الوطن:
2025-04-14@21:43:31 GMT

محمد علي رشوان يكتب: هذه تجربتي

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

محمد علي رشوان يكتب: هذه تجربتي

كنت أعلم جيداً أن الأخلاق أعلى وأهم من أى منصب، وأهم من الذهب نفسه، وأؤمن تماماً أنه ليس من دينى ولا أخلاقى أن أكسب على حساب شخص مصاب، فكانت النتيجة أننى ربحت بفضل الأخلاق الكثير وصِرت من أشهر لاعبى العالم، وجائزة الأخلاق لدىّ هى الأعظم فى مسيرتى.

موقفى الأخلاقى الذى بهر العالم يعود إلى المباراة النهائية بين مصر الممثلة فى شخصى، واليابان ممثلة فى «ياسوهيرو ياماشيتا»؛ تعمّدت الخسارة أمام بطل العالم الذى كان مصاباً فى المباراة النهائية بأولمبياد 1984 فى لوس أنجلوس، ورفضت استغلال إصابته لأنال بعدها ميدالية الروح الرياضية من منظمة اليونيسكو، التى تُعتبر روح الألعاب الأولمبية قبل أى نتائج، وقبل ذلك تقدير العالم واحترامه لهذا الموقف الرياضى.

«الأخلاق» منحتنى مجداً لم أكن أحلم به.. دخلت قصر الإمبراطور والمواقف الإنسانية هى الباقية 

دخلت تاريخ الرياضة بصفة عامة، ورياضة الجودو بصفة خاصة مرتين، الأولى بالخُلق الرياضى الرفيع، والثانية بمستواى العالمى كبطل معروف فى الدورات الأولمبية، جنيت الكثير من هذا الموقف، وما زلت أجنى الكثير معنوياً، بسبب الأخلاق والأمانة واحترام المنافس، لقد منحتنى الأخلاق مجداً لم أكن أحلم به.

يوم المباراة أصدرت منظمة اليونيسكو بياناً أشادت فيه بموقفى ومنحتنى ميدالية الروح الرياضية، التى تعتبر روح الألعاب الأولمبية قبل أى نتائج، حصدت جائزة اللعب النظيف عام 1985م، وجائزة أحسن خُلق رياضى فى العالم من اللجنة الأولمبية الدولية للعدل، والتى توجد بفرنسا.

قلّدنى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك أرفع الأوسمة، واستقبال الجماهير اليابانية لى بكل احترام وتقدير هو أعظم إنجاز، كما أننى تزوجت من إحدى اليابانيات، لم تقف إنجازاتى عند هذا الحد، بل حصدت جائزة «بيار دى كوبرتان»، باعث الألعاب الأولمبية الحديثة الدولية لعام 1984 وشهادة امتياز خاصة لأحسن خُلق رياضى، واختارتنى مجلة «الإيكيب» الرياضية الفرنسية كثانى أحسن رياضى فى العالم فى الخلق الرياضى، وكرّمنى اتحاد الجودو فى اليابان، بوسام «الشمس المشرقة»، الذى يُعد أهم الأوسمة اليابانية.

بعد هذا الأولمبياد تدرّبت فى أماكن كثيرة، لا يمكن لأى شخص، حتى إن كان من اليابان أن يخوض تدريبه فيها، أماكن مخصّصة للجودو، وتدرّبت فى قصر الإمبراطور اليابانى فى حدث جلل؛ حيث لا يمكن لأى شخص الدخول فى القصر الإمبراطورى وخوض تدريبه فيه، وهو ضد البروتوكول والمعروف عن اليابانيين.

وبعد 34 عاماً من الأولمبياد، سافرت إلى اليابان، وأجريت جراحة هناك، كان الاستقبال هناك أكثر من رائع، وطريقة التعامل لا يُمكن الحديث عنها، والطبيب الخاص الذى أجرى الجراحة كان يقوم بمتابعتى بشكل شخصى على غير المعتاد والمعروف عنه فى اليابان مع الأطباء.

اليابانيون سمحوا لى رغم قسوة النظام الطبى هناك، بأن ترافقنى زوجتى طوال فترة الجراحة التى امتدت إلى شهرين ونصف الشهر، كما أن كل ما كنت أطلبه كانت تتم الاستجابة لى بشكل سريع، كما حصلت على جائزة من الاتحاد الدولى، بسبب هذا الموقف، وقبل شهر ونصف تقريباً حصلت على تكريم من رئيس الاتحاد الأفريقى.

