قوات سرية إسرائيلية برزت في معارك غزة.. من هم المستعربون؟
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
يسلط استخدام القوات الخاصة الإسرائيلية للتمويه خلال عملياتهم في غزة، الضوء على وحدات العمليات السرية، التي تواجه مسلحي حماس الذين يرتدون ملابس مدنية أيضاً، وما ينطوي ذلك على مخاطر على حياة المدنيين.
وقام "المستعربون"، وهم العملاء المدربون على الاندماج في الثقافة العربية، بتكييف مهاراتهم من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
ويؤكد إقحامهم في الحرب في غزة، على المخاطر العالية المترتبة على العمل السري في مثل هذه البيئة المتقلبة، وعلى نحو مماثل، فإن استخدام مقاتلي حماس للملابس المدنية يزيد من تعقيد الصراع، حيث يستخدم كل من الجانبين الخداع لتحقيق أهدافه، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
الصحيفة لفتت إلى أنه في أوائل يونيو الماضي، أنقذت قوات الكوماندوز الإسرائيلية أربعة رهائن، حيث دخل أعضاء منها إلى غزة بشاحنتين متهالكتين - إحداهما تعرض إعلاناً عن صابون، والأخرى تحمل مراتب وأثاثاً.
وكان أفراد هذه القوات مسلحين، ولكن سلاحهم الرئيسي كان التخفي، وفق الصحيفةن حيث كانوا يختبئون في معقل حماس حتى بدأ إطلاق النار، وفق وصف صحيفة "وول ستريت جورنال".
تلك المهمة، أصبحت المثال الأبرز على وحدات إسرائيل السرية في ساحة المعركة بقطاع غزة، وهي منطقة تعتبرها القوات السرية غير قابلة للاختراق تقريباً.
والخداع هو مجموعة من المهارات التي صقلتها أجهزة الأمن الإسرائيلية لعقود من الزمان في الضفة الغربية، حيث يُعرف العملاء باسم "المستعربين" وهو لقب عبري مستعار من مصطلح عربي يشير إلى الأشخاص المتشبعين بالثقافة العربية.
ويضيف وجود هذه الوحدة السرية في غزة عنصراً جديداً وخطيراً إلى منطقة الحرب، حيث قد يقود التخفي المدني في بعض الأحيان لارتكاب جرائم حرب على اعتبار أن مقاتلي حماس أيضاً لا يرتدون لباساً عسكرياً.
تاريخ هذه الوحدات السريةالوحدات الإسرائيلية السرية الخاصة معروفة بكونها تضم عناصر يتنكرون بزي العرب لجمع المعلومات الاستخبارية، واختراق الاحتجاجات، وإنقاذ الرهائن، والمشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب.
تم إنشاء أول وحدة مستعربين، والمعروفة باسم "القسم العربي" (המַחְלָקָה הָעֲרָבִית)، في عام 1942.
تأسست الوحدة خلال فترة تعاون المؤسسة اليهودية مع سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية.
احتاج البريطانيون إلى عملاء استخبارات لاختراق السكان المحليين في بلاد الشام وإحباط الخطط الألمانية في المنطقة.
ومع هزيمة ألمانيا، لم يعد البريطانيون بحاجة إلى هذا الفصيل، ما أدى في النهاية إلى تفكيكه.
لكن سرعان ما تم إعادة إطلاق الفصيل كوحدة مستقلة تسمى "الشحر" (الفجر) بهدف رئيسي هو اختراق المجتمعات الفلسطينية لأغراض التجسس والتخريب، وفق ما جاء في مكتبة "جيوش فيرتوال لايبريري".
قال عضو سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية إيلون بيري لموقع المكتبة "يجب أن يتمتع المستعربون بالشجاعة، والصبر، والانتباه، والثقة بالنفس، والكاريزما".
من هم؟في عام 1986، أنشأ إيهود باراك، الذي كان مدير القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي -قبل أن يصبح رئيسا للوزراء- وحدة مستعربين أكثر تطورا وتنظيما تسمى "دوفدفان" (بالعبرية تعني الكرز) أو الوحدة 217.
تشمل تلك الوحدة مجندين، غالبًا ما يكونون من الدروز والبدو، وعموم الأشخاص القريبين من الثقافة واللغة والعادات العربية، يبدون ويتحدثون ويلبسون مثل العرب، ويركبون دراجاتهم في الضفة الغربية وغزة بكل أريحية كما يفعلون في شارع ديزنغوف في تل أبيب.
الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية والاستخبارات، عصمت عمر، قال في حديث سابق لصحيفة الغارديان "يخلقون جواً من عدم الثقة والخوف والبارانويا بين المتظاهرين لأنك لا تستطيع أن تعرف حقاً إذا كان هذا الشخص بجانبك [في المظاهرة] هو متظاهر آخر مثلك، أو عميل سري يمكنه اختطافك في أي لحظة أو إخراج سلاح".
ويتمتع المستعربون أيضاً بسلطات إنفاذ القانون، وفي السنوات الأخيرة أصبحوا سيئي السمعة في تنفيذ الاعتقالات التي يتسلل فيها عملاء بملابس مدنية بين حشد من الناس ثم يختطفون المشتبه به فجأة.
عملهمينشط المستعربون في إسرائيل، حيث يخضع المواطنون الفلسطينيون للقانون المدني وليس القانون العسكري الذي ينطبق في الأراضي المحتلة.
يقوم العملاء المستعربون بجمع المعلومات الاستخبارية بما في ذلك مراقبة الاحتجاجات لتحديد المنظمين والوجوه المتكررة.
يقول الناشطون والمحامون والشباب الفلسطينيون إن نشر المستعربين ضد أقلية عرقية محددة في بلد ما غير ديمقراطي.
واعترفت إسرائيل مؤخراً فقط باستخدامها لهؤلاء العملاء على أراضيها.
أعدادهمبالإضافة إلى وحدة "سايرت" دوفدفان المعروفة باسم الوحدة 217، هناك وحدات أخرى من المستعربين، مثل وحدة "شمشون" (الوحدة 367)، التي تعمل في الجنوب بالقرب من حدود غزة؛ ووحدة "ياماس"، وهي وحدة مرتبطة بشرطة الحدود الإسرائيلية وتعمل بشكل رئيسي في القدس؛ ووحدة جدعونيم (الوحدة 33)، وهي قوة تابعة للشرطة الإسرائيلية تعمل داخل إسرائيل.
وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الفلسطينيون في تبادل التحذيرات بشأن وجود عملاء سريين - مع تعليمات حول كيفية تجنب الاعتقال أو الأذى من قبلهم، وفقًا لصحيفة الغارديان.
عملهم في غزةقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن عملية الإنقاذ التي جرت الشهر الماضي في مدينة النصيرات بوسط غزة اعتمدت على أسابيع من جمع المعلومات الاستخباراتية، وقوات الكوماندوز التي تدربت على نسخ طبق الأصل من المباني التي كانت تؤوي الرهائن.
وكان التنكر أمرا حيويا للعملية التي جرت في وضح النهار.
وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنهم كانوا يخشون أن يقتل مسلحو حماس الرهائن في اللحظة التي يكتشفون فيها وجود قوات الكوماندوز الإسرائيلية.
وفي الغارات المتزامنة على مبنيين سكنيين، حافظت الفرق على عنصر المفاجأة.
وقال مسؤولون عسكريون إن القوات الإسرائيلية تغلبت على الخاطفين، بعدما خاضت معارك عبر الشوارع المزدحمة لنقل الرهائن إلى الشاطئ وإبعادهم على متن طائرات هليكوبتر.
ومن المرجح أن يكون العملاء السريون قد دخلوا إلى الحي لأسابيع قبل تنفيذ عملية الإنقاذ، وفق تومر تزابان، وهو عضو في وحدة عسكرية سرية صغيرة عملت في قطاع غزة في التسعينيات في حديث لـ"وول ستريت جورنال".
الصحيفة أفادت بأنه من المرجح أن تقوم المخابرات الإسرائيلية بحملة تجنيد للمتعاونين المحليين داخل غزة بينما يواصل المستعربون أيضاً العمل هناك، كما قال تزابان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال فی غزة
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الصحة تتفقد وحدة طب أسرة في الجيزة.. وتوجّه بتقديم أفضل الخدمات للمرضى
تفقدت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة لشؤون السكان وتنمية الأسرة، الوحدة الصحية الأولية في سقارة التابعة لإدارة البدرشين بمحافظة الجيزة في زيارة مفاجئة، ضمن المرحلة الأولى من الخطة العاجلة لتحسين الخصائص السكانية والتنمية البشرية، يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، سعيا نحو التواصل المباشر مع المواطنين، ورفع كفاءة المنشآت الطبية وتقديم خدمة طبية ذات جودة، وتعزيز دور مراكز الرعاية الصحية الاولية للحصول على الخدمة الطبية بالمحافظات.
