الكشف عن مفهوم طائرة كهربائية بالكامل قادرة على تقليل الانبعاثات بنسبة 90%
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تكافح صناعة الطيران التجاري للحد من تأثيرها المناخي، وهي حاليًا بعيدة عن المسار الصحيح لتحقيق هدفها المتمثّل في خفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050.
كما أن وقود الطيران المستدام لا يتم إنتاجه بالسرعة الكافية، ويبدو أن هناك بدائل قليلة في الأفق للمحركات النفاثة والمحركات التوربينية المتعطّشة للوقود.
ومع ذلك، فإن شركة "Elysian" الهولندية الناشئة تتحدى هذا الافتراض من خلال خططها لصنع طائرة إقليمية كهربائية بالكامل، يصل مداها إلى 805 كيلومتر وتتسع لـ 90 راكبًا، وقادرة على تقليل الانبعاثات بنسبة 90%، وتطمح إلى الطيران بشكل تجاري في غضون عقد من الزمن.
وقال رينارد دي فريس، وهو مدير التصميم والهندسة لدى شركة "Elysian" إن "العديد من الخبراء يقولون إننا بحاجة إلى تكنولوجيا بطاريات تتجاوز [أي شيء سيكون متاحًا حتى] عام 2050 للحصول على نطاق معقول، وقدرة حمولة صافية".
وأضاف: "لكن السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو كيف يمكن الحصول على أقصى مدى لتكنولوجيا البطاريات المتوفرة لدينا بالفعل؟ يمكن الطيران لمسافة أبعد بكثير بالطائرات الكهربائية التي تعمل بالبطارية مما تدعي غالبية الدراسات، فقط إذا قمت بالاختيارات الصحيحة".
تصميم غير تقليدي صورة توضيحية لطائرة Elysian الإقليمية الكهربائية.Credit: Elysianحاليا، تُوجد الطائرة التي تُسمى E9X فقط على الورق، وتخطط "Elysian" لبناء نموذج مصغر في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، ونموذج أولي واسع النطاق بحلول عام 2030.
ومع ذلك، فإن ميزات تصميمها الرئيسي معروفة بالفعل، وهي مثيرة للدهشة إلى حد ما.
وأشار دي فريس إلى أنه "لا ينبغي الافتراض أن الطائرة الكهربائية ستبدو مثل الطائرات (الأكثر نجاحًا) اليوم"، مضيفًا أن هناك مفهومًا خاطئًا شائعًا يتمثل في أن الطائرات الكهربائية يجب أن تكون في الأساس نسخًا تعمل بالكهرباء من أخف المحركات المروحة التوربينية.
وأوضح أن ذلك من شأنه أن يجعل النطاق محدودًا للغاية، لافتًا إلى أنه "ما عليك فعله حقًا يتمثل بتصميمها من الصفر".
وستحتوي طائرة E9X على 8 محركات مروحية ويبلغ طول جناحيها حوالي 42 مترًا، أكبر من طائرة بوينغ 737 أو إيرباص A320، رغم أن النموذجين يمكنهما حمل أكثر من ضعف الركاب، إضافة إلى جسم الطائرة الأكثر نحافة، والذي قال دي فريس إنه يحسن الخصائص الهيكلية والديناميكية الهوائية.
ويُعد هذا التصميم نتيجة التعاون مع جامعة دلفت للتكنولوجيا، وهي أقدم وأكبر جامعة تقنية في هولندا، وقد شرحت مبادئ التصميم في ورقة علمية بعنوان "منظور جديد حول الطيران بالبطارية الكهربائية"، وكان من بين مؤلفيها دي فريس وروب ووليسوينكل، وهو المؤسس المشارك لشركة "Elysian".
ويتمثل أحد المبادئ الأساسية في وضع البطاريات داخل الأجنحة بدلاً من جسم الطائرة، حيث أشار دي فريس إلى أن "هذا اختيار تصميمي بالغ الأهمية"، مضيفًا أن "البطاريات تمثل جزءًا كبيرًا من وزن الطائرة، وما تريد فعله بالوزن هو وضعه في المكان الذي يتم فيه توليد حركة الصعود".
وستكون تكنولوجيا البطاريات مشابهة لما هو متاح اليوم، بالإضافة إلى أي تطورات سيتم إحرازها خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
كيف تغيّر طائرات تيكاد وسماش دراغون مفهوم القتال في غزة؟
قال شهود عيان في غزة إن الجيش الإسرائيلي استخدم طائرات مسيرة مثبت عليها سلاح لتنفيذ هجمات تستهدف المدنيين، وفقا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "إن بي آر".
والأسبوع الماضي عاد الجراح البريطاني نظام محمود من عمله في مستشفى وسط قطاع غزة وأدلى بشهادته أمام لجنة في البرلمان البريطاني، وقد جاء فيها "أعتقد أن ما أزعجني بشكل خاص هو أن قنبلة تسقط على خيم مكتظة ثم تظهر طائرة مسيرة تحمل سلاحا وتبدأ بإطلاق النار على المدنيين والأطفال، والأمر المزعج أن هذا لا يحدث كل فترة بل كان يحدث كل يوم".
