الارادة الاهلية: بعد آخر للمقاومة
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
الارادة الاهلية: بعد آخر للمقاومة…
توقفت عند هذه الفقرة من بيان غرفة طوارئ الدندر يوم 15 يوليو 2024م وجاء فيها
(ومن هنا، نطلق نداءً لأعيان الدندر وعُمد القرى بسحب أبنائهم من صفوف مليشيا الدعم السريع، خاصةً أبناء قرى الفريش وكامراب الرزيقات وحلة بله والمنوفلي وقرية تاما وعبد البنات، إنّ وجود أبناء هذه المناطق في صفوف مليشيا الدعم السريع يمثل إساءة بالغة للدندر وأهلها.
لقد عمدت المليشيا إلى بناء شبكات حواضن اجتماعية لتوفير الملجأ الآمن لقياداتها ولتوفير إمداد الوقود والغذاء وتهريب السلاح ، ولتوفير المعلومات من خلال الانتقال الآمن والتسلل من منطقة إلى اخرى ، وأكثر من ذلك الإستعواض بالقوة البشرية.. فهل يكتسب هؤلاء ذات عادات واساليب المليشيا فى النهب والسلب والتهجير والقتل ؟ وما تأثير ذلك على التعايش الإجتماعي فى تلك المناطق والمجتمعات ؟ وكيف يمكن التحسب لمثل هذه الحالات فى مجتمعات ومناطق اخري ، هم بيننا آمنين ، بينما هم فى الحقيقة (سوس ينخر).. وهذه حسابات خاسرة ، لقد استقبل أحد رموز الدندر المليشيا بالذبائح وجازوه بسلب عربته وممتلكاته وتشريد اهله..
لقد قدمت المجتمعات المحلية دورا بارزا ومتقدما فى المدافعة عن العرض والأرض والممتلكات وشهدنا تأثير ذلك فى دار حمر وفى بعض مناطق الجموعية غرب امدرمان وجنوبها، وفى الفاشر وفى شمال دارفور وغربها ووسطها ، حيث صمود الفاشر وفاعلية دور القوات المشتركة..
وسيكون مطلوبا دورا مماثلا فى مناطق اخرى ، لقطع الطريق امام هذه البربرية المتوحشة ، و لا يمكن تصور نزوح الآلاف وترك ممتلكاتهم وارضهم لثلة من المغامرين تجمعوا من اقاصى الدنيا والشتات ، هذا هو السند الحقيقى والموقف التاريخي..
ابراهيم الصديق على
17 يوليو 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المليشيا سحبت أبناء الماهرية تاركة شباب المسيرية دون مساعدة ولا تسليح
في ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ نقلت الأسافير خطبة الناظر مختار بابو نمر أمام حشد من قبيلته في المجلد ، و التي كانت خطابا داعماً لحميدتي الذي وصفه بأنه “أرجل زول في السودان” ، و ذكر أن الناس وقّعوا في نيروبي بأقلامهم و هو اختار أن يوقع بقلبه! ثم وجّه تحذيره للبرهان بأنه لم يستمع إلى نصيحة الرئيس الأسبق البشير “بألّا يقاتل المسيرية” ومضى يمدح في قدرة القبيلة على إطالة الحرب و الإثخان في جيش البرهان الذي “عرف الآن ماذا تعني محاربة المسيرية الذين يستطيعون إذاقته آلام الهزيمة مثل التي مضت و أكثر”.
ظهور الناظر مختار بعد إنتقال الهجوم إلى كردفان و توغل جيش الصياد بقيادة ضابط مسيري و هو العميد جودات ، كان مهمّاً لإعادة تعريف الحرب لجنود المسيرية الفارّين من جحيم الهزيمة في الخرطوم و الجزيرة و شمال كردفان. و هو مهم كذلك لقواعد القبيلة التي لم تقاتل الجيش و لم تشارك في الحرب.
محاولة الناظر إلى إعادة تعريف الحرب كصراع بين الجيش الوطني و قبيلة المسيرية ، هي آخر جهد تعبوي ليدفع شباب قبيلة المسيرية إلى القتال.
القبيلة لم تخضع أبداً لهذه الدعاية الحربية المتطابقة مع خطاب المليشيا. إذ عارض مبكراً قيادات القبيلة هذه السردية و قاوموا اختطاف النظارة بواسطة آل دقلو ، مما دعا بهم للقيام بهجوم تأديبي على حواضر القبيلة في الفولة و بابنوسة و تهجير أهلها لكسر الخطاب المعارض للحرب التي أعلنها الناظر على الدولة تحالفاً أو تطابقاً مع مشروع آل دقلو. فالمسيرية قبيلة و ليس مليشيا عسكرية و لا حزب سياسي معارض ، و لم يكن للمسيرية أبداً مشروع سياسي بالسيطرة على حكم الدولة أو جلب الحرب إلى ديارهم. قد يكون للمسيرية مطالب تتعلق بالرفاه الإجتماعي ـ مثل غيرهم من السودانيين – كتوفير التعليم و الصحة و تأمين طرق الرعي عبر تفاهمات بين دولتي السودان و جنوب السودان. إستجابة بعض شبابها لنداء آل دقلو بغزو الخرطوم ، دفعت القبيلة ثمنا باهظاً لذلك من عدد الأموات و ضحايا الحرب العائدين إلى قراهم .
دفعت المليشيا بالناظر مختار إلى خطاب يائس يحاول إعادة حشد المقاتلين حول راية قبلية أخرى لعقد حرب طويلة لن تتم هذه المرة في “دار الجلابة” و إنما في عقر حواضر القبيلة. غداً سيخرج بابو نمر مطارداً ليحل زائراً على خصومه من الدينكا أو ضيفاً ثقيلاً في الضعين التي تكاد تضيق بأهلها مع إقتراب الجيش السوداني لفرض النظام في إقليمي دارفور و كردفان.
المليشيا سحبت أبناء الماهرية تاركة شباب المسيرية دون مساعدة و لا تسليح و لا خطة للخروج في ولاية سنار و الآن في ولاية الخرطوم. و لا مانع لديها من التضحية بمزيد من شباب المسيرية فقط بنيّة تأخير تقدم الجيش و ليس للإنتصار أو حكم البلاد و القبض على البرهان كما أقنع دقلو الناظر العجوز مختار في بداية الحرب . ليس هناك فزع يا مختار إذ أنك تقف في الديار التي يُفترض أن تفزع الآخرين . لقد اقترب الصياد ، جهز حقائبك للرحيل ، أو مت كما مات الذين بعثتهم ليحتلّوا الخرطوم.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب