الوطن:
2024-12-25@14:11:43 GMT

عادل عزام يكتب: ومن الأخلاق «خليل ومختار»

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

عادل عزام يكتب: ومن الأخلاق «خليل ومختار»

«الرياضة أخلاق، والأخلاق رياضة» هما عندى لا ينفصلان، من رحم الأخلاق يولد الأبطال والبطلات، ومن المنافسة النزيهة تنمو الأخلاق، فلا معنى ولا فائدة كاملة الأركان من الفوز بالبطولات حتى ولو كانت كأس العالم أو ميدالية فى الأولمبياد بدون الجمع بين النصف الحلو للآخر فى كل زمان ومكان، «الروح - الرياضية».

مبادرة وعى من «المتحدة» لتطهير الأخلاق الرياضية من ملوثات «اللايكات» وسوء التصرف.

. ورسالة لكل أفراد المنظومة «التاريخ لن يرحم» 

حسناً بادرت «الشركة المتحدة» بحملات وقرارات رادعة لعودة الرياضة من أجل الرياضة، تكريس الفوز يقابله خسارة، وتطهير الأخلاق الرياضية من ملوثات من لا يدركون قيمة الكلمة والتصرف، ولا يضعون فى حساباتهم ما يمكن أن تصنعه هفواتهم فى عقول ملايين يتابعونهم ويتعلقون بهم فى الداخل والخارج.

القيم الأخلاقية فى العموم والشمول قدّستها كل الديانات السماوية ووضعتها أساس الإنسانية، وعند الجمع بين «الأخلاق والرياضة» هناك قواسم بالجملة مشتركة لا يمكن اختزالهما فى جملة مواثيق أو قوانين أو حتى لوائح، لا قائمة واحدة معتمدة، اليونيسكو جعلها فى ميثاقه الدولى هدفاً لروح الإخاء، والمنافسة النزيهة، وفى العموم والشمول لخصها أمير الشعراء أحمد شوقى فى «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».

وعند استحضار الصورة الجميلة للرياضة المصرية، تطل علينا من دفاتر زمان وأخلاق زمان الجميلة أكثر من صورة خالدة، فى مقال سابق حمل عنوان «الذهب أخلاق» كان البطل محمد على رشوان، ومن حسن الحظ مع مبادرات الشركة المتحدة أن يكونا أكبر مشهدين للروح الرياضية والأخلاق الحسنة كروياً من داخل قطبى الكرة الأهلى والزمالك، القصة الأولى بطلها مختار مختار نجم وقائد الأهلى والمنتخب السابق لاعباً ومدرباً، واحد من أفذاذ ومواهب الساحرة المستديرة المصرية، جاء من نادى إسكو للأهلى حاملاً معه طموحات لا حدود لها، ما يملكه من قدرات فنية وسرعة فائقة بالكرة وضعته على القمة فيما يقرب من 153 مباراة مع النادى الأحمر محملاً بالبطولات المختلفة، المجد يقترب خطوة خطوة، وفجأة كل شىء توقف، انتهت المسيرة كلاعب، تدخل عنيف من سعيد الشيشينى فى مباراة المقاولون العرب فى بداية دورى 1984، يرسم خط النهاية، العمليات الجراحية لم تفلح، وحان وقت المغادرة واعتزال الكرة مجبَراً.

غادر مختار مختار الملاعب فى مجده، رضى بقضاء الله وقدره، لم يتذمر رغم حاجته لمواصلة مشواره مادياً، لم يلعن ولم يسب، ولم يحمل أى ضغينة للشيشينى، وعلى عكس المتوقع أصر على أن يكون بطل نهايته كلاعب هو بطل مشهد مباراة اعتزاله يوم 24 يناير، 1986، وضع يده فى يد سعيد الشيشينى، جاء به وطاف به الملعب معلناً أمام الجميع أن الشيشينى لم يتعمد إصابته، وأنه أبداً لم يغضب منه، اللقطة زلزلت المهرجان، والتكريم صار نموذجاً للتسامح والروح الرياضية، اللقطة لاقت ردود فعل واسعة من الجمهور الذى أزال أى رواسب تجاه الشيشينى، كما كان سعيد الشيشينى نفسه غاية فى السعادة، المشهد الأخلاقى عبر العالم، وتقديرها المباشر كان منح مختار مختار جائزة اللعب النظيف والروح الرياضية من اللجنة الدولية للعب النظيف بهيئة اليونيسكو.

