الوطن:
2024-08-30@09:03:32 GMT

نجوى مصطفى تكتب: تكرار لا مفر منه

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

نجوى مصطفى تكتب: تكرار لا مفر منه

بعض الكلمات تُصبح مأثورة، لا لعظمة قائلها فقط، لكن لأنها تعبّر بصورة نقية وبلا رتوش عن الحقيقة، والحقيقة هذه المرة قالها يورجن كلوب، مدرب ليفربول التاريخى، وأحد العقليات المهمة فى تاريخ الساحرة المستديرة، حين قال: «كرة القدم هى أهم الأشياء غير المهمة فى التاريخ»، رغم فلسفة الجملة التى قد تبدو للبعض غير مفهومة، لكن الرجل ببساطة أوضح أن كرة القدم، أو الرياضة عموماً، تظل تسلية فى المقام الأول، حتى لو حاول البعض تحميلها بأكثر مما تستحق.

ورغم أن هذه بديهية، لكن لم يتورع «كلوب» أن يُذكّر بها، منطلقاً من أن البديهيات تحتاج أحياناً إلى التذكير بها، بل والإلحاح عليها إذا شعرنا أنها بدأت تغيب لتحل محلها قيم أسوأ، ومؤخراً، لم تعد الرياضة فى مصر مجرد منافسة شريفة فقط، بل صارت ميداناً للتصارع وتصفية للحسابات، وساحة لكيل الاتهامات دون دليل أو سند، والأسوأ أن كل ذلك بات يُدار عبر صفحات السوشيال ميديا، حيث لا توجد خطوط حمراء للأدب، ولا يوجد سقف محدد لاحترام الغير.

ورغم بعض الخطوات التى حدثت من أجل التأكيد على أخلاق الرياضة، وعلى رأس هذه الخطوات ذهاب الكابتن حسين لبيب، رئيس نادى الزمالك، للنادى الأهلى فى تأبين الراحل العامرى فاروق، وقبلها زيارة مجلس الأهلى للأبيض، ما أحدث نوعاً من الهدوء النسبى بين جماهير قطبى الكرة المصرية، بعد فترة استغل فيها البعض المنافسة الشريفة ليحوّلها إلى ما يشبه العداء، لكن بالزيارات المتبادلة صارت الأمور أفضل، لكن هذا الأفضل لم يكن كافياً لأن تهدأ جماهير الرياضة التى ظلّت على دأبها مدفوعة بحب التشجيع أحياناً، وبمن يروّجون الشائعات أحياناً أخرى، والنتيجة اغتيال الرياضيين معنوياً بل وغياب القيم.

ولأن الرياضيين هم جزء من المجتمع أيضاً، يتعرضون لنفس البيئة، وتصيبهم نفس الأمراض، لم يكن غريباً أن نرى الحادثة التى وقعت بين جنة عليوة وشهد سعيد، والأخيرة لاعبة دراجات دفعت زميلتها الأولى أثناء سِباق طمعاً فى الفوز، فكانت النتيجة تعرض جنة عليوة لفقدان مؤقت فى الذاكرة بسبب سقوطها نتيجة الجروح التى أصابت جسدها، وفعل الدكتور أشرف صبحى خيراً حين تدخل بين اللاعبتين، وعقد صلحاً تم الإعلان عنه على لسان جنة عليوة التى سامحت «شهد»، بحسب تصريحاتها.

نعم «الرياضة أخلاق».. يجب أن يكون هناك خطاب إعلامى يركز على أخلاقيات الرياضة.. ولا مانع من وجود أطباء نفسيين فى كل نادٍ رياضى 

ولن أكون كاذبة حين أقول إن حادثة «شهد وجنة» ليست الأولى، رغم أملى أن تكون الأخيرة، لكن مثل هذه الحوادث منتشرة بين رياضيينا للأسف، وكثيرون منهم يتبعون طرقاً غير سوية للنيل من خصومهم، وهو ما يؤكد ضرورة التأكيد على مفهوم الرياضة كأخلاق، وكمنافسة، حيث لا أحد سيأخذ مكان أحد، ولا أحد سيحصد مجهود غيره، ولخطوات عملية أكثر، فلا مانع من وجود أطباء نفسيين فى كل نادٍ رياضى وليس على مستوى كرة القدم فقط، تكون مهمته تقويم أى مرض نفسى أو ضعف إنسانى يتعرض له اللاعب أو اللاعبة، كما تكون مهمة هذا الطبيب جعل الرياضى يُركز على نفسه ويطور من أدواته للنجاح، فليس أفضل من الانشغال بالنفس.

على الجانب الآخر، وبالتوازى مع هذه الإجراءات، يجب أن يكون هناك خطاب إعلامى رياضى يركز على أخلاقيات الرياضة، ويُعلى من قيمتها، وذلك إما بتسليط الضوء على النماذج المشرفة والإيثار داخل الملاعب وجولات التنافس، أو بنبذ أصحاب الخطاب المتطرف الذين يركزون حديثهم على مهاجمة شخص أو النيل من بطل، ويبقى المحور الأخير، ضبط خطاب «السوشيال ميديا» ورفض أى حديث مسىء.

وأخيراً، علينا أن نعرف أن الرياضة فى النهاية مُنتج بشرى، أى الأخطاء فيه واردة، ولدينا أكبر مثل فى كأس العالم 1986 حين تم احتساب هدف سجّله مارادونا باليد، وعلينا أيضاً التعلّم من بطولتى اليورو وكوبا أمريكا الأخيرتين، كان فيهما من الأخطاء التحكيمية الكثير، وكان فيهما من التنافس الشرس الأكثر والأكثر، لكن فى النهاية خرج المهزوم بعد أن صافح المنتصر، وقدّما للعالم صورة نزيهة عن التنافس الشريف، دون أن يؤكد «مبابى» أن هناك مؤامرة ضده، أو يحاول «بيلينجهام» إصابة «يامال» متعمداً، وهذا لا يعنى أنهم أفضل، ولكن يعنى أنهم يُدركون ما يقدمونه، ويحافظون على صورة بلادهم، ويعرفون أن الرياضة أخلاق، وكنّا ذات يوم مثلهم، ونأمل أن نعود.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرياضة الرياضة المصرية

إقرأ أيضاً:

مخاوف من تكرار سيناريو غزة بعد حصار مستشفيات في الضفة

جنين- منذ منتصف الليلة الماضية ومع اللحظات الأولى لاقتحام مدن شمال الضفة الغربية وتحديدا جنين وطولكرم، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل مستشفى جنين الحكومي ومنعت سيارات الإسعاف من الخروج من ساحته باتجاه مخيم جنين أو الدخول إليه لنقل المرضى.

ويبدو المشهد معتادا لأهالي جنين، حيث عمدت قوات الاحتلال لحصار مشافي المدينة أثناء اقتحاماتها المتكررة خلال الشهور الماضية، لكن مع ساعات الصباح الأولى، تغير الوضع في المستشفى الحكومي الوحيد الذي يخدم كافة أنحاء محافظة جنين، بعد إبلاغ الجانب الفلسطيني بنية إسرائيل اقتحامه.

المريض ماهر فزاع بعد خروجه من المستشفى الحكومي عقب التهديد باقتحامه متحدثا مع المسعفين (الجزيرة) سيناريو مستشفيات غزة

وبإعلان إسرائيل نيتها اقتحام مستشفى جنين الحكومي، تبادر إلى أهالي جنين سيناريو مستشفيات غزة التي حاصرها الاحتلال لأيام قبل مداهمتها واعتقال عدد من الكوادر الطبية والمرضى منها وتدميرها وإخراجها عن الخدمة.

وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن الاحتلال الإسرائيلي أبلغ بشكل رسمي نيته اقتحام مستشفى خليل سليمان الحكومي، في حين عمدت قوات الاحتلال لقطع كافة الطرق الواصلة لمستشفى ابن سينا الخاص وسط المدينة، ووضع السواتر الترابية في الطرق المؤدية إليه.

وتحدث أبو الرب للجزيرة نت حول خطورة التهديد الإسرائيلي، وقال إن هذا المستشفى يخدم حوالي 400 ألف نسمة هم عدد سكان محافظة جنين، في حين يحاصر داخله حاليا قرابة 180 مريضا مع عدد كبير من عائلاتهم المرافقة لهم، إضافة لأكثر من 75 من الموظفين والطاقم الطبي.

ويضيف: "الناس يعيشون في قلق دائم سواء من هم داخل المستشفى أو خارجه، هذا التهديد خطير وهو امتداد لجرائم الاحتلال في جنين، وفي عموم الضفة الغربية التي استيقظت على عملية عسكرية واسعة لكافة مدنها ومخيماتها، لا يمكن السكوت على هذه التهديدات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر".

ويضيف محافظ جنين: "الحصار مستمر على عموم مدينة جنين حيث يمنع الدخول والخروج منها، طواقم الهلال الأحمر منعت حتى من نقل الشهداء الذين تم استهدافهم في قصف على مركبتهم قرب قرية صير جنوب شرق جنين، ولذلك تم نقلهم إلى مدينة طوباس".

نقص المياه والوقود

وفي حديثه عن الوضع العام داخل مستشفى جنين الحكومي، قال الدكتور وسام بكر إن الوضع في أقسام المستشفى صعب للغاية، والمرضى في  حالة خوف وهلع، وإن ساحة المستشفى وقسم الطوارئ يزدحمان بالمواطنين من ذوي المرضى ومرافقيهم.

ويضيف بكر للجزيرة نت: "التهديد باقتحام المستشفى هو تهديد بتعريض حياة المرضى للخطر، الوضع خطير جدا، والناس تعيش في حالة خوف شديد، لا شيء جديد على الاحتلال ونحن نتوقع منه كل شيء، لأنه لا يحترم القوانين الإنسانية والدولية ولا يحترم حرمة المشافي والمراكز الطبية".

ويوضح: "حاليا توجد الآليات العسكرية على مداخل المستشفى. منذ ساعات الليل، لم يدخل أي طبيب أو ممرض من خارج المستشفى إليه بسبب حصاره، الكادر الطبي سيواصل عمله لوقت متأخر، لعدم تبديل الشيفت، والمرضى يخشون من دخول الجنود إلى داخل الغرف، والمرافقون يخافون على حياتهم وحياة أبنائهم".

وخلال الساعات الـ10 التي منع دخول وخروج أي أحد من المستشفى وعرقلت فيها حركة سيارات الإسعاف، كانت الاحتياطات الخدماتية في المستشفى الحكومي تنخفض بشكل مستمر، حيث يؤكد بكر أن احتياطيات الوقود والمياه قليلة جدا، ما يعني أن المستشفى قد يكون على موعد مع نفاد كميات الوقود إذا ما استمر الحصار لعدة أيام.

"نحتاج يوميا لـ40 كوب من المياه لتزويد قسم غسيل الكلى الذي يعمل على 3 شفتات خلال اليوم. إذا استمر الحصار سيكون لدينا نقص حقيقي في كميات المياه في آلات الغسيل الكلوي" يقول بكر.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أصدرت بيانا حذرت فيه من حصار مستشفيات مدينة جنين، وطالبت المنظمات الدولية بالتدخل الفوري لوقفها.

وجاء في البيان الذي وصلت إلى الجزيرة نت نسخة منه أن عشرات المرضى يعالجون في هذه المشافي، وأن أي اقتحام لها هو تهديد مباشر لحياتهم، وقالت إنها وجهت كافة طواقمها الطبية في محافظة جنين للتوجه إلى أقرب مركز صحي ومساندة زملائهم الأطباء في هذه الظروف الطارئة.

