يتخوف اللبنانيون من تراجع الاهتمام الدولي بلبنان نظراً لانشغال الدول بمشاكلها الداخلية وهي المولجة في مساعدته لإخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزُّم الذي يمكن أن يمتد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، طالما أن الكتل النيابية ترفض التلاقي في منتصف الطريق لتسهيل انتخابه بالتوافق على مرشح يحظى بتأييد الغالبية النيابية.


وفي هذا الاطار كتب محمد شقير في"الشرق الاوسط":ان منسوب المخاوف هذه يمكن أن ينسحب على الوضع المشتعل في الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» في مساندته لـ«حماس»؛ في ظل تعثر الوساطات للتوصل إلى وقف للنار في غزة يُفترض أن يمتد إلى جنوب لبنان، الذي يشهد حالياً تصعيداً غير مسبوق في المواجهة ينذر بتوسعة الحرب، طالما أن الحزب يربط التهدئة جنوباً بوقف العدوان على غزة.
وفي هذا السياق، تسأل مصادر سياسية عن الضمانات التي تمنع إسرائيل من توسعة الحرب في حال توصلت إلى اتفاق مع «حماس» لوقف النار بوساطة عربية - أميركية، من دون أن تكون مقرونة بتسوية مستدامة، من وجهة نظر تل أبيب، تعيد الاستقرار للجنوب بما يسمح باتخاذ إجراءات تقطع الطريق على احتمال تجدد المواجهة في أي لحظة؟
كما تسأل المصادر حكومة تصريف الأعمال ما إذا كان لديها تطمينات بعودة الهدوء إلى الجنوب في حال التوصل لوقف النار في غزة، في ضوء ما يتردد على لسان دبلوماسيين غربيين لدى لبنان بأن تل أبيب تشترط التوصل إلى اتفاق يكون بمثابة تسوية تعيد الاستقرار، بما يضمن عودة النازحين على جانبي الحدود؟
ولا تستبعد المصادر نفسها أن يكون لدى إسرائيل خطة مبيّتة تسعى من خلالها إلى اتباع سياسة التدمير البطيء، لا يقتصر على القرى الأمامية الواقعة على طول الحدود بين البلدين، وإنما تصر على أن تُلحق بها القرى المشمولة بتطبيق القرار الدولي 1701، وهذا ما يدعو الدبلوماسيين الغربيين للقلق من أن يأتي مخطط التدمير البطيء في سياق الضغوط لتطبيق هذا القرار من وجهة نظرها وعلى طريقتها الخاصة.
وتخشى من اتباع إسرائيل خطة التدمير البطيء، بخلاف تلك التي اعتمدتها لتحويل قطاع غزة إلى أنقاض للثأر من حركة «حماس»، والاقتصاص منها؛ كونها مضطرة لاسترداد هيبتها التي أصيبت مباشرة باجتياح «حماس» للمستوطنات الواقعة في غلاف غزة، وبالتالي فهي تعتمد خطة الخطوة خطوة لمواصلة تدميرها البطيء للبلدات الجنوبية، اعتقاداً منها بأن ذلك يعفيها من تدخل المجتمع الدولي للضغط عليها، سعياً وراء التوصل لوقف إطلاق النار.
فاتباع إسرائيل التدمير البطيء لهذه البلدات، من وجهة نظر المصادر السياسية، يعني أنها تريد تحويل جنوب الليطاني، تحت الضغط الناري المتواصل بكل الأسلحة، إلى منطقة منزوعة السلاح والسكان في آن، وبالتالي يصعب العيش فيها بعد أن أحرقت الأخضر واليابس باستخدامها القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً.
لذلك فإن معظم البلدات في جنوب الليطاني، غير تلك الواقعة في الخط الأمامي مقابل الحدود الإسرائيلية، بدأت تتحول أرضاً شبه محروقة وتكاد تكون لا حياة فيها، خصوصاً أن التدمير البطيء يتلازم مع مضي إسرائيل في تنفيذ مسلسل الاغتيالات، الذي لا يقتصر على استهداف أبرز القيادات الميدانية والعسكرية لـ«حزب الله» في الجنوب، وإنما أخذ يطال المدنيين في جنوب الليطاني، وكأنها تتوخى من كل هذا منع التجول في هذه المنطقة، إضافة إلى تعقبها لرموز حزبية خارج نطاقها، امتداداً إلى الحدود اللبنانية - السورية الواقعة على تخوم ريف دمشق.
وعليه؛ تتعامل المصادر مع التدمير البطيء وكأنه يأتي في سياق مخطط تصر إسرائيل من خلاله على تمرير رسالة، لا تقتصر على الحزب وإنما تشمل المجتمع الدولي، تحت عنوان أنها ماضية في مخططها باستهدافها البنى التحتية للحزب ومنشآته، سواء أكانت مدنية أو عسكرية، وصولاً لتطبيق القرار 1701 بقوة النار وعلى طريقتها في إطباق سيطرتها جواً وبراً، ولو عن بُعد، على جنوب الليطاني، لوضع لبنان والمجتمع الدولي أمام أمر واقع بأن ما يطبّق على الجنوب حالياً ما هو إلا عيّنة من تطبيق إسرائيل للقرار 1701.
ويبقى السؤال، بحسب المصادر، هل تصر الحكومة على إعطاء الأولوية للاتصالات الدولية والعربية التي يتولاها رئيسها نجيب ميقاتي، رغم ضرورتها في محاولة لتأمين شبكة أمان للبنان، وعدم إدراجه على لائحة الانتظار؛ لأن عامل الوقت لن يكون لمصلحة البلد، فيما يترقب الجميع معاودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين تشغيل محركاته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري؛ كونه من يتولى التفاوض بتفويض من الحزب وبالتنسيق مع ميقاتي لإعادة الهدوء إلى الجنوب بتطبيق القرار 1701؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جنوب اللیطانی

