وفاة ستة معتقلين سياسيين في أسبوع واحد داخل السجون المصرية
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
ألقي تقرير لموقع ميدل إيست آي الضوء على حالة المعتقلين السياسيين في مصر مع دخول عشرات الNلاف منهم العام الثاني عشر في السجون في تهم ملفقة وانتهاكات جسيمة لحقوقهم مما يؤدي إلى فقد حياتهم.
قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن ستة معتقلين لقوا حتفهم خلال أسبوع داخل أحد مراكز الاحتجاز بمحافظة الشرقية في مصر.
والاثنين الماضي توفي محمد فاروق حسين البالغ من العمر 49 عاما، وهو ما يعد سادس معتقل يموت أثناء الحبس الاحتياطي في سجن الزقازيق، بسبب تدهور حالته الصحية وسط درجات الحرارة المرتفعة والازدحام.
وبحسب الشبكة الوطنية لحقوق الإنسان، كان حسين يعاني من آلام في الصدر وضيق في التنفس منذ عدة أسابيع، وقد طلب مراراً وتكراراً عرضه على طبيب مختص أو نقله إلى المستشفى، لكن سلطات مركز الاحتجاز رفضت طلبه. تم نقله أخيراً إلى مستشفى الزقازيق حيث توفى الاثنين الماضي.
وتأتي وفاته بعد وفاة خمسة معتقلين آخرين في المركز خلال الأسبوع الماضي، جميعهم خلال 48 ساعة، بحسب الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وفي بيان لها، قالت المجموعة إن الوفيات حدثت بسبب "الاختناق" نتيجة الاكتظاظ وارتفاع درجات الحرارة وسوء التهوية والجفاف.
وأشاروا إلى أن سلطات الاحتجاز توزع المياه لمدة ساعتين فقط في اليوم، مما يؤدي إلى تدهور الظروف الصحية داخل الزنازين وتعزيز انتشار الأمراض.
وقال المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أحمد العطار، لموقع "ميدل إيست آي": "تمثل هذه الوفيات نموذجًا مصغرًا للانتهاكات الجسيمة التي تحدث في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة في مصر، وسط غياب كامل للرقابة والتفتيش من قبل السلطات المسؤولة".
ويعاني كافة المعتقلين من اكتظاظ شديد، حيث تصل نسبة الإشغال في بعض الأماكن إلى 300% من الطاقة الاستيعابية الطبيعية لغرف الاحتجاز.
ويسلط الضوء هذا على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه الظروف، وضمان الرقابة المناسبة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان.
ورداً على زيادة عدد الوفيات، قامت سلطات السجن بتركيب وحدات تكييف هواء في بعض الزنازين، مع مطالبة المعتقلين بتغطية التكاليف. بحسب الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان.
تحرش جنسي للمعتقلاتووثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في وقت سابق حالات تحرش جنسي وإساءة معاملة محتجزات من قبل كبار مسؤولي الشرطة الذكور في مركز احتجاز الزقازيق.
وفي شهادة أدلت بها إحدى النساء للشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان، قالت إن المعتقلات يتعرضن بشكل روتيني للمس بطريقة غير لائقة عندما يقوم ضباط الشرطة الذكور بتفتيشهن. وأضافت أنه لم يتم توظيف موظفات للإشراف على زنازين النساء.
وأشارت أيضاً إلى أن المعتقلات لا يقدمن شكاوى خوفاً من الانتقام. وأضافت "إذا تقدمنا بشكوى فإنهم يهينوننا ويضربوننا بالعصي ويطفئون الأضواء. وحتى المحامين يطلبون منا الصمت لتجنب المشاكل.
وفي بيانها، قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إنها "تحمل وزارة الداخلية المصرية المسؤولية عن وفاة المعتقلين"، وطالبت باتخاذ إجراءات فورية لتحسين مرافق الاحتجاز، فضلاً عن إجراء تحقيق مستقل في وفاة المعتقلين.
ومنذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر عبر انقلاب عسكري عام 2013، ارتفع عدد السجناء السياسيين في السجون المصرية إلى ما يقدر بنحو 65 ألف معتقل، وفقًا لدراسة أصدرتها الشبكة العربية لحقوق الإنسان في آذار/ مارس 2021.
ومنذ ذلك الحين، لقي مئات الأشخاص حتفهم في السجون نتيجة الإهمال الطبي، ومن بينهم الرئيس المصري السابق محمد مرسي، والنائب السابق عصام العريان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مصر السجون وفاة الانتهاكات السيسي مصر وفاة السيسي انتهاكات السجون صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصریة لحقوق الإنسان فی مصر
إقرأ أيضاً:
فيديو.. أسرى محررون يروون ثلاثية التعذيب والتجويع الإذلال
غزة- باكيا بحرقة، يقول الفلسطيني مصطفى دلّول الذي أفرجت عنه إسرائيل أمس السبت إن سلطات السجون الإسرائيلية لم تكن تعاملهم كبشر، وكانت تصبّ عليهم شتى أنواع العذاب.
ويعدد دلّول في حديثه للجزيرة نت بعد دقائق من وصوله إلى المستشفى الأوروبي بجنوب قطاع غزة، قادما في حافلة برفقة أكثر من 300 معتقل فلسطيني، أنواع التعذيب الذي تمارسه سلطات الاحتلال بين "التعذيب الجسدي، والنفسي، والتجويع، والإذلال".