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أنّ الدكتورة عبلة الألفي أكدت خلال تفقدها الوحدة ضرورة الالتزام بتوجيه المنتفعين داخل الوحدة إلى غرفة المشورة الأسرية والطفولة المبكرة للتسجيل والحصول على المشورة، في إطار المسار المعتمد من الوزارة للحصول على الخدمات داخل وحدات الرعاية الصحية الأولية، لضمان استفادة الأسرة من خدمات غرفة المشورة الأسرية وتحقيق أهداف الخطة العاجلة وفي مقدمتها رعاية صحة الأم والطفل.
جولة في عيادة التطعيمات بالوحدةوقال عبدالغفار إنّ نائب الوزير تفقدت عيادة التطعيمات في الوحدة، وأكدت ضرورة توجيه المترددات لغرف المشورة لتوعيتهن والحصول على بيانات دقيقة عن كل حالة تساهم في رعاية صحة الطفل، وأوصت بعمل برنامج تدريبي لمقدمي الخدمة لضمان دقة تسجيل بيانات الطفل ومتابعة نموه خلال كل زيارة.
وتابع عبدالغفار أنّ الدكتورة عبلة الألفي ناقشت فريق عيادة تنمية الأسرة داخل الوحدة في أسس تقديم المشورة للمنتفعات، وأوصت الفريق الطبي بمناقشة السيدات، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهن حول وسائل تنظيم الأسرة طويلة المدى، لضمان خفض معدلات الحمل غير المخطط له والتكامل بين مقدمي الخدمة لتقديم الدعم للمنتفعات، والتاكيد علي أهمية المباعدة الحقوقية بين الحمل المتعاقب من 3 إلى 5 سنوات كأساس تحسين الخصائص السكانية.
متابعة العمل بالوحدةوأشار عبدالغفار إلى أنّه خلال متابعة العمل بالوحدة أوصت نائب الوزير بالالتزام بتسجيل البيانات المطلوبة في سجل المترددين على الغرف المختلفة بمنتهي الدقة لضمان متابعة الحالات لاسيما بيانات نمو وتطور الطفل لتتبع علامات الخطر التي تستوجب تحويل الطفل إلى العيادة المختصة للتغذية أو للكشف المبكر عن تأخر نمو وتطور الطفل.
وتابع عبدالغفار أنّ الدكتور عبلة الألفي عقدت اجتماعا تنسيقيا مع الدكتورة أمل رشدي وكيل وزارة الصحة بالجيزة ووكيل مديرية الشؤون الصحية ومدير إدارة البدرشين، للتأكيد على تنفيذ محور تطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية بالخطة العاجلة، مؤكدة أنّ الوزارة تسعى لأن تكون وحدات الرعاية الأولية مركزا تنمويا للأسر من خلال غرف المشورة الأسرية ونوادي المراة والتشبيك مع الوزارات المعنية والمجالس القومية والجمعيات الاهلية، لتكامل جهود تنمية الأسرة.
ونوه عبدالغفار بأنّها أوصت خلال الاجتماع بتطبيق مسار تقديم الخدمة بدءا من دخول المنتفعين للوحدة وإرشادهم على أماكن تقديم الخدمة، ورفع كفاءة الوحدة بإرسال قائمة بالاحتياجات، وتوفير أماكن لانتظار المترددين على الوحدة خاصة غرفة التطعيمات التي شهدت ازدحاما وتكدسا للمواطنين.
كما أوصت بمتابعة مقدمي الخدمة لإعداد البرامج التدريبية المطلوبة لتعزيز كفاءتهم والتأكيد على دقة التسجيل والمتابعة الداخلية والخارجية، فضلا عن تحسين الخدمة الطبية ومتابعة الحمل واستكمال دورة المتابعة من الوحدة إلى الولادة في المستشفى، ثم متابعة ما بعد الولادة في الوحدة .
وتابع أنّ نائب الوزير اختتمت حديثها بالتأكيد على ضرورة تحسين صورة خدمة الرعاية الصحية الأولية من خلال التواصل مع المنتفعين لرفع معدلات رضاء المواطن عن الخدمة وتشجيعه للاستمرار في المتابعة بالوحدة الصحية وتعريفهم بالخدمات المقدمة بالوحدات الصحية وقياس معدلات التردد.