أقول كل هذا للتأكيد على الشباب والشابات والجيل الحالى والقادم على مستوى كل الألعاب الرياضية فى مصرنا الحبيبة بأن الأخلاق هى السند لكم فى كل وقت وحين، قد تفوز ببطولة ما بطريقة غير شريفة، فلا يتذكرك أحد، المواقف الإنسانية هى الباقية لك، نعم اجتهد وكافح من أجل أن تكون البطل، ولكن لا تجعل هذه البطولة على حساب شخص آخر يستحق أو يكون أفضل منك، لا تبحث عن منصب أو لقب وأنت لم تقدم المطلوب منك من أجله، ذكريات تمر بخاطرى كلما اقتربت الأولمبياد، لم أندم لحظة واحدة على ما فعلت، ومع كل دورة أو بطولة يزيد يقينى بأن التصرّف الذى قُمت به كان من فضل الله علىّ، ربنا سبحانه وتعالى هدانى إلى ما فعلت من أجل أن أفوز معنوياً بمكاسب كان من المستحيل أن أحصل عليها لو حصلت على الميدالية الذهبية، مستغلاً إصابة مَن أمامى واستغلال نقطة ضعف به، كان يظن الجميع، أو حتى أغلبية من كانوا يتابعون الحدث، أننى سأفعل ذلك، ولكننى لم أفعل، وكان موقفى مفاجأة كبيرة لهم وقتها، وعلى بعضهم حتى الآن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرياضة الرياضة المصرية

إقرأ أيضاً:

الفاشر.. او على السودان السلام

حينما التقيت الرئيس الاريتري أسياس افورقي فى يناير المنصرم ضمن مجموعة من زملائي الاعلاميين السودانيين باسمرا ، لاحظت انه كان كثير التركيز على “معركة الفاشر”، مع استيعاب متقدم لطبيعة الحرب ، فهي عند افورقي نزاع اقليمي يستهدف السودان، وينبغي التعامل معه بالجدية اللازمة وليست مجرد تمرد على الجيش، افورقي كان يحذرنا برؤية الجنرال الافريقي العظيم من ان الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء او الفناء وان التصدي لهذا الخطر يبدا من بوابة دارفور..

كان هذا الحديث قبل 3 اشهر ، وقبل ان يصل الهجوم على فاشر السلطان الى الرقم 202 امس ، فالرجل وبخبرة المعارك الكبيرة سبق الجميع وهو يؤكد ان الفاشر هي بوابة اجتياح السودان وان الحرب تبدا من هناك رغم مظاهر الفوضوية والدمار فى الخرطوم والجزيرة وسنار ومناطق اخرى.

اذكر يومها ان الرئيس الاريتري قال كلاما كثيرا لم يخرج للناس لان “المجالس امانات ” ولكنا استشعرنا جدية طرحه ورؤيته حينما هدد بان بلاده لن تقف مكتوفة الايدي اذا اقتربت الحرب من 4 ولايات حدودية وهي ( القضارف، وكسلا، والبحر الاحمر، والنيل الازرق).

فى كل يوم تتأكد رؤية افورقي مع اصرار التامر اقليمي على تمكين مليشيا الدعم السريع من الفاشر، التى مازالت صامدة بعد الهجوم ( 202) ، كل السودان وليست الشمالية ونهر النيل فقط مثلما هدد المتمرد عبدالرحيم دقلو سيكون هدفا سهلا للجنجويد وكفلائهم اذا ما قدر لهم الوصول الى الفاشر .

وازاء هذا الخطر الماثل والمستمر والمعلوم تتمدد كثير من الاسئلة ، وابرزها ما الذى يؤجل فك حصار الفاشر؟! ، ولماذا لانلمس حتى الان استراتيجية عسكرية كبيرة لانجاز هذا الامر على النحو الذى يخرج المدينة من مربع الدفاع عن اسوارها الى مرحلة كنس الجنجويد ومهاجمتهم بضراوة وانهاء خطر وجودهم المهدد للفاشر البوابة التى يسعى عبرها ال دقلو للعودة الى واجهة الاحداث من جديد.