ومن جانبه قال الدكتور أحمد المغربي وهو جراح رئيسي في مجمع ناصر الطبي في وسط غزة إنه عالج العديد من المصابين الذين وقعوا ضحية الطائرات المسيرة القناصة.
وفي أوائل فبراير/شباط الماضي كان مجمع ناصر الطبي محط أنظار الجيش الإسرائيلي، لأنه ادعى بأن مقاتلي حماس كانوا يختبئون هناك.
وأفاد المغربي بأنه خرج في أحد الأيام مع زميلته الممرضة إلى إحدى الشرف بعد الانتهاء من عملية جراحية طويلة، ولكنهم تفاجؤوا بطائرة مسيرة تطلق النار عليهم، ولسوء الحظ أصابت إحدى الرصاصات الممرضة.
وأضاف "لقد سارعنا بنقل الممرضة إلى غرفة العمليات بينما كانت تنزف بشدة نتيجة جرح في صدرها، وبفضل الله والطاقم الطبي نجت الممرضة من الموت".
وبالمقابل قال الجيش الإسرائيلي لـ "إن بي آر" إنه لم يكن على علم بهذه الحادثة.
وقالت مراسلة الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" جوانا سامرز "إنه على مدى الأشهر السابقة، كانت الإذاعة تجمع روايات شهود عيان من غزة تدعم شهادة الدكتور نظام محمود، التي تقول إن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة وإنهم يطلقون النار على المدنيين"، وفقا لتقرير كات لونسدورف من "إن بي آر".
وذكر تقرير كات لونسدورف أن فاطمة داما البالغة من العمر 37 عاما وهي صحفية مستقلة من جباليا في شمال غزة أرسلت رسائل صوتية إلى "إن بي آر" من منزلها في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول داما في إحدى رسائلها الصوتية "هذه الطائرات رباعية المراوح يسميها الكثيرون في غزة بالطائرات المسيرة الصغيرة التي تحمل سلاحا مثبتا تحتها" وتضيف "عندما أقترب من الباب للحصول على تغطية أفضل، تبدأ الطائرة المسيرة بإطلاق النار عليّ فاضطر للعودة للداخل، إنه أمر خطير للغاية".
وتذكر أيضا أن المدينة محاصرة بطائرات مسيرة رباعية المراوح ولا أحد يستطيع التحرك.
الطائرات القناصة "تكنولوجيا حرب تستهدف المدنيين"وعلى مدى أشهر، جمعت "إن بي آر" روايات أكثر من 12 شخصا في غزة يقولون إنهم شاهدوا هذه الطائرات المسيرة القناصة تطلق النار على المدنيين وتقتلهم في بعض الأحيان.
وقالت لونسدورف "ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن إسرائيل كانت حتى وقت قريب تعمل على تطبيق قانون يمنع وسائل الإعلام من الإبلاغ عن أي استخدام للطائرات المسيرة المسلحة، وهذا أمر لا يستطيع معظم الصحفيين أن يشهدوه بأعينهم".
وأضافت "إسرائيل منعت الصحفيين الخارجيين من الوصول المستقل إلى غزة منذ بدء الحرب، ورغم ذلك نحن نعلم أن تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة موجودة وأن الجيش الإسرائيلي يمتلكها منذ عام 2018 من إنتاج شركة دوك روبوتيكس (Duke Robotics)".
ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مقطع فيديو يُظهر تكنولوجيا جديدة، بما في ذلك جنود يتحكمون عن بُعد في إحدى الطائرات المسيرة القناصة التابعة لشركة "دوك روبوتيكس" ويطلقون النار على أهداف في ميدان رماية.
وفي عام 2021، انضمت شركة "دوك روبوتيكس" إلى الشركة الإسرائيلية "إيلبت سيستم" (Elbit Systems) خصيصا لتطوير طائرة مسيرة قناصة أصبحت تُعرف باسم "تيكاد" (TIKAD).
وفي عام 2022 أعلنت شركة "سمارت شوتر" (SMARTSHOOTER) التي يقع مقرها في شمال إسرائيل عن طائرة مسيرة قناصة تدعى "سماش دراغون" (SMASH Dragon)، وعرضت مقطع فيديو على يوتيوب يُظهر قدرات هذه الطائرة.
ولكن شركة "سمارت شوتر" نفت استخدام طائراتها من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن القوات الإسرائيلية أشادت باستخدام هذه التكنولوجيا في الماضي، كما أن منتجات أخرى من الشركة تُموّلها جزئيا وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ورغم قلة التقارير التي تناولت هذه الطائرات المسيرة القناصة، فإن الناس في غزة يتحدثون عنها كثيرا، ومن الواضح أن هذه الطائرات أصبحت شائعة جدا في الحرب.
ويقول سيث جونز رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن "بمجرد وجود التكنولوجيا، فإنها نادرا ما تنطمس"، مشيرا إلى أن الطائرات المسيرة القناصة لن تختفي بل ستتطور.