شبكة اخبار العراق:
2025-03-12@11:21:53 GMT

زمن العراقيين المشكوك في جماله

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

زمن العراقيين المشكوك في جماله

آخر تحديث: 18 يوليوز 2024 - 8:58 صبقلم: فاروق يوسف يميل العراقيون بطبعهم إلى التغني بالماضي الجميل. وهو زمن لم يعشه الكثيرون منهم كي يتحققوا من جماله. وهم في ذلك يختلفون.البعض منهم يعتبر العهد الملكي زمنا جميلا. لو بقي العراق ملكيا لما انتهى إلى ما هو عليه الآن، مستقبله غامض وشعبه غائب أو مغيّب وثرواته منهوبة.

يقول ذلك البعض “العراق كان فقيرا حقا. غير أنه كان دولة لم تتمكن منها الأحزاب ولم يقتتل أبناؤه لأسباب حزبية وجهوية وأخيرا طائفية. كان بلدا راضيا بقسمته، مرضيا عليه”. تلك وجهة نظر لم تحسب للفقر والجهل حسابا. لكن المتحمسين لما حدث يوم الرابع عشر من تموز 1958 الذي مرت ذكراه صامتة قبل أيام يقولون ولهاً بحب الزعيم عبدالكريم قاسم “إن بلدهم لم يعرف الاستقلال والسيادة وشعبهم لم يتعرف على الحرية والكرامة إلا بعد ثورة تموز”. وهو رأي يجازف بنسيان ما حدث بعد ذلك من مجازر، لا تزال مستمرة حتى اليوم.لا أرغب هنا في أن أدخل طرفا في جدل، لا أعتقد أن له قيمة في صناعة المستقبل بقدر ما هو استجابة لميل العراقيين إلى التناحر رغبة منهم في تمجيد الماضي من غير مراجعته والبحث عن إجابات على أسئلته الشائكة. ولأني صرت بحكم التجربة الشخصية على يقين من أن القسوة هي واحدة من أهم خصائص الشخصية العراقية عبر التاريخ فقد كان هناك سؤال يلحّ عليّ هو “لماذا لم يباشر العراقيون إحياء حفلاتهم الدموية خلال العهد الملكي في ما ارتبطت عربداتهم بالعهد الجمهوري؟”.هناك حقيقة تاريخية تشكل عصب الجواب على ذلك السؤال وهي أن العائلة الملكية لم تكن عراقية فهي استقدمت من الجزيرة العربية كما أن النخب السياسية العراقية التي أحاطتها وشكلت حكوماتها كانت تتألف من عراقيين تربّوا على احترام القانون والنظام والدولة. كانوا أولاد عوائل محترمة حرصوا على احترام سمعة عوائلهم. سيُقال “ذلك تعامل تبسيطي مع ظاهرة الاستعمار”. ولكن الاستعمار هو الذي أقام دولة العراق الحديثة بحدودها السياسية المعترف بها دوليا. لم يعرف العراقيون الكهرباء إلا عام 1917 وهو العام الذي انتهت فيه الحرب العالمية الأولى التي كان سقوط السلطنة العثمانية واحدا من أهم منجزاتها. حينها انتهت ظلمة خمسة قرون.وبالرغم من أن العراقيين قاوموا الاستعمار البريطاني وشهدت المرحلة الملكية عددا من المحاولات الانقلابية التي فشلت وتم القبض على منفذيها غير أن كل ذلك لم يفتح للعنف باباً ولم يسمح للفوضى بخلخلة الحياة المدنية المستقرة. بعد سقوط النظام الملكي انفتح الباب لحملة السلاح الذين كانت لديهم شروطهم لإقامة نظام جمهوري وكان من أهم تلك الشروط أن يقيموا أعراسا دموية. كانت تلك الأعراس مؤجلة بسبب وجود نظام يقوده أشخاص لم يكونوا دمويين ولم يجر العنف في عروقهم. مع عبدالكريم قاسم الذي يعتبره البعض نصيرا للفقراء بدأت دورة العنف. حين تمكن العراقيون من حكم أنفسهم بأنفسهم برزت ظاهرة العنف التي لم تكن في حاجة إلى أسباب لتفسيرها. فبقدر ما يكون العراقي عاطفيا حين يرضى بقدر ما يكون عنيفا حين يغضب. ولقد لعبت الأحزاب دورا خطيرا في صنع المزاج العراقي الغاضب الذي لم يكن يتحمل أيّ نوع من الدعابة. لقد تذابح العراقيون ما أن تُركوا لأنفسهم. حين قام البعثيون بانقلابهم عام 1968 أطلقوا على انقلابهم تسمية “الثورة البيضاء”. بمعنى أنها ثورة من غير دم. غير أن ذلك لم يكن يعبّر عن الحقيقة.مرت بضع سنوات في هدوء ورخاء نسبيين وهي جزء من سبعينات القرن العشرين يعتبره الكثيرون زمنا جميلا لكن ما يتم تناسيه من أجل أن يكون ذلك الزمن جميلا أن الانقلاب البعثي بدأ بواحدة من أبشع حفلات القتل العلني، يوم تم تنفيذ أحكام الشنق بعدد من اليهود الذين أتهموا بالتجسس في ساحة التحرير ببغداد أمام أنظار الجمهور. يتأسف البعض اليوم لأن زعماء الانقلاب الجمهوري أمروا بقتل الملك الشاب وعائلته من غير أن يمر ذلك البعض بالمجازر التي ارتكبها الشيوعيون في الموصل وكركوك والتي كانت تحفيزا للمجزرة الكبرى التي راحوا ضحيتها حين استولى أعداؤهم البعثيون على الحكم عام 1963.في العهد الملكي كانت هناك خصومات سياسية لا تصل إلى مرحلة التصفية الجسدية. أما في العهد الجمهوري وقد صار العراقيون سادة أنفسهم فقد تحولت الخلافات العقائدية إلى سبب لاستدعاء العنف المترسب في الشخصية العراقية. لقد ذبح العراقيون بعضهم البعض الآخر بالتناوب من غير رحمة كما لو أنهم يفعلون ما هو ضروري لكي يؤكدوا عراقيتهم التي عُجنت بالقسوة.كان طارق عزيز وهو سياسي ودبلوماسي محنك وشديد الالتزام ببعثيته وهو ما يعني عراقيا أنه لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالتعددية الحزبية وكان من أنصار الشرعية الثورية، غير أنه حين سُئل في آخر حياته عن أهم صفة كان صدام حسين يتميز بها وهو صديقه قال “كان عنيفا”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: غیر أن من غیر