بالامس نفذت المليشيا مجزرة جديدة فى الفاشر وهي تهاجم معسكر ابو شوك للنازحين وتقتل مئة نفس بريئة بينها اطفال طلاب خلاوي ونساء وعجزة، حتى طواقم المنظمات الاجنبية جميعهم حصدتهم المدافع بلا رحمة ، بينما كان بواسل الفرقة السادسة والقوات المشتركة والمستنفرين من ابناء المدينة يصدون هجوما شرسا ، فاقم من الازمة الانسانية وقدم دليلا جديدا على عظمة انسان الفاشر وهو يفدي السودان ويفشل مؤامرات الجنجويد ببسالة وفدائية سيوثقها التاريخ..

ولكن هل يكفي ان نجعلهم يموتون كل يوم على اسوار المدينة ، ونكتفي بكلمات الاشادة، والاحتفاء بقصص البطولات لتى ظل يسطرها شباب وميارم الفاشر ، ومواطنوها الشجعان..
ما يحدث في زمزم والفاشر ضد المواطنين جريمة مكتملة الأركان تؤكد ان التعويل على المجتمع الدولي ومؤسساته رهان خاسر، وان الفاشر تحتاج ونظرا لاوضاع مواطنيها اولا وـ استراتيجيتها واهميتها- فى معركة بقاء السودان ان نتعامل مع حصارها بطريقة مختلفة تقفز بها الى صدارة المشهد الحربي ، لان سقوطها لاقدر الله سيكون كارثة ووبالا على الدولة السودانية.

الاجتماع المهم الذى جمع الوزير محمد بشير ابونمو القيادي الابرز فى حركة تحرير السودان مع “اسد العمليات” الفريق اول ياسر العطا امس ، يفتح كوة الامل فى تفكير عملي وجديد يخاطب اوضاع المدينة التى يهددها التمرد ويعمل جاهدا على اجتياحها ، حتى تسهل مهمة اسقاط الدولة فى يد الجنجويد والمرتزقة وكفلائهم الاقليميين..

يعلم “اولاد دقلو” ان استمرار الشريان الاماراتي الذى يغذيهم بالمال والسلاح رهين باسقاط الفاشر، فقد ابلغتهم ابوظبي رسميا انها لن تمول التمرد او تعول عليه مالم يستلم المدينة ويتخذها منصة لاعلان حكومة الجنجويد فى دارفور واجتياح بقية مناطق السودان…

نعم فك الحصار عن مدينة الفاشر وتقديم الدعم العاجل لأهلها يجب أن يكون في صدارة أولويات المرحلة القادمة باعتباره واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا ، فمعركة اجتياح السودان بعد فشل الخطة الاولى للجنجويد تبدا من فاشر السلطان، وعلى الدولة ان تضع ترتيباتها العسكرية على هذه الفرضية، وبلا تاخير او ابطاء.

هلموا الى معركة الفاشر العظيمة ، فضياع المدينة سيعيد الجنجويد الى الواجهة، وسيجعل من انتصارات الجيش فى الخرطوم والجزيرة وسنار بلاقيمة، ونامين المدينة سيعزز النصر ويفتح على الدولة السودانية ابواب الامن والاستقرار.. علينا التفكير الان فى كسر حصار الفاشر، واثق ان جيشنا البطل والقوات المشتركة والمساندة الاخرى لن تعجزها الفاشر الصابرة الصامدة المحتسبة، والتى تنتظر القيادة الان لاتخاذ قرارات حاسمة تنهي مغامرات ال دقلو وتكسر الحصار وتؤمن الانتصار..
*هلموا الي الفاشر…*
*وكل “القوة الفاشر جوة”*
*وما النصر الا من عند الله..*
محمد عبدالقادر
محمد عبدالقادر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ستشهد تحوّلًا إيجابيًا بفضل جهود مصر وقطر
  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • «عمومية الطائرة» تفتتح نشاط الاتحادات في مقر «الأولمبية الجديد»
  • محمد بن زايد يبعث رسالة إلى رئيس وزراء اليابان
  • محمد بن زايد يبعث رسالة خطية إلى رئيس وزراء اليابان تتعلق بالعلاقات الثنائية
  • محمد كركوتي يكتب: الطلب السياحي على أبوظبي
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المهارات الناعمة.. حتمية اكتسابِها
  • رئيس وزراء اليابان: العالم يواجه تهديدًا بمجموعة من الانقسامات
  • اليابان: نأمل أن يسهم إكسبو الدولي في استعادة وحدة العالم
  • لوسي عن مسلسل لام شمسية: عمل مهم ويوعي الأسرة المصرية.. فيديو