إقرأ أيضاً:

4  شهداء في قصف إسرائيلي على منطقة المشروع شرقي رفح جنوب غزة

أفادت وسائل إعلام عربية بسقوط أربعة شهداء نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة المشروع شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة. 

وزارة الصحة في غزة تكشف عن مجازر جديدة بالقطاع إخفاق مشروع الرصيف العائم في غزة.. تكاليف باهظة ونتائج محدودة

ووفقًا للمصادر، فقد استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المنطقة بعدة غارات، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بجانب الشهداء، وسط تزايد عمليات القصف في مناطق مختلفة من القطاع.

 

وتأتي هذه الغارات ضمن سلسلة من الهجمات المكثفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والتي تسببت في تصاعد كبير في أعداد الضحايا وتدمير واسع للمناطق السكنية والبنية التحتية.

 

الجيش الإسرائيلي: نفذنا غارات على مباني عسكرية لحزب الله في كفركلا 

 

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية على مبانٍ عسكرية تابعة لحزب الله في منطقة كفركلا بجنوب لبنان. 

 

وأضاف الجيش في بيانه أنه استهدف أيضًا مواقع أخرى في بلدة يارين جنوب لبنان باستخدام المدفعية الثقيلة، مؤكدًا أن هذه الضربات جاءت ردًا على التهديدات المستمرة من حزب الله في المنطقة الحدودية.

 

وأشار الجيش إلى أن عملياته تأتي في إطار الدفاع عن أمن إسرائيل ومنع أي تهديدات من الجانب اللبناني، مشددًا على استمراره في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سيادة إسرائيل وأمن سكانها.

 

الجيش الإسرائيلي: اعترضنا مسيرة قادمة من سوريا قبل أن تخترق الأجواء الإسرائيلية

 

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم أنه تمكن من اعتراض طائرة مسيرة قادمة من سوريا قبل أن تخترق الأجواء الإسرائيلية. 

 

وأشار البيان إلى أن عملية الاعتراض تمت بنجاح بواسطة منظومة الدفاع الجوي، مؤكدًا أن الطائرة لم تتمكن من دخول المجال الجوي الإسرائيلي.

 

وأوضح الجيش أن قواته على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة، وأنه سيواصل العمل لحماية سيادة إسرائيل وأمن مواطنيها من أي محاولات اختراق أو تهديد.

 

الجهاد الإسلامي: ننعى قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس محمد جابر أبو شجاع وعددا من إخوانه بالكتيبة 

 

نعت حركة الجهاد الإسلامي قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، محمد جابر أبو شجاع، وعدد من رفاقه في الكتيبة ، فى بيانًا أعلنت فيه عن استشهادهم اثناء مقاومته لقوات الاحتلال الاسرائيلى ، وأشارت الحركة إلى أن هؤلاء الشهداء قد ارتقوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأكدت الحركة أن "دماء الشهداء لن تذهب هدرًا"، وأنها ستظل ملتزمة بمسار المقاومة حتى تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية. وأضافت أن هذه الخسائر لن تثنيها عن مواصلة النضال، بل ستزيد من إصرارها وعزمها على مواجهة الاحتلال.

 

كما جددت الجهاد الإسلامي عهدها بالمضي قدمًا في طريق المقاومة، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى الثبات والوحدة في مواجهة التحديات التي تواجههم، مؤكدة أن دماء الشهداء ستكون وقودًا لمواصلة الكفاح حتى نيل الحرية والاستقلال.

 

مقالات مشابهة

  • استشهاد 6 أشخاص بعد استهداف مركبة تتبع لمؤسسة دولية في رفح
  •  إصابة سيدة في قصف مدفعي إسرائيلي شرق حي الزيتون جنوب غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف أطراف بلدة في الجنوب اللبناني
  • 4  شهداء في قصف إسرائيلي على منطقة المشروع شرقي رفح جنوب غزة
  • مقتل ضابط إسرائيلي برتبة رائد في معارك وسط قطاع غزة
  • حزب الله يستهدف موقع إسرائيلي بطائرة مسيرة.. فيديو
  • طوله 3 كيلومترات..إسرائيل تعلن تدمير نفق كبير لحماس في غزة
  • مفاوضات غزة: التفاصيل التقنية مجرّد عناوين لتثبيت الاحتلال
  • 3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين في حي الزيتون جنوب غزة
  • استشهاد 20 فلسطينيا بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على غزة