وقال دلول منتحبا وقد غصّ بدمعه "لا يعدّوننا بشرا، كل ما تشتهي عينك من التعذيب يمارسونه بحقنا.. جوع.. غلط (إهانات)، لا تسل عن العذاب".
وبينما كان يحرك ذراعيه بعصبية وتوتر، طالب المعتقل المُحرر الذي قضى 175 يوما في السجن بالعمل على تحرير بقية الاسرى لأنهم "يتعرضون للتعذيب الشديد".
وأفرجت إسرائيل أمس السبت عن 36 فلسطينيا محكوما بالمؤبد، بالإضافة إلى 333 معتقلا ممن اختطفتهم من داخل قطاع غزة خلال حربها التي بدأتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد إفراج كتائب القسام عن 3 أسرى إسرائيليين، حسب ما ينص اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وأجبرت سلطات الاحتلال المعتقلين على ارتداء ملابس كُتب عليها "لا ننسى ولا نغفر"، وطُبع عليها نجمة داود (شعار الدولة) وشعار مصلحة السجون الإسرائيلية. وذكر المحررون أن سلطات الاحتلال أجبرتهم على لبسها قبل الإفراج عنهم بنحو نصف ساعة.
إعلانوعقب إرغامهم على ارتداء تلك القمصان، التقطت مصلحة السجون صورا لهم وُصفت بالمهينة، بعدما أُجبر الأسرى على الجثو على ركبهم وإنزال رؤوسهم للأسفل، في حين صُورت لقطات أخرى داخل ساحة أحد السجون الإسرائيلية حيث كان الأسرى يصطفون في طوابير ومحاطين بأسلاك شائكة.
لكنّ المعتقلين الفلسطينيين قاموا بخلع هذه الملابس فور وصولهم إلى المستشفى الأوروبي داخل القطاع، والدوس عليها، قبل حرقها.
ويُقدم الأسير المحرر تيسير المدهون شرحا إضافيا لما يتعرض له المعتقلون فيوضح أن سلطات السجون توقظهم عند الساعة الرابعة فجرا، وتُجبرهم على الوقوف في طابور مطأطئي الرؤوس، وفي الساعة 12 ظهرا يتم إجبارهم على الوقوف في طابور جديد وتُجبرهم بعد الظهر على الجلوس 4 ساعات على رُكبهم.
ثم يتطرق المدهون إلى مسألة التجويع، فيقول إنه قضى عاما كاملا لم يذق فيه طعم "الشبع"، كما كان يعاني المعتقل الفلسطيني من البرد الشديد، إذ تزود سلطات السجون السجين ببطانية واحدة فقط.
ورغم ما عاناه المدهون، فإنه يختم حديثه بالقول إنهم صامدون مهما فعل بهم الاحتلال.
أما الأسير المحرر ابراهيم غَبن، الذي قضى 70 يوما في الأسر الإسرائيلي، فلم يجد أفضل من جملة "كنا أمواتا والله أحيانا" للتعبير عما قضاه من ويلات داخل السجن. وقال بينما كان يحتضن ابنته "معاناة كبيرة، كنا في موت، كنا في تعذيب..".
ويتطرق غبن إلى سياسة التجويع التي تمارسها سلطات السجون بحق المعتقلين؛ فيؤكد أنهم طوال اعتقالهم لم يأكلوا وجبة مُشبعة. ويكمل "لم نكن نعرف الشبع، كنا في مجاعة".
وكان المعتقلون، بحسب غبن، لا يشبعون من النوم، إذ يحرص السجانون على إيقاظهم مبكرا، وقصره على ساعات قليلة. ويشير كذلك إلى تعمد الاحتلال إذلال الأسرى وإهانتهم بشكل دائم.
إعلانوفي السياق ذاته، يشير المهندس محمد طومان، الذي قضى عاما كاملا في الاعتقال، إلى السلوكيات الإسرائيلية نفسها الممارسة بحق الأسرى من تعذيب وإذلال وتجويع. ويقول عقب الإفراج عنه بعد قضائه سنة كاملة "شتائم، تعذيب جسدي.. إهانات، قلة علاج.. قلة أكل.. وكل ما تتصوره موجود بالاعتقال".
ويختم "دولة اسرائيل ليست إنسانية.. بل دولة حرب.. ودولة نازية".
بدوره، يقدم ماجد المشهراوي شهادة إضافية لما يتعرض له الأسرى داخل السجون فيقول "كنا نعيش في قهر يومي.. إذلال يومي.. جوع يومي.. خلال سنة وشهرين لم أذق طعم الشبع على الإطلاق.. ننام على جوع ونصحو على جوع.. ونصحو على ضرب ونقوم على ضرب".
ويتابع "تعرضنا لأعتى أنواع الذل والمعاناة والجوع والبرد والضرب المبرح والتعذيب الشديد". واتهم المشهراوي سجاني الاحتلال بأنهم "خارج إطار البشرية.. مجرمون قتلة".
وبعد أن داس على القميص الذي أجبرته سلطات الاحتلال على لبسه، وكتبت عليه "لا ننسى ولا نغفر"، قال المعتقل المحرر محمود سالم "نحن الذين لن ننسى ولن نغفر". وأضاف "هذه هي إسرائيل تحت أقدامنا، ولن نركع وستظل رؤوسنا مرتفعة.. تعيش المقاومة وتحيا المقاومة".
وذكر سالم أن السجانين أجبروهم على ارتداء الملابس قبل نصف ساعة من الإفراج عنهم. وتطرق كزملائه إلى ما تعرض له من التعذيب، مشيرا إلى آثار القيود الإسرائيلية التي ما زالت مرسومة على معصميه.