذا المسار يمكن أن يؤثر على داخل إيران وتركيا".
وأجرت حكومة إقليم كردستان العراق استفتاءً على الاستقلال على الرغم من معارضة الحكومة المركزية في العراق وإيران وتركيا وحتى الولايات المتحدة. ووفقا للجنة انتخابات إقليم كردستان، فإن 92% من 3.3 مليون شخص شاركوا في الاستفتاء صوتوا لصالح الاستقلال عن العراق.
وبعد الاستفتاء، تحركت القوات العسكرية العراقية نحو إقليم كردستان وسيطرت على المناطق المتنازع عليها، وعلى رأسها كركوك، وانتزعتها من سيطرة قوات البيشمركة التابعة للإقليم.
وبعد هذه المواجهة العسكرية، علق أكراد العراق نتيجة استفتاء الاستقلال المثير للجدل واقترحوا وقف إطلاق النار والحوار مع بغداد.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان العراق في بيان لها أنها "ملتزمة بالسلوك المسؤول من أجل منع المزيد من أعمال العنف والصراعات".
وحتى الآن، لم ترد حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان على الطلب المقدم من النظام القضائي في الجمهورية الإسلامية.
وقال الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني حسين يزدان بناه ، "يجب أن نرى ما إذا كانت الحكومة العراقية ستسجل مثل هذا العار في تاريخها بقبولها طلب الجمهورية الإسلامية أم لا، لكن سلطات إقليم كردستان أعلنت مراراً وتكراراً أنه لا يوجد أي منظمة كردية أو جماعة إرهابية في المنطقة. ولذلك، أرى أنه من غير المرجح أن يدخل إقليم كردستان في مثل هذه الصفقة غير الإنسانية وغير المرغوب فيها مع الجمهورية الإسلامية".
وخلال السنوات الماضية، لم تقتصر الضغوط التي تعرضت لها الأحزاب الكردية المعارضة المتمركزة في إقليم كردستان العراق على الضغوط السياسية، بل شملت الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والمدفعية على مقرات هذه الأحزاب.
وكان أوسعها الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري الإيراني عام 2017 على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة كويسنجق، والذي قُتل خلاله 15 عضواً من قيادة الحزب وقوات البيشمركة.
وقبل نحو عامين، استهدف الحرس الثوري مرة أخرى مواقع الحزب الديمقراطي الكردستاني وكومله في السليمانية وأربيل بإقليم كردستان العراق بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة.
ويقول رضا كعبي، الأمين العام لحزب العمال الكردستاني في كومهي، إن هذه الهجمات استهدفت "حركة تحرير الشعب الكردي"، مضيفاً "صحيح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ركزت ضغوطها على الأحزاب الكردية، صحيح أنها تستهدف معسكرات الأحزاب بالصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة بعيدة المدى، لكن الجمهورية الإسلامية استهدفت فعلياً حركة تحرير الشعب الكردي".
وقالت السلطات العراقية وكذلك سلطات إقليم كردستان إنها لن تسمح بأن يصبح العراق قاعدة لاستهداف الجيران.
كما أكد حسين يزدان بناه، الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني، أن أنشطتهم سياسية بحتة. وفي هذا الصدد، قال: "نحن نحترم الظروف الخاصة لإقليم كردستان، وأنشطتنا ليس لها سوى إطار سياسي، ولا نتخذ أي إجراء ضد الجمهورية الإسلامية من إقليم كردستان".
كما عززت تركيا في الأيام الأخيرة إجراءاتها وعملياتها العسكرية في إقليم كردستان العراق بهدف "محاربة الجماعات الكردية المعارضة لحكومة أنقرة".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی إقلیم کردستان العراق الجمهوریة الإسلامیة الکردیة المعارضة الأحزاب الکردیة إیران وترکیا العام لحزب
إقرأ أيضاً:
الطاقة النيابية: لا كهرباء للعراق بدون إيران!
آخر تحديث: 2 مارس 2025 - 11:12 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشفت لجنة النفط والطاقة النيابية، الاحد، عن ارتدادات إيقاف تجديد عقد استيراد الغاز الإيراني الى العراق. وأوضح عضو اللجنة علي اللامي في حديث صحفي: أن “هناك ضغوطا أمريكية حقيقية على إيران، متخذة اتجاهات متعددة، لاسيما في مجال الطاقة”، مؤكدا، أن “العراق يعتمد بشكل مباشر على استيراد الغاز من طهران لتشغيل جزء كبير من محطات إنتاج الكهرباء، مما يسهم في تغذية المدن والقرى”.وأشار اللامي إلى أن “العقد القائم بين بغداد وطهران في استيراد الغاز ينتهي في آذار الجاري”، مضيفا: “إذا ما مارست واشنطن ضغوطا ومنعت المضي في تجديد هذا العقد، فسوف نكون أمام إشكالية كبيرة، خاصة وأن الغاز المنتج محليا لا يكفي لتشغيل المحطات”.وتابع، أن “العراق غير مؤهل لاستيراد الغاز من دول أخرى، خاصة وأن الحلول البديلة المطروحة تحتاج إلى وقت ليس قليلا للمضي بها؛ سواء كان ذلك عبر استيراد الغاز من تركمنستان، الذي يستلزم إنشاء خطوط وإجراءات فنية، أو عن طريق الخليج العربي، الذي يحتاج أيضاً إلى محطات متخصصة للتعامل مع الغاز المسيل”.وأكد، أن “الحكومة تسعى حاليا، من خلال تفاهماتها، إلى استحصال استثناء بتمديد استيراد الغاز من إيران وإبعاده عن ملف العقوبات، خاصة مع اقتراب موسم الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة وتصل معدلات الاستهلاك إلى ذروتها”.وأعرب اللامي عن أمله في أن “تساهم حكومة السوداني، كما حدث سابقاً، في تحقيق استثناء لاستمرار استيراد الغاز من إيران لحين إكمال مشاريع الرقع الجغرافية للحقول الغازية التي أعلنتها الحكومة، على أمل أن تنجح هذه المشاريع خلال عامين أو ثلاثة أعوام في تحقيق إنتاج يؤمن وصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي”.وكان نائب وزير النفط الإيراني، سعيد توكلي، قال يوم امس السبت، إن العراق سيحصل على تصاريح مؤقتة لاستيراد الغاز الإيراني.