إقرأ أيضاً:

أمريكا تنهي أمل العراق بشأن استيراد الغاز من إيران.. وصيف لاهب بانتظار العراقيين

بغداد اليوم- بغداد

تلقى رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، (9 آذار 2025)، اتصالًا هاتفياً من مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز، وأكدا خلاله التزامهما بتعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة.

وذكر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء، تلقته "بغداد اليوم"، ان "المناقشات على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والأمنية، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء التزام العراق بتوسيع العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، مشجعاً الشركات الأمريكية على الاستثمار في السوق العراقية المتنامية، كما استعرض الإصلاحات والمبادرات المهمة التي نفذتها حكومته لتهيئة بيئة أكثر استقراراً وشفافية وجاذبية للمستثمرين".

 من جانبه، شجع مستشار الأمن القومي الأمريكي "رئيس مجلس الوزراء على الاعتماد بشكل أكبر على الشركات الأمريكية، والعمل على حل المشاكل وتذليل المعوقات التي تواجه تلك الشركات العاملة في العراق، بضمنها إقليم كردستان العراق لتشجيعها على العمل والاستثمار في العراق".

كما شدد الجانبان "على أهمية الجهود المشتركة لبناء عراق قوي قادر على الاعتماد على نفسه، وتضمنت المناقشات أيضاً معالجة المسائل ودور الشركات الأمريكية العاملة في هذا المجال، وفي هذا السياق، جددت الولايات المتحدة التزامها بدعم استقلال العراق في مجال الطاقة، وأعربت عن استعدادها للتعاون في تسريع تحقيق هذا الهدف".