ومن داخل جدران القلعة البيضاء، ولدت قصة أخلاقية أخرى، على خليل لاعب مصر والزمالك السابق، لاعب وإنسان مهذب داخل وخارج الملعب، منعه صراع النقطة والجرى خلف الفوز ببطولة مزيفة من مخالفة ضميره وأخلاقه، امتلك ثقافة الاعتراف بالحق حتى ولو كان على حساب خسارة بطولة، الزمالك كان فى موقف صعب و«فى عرض نقطة» كما يقولون، للفوز بالدورى فى موسم 1977، الأبيض أمام مباراة صعبة أمام الإسماعيلى وما أدراك ما دراويش زمان، المباراة تمر، وجمهور القلعة البيضاء ينتظر هدف الإنقاذ، على خليل فعلها ومنح فريقه التقدم بهدف، الحكم الدولى أحمد بلال يجرى لمنتصف الملعب معلناً تقدم الزمالك، الجمهور يشعل الملعب، الفرحة بقرب الفوز ببطولة الدورى لا مثيل لها، عفواً انتظر، الكرة من خارج المرمى، على أبوجريشة يذهب نحو الحكم الدولى صارخاً «مش جول».. «اسأل على خليل لو قالك هدف احسبه» قالها «جريشة» بشجاعة وثقة فيمن طلب شهادته، «خليل» نطق بالحقيقة، «ليست هدفاً.. الكرة من خارج الشباك الممزقة» الحكم يأخذ بالشهادة ويلغى الهدف، المباراة تنتهى بالتعادل السلبى، الزمالك يخسر الدورى، وعلى خليل يفوز للأخلاق الكريمة، كاتباً لنفسه شهادة تتوارثها الأجيال بكلمات من حقه أن يتباهى بها دائماً «فضلت أن نخسر بطولة على أن أكون مزوراً».

نعيد قصص أخلاق نجوم أعطوا الكثير للرياضة المصرية لمواجهة طوفان أعمى يلهث وراء الماديات والربح من الميديا ونسبة المشاهدة واللايكات دون أى معايير أو قيم، لمواجهة طوفان يساند ويدعم من يدفع أكثر، طوفان ينهش فى عقول الأجيال القادمة، ويضع أمام شبابنا فلكلور رياضياً بلغة ساقطة وتصرفات خارج النص للأسف، من فضلكم «إداريين ومدربين ولاعبين ومعلقين ونقاد ومحللين ومشجعين»، لا نريد حشو الرياضة بأفكار مسمومة، نريد تصرفات وكلمات تحافظ على أجيالنا، ولا تخدّم على المصالح الخاصة و«السبوبات».. والتاريخ لن يرحم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرياضة الرياضة المصرية على خلیل

إقرأ أيضاً:

أستاذ بـ«الأزهر»: الأمانة من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الأمانة من أعظم القيم في الدين الإسلامي وأساسًا من أسس بناء المجتمع المسلم، موضحًا أن الهدف الأساسي من الدين الحنيف هو تحسين الأخلاق وتقويم سلوك الأفراد، استنادًا إلى قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

الأمانة ليست مجرد قيمة أخلاقية

وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «مع الناس» المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الأمانة ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك»، مشيرًا إلى أنّ المسلم يجب أن يتحلى بأعلى درجات الأمانة في التعامل مع الآخرين، حتى وإن كان الشخص الآخر قد خان المسلم.

وأكد «تمام» أنّ الخيانة لها آثار سلبية كبيرة على الفرد والمجتمع والأمة ككل، مشيرًا إلى أنّ التحلي بالأمانة من أعظم الأخلاق التي يجب أن يتصف بها المسلم ليبتعد عن الخيانة التي تضر بالمجتمع.

وأضاف أن الخيانة تترك آثارًا خطيرة على الجميع، ويجب على المسلمين تجنب الانخراط في هذه الممارسات بأي شكل من الأشكال.

خيانة الأمانة

وتطرق «تمام» إلى ظاهرة خطيرة تنتشر في المجتمعات الحديثة، وهي خيانة الأمانة أو حتى «تخوين» الأشخاص الأمناء، مؤكدًا أن بعض الأفراد قد يستخفون بثقة الناس ويخونون الأمانة التي وُضعت فيهم: «نحن الآن نشهد للأسف انتقالًا من خيانة الأمانة إلى تخوين الأمناء».

كما ذكر حديثًا مهمًا للنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من هذه الظاهرة، إذ قال: «تأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين»، مشيرًا إلى الفساد الذي ينتج عن غياب الأمانة في المجتمع.

وناشد تمام جميع المشاهدين بضرورة تحري الدقة والبحث عن أهل الثقة والأمانة في كل المجالات، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات أو التشكيك في الثوابت دون دليل أو تبيين.

مقالات مشابهة

  • عصام الصبحي: هدفاي جاءا بفضل جهود زملائي بالفريق
  • أبوريدة يتمسك بتعيين مصطفى عزام مديرًا تنفيذيًا للجبلاية
  • زمان يا حب .. 50 عاماً على رحيل ملك العود
  • إدارة شباب بلوزداد تعد بالثأر من هزيمة “القاهرة”
  • دار الإفتاء تطلق حملة "خلق يبني" لتعزيز القيم الأخلاقية
  • تواضع العلماء.. خُلق سامٍ ودعوة للأخلاق الجميلة
  • داوود أوغلو يعلق على تعيين عزام غريب محافظًا لحلب
  • حقيقة استعانة هاني أبوريدة بحكم "تبول" في الملعب
  • أستاذ بـ«الأزهر»: الأمانة من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي
  • بأسعار زمان.. مقارنة بين لافا Blaze Duo وشاومي Redmi Note 14