وأمام مدخل مستشفى جنين ينتشر عدد من الآليات العسكرية والجنود، في حين تقف سيارات الإسعاف على مسافة 50 مترا من بوابة المستشفى الرئيسية تنتظر السماح لها بالتقدم، وبعد عملية التدقيق في هويات المسعفين والمرضى داخلها، يسمح لها بالدخول إلى المستشفى.

وتحدثت جمعية الهلال الأحمر عن منع أحد طواقمها العاملة في مدينة جنين من نقل حالة ولادة في ساعات الصباح المبكر، إضافة لمريض بحاجة لعلاج عاجل في قسم الطوارئ.

العملية الأوسع منذ 2002

وفي الشارع الرئيسي المؤدي إلى المستشفى يمكن رؤية أعداد من المرضى وأقاربهم يغادرون بأجساد متعبة يظهر عليها المرض، في حين خرج بعضهم من دون نزع إبر الوريد من يده، ما يعني مغادرتهم قبل إكمال علاجهم خوفا من الاقتحام الإسرائيلي المرتقب.

وقال ماهر فزاع من جنين إنه اضطر لمغادرة المستشفى على عجل وقبل إتمام علاجه بسبب وصول قوات الاحتلال لساحة المستشفى الخارجية، وخوفه من دخولهم إلى داخله "خرجت ولم أنتظر نزع الإبرة من يدي، لم أتلق كامل علاجي لكني أفضل التوجه إلى أي طبيب خاص، على تعريض حياتي وحياة ابنتي التي قدمت معي للخطر".

وفزاع اختار الخروج من المشفى بعد سماح قوات الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين والمرضى بالخروج طواعية بعد التدقيق في هوياتهم وتفتيشهم.

ومثل فزاع، كان والد الطفلة تالا يمسك بيد طفلته الصغيرة ويمشي مسرعا باتجاه مركز المدينة بعد خروجه من المستشفى، حيث قال: "أدخلت طفلتي إلى المستشفى يوم أمس وكان من المقرر أن تخرج صباحا وحتى الآن لم أتمكن من إخراجها بسبب الحصار على المستشفى، الحمد لله الآن تمكنا من الخروج بعد تفتيشنا".

وكما الحال في جنين، بدأت قوات الاحتلال حصارا واسعا لمستشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليه، ضمن العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها إسرائيل على مدن شمال الضفة الغربية وتركزت في جنين وطولكرم وطوباس.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن الجيش بدأ عملية عسكرية هي الأوسع منذ عام 2002 في مدن شمال الضفة وأطلقت عليها اسم "المخيمات الصيفية". ومنذ الساعات الأولى للعملية، قتلت إسرائيل 9 فلسطينيين في قصف لمواقع مختلفة في جنين وطوباس، إضافة لاقتحام مدينة طولكرم ومخيماتها وإصابة 3 مواطنين في قصف بمخيم نور شمس.

مقالات مشابهة

  • د. دعاء الهلاوي تكتب: درجات الحرارة والطاقة النظيفة
  • عائشة الماجدي تكتب: (أولادنا وما بنجر فيهم الشوك)
  • بالهول الفلاسي: "بارالمبية باريس" تكتب فصلاً متميزاً في مسيرة الرياضة الإماراتية
  • أحمد بالهول الفلاسي: «بارالمبية باريس» تكتب فصلاً مشرقاً في مسيرة الرياضة الإماراتية
  • آفات التباهى
  • الاحتلال يحاول تكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية.. فيديو
  • مخاوف من تكرار سيناريو غزة بعد حصار مستشفيات في الضفة
  • كيفية إصلاح الرياضة فى مصر 2/2
  • الحكومة: استراتيجية وطنية لبناء غد أفضل.. وتعزيز رفاهية الحياة
  • صحف عالمية تكتب عن طبيعة الرد الإيراني المرتقب على إسرائيل