وفي ما يتعلق بالملف الأمني، أكد مستشار الأمن القومي والتز التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن واستقرار العراق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، كما شدد الطرفان على أهمية استمرار التعاون لضمان سيادة العراق واستقراره على المدى الطويل، لاسيما في ظل الأوضاع المضطربة التي تشهدها المنطقة.

وأضاف والتز أن "إنهاء استثناء الكهرباء المجهزة من إيران يرتبط بسياسة الضغط الأقصى، مما يؤكد أهمية التنسيق الثنائي لتفادي أي آثار سلبية محتملة على استقرار العراق" وفقاً لبيان.

وأكد الاتصال بحسب البيان "مجددًا على الشراكة الراسخة بين العراق والولايات المتحدة، حيث أعرب الجانبان عن رؤيتهما المشتركة لعراق آمن ومزدهر وذي سيادة".

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ألغت أمس السبت الإعفاء الذي كان يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل الكهرباء، وذلك في إطار حملة "الضغط الأقصى" التي تتبعها الإدارة الأمريكية الحالية ضد طهران،.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وفق ما أوردت وكالة رويترز، إن القرار بعدم تجديد الإعفاء عند انتهاء صلاحيته "يضمن أننا لا نسمح لإيران بأي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي".

وأضاف أن حملة ترامب ضد إيران تهدف "إلى إنهاء تهديدها النووي، وتقليص برنامجها للصواريخ الباليستية، ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية".

وفي وقت سابق من أمس السبت، قال المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، إن الحكومة العراقية وضعت عدة سيناريوهات لمواجهة أي تطورات تتعلق بالموضوع.

ولفت الى أن العراق يستورد من إيران "50 مليون قدم مكعب وتشكل ثلثاً من إنتاج الطاقة الإيرانية، والحكومة وضعت جميع السيناريوهات في حال تم تجديد الإعفاءات أو لم يتم التجديد".

وكشف العوادي عن قرب حل مشكلة استيراد الغاز التركمانستاني، متوقعا وصوله إلى محطات إنتاج الطاقة العراقية خلال الشهرين المقبلين عبر الأراضي الإيرانية.

وانتهت صلاحية الإعفاءات الأخيرة من العقوبات الأمريكية التي منحتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في 7 مارس آذار 2025، أي بعد مرور 120 يومًا على سريانها.

ووفقا لوزارة الكهرباء، يحتاج العراق إلى نحو 50 ألف ميغاواط لسد حاجته من الطاقة في فصل الصيف، في حين ينتج حاليا نحو 28 ميغا واط، بحسب الأرقام الرسمية.

وأثار القرار الامريكي القلق من تراجع تجهيز ساعات الطاقة الكهربائية للعراقيين لاسيما في أشهر الصيف اللاهبة ما يثير المخاوف من خروج تظاهرات شعبية غاضبة قد تنعكس سلباً على الاستقرار النسبي الذي تشهده البلاد حاليا لاسيما وانهما مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • تنافس حاد بين المسكوف والقيمر على موائد السائحين .. اكلات العراقيين لا تُنسى (صور)
  • قطط تتجول في فنادق بغداد !؟
  • مرصد بيئي: الأمطار انقذت العراقيين من روائح حامضية خطيرة
  • أموال الكهرباء تجهز دول الجوار بالطاقة وتعجز عن سد حاجة العراقيين
  • رفاهية العراقيين في مراكز متأخرة عربياً وعالمياً
  • أول رد من الزاملي على اتهامات سعد قيس: البعض أصبح يتحسس من أي عتب
  • البعض يُفسد على نفسه الشهر الفضيل باللهو ومتابعة المواد التلفزيونية الهابطة
  • الشيف الشربيني: مساعدي في العمل لم أعامله معاملة سيئة كما يردد البعض
  • أمريكا تنهي أمل العراق بشأن استيراد الغاز من إيران.. وصيف لاهب بانتظار العراقيين
  • عزة مجاهد: الفن مفيهوش واسطة ووالدتي عمرها ما رشحتني